ملخص
أوردت صحيفة "ديلي ميل" تفاصيل خاصة بالحادثة وكتبت مجموعة من محرريها تحت عنوان "هارب أوكراني يتجنب القتال من أجل كييف من خلال الانضمام إلى برنامج رواد الفضاء الروسي والطيران ثم لمحطة الفضاء الدولية"، مؤكدة أن طياراً تابعاً للقوات المسلحة الأوكرانية يختبئ الآن من قادته داخل محطة الفضاء الدولية.
قد يبدو عنوان "الحرب تنتقل إلى الفضاء" مألوفاً بصيغته المجازية عند الحديث مثلاً عن المعارك التي دارت العام الحالي بين إيلون ماسك ودونالد ترمب أيام تحالفهما معاً ضد "ناسا" والمجتمع العلمي الأميركي، لكن حروب الأرض تواصل انتقالها إلى الفضاء اليوم بالصيغة الحرفية من خلال بوابة الحرب الروسية – الأوكرانية، والسؤال هو كيف اقتحمت الحرب ميدان العلوم وشوهت عالم الفضاء هذه المرة، والإجابة لا تقل غرابة عما حدث في حرب النجوم الأميركية الخيالية.
قصة زوبريتسكي
منذ أبريل (نيسان) 2025 انضم الملازم السابق في الجيش الأوكراني، الذي أصبح رائد فضاء روسياً، أوليكسي زوبريتسكي إلى طاقم محطة الفضاء الدولية، وهي خطوة أثارت جدلًا واسعاً بسبب ماضيه، فقد حدث ذلك على رغم إدانته بتهمة الارتزاق لمصلحة الروس في بلاده، ورغماً عن ذلك انطلق الرجل إلى محطة الفضاء الدولية في الثامن من أبريل الماضي ليصبح أول رائد فضاء يحكم عليه بتهمة الخيانة العظمى، وسط ما وصفته الأوساط الفلكية بأنه امتداد لانتكاسة كبرى تعانيها برامج الفضاء الروسية التي شهدت تراجعاً ملاحظاً بسبب الخسائر التي تتكبدها روسيا اقتصادياً في حربها مع أوكرانيا.
تفاصيل مثيرة
انشق الملازم الأوكراني السابق عن أوكرانيا وانضم إلى روسيا عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014. وفق قصة لينس أسبيورن بوغن التي تداولتها وسائل إعلام غربية عدة، فقد ولد زوبريتسكي في زابوريجيا وتخرج في جامعة القوات الجوية في خاركوف، ثم خدم في الجيش الأوكراني لكنه غيّر ولاءه لاحقاً خلال ضم روسيا شبه جزيرة القرم، في ما وصف وقتها بأنه قرار متسرع اتخذه الضابط الأوكراني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعندما احتلت القوات الروسية شبه جزيرة القرم أمرت القيادة الأوكرانية زوبريتسكي بالانتقال إلى وحدة برية، وكان من المقرر أن يحضر في الـ 12 من مايو (أيار) 2014، لكنه لم يصل قط معلناً بذلك بداية انشقاقه.
ومن أهم محطاته بعد ذلك مهمة مساعدة روسيا في سيفاستوبول، إذ تشير سجلات المحكمة الأوكرانية إلى أن زوبريتسكي كان في سيفاستوبول بين الـ 22 من مارس والـ 13 من مايو عام 2014، ولذلك وجهت إليه تهم العمل بدافع الارتزاق والتحالف مع قوات العدو، والمساس بالأمن القومي لأوكرانيا.
رائد فضاء ذو سجل إجرامي
أما حكاية تحوله إلى أول رائد فضاء ذي سجل إجرامي في العالم فقد بدأت عام 2018 حين انضم زوبريتسكي إلى برنامج الفضاء الروسي على رغم إدانته في أوكرانيا، وأُطلق إلى محطة الفضاء الدولية في الثامن من أبريل الماضي ليصبح أول رائد فضاء يحكم عليه بتهمة الخيانة العظمى.
وأوردت صحيفة "ديلي ميل" تفاصيل خاصة بالحادثة، فكتبت مجموعة من محرريها تحت عنوان "هارب أوكراني يتجنب القتال من أجل كييف من خلال الانضمام إلى برنامج رواد الفضاء الروسي والطيران ومحطة الفضاء الدولية"، مؤكدة أن طياراً تابعاً للقوات المسلحة الأوكرانية فقد أثره يختبئ الآن من قادته في محطة الفضاء الدولية.
وذكرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن "أليكسي زوبريتسكي (32 سنة) مدرج على قائمة الهاربين الأوكرانيين وحكم عليه غيابياً الشهر الماضي بالسجن 15 عاماً بتهمة الخيانة، فقد قاد الطيار طائرة هجومية لأوكرانيا في وحدة الطيران التابعة للواء "سيفاستوبول 204" عام 2013، وعندما استولى فلاديمير بوتين على شبه جزيرة القرم في العام التالي انضم زوبريتسكي إلى القوات الروسية، وتمركز لاحقاً في منطقتي روستوف وكراسنودار".
تدريب رواد الفضاء
وانتقل "الملازم الخائن" لاحقاً إلى تدريب رواد الفضاء ثم انطلق على متن صاروخ "سويوز-2"A إلى محطة الفضاء الدولية مع القائد الروسي سيرغي ريجيكوف ورائد فضاء "ناسا" جوني كيم، وأفادت "ناسا" بأن الصاروخ الذي وضع الرحلة في مدارها انطلق من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان واستغرق ثلاث ساعات للدوران حول الأرض مرتين قبل الاتصال بمحطة الفضاء الدولية، وبذلك انضم رائد الفضاء الأوكراني إلى طاقم "البعثة 72" المكون من رواد فضاء "ناسا" نيكول آيرز وآن ماكلين ودون بيتيت، ورائد الفضاء الياباني تاكويا أونيشي، ورواد الفضاء الروس كيريل بيسكوف وإيفان فاغنر وأليكسي أوفشينين، وفي حال إلقاء القبض عليه يواجه زوبريتسكي المولود في أوكرانيا تهمة "الخيانة" ويواجه الاعتقال في بلده الأصلي ومصادرة جميع ممتلكاته.
من جهة ثانية ووفق وكالة الأنباء الأميركية "رويترز"، فقد شهدت برامج الفضاء الروسية الخاصة خلال العام الحالي انتكاسة كبيرة شكلت ضربة قاسية لجهود موسكو في مجال الأسلحة الفضائية، وفقاً لمحللين أميركيين، إذ يبدو أن قمراً اصطناعياً روسياً سرياً في الفضاء، والذي يعتقد مسؤولون أميركيون أنه مرتبط ببرنامج أسلحة نووية مضادة للأقمار الاصطناعية، يدور منذ أشهر ولا يمكن السيطرة عليه، مما يشير إلى أنه ربما لم يعد يعمل.
ترابط ملاحظ
وشهد القمر الاصطناعي "كوزموس 2553" الذي أطلقته روسيا قبل أسابيع من غزو أوكرانيا عام 2022 نوبات عدة، مما يعني أنه يدور دوراناً خاطئاً خلال العام الماضي، وذلك وفقًا لبيانات رادار "دوبلر" من شركة "ليو لابس" لتتبع الفضاء، وبحسب بيانات بصرية من "سلينغ شوت إيروسبيس" جرت مشاركتها مع "رويترز".
ويُعتقد أن القمر الاصطناعي قمر راداري للمخابرات الروسية، إضافة إلى كونه منصة لاختبار الإشعاع، وقد أصبح العام الماضي محور مزاعم أميركية بأن روسيا تطور منذ أعوام سلاحاً نووياً قادراً على تدمير شبكات أقمار اصطناعية بأكملها مثل نظام الإنترنت الضخم "ستار لينك" التابع لشركة "سبيس إكس"، والذي تستخدمه القوات الأوكرانية في حربها ضد الروس.
ولم يربط محللون إعلاميون بين هذه الأحداث مباشرة، لكن مراقبين ينظرون بعين الريبة إلى تكرار مثل هذه الحوادث ويربطونها بتراجع برامج روسيا الفلكية والعلمية التي بلغت ذروتها إبان فترة الاتحاد السوفياتي، أي قبل ما يزيد على نصف قرن من الزمن.