ملخص
على صعيد أسواق المعادن النفيسة، ارتفعت أسعار الذهب اليوم مدعومة بتراجع طفيف في الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية، مع تقييم المستثمرين لبيانات أظهرت زيادة في أسعار المستهلكين داخل الولايات المتحدة الشهر الماضي، وترقبهم لمزيد من الوضوح في شأن السياسة التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترمب
ارتفع التضخم في بريطانيا مسجلاً خلال يونيو (حزيران) الماضي أعلى مستوياته في 18 شهراً، وفق ما أظهرت بيانات رسمية اليوم الأربعاء، مما يزيد الضغوط على الحكومة والاقتصاد البريطانيين.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلك إلى 3.6 في المئة الشهر الماضي، مقارنة بمعدل التضخم السنوي البالغ 3.4 في المئة خلال مايو (أيار) الماضي، مع بقاء أسعار وقود المركبات والمواد الغذائية مرتفعة، وفق ما أفاد مكتب الإحصاءات الوطنية ضمن بيان.
ومستوى التضخم الذي سجل خلال الشهر الماضي هو الأعلى منذ يناير (كانون الثاني) 2024 وفقاً للمكتب، في حين كان يتوقع معظم المحللين عدم حدوث تغيير.
ويأتي ذلك بعدما أظهرت بيانات رسمية حديثة انكماش الاقتصاد البريطاني بصورة غير متوقعة للشهر الثاني خلال مايو الماضي، مما يزيد الضغوط على رئيس الوزراء كير ستارمر وحكومته في مواجهة حال عدم اليقين التي تسببت فيها الرسوم الجمركية الأميركية.
وقال كبير الاقتصاديين في مكتب الإحصاءات الوطنية ريتشرد هيز في بيان "ارتفع التضخم خلال يونيو الماضي مدفوعاً بصورة رئيسة بأسعار وقود المركبات التي انخفضت بصورة طفيفة، مقارنة بانخفاض أكبر بكثير خلال الفترة نفسها من العام الماضي".وأضاف أن "التضخم في أسعار المواد الغذائية ارتفع للشهر الثالث ليصل إلى أعلى معدلاته السنوية منذ فبراير (شباط) 2024".
من جهتها، قالت وزيرة المال ريتشل ريفز إنه "يجب القيام بجهود إضافية لمساعدة البريطانيين الذين يعانون جراء كلف المعيشة".
الأسهم الأوروبية تتراجع
في أوروبا أيضاً تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم، إذ قادت شركة "أي أس أم أل" الخسائر بعدما خفضت توقعات أعمالها، في حين ظلت معنويات المستثمرين بصفة عامة تتسم بالحذر بسبب المخاوف في شأن التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية، عقب بيانات التضخم الأميركية التي جاءت أعلى من المتوقع.
وانخفض مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 في المئة إلى 543.38 نقطة، وهوى سهم "أي أس أم أل" 6.7 في المئة، بعد تحذير أكبر شركة في العالم لتوريد معدات صناعة الرقائق من أنها قد لا تحقق نمواً عام 2026 حتى بعد أن تجاوزت الطلبيات لديها في الربع الثاني توقعات السوق.
وأظهرت أحدث التوقعات للأرباح أمس الثلاثاء أن الآفاق في شأن متانة الشركات الأوروبية تدهورت، في ظل أحدث تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن الرسوم الجمركية، والتي تسببت في مزيد من عدم اليقين للأعمال.
علاوة على ذلك، أثرت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين داخل الولايات المتحدة على معنويات السوق، مما جدد المخاوف في شأن الآثار التضخمية الناجمة عن الرسوم الجمركية.
ويترقب المستثمرون أيضاً اتضاح الرؤية في شأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال وقت يستعد فيه التكتل لاتخاذ إجراءات للرد على واشنطن، إذا أخفقت المفاوضات في إبرام اتفاق معها.
وتراجعت أسهم التكنولوجيا الأوروبية 1.4 في المئة بينما انخفضت أسهم شركات السيارات بنحو واحد في المئة.
"نيكاي" الياباني يتراجع
في شرق آسيا تراجع مؤشر "نيكاي" الياباني اليوم، إذ طغت المخاوف المحيطة بانتخابات المجلس الأعلى بالبرلمان ومصير المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة على مكاسب حققتها الأسهم المرتبطة بالرقائق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتراجع المؤشر الياباني 0.09 في المئة إلى 39642.4 نقطة، بعد أن تأرجح بين تسجيل مكاسب وخسائر طفيفة، وانخفض مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.29 في المئة إلى 2817.05 نقطة.
وقال المدير العام في قسم الأبحاث داخل "تاتشيبانا" للأوراق المالية شيغيتوشي كامادا "لدى المستثمرين أعذار لعدم شراء أو بيع الأسهم"، مضيفاً "أنهم ينتظرون بحذر نتيجة انتخابات المجلس الأعلى بالبرلمان، في حين أن التوقعات في شأن المحادثات التجارية غير واضحة حتى مع اقتراب الموعد النهائي".
الذهب يصعد
على صعيد أسواق المعادن النفيسة، ارتفعت أسعار الذهب اليوم مدعومة بتراجع طفيف في الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية، مع تقييم المستثمرين لبيانات أظهرت زيادة في أسعار المستهلكين داخل الولايات المتحدة الشهر الماضي، وترقبهم لمزيد من الوضوح في شأن السياسة التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وصعد الذهب ضمن المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 3339.88 دولار للأوقية (الأونصة)، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 3346.70 دولار.
وتراجع مؤشر الدولار من أعلى مستوى له في شهر مما زاد من جاذبية الذهب لحائزي العملات الأخرى، وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 أعوام من أعلى مستوياتها خلال أسابيع عدة.
وقال المدير الإداري في "جولد سيلفر سنترال" بسنغافورة براين لان "لا تزال دول كثيرة تتفاوض مع الولايات المتحدة في شأن الرسوم الجمركية، وما زال هناك كثير من الشكوك في السوق، ويبحث كثر عن أصول الملاذ الآمن".
وهدد ترمب السبت الماضي بفرض تعريفات جمركية 30 في المئة على الواردات من المكسيك والاتحاد الأوروبي اعتباراً من أول أغسطس (آب) المقبل، ومع ذلك قال ترمب أول من أمس الإثنين إنه منفتح على إجراء مزيد من المفاوضات.
وارتفعت أسعار المستهلكين داخل الولايات المتحدة خلال يونيو الماضي بأعلى معدل في خمسة أشهر وسط ارتفاع كلف بعض السلع، مما يشير إلى أن الرسوم الجمركية بدأت تؤثر في التضخم وربما تدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي "الفيدرالي" إلى الإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير حتى سبتمبر (أيلول) المقبل.
وعقب صدور هذه البيانات، قال ترمب إن أسعار المستهلكين منخفضة وإن على "الفيدرالي" خفض أسعار الفائدة الآن.
ويميل الذهب، الذي غالباً ما يعد ملاذاً آمناً خلال أوقات عدم اليقين الاقتصادي، إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة خلال المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 37.88 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 0.3 في المئة إلى 1376.75 دولار وتراجع البلاديوم 0.1 في المئة إلى 1204.97 دولار.