Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إنجلترا تعيش في وهم "يورو 2025" والآن عليها مواجهة الواقع

وسط الإشادة بروح الفريق لا يمكن الاعتماد على المعجزات في اللحظات الأخيرة لهزيمة خصم رفيع المستوى مثل إسبانيا خلال نهائي الأحد

المهاجمة الإنجليزية كلوي كيلي تحتفل مع زميلتها أغنيس بيفر جونز بعد الفوز في مباراة نصف نهائي "يورو 2025" (أ ف ب)

ملخص

على رغم الأداء المتذبذب، قاد الإصرار والعزيمة منتخب إنجلترا النسائي لنهائي أوروبي جديد، لكن مواجهة إسبانيا تفرض واقعاً مختلفاً يتطلب حلولاً تكتيكية تتجاوز الاعتماد على اللحظات الأخيرة، وسط تساؤلات عن قدرة المدربة فيغمان على كسر حدود الفريق الحالية.

بينما تحول الحديث المفعم بالحماسة في جنيف -كما هو متوقع- إلى النهايات ومقارناتها بالأفلام، وصفت صاحبة هدف الفوز كلوي كيلي الأمر بأنه "خيال".

قد يشير ذلك إلى مدى عدم واقعية فوز إنجلترا على رغم أدائها السيئ، حتى وإن لم تكن هذه هي نية المهاجمة بالطبع.

المدربة سارينا فيغمان وفريقها لا يرغبون بطبيعة الحال في الدخول حالياً في نقاشات نقدية من هذا النوع، ولهم كل الحق في ذلك، فهناك ظهور تاريخي آخر في النهائي يستحق الاحتفال الآن، كما أن هناك تحليلات كثيرة ستجرى قبل مباراة الأحد المقبل، إلى جانب كثير من التحضيرات، وهم في حاجة ماسة إليها.

إنجلترا الآن أقل بكثير من مجموع أجزائها، لكنها مع ذلك تمتلك صفات أهم، فهناك عزيمة نادرة داخل هذا الفريق.

وقالت فيغمان "هذا الفريق لا يستسلم أبداً". أما بطلتها كيلي فذهبت إلى أبعد من ذلك، مستخدمة عبارة قديمة بصياغة جديدة، ربما كانت لتكون أكثر ملاءمة إن كان الخصم في نهائي الأحد هو ألمانيا وليس إسبانيا "لا يمكنك أبداً أن تستبعد الإنجليز".

عزيمة إنجليزية تخطف الأنظار على رغم الأداء الضعيف

ضد إيطاليا، تركت بطلات أوروبا الأمر حتى الـ90 ثانية الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع. حتى إن إيطاليا احتفلت بتنفيذ كيلي لركنية خاطئة قبل أن تسجل ميشيل أغييمانغ هدف التعادل.

هذه ليست حادثة عرضية ولا صدفة. هناك روح واضحة في هذا الفريق. وهي تظهر بوضوح في لحظات مثل التفاف الفريق بأكمله حول جيس كارتر، تماماً كما تظهر في أهداف التعادل المتأخرة. وكل من هذه الأمور يؤدي إلى الآخر، وهناك تأثير تراكمي متزايد.

كلما سجلت أهدافاً حاسمة خلال الدقائق الأخيرة، زاد شعورك بأن هناك دائماً هدفاً آخر قادماً.

الأهداف المتأخرة... ميزة أم علامة ضعف؟

وربما حان الوقت لإعادة صياغة عبارة شهيرة أخرى، تلك التي كانت تقال عن مانشستر يونايتد تحت قيادة أليكس فيرغسون، فهذا المنتخب الإنجليزي لا يخسر المباريات، بل ينفد منه الوقت فحسب.

لكن الوقت قد يلحق بهم بطريقة أخرى، وهنا يظهر الجانب السلبي لكل هذه الأهداف المتأخرة.

إذا فعلتها مرة أو مرتين، فهي دليل على العزيمة. أما إذا تكررت كثيراً، فهي دليل على الضعف. فإذا كنت تحتاج دائماً إلى مثل هذه اللحظات، فهناك خلل في فريقك.

لذا هناك تفسير آخر لما حدث في جنيف أمس الأربعاء، وهو تفسير قد لا يلقى رواجاً في خضم النشوة التي صاحبت الانتصار.

تفوق فردي أنهى مغامرة إيطاليا لا أكثر

فربما لم تكن هذه المرة دليلاً على العزيمة. بل كانت ببساطة فريقاً يمتلك لاعبات يفقن نظيراتهن في إيطاليا بكثير، فجاء التفوق الفردي ليفرض نفسه في النهاية.

لم يكن مهماً متى سيحدث ذلك، بل كان سيحدث بكل تأكيد. فالفجوة كانت كبيرة جداً، مما يظهر مدى الحظ الذي حالف إنجلترا في مواجهة فريق محدود القدرات في نصف النهائي.

لقد تجاوزت إيطاليا التوقعات بصورة كبيرة بوصولها إلى هذه المرحلة، لكنها لم تكن تملك الخبرة أو الحنكة الكافية لإنهاء المباراة لصالحها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اللاعبات ارتكبن بعض القرارات المحيرة خلال الدقائق الأخيرة، جزئياً لأنهن لم يكن يملكن اللياقة اللازمة للاستمرار حتى النهاية. وكن منهكات. وزاد الأمر سوءاً إصابة المهاجمة النجمة كريستيانا غيريللي.

خلال الوقت الإضافي، ضاعت منهن فرص ثمينة لشن هجمة مرتدة. فقد كانت تلوح فجأة فرصة لإرسال تمريرة إلى لاعبة منطلقة، لكن بدا وكأنهن لا يرغبن في المجازفة. كن خائفات من الانكشاف دفاعياً، وربما كن على يقين بأنهن لن يتمكن من العودة لتغطية المساحات الدفاعية إن قطعت إنجلترا الكرة.

هذا هو ما يفعله الوقت الإضافي في مباريات الإقصاء المشوقة كهذه. إنجلترا تملك خبرة أكبر في مثل هذه المواجهات، حتى وإن كانت اعتمدت على نشاط أغييمانغ خلال اللحظات الأخيرة.

هل تكفي الروح القتالية للتتويج؟

لكن في النهائي لن يكون في مواجهة فريق محدود مثل إيطاليا.

الاختبار سيكون مختلفاً تماماً، وأكثر خطورة بمجرد التفكير في الاعتماد على إنقاذ آخر في اللحظات الحرجة. وهنا قد تلحق بك العيوب التي تجعل فريقك في حاجة مستمرة للأهداف المتأخرة.

في النهاية، يتوقف الأمر على ما الذي ستكون له الكلمة الأخيرة... نقاط ضعفك أم روحك القتالية؟ ما لم تتمكن من حل مشكلاتك منذ البداية.

ضحكت فيغمان عندما قالت إن "الخطة لم تكن" أن يظل الفريق متأخراً في مثل هذه المباريات، لكنها في حاجة فعلاً لأن تأخذ الأمور بجدية وتجد طريقة جديدة للفوز.

فعلى رغم أن الروح القتالية تعد قيمة هائلة، فإن البطولات عادة ما تجبرك في النهاية على الاصطدام بحدودك القصوى.

فيغمان في حاجة ماسة إلى تجاوز حدود هذا الفريق، وبخاصة بالنظر إلى المواهب التي تمتلكها.

فنحن نتحدث عن واحدة من أعظم المدربات في تاريخ كرة القدم النسائية، وأكدت جودتها الاستثنائية بوصولها إلى نهائي خامس على التوالي. ومع ذلك، يبدو أنها لم تتمكن حتى الآن، في هذه البطولة الأوروبية، من إيجاد حل للعيوب الجوهرية في أداء إنجلترا.

تبديلاتها خلال الدقيقة الـ75 أثمرت حتى الآن، والحماسة التي تصاحب دخول اللاعبات البديلات يمكن أن تزرع الشكوك في نفوس الخصم. وهذه إحدى الزوايا الأخرى لأهداف اللحظات الأخيرة. لكن، في المقابل، الفرق الأقوى قد تكتشف هذا النمط وتتعامل معه بذكاء.

كيلي كانت محقة. لقد عاشت إنجلترا حتى الآن في عالم من الخيال. لكنها الآن في حاجة إلى التصرف بواقعية تجاه ما هو قادم. وربما يكون أفضل ختام لبطولة اللبؤات ليس عرضاً متأخراً جديداً، بل فوز يحسم خلال الوقت المناسب.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة