ملخص
كأن أجواء السياسات الأميركية المثيرة والقرارات الرئاسية الجدلية والتحركات التي تهدأ أو تفتر يوماً متسببة في شقاقات ونزاعات داخلية وخارجية لم تكن كافية لتجعل العالم بأسره واقفاً على أطراف قدميه متخوفاً من قرار مفاجئ هنا أو سياسة مباغتة هناك، فإذ بفوز زهران ممداني في الانتخابات النهائية الديمقراطية في نيويورك يزيد من حرارة المتابعة ويؤجج نيران الترقب والقلق.
منذ أصبح اسم زهران ممداني مرتبطاً بمنصب عمدة نيويورك، أو بالأحرى قد يكون مرتبطاً به، والحديث عن تهديد ووعيد، واتهامات وأخطار، وأمور قانونية وأخرى فوق القانون، وتلميحات بـ"شيوعية" تحوم في الأفق، وتلويحات بتهجير وحرمان من جنسية، وتكهنات حول أسباب البلبلة ومآلات الاحتقان تهيمن على الأجواء.
وكأن أجواء السياسات الأميركية المثيرة، والقرارات الرئاسية الجدلية، والتحركات التي تهدأ أو تفتر يوماً متسببة في شقاقات ونزاعات داخلية وخارجية، لم تكن كافية لتجعل العالم بأسره واقفاً على أطراف قدميه متخوفاً من قرار مفاجئ هنا، أو سياسة مباغتة هناك، فإذ بفوز زهران ممداني على أندرو كومو بنسبة 56 في المئة في مقابل 44 في المئة في الانتخابات النهائية الديمقراطية في نيويورك يزيد من حرارة المتابعة ويؤجج نيران الترقب والقلق.
أمارات النيران
الأمارات الأولى للنيران بدأت مع تردد اسم عضو الجمعية التشريعية لولاية نيويورك زهران ممداني باعتباره يقترب من الترشيح رسمياً عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات على منصب عمدة المدينة المحورية الصاخبة الأعلى متنوعة الأعراق والألوان والأهواء، والاقتراب في حد ذاته لم يكن له أن يثير أجواء الاحتقان المثارة أصلاً، وكونه ديمقراطياً ليس السبب، في الأقل الوحيد أو الأبرز.
ممداني يساري تقدمي، مؤيد لحقوق الفلسطينيين، لا يرتاح لدعم أية دولة تقيم مواطنيها بناء على الدين أو أي معيار تمييزي، وقائمة انتماءاته الموصوفة حيناً بالاشتراكية وحيناً آخر باليسارية، وثالثة بالإنسانية، طويلة، وإن يبقى نعته بـ"الشيوعي" حكراً على الرئيس دونالد ترمب.
في الأيام القليلة الماضية، لم يكتف ممداني من "الاقتراب" من الفوز بترشح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك، بل فاز فوزاً لافتاً لدرجة أزعجت الرئيس ترمب كثيراً.
ليس مجرد فوز
فوز ممداني ليس مجرد فوز للحزب الديمقراطي، المنافس العتيد والعنيد والتاريخي والتقليدي للحزب الجمهوري، لكنه أمارة أو بشارة أو نذير بأن اليسارية، و"الأسوأ" ربما الاشتراكية، ربما تكون ما زالت حية ترزق في معقل أميركا المتوجهة بقوة صوب اليمين.
الاستطلاع الأحدث لتوجهات الأميركيين السياسية والفكرية، الذي أجرته مجموعة "يوغوف" لبحوث الرأي العام، يشير إلى أن 26 في المئة من الأميركيين يصفون أنفسهم بأنهم ليبراليون أو ليبراليون للغاية. ويقول 32 في المئة إنهم معتدلون، أي في المنتصف، في حين يقول 33 في المئة إنهم محافظون أو محافظون للغاية.
محافظون، أو محافظون للغاية، حزب جمهوري ذو توجهات يمينية يهيمن، وحزب ديمقراطي أظهر جنوحاً ملاحظاً صوب اليمين خسر، كلها تقييمات ومشاهدات لخصها الصحافي الأميركي ديفيد ويغل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في عنوان مقالته في موقع "سمافور" الأميركي "بغض النظر عمن يفوز، أميركا تتحرك صوب اليمين".
هذا التحرك المرصود صوب اليمين يقف على طرف نقيض من التحرك في نيويورك صوب عمدة يلوح في الأفق، ليس يسارياً فقط، بل ربما مفرط في اليسارية، والأدهى من ذلك أنه مسلم!
توليفة صداع
ممداني الشاب البالغ من العمر 33 سنة فقط، والمنتمي لجيل الألفية، قنبلة موقوتة بالنسبة إلى البيت الأبيض تسير على قدمين. مولود في أوغندا لأب وأم أوغنديين من أصل هندي، الأب مسلم من أسرة في ولاية غوجارات، والأم هندوسية من البنجاب. انتقلت الأسرة إلى نيويورك حين كان ممداني الابن في السابعة من عمره. وحصل على شهادة في الدراسات الأفريقية من كلية "بودوين"، وشارك في تأسيس فرع لـ"طلاب من أجل العدالة في فلسطين" في الجامعة.
توليفة الصداع في رأس الإدارة الأميركية لا تقف عند هذا الحد، بل إن والده محمود ممداني الأستاذ الجامعي الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة "هارفارد" المصنفة للعام الـ14 على التوالي باعتبارها الجامعة رقم واحد في العالم، له عدد من المؤلفات والنظريات لتفسير الاستعمار والمجتمعات ما بعد الاستعمار، وكذلك الإسلام السياسي. في أحد كتبه وعنوانه "المسلم الصالح والمسلم السيئ: أميركا والحرب الباردة وجذور الإرهاب"، يفسر "شخصية الانتحاري" في الانتفاضة الفلسطينية، باعتباره شخصاً مولوداً من رحم ثورة شبابية ضد السلطة الصهيونية، وكذلك ضد فكر الأهل الذي يعتبرونه سبباً في ما وصلت إليه الأحوال في "الأراضي الفلسطينية المحتلة" بعد ما استسلموا لسياسات الاحتلال.
ويرى أن فشل الجيل الأكبر سناً في إيجاد بديل إنساني في فلسطين يفسر جزئياً يأس الجيل الأصغر سناً الذي يلجأ إلى العنف في السياسة، معترضاً على تسميتهم "الانتحاريين" من الأصل.
وفي تعريفه للإسلام السياسي، يقول إنه كظاهرة حديثة، نشأ من خلال التفاعلات مع القوى الغربية، وليس مجرد اتجاه أو فكر ناجم عن اختلافات دينية أو ثقافية.
صانعة الأفلام
أقل ما يمكن أن يوصف به فكر ممداني الأب هو أنه تقدمي لا يسلم بالنظريات الغربية لتفسير ما يجري على الجانب الآخر من العالم، مثله مثل زوجته ووالدة عمدة نيويورك المرتقب ميرا ناير خريجة جامعة "هارفارد" كذلك، والمخرجة صاحبة الاسم المعروف والأفلام المعروفة بالخوض في قضايا الزيجات المختلطة وتداخل الثقافات المختلفة مثل "مسيسيبي ماسالا"، و"كاماسوترا"، و"سلام مومباي"، و"الأصولي المتردد" وغيرها.
حتى زوجته، تسهم هي الأخرى بقدر غير قليل في صناعة التوليفة التي تزعج الرئيس ترمب. اسمها رما دوجي عمرها 27 سنة، ولدت في ولاية تكساس الأميركية لأبوين سوريين. وهي فنانة رسوم متحركة من نوع خاص، وتؤمن بتوثيق حياة النساء لا سيما في ظروف عصية على التوثيق. من جرائم القتل الغامضة ضد النساء في اليمن، إلى المهندسة المعمارية الفلسطينية ريم أحمد التي ظلت تحت أنقاض بيتها في غزة لمدة 12 ساعة بعد غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة أسرتها، وغيرها كثير من القصص والأفكار التي تقول هي نفسها عنها إنها توثق حياة المناضلات.
التقدمي المسلم
هذه التوليفة هي الخلفية الأسرية للسياسي التقدمي "المسلم" الذي يزعج الرئيس ترمب لأسباب عدة، ما كتبه الرئيس على صفحته على منصته "تروث سوشيال" عقب فوز ممداني كمرشح الديمقراطيين يلخص الكثير. كتب "أخيراً تجاوز الديمقراطيون الحدود، فاز زهران ممداني، الشيوعي المهووس تماماً، بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وهو في طريقه لمنصب عمدة المدينة. سبق لنا أن رأينا يساريين متطرفين، لكن الوضع أصبح سخيفاً بعض الشيء. مظهره بشع، صوته مزعج، ليس ذكياً، جميعهم AOC+3 ويحظى بدعم الأغبياء. وحتى سيناتورنا الفلسطيني العظيم تشاك شومر يزحف خلفه، نعم هذه لحظة تاريخية في تاريخ بلدنا!".
يشار إلى أنAOC+3 هو الاسم الذي أطلق على تحالف غير رسمي تقدمي يساري ديمقراطي في الكونغرس الأميركي عام 2018، تألفت المجموعة في البداية من أربع سيدات ثم زاد العدد إلى ستة في عام 2020. وكانوا مصنفين باعتبارهم على يسار الحزب الديمقراطي. ويمكن تصنيف أفكارهم وسياساتهم بأنها كانت تقدمية، يدعمها جيل يساري من الشباب. وكانوا يدعون إلى برامج رعاية صحية للجميع، ومبادرات مثل "الصفقة الجديدة الخضراء" لتوسيع قاعدة الطاقة النظيفة والمتجددة، والتعليم الجامعي المجاني وغيرها من الأفكار اليسارية، التي لا يدعمها بالضرورة قادة الحزب الديمقراطي الواقف أصلاً على يسار الطيف السياسي، مقارنة بالجمهوريين.
أما زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، فوصفه الرئيس ترمب ساخراً ومندداً بأنه "كان يهودياً ثم أصبح فلسطينياً"، وذلك بعد ما انتقد طريقة تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حرب غزة. وقد دأب الرئيس الأميركي أثناء حملته الانتخابية العام الماضي 2024 على مهاجمة شومر، مشيراً إليه غير مرة بأنه "يشبه الفلسطينيين"، وأنه "عضو فخور في حركة حماس".
أولوية الرئيس
مثل هذه الأفكار التي تشكل أولوية لدى الرئيس الأميركي تجمعت بصورة مكثفة في ممداني، فعمدة نيويورك المحتمل لا يخفي أفكاره الرافضة لـ"أية دولة تقيم مواطنيها بناء على الدين أو أي معيار تمييزي". كما لم يتنصل من عبارة "عولموا الانتفاضة" التي تستخدم في التظاهرات الأخيرة في أميركا، التي يعتبرها بعض من اليهود دعوة للعنف، وهو ما رد عليه بقوله "إنها (العبارة) تجسد رغبة ملحة في المساواة والحقوق المتساوية في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين".
ممداني أيضاً داعم لحركة "المقاطعة، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" التي تهدف إلى الضغط على الحكومات والمدارس والمؤسسات لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية. هذه الحركة يجري وصفها من المعارضين لها بـ"معاداة السامية"، والاتهام بـ"معاداة السامية" أو دعمها ينفيه ممداني على طول الخط، مؤكداً أنه ضمن مسؤولياته، حال أصبح عمدة نيويورك، أن يحمي سكان نيويورك من اليهود. ومعروف أن اليهود في نيويورك يشكلون أكبر تجمع لليهود خارج إسرائيل. أما قوله إنه يعمل على إلقاء القبض على نتنياهو حال حاول دخول المدينة وهو عمدتها، فهذه نقرة وتلك أخرى.
يهود نيويورك
يشار إلى أن تقارير صحافية عدة تحدثت عن دعم بعض من يهود نيويورك لممداني، لأنه يتحدث عن إيجارات أقل، وتأمين صحي أكبر، وجامعات مجانية، ومواصلات عامة بلا مقابل، وأخرى تتحدث عن مخاوف بالغة بين يهود نيويورك من وصول "يساري اشتراكي تقدمي مسلم" لهذا المنصب.
الطريق إلى منصب العمدة
الطريق إلى منصب عمدة نيويورك مر في مرحلته الأولى بائتلاف انتخابي متنوع المكونات ومتعدد الانتماءات، شبان وشابات بيض معظمهم يحملون شهادات جامعية ومعها قدراً وافراً من القلق بسبب عدم القدرة على تحمل كلفة المعيشة، يساريون، مهاجرون من دول الجنوب، وباحثون عن تأمين صحي وتعليم ومكان سكن في متناول اليد، وآخرون.
آخر ما قد يطرأ على بال هو أن يكون ممداني بداية، وليس نهاية، سواء فاز بمنصب عمدة نيويورك أم خسر. بداية عودة أو استعادة لتيارات فكرية وأيديولوجية تميل إلى اليسار قليلاً أو كثيراً؟ إحياء لمبادئ التعددية وقبول الاختلاف وفتح الأبواب على مصاريعها أمام "الأقليات" العرقية أو الدينية؟ بعث الحلم الأميركي من جديد، حيث أي شخص يمكنه أن يحقق النجاح والازدهار من دون تمييز أو تقييد؟ هل يمثل صعود ممداني إطلالة جديدة للاشتراكية على رغم أنف الوضع الراهن؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خوف واستحياء
أسئلة كثيرة تطرح نفسها، ولكن على استحياء أو خوف أو كليهما. الرئيس ترمب قال (مشيراً إلى ممداني) قبل أيام أثناء زيارة مركز جديد لاحتجاز المهاجرين في فلوريدا "سيتعين علينا اعتقاله، لسنا في حاجة إلى شيوعي في هذا البلد، ولكن إذا وجد شيوعي، فسأراقبه عن كثب نيابة عن الأمة"، وأضاف الرئيس الأميركي أن "كثيرين يقولون إنه (ممداني) موجود هنا بصورة غير قانونية"، واعداً بأن ينظر في الأمر، لا سيما أن أحد المشرعين الجمهوريين دعا إلى التحقق من جنسية العمدة المحتمل!
وفي تدوينة على "تروث سوشيال"، كتب الرئيس "لن يسمح لهذا الشيوعي المجنون بتدمير نيويورك، نملك كل الأذرع وكل الأوراق"، مضيفاً إنه سينقذ نيويورك، ويجعلها "ساخنة وعظيمة مجدداً"، تماماً كما فعل مع الولايات المتحدة الأميركية.
الحرب، التي ما زالت كلامية حتى اللحظة، حامية الوطيس، وممداني اختار المواجهة. في الكلمة التي ألقاها يوم فاز في الانتخابات التمهيدية، قال إنه سيستخدم سلطاته كعمدة "لرفض فاشية ترمب، ومنع عملاء دائرة الهجرة والجمارك من ترحيل جيراننا على نطاق واسع".
عمدة مسلم؟!
وانضم للحرب فريق جديد ذو مكونات متباينة ومتناقضة معارض أو رافض أو مصدوم من احتمال وصول عمدة "مسلم" إلى هذا المنصب الرفيع، للمدينة الأشهر في العالم. اللافت أن السناتور الديمقراطية كريستين جيليبراند قالت إن ممداني يدعو إلى "الجهاد العالمي"، وهو ما اعتذرت عنه لاحقاً، وإن ظل ثقل ومعنى الاتهام في بطن الشاعر.
هناك شعور قوي بأن وجود عمدة مسلم لمدينة ذات ثقل سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي قد يقابل بصدمة أو رفض أو انتقاد أو غيرها، وأن ردود الفعل هذه قد تلجأ إلى إلصاق رفضها بانتماء ممداني المعلن (ديمقراطي اشتراكي) بدلاً من انتمائه الديني.
وذهب بعضهم للقول إن وصوله للمنصب يعني أن تشهد أميركا الـ11 من سبتمبر (أيلول) (9/11) بنسخة 2.0!
بداية ونهاية أم زوبعة؟
صعود ممداني المفاجئ ربما يكون نهاية مرحلة وبداية أخرى، وقد يكون صعوداً مدروساً من شأنه أن يعيد قدراً من التوازن للسياسة الأميركية، ولو سطحياً. أو هو صعود سيكون زوبعة في فنجان الرئيس ترمب، ولكن سيكون أيضاً تذكيراً قاسياً بأن أصواتاً واتجاهات مغايرة ما زالت حية ترزق.
صناعة الاهتمام الفيروسي
صعود ممداني ألقى ضوءاً على مدرسة جديدة أو غريبة في عالم الصعود السياسي، ألا وهي الصعود الفيروسي. الصحافي الأميركي في صحيفة "نيويورك تايمز" عزرا كلاين يقول في فيديو (مقالة) رأي عنوانه: "ممداني، ترمب ونهاية السياسة القديمة"، يوليو (تموز) 2025، إن ممداني استخدم نظرية الاهتمام الفيروسي. وعلى رغم أن كلاين يركز في الفيديو على فكرة "صناعة الاهتمام السياسي" في العصر الحالي، التي يعتمد جزء منها على الفيديوهات القصيرة التي تنتشر انتشاراً فيروسياً، إلا أنها قد تكون سبباً في تغيير سياسي كبير غير مرتقب. صناعة جذب الانتباه، وجمع المال، والتأثير في الناخب، وتكوين وتوجيه الرأي العام تتحرك بسرعة شديدة بعيداً من الأساليب التقليدية التي لا يتبعها الحزب الجمهوري فقط، بل الديمقراطي أيضاً، وتركض نحو صناعة جذب الاهتمام بأنفسهم عبر كل المنصات وبمحتوى يتعلق بصورة مباشرة بالناخبين، لا سيما الناخبين الذين لا يشاهدون الأخبار على التلفزيون ومن ثم إعلانات الناخبين، الذين يكتفون بهواتفهم المحمولة وما عليها من تطبيقات ومنصات ومحتوى.
من جهة أخرى، هناك من استقبل صعود ممداني بفرحة طاغية وغبطة هائلة، لأن "مسلماً" سيهيمن على أكبر وأهم مدن أميركا. ولكن تتبدد الفرحة لدى بعض من الفرحين من السنة حين يكتشفون أن العمدة المحتمل شيعي، لكن هذه قصة أخرى.