ملخص
عودة كريستيانو رونالدو الكارثية إلى مانشستر يونايتد كشفت خللاً إدارياً عميقاً، سرع من تحركات إصلاحية بقيادة جيم راتكليف شملت تجديد مركز التدريب والاستعداد لبناء ملعب عملاق، ضمن خطة لإحياء مجد النادي الإنجليزي محلياً وأوروبياً.
لم تكن عودة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، بين الـ31 من أغسطس (آب) 2021 والـ22 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، فترة ذهبية أخرى كما كان مخططاً لها، إذ بدأت بأحلام للطرفين وانتهت بأزمة كبرى وفسخ للتعاقد، لكن بقدر ما كان رجوع رونالدو إلى يونايتد "كارثياً" على حد وصفه، لكنه كان كاشفاً لكثير مما أعاق عملاق الكرة الإنجليزية عن مجاراة منافسيه محلياً وقارياً.
رونالدو دق ناقوس الخطر
ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2022 كشفت تقارير صحافية بريطانية عن أن رونالدو قال خلال لقائه مع أحد المسؤولين الكبار في مناسبة نظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إنه "يشعر أن عودته إلى مان يونايتد كارثة"، وأنه ندم بشدة على ذلك القرار.
وبرر رونالدو ندمه بأنه اكتشف أن النادي كما هو حين تركه في 2009، وأن مركز التدريبات في "كارينغتون" أصبح متهالكاً وتعاني كل مرافقه آثار الزمن والاستهلاك. وهو ما سلط الضوء على جانب من جوانب الفشل الإداري الذي ظهرت معالمه على نتائج النادي وابتعاده عن منصات التتويج.
أحلام كبيرة وواقع جديد مع راتكليف
في ديسمبر (كانون الأول) 2023 استحوذ الملياردير البريطاني جيم راتكليف على نسبة 25 في المئة من أسهم عائلة غليزر المالكة لحصة الغالبية في يونايتد، وأصبح صاحب الحق في إدارة كرة القدم، وبدأت أحلامه في إعادة مانشستر يونايتد إلى مجده تتشكل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشفت تقارير صحافية بريطانية خلال الساعات الأخيرة عن أن مانشستر يونايتد يستعد لافتتاح مركزه التدريبي الجديد الذي تكلف بناؤه 50 مليون جنيه استرليني (67.26 مليون دولار)، والذي يتمتع بمرافق غير مألوفة، مثل صالون حلاقة ومناطق ترفيهية، في محاولة لتغيير هوية المكان من مجرد مركز تدريبي يقضي فيه اللاعبون ساعات عدة يومياً بين حصص اللياقة البدنية والتدريبات، إلى مقر شبه دائم للاعبين، والفكرة الجوهرية التي أسهم المدرب البرتغالي للفريق روبن أموريم في وضعها أن اللاعب لن يخرج من المركز لأنه ببساطة لم يعد في حاجة إلى ذلك.
فلسفة تحاكي العصر الجديد
وبحسب ما ذكره تقرير لصحيفة "تايمز" البريطانية فإن تصميم المقر التدريبي الجديد شهد إزالة أي مساحات فاصلة بين الأقسام في الطابق الأرضي، بحيث يمر اللاعب بسلاسة من غرف التبديل إلى الصالة الرياضية إلى غرف العلاج أو أرض التدريب، ويعد تعبيراً معمارياً عن رؤية تكتيكية، فلا توجد عشوائية في الانتقال.
أما الطابق الثاني المفتوح للمكاتب فيحمل دلالة إدارية واضحة على تقليص البيروقراطية، وتكثيف صنع القرار في قلب الحدث، لا في مكاتب "أولد ترافورد" العتيقة.
وكان فريق يونايتد بقيادة روبن أموريم استخدم المرافق التدريبية لأكاديمية النادي منذ تولي البرتغالي منصبه، وعلى مدى العام الماضي، بعدما تم تفريغ مركز "كارينغتون" بالكامل تمهيداً لعملية التجديد الشاملة.
وكشفت التقارير عن أن شركة "فوستر أند بارتنرز" المعمارية هي من نفذت المشروع، وهي الشركة ذاتها التي تتولى مشروع الاستاد الجديد.
وكان يونايتد أعلن في مارس (آذار) الماضي عن خطته لبناء ملعب جديد يسع 100 ألف مقعد بكلفة ملياري جنيه استرليني (2.59 مليار دولار) ليصبح الأكبر في بريطانيا وسيقام إلى جوار ملعبه الحالي "أولد ترافورد".
وقال المالك المشارك راتكليف في بيان "يمثل اليوم بداية رحلة مثيرة بصورة لا تصدق لإنجاز ما سيكون أعظم ملعب لكرة القدم في العالم، في وسط أولد ترافورد المجدد".
وأبدى الملياردير البريطاني رغبته بصراحة في بناء ملعب جديد على أحدث طراز منذ أن أصبح مالكاً لحصة أقلية بالنادي في فبراير (شباط) 2024، وكان النادي يدرس ما إذا كان سيعيد تطوير الملعب الحالي الذي يلعب عليه الفريق منذ 1910، أو بناء ملعب جديد.
وكشف النادي عن التصميمات المعمارية للملعب الجديد في حفل ضخم، وقال إن الاستاد سيكون جزءاً من عملية تجديد أوسع لمنطقة أولد ترافورد.
ومن المقرر أن يعود فريق يونايتد من جولته الأميركية في الرابع من أغسطس المقبل، حيث سيواجه فرق وست مهم وبورنموث وإيفرتون، ثم يستضيف فيورنتينا الإيطالي في آخر مبارياته التحضيرية قبل انطلاق موسم الدوري الإنجليزي الممتاز.