Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتحالف "ناسا" مع ماسك لإنقاذ نفسها من ترمب؟

الخلاف بين الملياردير والرئيس على زعامة هذا المجال بعد تحييد الوكالة وصل إلى نقطة اللاعودة

أثبتت "سبيس إكس" أنها أقوى من "ناسا" في سوق الفضاء (إنسبلاش)

ملخص

يخشى ترمب الآن كثيراً من تغول إيلون ماسك في هذا المجال المهم بعد نمو شركاته الخاصة، وأهمها على الإطلاق "سبيس إكس".

بات واضحاً أن صراعات السياسة تنتقل أخيراً لتتدخل بصورة مباشرة في عالم الفضاء، فالخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورجل الأعمال إيلون ماسك على زعامة هذا المجال بعد تحييد "ناسا" وصل بين الرجلين إلى نقطة لا رجعة عنها.

يبدو الأمر معقداً كثيراً هذه المرة، فترمب الذي لم يكن يعجبه أبداً أداء "ناسا"، وهي ممثلة القطاع الفضائي الحكومي الرزين الذي يؤمن بالبحوث العلمية كوسيلة طويلة الأمد لاستكشاف الكون من حولنا، قلص نفوذها كثيراً، لكنه في الوقت ذاته يخشى تغول إيلون ماسك في هذا المجال المهم من خلال شركاته الخاصة، وأهمها "سبيس إكس".

لذلك يحاول ترمب منذ فترة تحجيم قدرات حليفه وصديقه القديم في هذا المجال، بعد أن تمكن بمساعدته من إنهاء زعامة "ناسا" لهذا القطاع، ولكنه لم يوفق في محاولته حتى هذه اللحظة. فتحت عنوان "تحرك ترمب ضد ماسك يأتي بنتائج عكسية مع الكشف عن اعتماد ’ناسا‘ على ’سبيس إكس‘"، أثارت الـ"ديلي ميل" الشكوك حول قدرة الرئيس ترمب على مواجهة "الفضاء الخاص" في الولايات المتحدة، ممثلاً بزعيمه إيلون ماسك. وذلك عقب انتهاء ترمب من "تحطيم" وكالة الفضاء الأميركية الحكومية "ناسا" وخفض موازنتها العلمية وعدد موظفيها إلى النصف تقريباً، مما دفع كثيرين إلى التساؤل: هل هناك بوادر لتحالف ماسك و"ناسا" ضد ترمب، ولماذا؟

عقبة كبيرة

وفق الـ"ديلي ميل" كشفت مصادر إعلامية مطلعة أخيراً عن أن جهود دونالد ترمب لقطع العلاقات مع إيلون ماسك و"سبيس إكس" اصطدمت بعقبة كبيرة، إذ أوضحت مراجعة رسمية مدى أهمية عقود ماسك لـ"ناسا" ولهيمنة أميركا على الفضاء في العالم. وكان ترمب أشار في ذروة خلافه مع أغنى رجل في العالم إلى أن الإدارة قد توفر ملايين الدولارات من خلال "إنهاء" العقود الحكومية مع شركات ماسك، مما سيجبره على "العودة لجنوب أفريقيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المعروف أن العلاقة بين ماسك وترمب شهدت توتراً حاداً بسبب انتقاد ماسك لمشاريع ترمب "الجميلة الكبيرة"، وهجماته الشخصية على علاقة الرئيس السابقة مع جيفري إبستين، المتاجر بالأطفال وفقاً لـ"ديلي ميل". وبعد أيام من ظهور هذا التوتر إلى العلن، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مسؤولاً كبيراً في إدارة الخدمات العامة أمر وزارة الدفاع بملء نموذج يفصل جميع عقود ومعاملات "سبيس إكس" الحالية، وقال المسؤول إن البيانات التي جمعوها ستشارك مع البيت الأبيض في انتظار تعليمات أخرى.

في الوقت ذاته أكدت الكاتبة الصحافية بريتاني تشين، أن طلبات مماثلة قدمت إلى الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء "ناسا" في محاولة لتحديد ما إذا كان بإمكان منافسين آخرين لـ"سبيس إكس" إدارة العقود نفسها بفعالية أكبر، لكن مراجعة وزارة الدفاع أثبتت أيضاً أن معظم الصفقات مع "سبيس إكس" كانت حيوية للغاية لمهمات الوزارة و"ناسا"، وذلك وفقاً لمصادر مطلعة. كذلك سلطت المراجعة الضوء على اعتماد الحكومة على شركات ماسك للحفاظ على ريادتها في مجال استكشاف الفضاء، ومدى ضآلة منافسته في هذه السوق.

محاولة إلغاء

بدورها أكدت "التلغراف" أن ترمب حاول إلغاء عقود "ناسا" مع "سبيس إكس"، إذ طلب الرئيس الأميركي من المسؤولين إعداد "بطاقات تقييم" لإمكان استبدال شركة الملياردير بشركة منافسة. وجاء ذلك عبر قصة للمراسلة الأميركية سوزي كوين، التي أعادت نشر صورة قديمة لإيلون ماسك وهو يصطحب دونالد ترمب في جولة داخل غرفة تحكم "سبيس إكس".

 

بذلك بات من المؤكد أن دونالد ترمب لا يستطيع التخلي عن مشروع "سبيس إكس" التابع لإيلون ماسك، إذ كتب الصحافي جاك ريفيل على أحد المواقع الإخبارية العالمية قبل أيام قليلة "في ظل التداعيات المريرة لانهيار هذا العام، هدد الرئيس دونالد ترمب بإلغاء العقود الحكومية المبرمة مع إيلون ماسك وعمليات (سبيس إكس) التابعة له. والآن، وقد وصل إلى مرحلة الحسم، يكتشف أن الأمر أصعب بكثير مما كان متوقعاً، إذ اكتشف موظفو إدارة ترمب المكلفون بمراجعة عقود ’سبيس إكس‘ الحكومية أن إنهاءها سيكون له تأثير خطر في كل من ’ناسا‘ ووزارة الدفاع".

وفقاً لتقارير جديدة صادرة عن صحف كثيرة، فإنه وبعد المراجعة قد يخضع عدد قليل فقط من عقود "سبيس إكس" الحالية لمزيد من التدقيق. مع ذلك، لن يتم إلغاء أي منها، لأنه ببساطة لا يوجد من يستطيع القيام بهذه المهمة بكلفة أقل وبموثوقية أكبر. ويقول ريفيل "هذا ليس مفاجئاً، نظراً إلى أن ’سبيس إكس‘ هي أكبر شركة في العالم بلا منازع عندما يتعلق الأمر بإرسال المواد إلى الفضاء. ففي العام الماضي، شكلت هذه الشركة 83 في المئة من عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية العالمية. وتتعاقد الحكومة الأميركية مع الشركة الرائدة في مجال الفضاء منذ سنوات، ولا تزال تقنياتها فعالة في دعم الاتصالات العسكرية الأوكرانية في خضم الصراع الروسي المستمر. وفي مقابل خدماتها تلقت شركة ماسك ما لا يقل عن 21 مليار دولار من تمويل دافعي الضرائب، مع 13 مليار دولار إضافية في انتظارها".

صعود "بيزوس"

لكن ماسك ليس الملياردير الوحيد في مجال الفضاء، وكثيراً ما كانت الحكومة قلقة حيال احتكار شركة ماسك لهذه الصناعة، إذ فازت شركة "بلو أوريجين" المملوكة لجيف بيزوس، بسبعة عقود في الجولة الأخيرة من جوائز إدارة ترمب، بينما حصدت "سبيس إكس" 28 عقداً، أي ما يزيد قليلاً على النصف، لذلك صرح محلل الدفاع والفضاء تود هاريسون، لمجلة "فوربس" بأن "لا بديل لـ’سبيس إكس‘. ببساطة، خيارات الإطلاق الأخرى لدينا لا تملك الإمكانات اللازمة".

وشهدت علاقة ماسك وترمب، اللذين ظهرا في صورة خلال محادثة ساخنة في البيت الأبيض في مارس (آذار) الماضي، خلافاً حاداً. وعلى رغم ذلك فإن "سبيس إكس" ليست الشركة الوحيدة التابعة لماسك التي تربطها علاقات بالحكومة الأميركية، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع أعلنت الحكومة صفقة بقيمة 200 مليون دولار بين البنتاغون وشركة Xai المملوكة لماسك لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي الحكومية في مجال الحرب.

وكالعادة، تأخذ المواقع العلمية البارزة المراقبة لهذا النزاع الشرس وقتاً طويلاً للتعليق على مثل هذه الأنباء التي تتداولها بكثرة المواقع الصحافية الكبرى، إذ من المتوقع أن تؤيد "ناسا" ومن يدور في فلكها من المواقع العلمية ماسك في هذا الخلاف، نظراً إلى ارتباط المصالح الوثيق بين شركات الملياردير الأميركي وكثير من مهمات "ناسا" الحساسة.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم