ملخص
استهدف الطيران الحربي للجيش أهدافاً لـ"الدعم السريع" بمدينة أبو زبد بغرب كردفان، مما أسفر عن تحييد 19 من عناصرها وفق مصادر كشفت، أيضاً، عن أن قوات الجيش بدأت، للمرة الأولى، استخدام الأسلحة الثقيلة بكثافة، مستهدفة مواقع وتمركزات "الدعم السريع" من محاور إقليم كردفان، بخاصة في مناطق غرب الأبيض وشرق الرهد.
أسقطت الدفاعات الجوية للواء 72 التابع للجيش بمدينة الدويم، بولاية النيل الأبيض جنوب السودان، أربع طائرات مسيرة هجومية لقوات "الدعم السريع" كانت في طريقها لمهاجمة المدينة. ورجحت مصادر عسكرية أن تكون مسيرات "الدعم السريع" انطلقت من مناطق سيطرته في مناطق شرق كردفان، مبينة أن المضادات الأرضية تمكنت من إفشال الهجوم من دون تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية، مؤكدة جاهزية واستعداد أنظمة الرصد والدفاع الجوي للتصدي لأي محاولات عدائية تستهدف المدنيين والمنشآت الحيوية.
غارات متتالية
واستهدف الطيران الحربي للجيش أهدافاً لـ"الدعم السريع" بمدينة أبو زبد بغرب كردفان، مما أسفر عن تحييد 19 من عناصرها وفق مصادر كشفت، أيضاً، عن أن قوات الجيش بدأت، للمرة الأولى، استخدام الأسلحة الثقيلة بكثافة، مستهدفة مواقع وتمركزات "الدعم السريع" من محاور إقليم كردفان، بخاصة في مناطق غرب الأبيض وشرق الرهد.
في المقابل، قالت "الدعم السريع" على منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي إن مجموعة تتبع لها تسمى "القارعة" بقيادة محمد ساكن صديق أسقطت مسيرة تابعة للجيش بالمحور الجنوبي لمدينة الفاشر. كما قصفت مسيرة أخرى قسم شرطة محلية أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين وتدمير المبنى بالكامل واحتراق شاحنات مدنية كانت متوقفة بجواره. وكشف بيان لمجموعة "محامو الطوارئ" عن أن هذا الهجوم الجوي هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب، ولفت البيان إلى أن طائرة مسيرة أخرى كانت قد استهدفت مركبة للمواصلات تقل مدنيين في المحلية نفسها، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة آخرين.
الفاشر جائعة
إنسانياً، أعلن متطوعون في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، توقف آخر المطابخ الجماعية "التكايا" التي تقدم الطعام لمواطني المدينة، أمس الجمعة، بسبب انعدام المواد التموينية، بعدما كانت آخر وجبة، عبارة عن علف "الأمباز" الخاص بالحيوانات. ووجه المتطوعون مناشدات عاجلة لدعم المطابخ الجماعية. وتعيش المدينة أوضاعاً معيشية وصحية قاسية بسبب انعدام الأدوية ودمار المؤسسات الصحية ونفاد السلع الغذائية من الأسواق، نتيجة الحصار المفروض عليها منذ ما يقارب عاماً ونصف العام، فضلاً عن توقف قوافل المساعدات الإنسانية منذ أشهر عدة، وقالت لجان المقاومة بالمدينة إن الجوع بات يفتك بالمدينة المحاصرة، بعد توقف معظم المطابخ الجماعية.
الكوليرا تتصاعد
وكشفت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين عن تنامٍ كبير في معدل الإصابات الجديدة بالكوليرا في إقليم دارفور بواقع 90 إصابة لليوم الواحد، أكثر من ثلثها وسط الأطفال دون سن الخامسة. وأعلنت وزارة الصحة بولاية جنوب دارفور تسجيل 57 إصابة جديدة بالوباء، بينها ست وفيات، أمس، مما يمثل أعلى حصيلة يومية يتم تسجيلها منذ رصد أول إصابة في الـ27 من مايو (أيار) الماضي. وناشدت الوزارة الجهات المعنية تقديم الدعم للسيطرة على الوباء من خلال مساعدة فرق الاستجابة السريعة وتوفير الأدوية اللازمة وتعزيز نظام تعقيم مياه الشرب، وأوضاع صحة البيئة، إضافة إلى رفع الوعي الصحي وسط المجتمعات المحلية.
وبحسب التقرير الوبائي للإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بالولاية، بلغ إجمال الإصابات التراكمية منذ بداية تفشي الوباء 610 إصابات بينها 46 وفاة. وتواجه أجزاء واسعة من إقليم دارفور تفشياً متسارعاً لوباء الكوليرا، في ظل أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة تعرقل جهود احتواء الوباء وتفاقم من المعاناة المتزايدة التي يعيشها السكان ومئات آلاف النازحين من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب النقية.
قتلى الغارات
في غرب كردفان قال شهود بمدينة أبو زبد إن الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي للجيش على المدينة أمس الجمعة، تسببت في مقتل نحو 12 من المدنيين وإصابة العشرات بينهم نساء وأطفال، واتهمت "مبادرة دارفور للعدالة" الجيش بقصف المدنيين في أبو زبد بالبراميل المتفجرة والمسيرات الانتحارية وقتل وجرح عشرات المدنيين بصورة لم تستثن شيخاً أو امرأة أو رضيعاً، مع دمار كبير في المنازل والممتلكات.
الجوع في كادوقلي
في جنوب كردفان، قالت مجموعة "نساء ضد الظلم" إن المعاناة والألم يتراكمان على سكان العاصمة كادوقلي يوماً بعد يوم، بعدما توقفت المدارس والمراكز الصحية وأغلقت الأسواق وانعدمت السلع الأساسية، بينما لم تصل أي مساعدات منذ أشهر، وأشار بيان للمجموعة إلى أن أكثر من 96 في المئة من العائلات لا تستطيع تلبية حاجاتها اليومية، وتعاني نسبة كبيرة من الأطفال سوء التغذية الحاد، بينما تقل الخيارات وتنعدم الأصوات. وتتصاعد الأزمة الغذائية في مدينتي الدلنج وكادوقلي بجنوب كردفان، بسبب الحصار وإغلاق الطريق الرابط بينها وبين شمال كردفان، بواسطة قوات الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو المتحالفة مع "الدعم السريع" مما تسبب في توقف الإمدادات الغذائية من السلع الأساسية. وحذر البيان من أن الوضع الإنساني في مدينة كادوقلي لم يعد حالاً طارئة عابرة، بل أصبح أزمة متفاقمة ترك فيها المجتمع ليواجه مصيره وحده، منوهة بأنه لا يجوز أن يتحول الجوع إلى واقع عادي يدار بالصمت.
كما أصدر المجلس الاستشاري لشؤون النوبة الموالي لـ"الدعم السريع" بياناً دان فيه عمليات الاعتقال التي قامت بها الأجهزة الأمنية بالولاية في حق عدد من النساء بالعاصمة كادوقلي. ورفض البيان ما وصفه باستخدام حكومة الولاية أسلوب الاستنفار مقابل الغذاء، مما يهدد بتدمير النسيج الاجتماعي، مؤكداً تضامنه مع ضحايا الأوضاع الإنسانية والمجاعة بالمدينة.
50 ألف لغم
إلى ذلك أعلن المركز القومي لمكافحة الألغام عن خطط لتدمير 50 ألف "دانة" (مقذوف مدفعي كبير) في بداية أغسطس (آب) المقبل، تم جمعها من محليات ولاية الخرطوم السبع. وأوضح مدير المركز العميد خالد حمدان أن عام 2025 سجل 49 إصابة جراء 20 حادثة، مما أسفر عن سقوط 12 قتيلاً و37 جريحاً، مقارنة بـ59 إصابة نتيجة 28 حادثة انفجار للمخلفات الحربية، تسببت في 14 وفاة و45 إصابة، العام الماضي. وأشار حمدان إلى أن عدد ضحايا انفجارات المخلفات الحربية والألغام بلغ 26 قتيلاً و86 جريحاً خلال عامي 2024 - 2025.
على نحو متصل أعلنت منظمتا "أصدقاء السلام والتنمية" و"الوحدات الوطنية لمكافحة الألغام" عن إزالة 250 جسماً من مخلفات الحرب القابلة للانفجار في مناطق القطينة والأعوج والجبلين، عقب خروج "الدعم السريع" من ولاية النيل الأبيض، إلى جانب استفادة أكثر من 100 ألف مواطن من حملات التوعية في المناطق المستهدفة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سيول مفاجئة
في الأثناء أصدرت وحدة الإنذار المبكر بوزارة الري والموارد المائية بالتعاون مع المشروع الإقليمي للإنذار المبكر، نشرة تحذيرية في شأن احتمال حدوث سيول مفاجئة خلال الفترة من الـ25 إلى الـ27 من يوليو (تموز) الجاري.
تشمل المناطق المتوقع تعرضها لسيول متوسطة الخطورة، محليات الزاندي بوسط دارفور، وكبكابية بشمال دارفور، والجنينة بغرب دارفور، إضافة إلى منطقة القاش ومحليتي همشكوريب ونهر عطبرة بولاية كسلا شرق السودان، إلى جانب الحدود الجنوبية الشرقية لولاية نهر النيل شمالاً. وتشير البيانات إلى رصد احتمالات حدوث سيول عالية الخطورة في شمال همشكوريب وأجزاء من نهر القاش والمناطق الشمالية لمحلية نهر عطبرة، مع الحدود الشرقية لولاية نهر النيل.
وتوقعت وحدة الإنذار المبكر بتأثر محتمل لنحو 30 منطقة بمختلف أرجاء البلاد، وتعرض نحو 22028 شخصاً بتلك المناطق للخطر، كما ناشدت السكان تجنب المناطق المنخفضة ومجاري السيول مع متابعة التحديثات الرسمية حول الوضع، كذلك أوصت الوحدة بضرورة إخلاء الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن إلى مناطق أكثر أماناً، ونشر التحذيرات وسط المجتمعات المحلية.
جدل سياسي
سياسياً أثارت تصريحات الرئيس المفوض لـ"حزب المؤتمر الوطني" (الذي أعلن حله عقب سقوط النظام السابق)، أحمد هارون، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والاجتماعية السودانية، حول طبيعة علاقة الإسلاميين بالجيش والحرب الراهنة. وأعلن هارون، وهو أحد قياديي نظام عمر البشير، المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، أن حزبه لن يشارك في أي حكومة انتقالية غير منتخبة، ولن يعود إلى السلطة إلا عبر صناديق الانتخابات بعد الحرب. وأضاف رئيس "المؤتمر الوطني" أنهم منفتحون على استمرار الجيش في الرئاسة حتى بعد الفترة الانتقالية، "مع ضرورة وجود دور مهم وحيوي له في الحياة السياسية بالنظر إلى الهشاشة الأمنية ومهددات الأمن القومي والتدخلات الخارجية، وليسوا مع المفهوم الغربي الذي تتبناه بعض القوى السياسية الداعية إلى خروج الجيش من السياسة"، وشدد هارون على أن مشاركة بعض عناصرهم في القتال إلى جانب الجيش تأتي من منظور وطني ضمن الطيف الواسع من الشعب السوداني، من دون أن يكون ذلك وراء لافتة سياسية أو لتحقيق مكاسب سلطوية.
محاسبة شاملة
أممياً أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أهمية أن تكون هناك إجراءات محاسبة شاملة لتحقيق العدالة ومنع الإفلات من العقاب في شأن الجرائم والانتهاكات في السودان. وأشار تورك، خلال لقائه مندوب السودان الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف السفير حسن حامد، إلى ضرورة تعزيز التعاون مع مكتب المفوضية في السودان. وأوضح مندوب السودان بجنيف أن تساهل المجتمع الدولي مع "الدعم السريع" دفعها إلى الازدراء بالقرارات والمناشدات الدولية والأممية كافة، بما فيها الهدنة الإنسانية التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في شأن الوضع في الفاشر، التي وافقت عليها الحكومة ورفضتها "الدعم السريع".