ملخص
للمرة الأولى منذ 12 عاماً يغيب الرئيس الصيني شي جينبينغ عن القمة التي تعتبر بلاده القوة المهيمنة فيها، كما سيغيب عنها الروسي فلاديمير بوتين المستهدف بمذكرة توقيف أصدرتها في حقه المحكمة الجنائية الدولية على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بصورة غير قانونية إلى روسيا، مما يعتبر جريمة حرب.
دعا قادة دول "مجموعة بريكس" خلال قمة يعقدونها في ريو دي جانيرو اليوم الأحد المفاوضين إلى التوصل إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، لإنهاء الحرب المتواصلة فيه منذ 22 شهراً.
وقالت المجموعة في إعلان مشترك "نحث كل الأطراف على الدخول بحسن نية في مفاوضات إضافية لتحقيق وقف إطلاق نار فوري ودائم وغير مشروط، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة".
ودعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال "قمة بريكس" اليوم إلى عدم "الاستمرار في تجاهل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة"، فيما من المقرر أن تبدأ مفاوضات للتوصل إلى هدنة في الدوحة، وقال خلال كلمته الافتتاحية إنه "لا شيء يبرر على الإطلاق الأعمال الإرهابية التي ترتكبها 'حماس' لكن لا يمكننا الاستمرار في تجاهل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة والمجازر بحق مدنيين أبرياء واستخدام الجوع كسلاح حرب".
من ناحية أخرى أعربت دول "بريكس" عن "قلقها الشديد" إزاء التعريفات الجمركية، فيما تثير الرسوم الإضافية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب توترا في العالم.
وجاء في الإعلان المشترك الصادر عن قمة لقادة دول المجموعة وحكوماتها "نعرب عن قلقنا الشديد إزاء تزايد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية المُشوّهة للتجارة".
وخلال القمة أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن النموذج الليبرالي للعولمة عفا عليه الزمن، ودعا في كلمته عبر رابط فيديو دول "بريكس" إلى تكثيف التعاون في مجالات الموارد الطبيعية والخدمات اللوجستية والتجارة والتمويل.
وأظهرت مسودة بيان اطلعت عليها "رويترز" أن قادة "مجموعة بريكس" التي تضم دولا نامية سيدعون إلى حماية البيانات من الاستخدام غير المصرح به للذكاء الاصطناعي، وذلك لتجنب الإفراط في جمع البيانات مع السماح بآليات لسداد مدفوعات عادلة.
ويخصص التكتل الدبلوماسي جزءاً من مناقشاته اليوم للذكاء الاصطناعي خلال قمته التي تستمر يومين، إذ ترفض شركات التكنولوجيا الكبرى والتي يقع معظمها في الدول الغنية الدعوات المطالبة إلى دفع رسوم على حقوق الملكية الفكرية للمواد المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
ويلتقي قادة دول "بريكس" اعتباراً من اليوم الأحد في ريو دي جانيرو في غياب الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين، سعياً إلى تشكيل جبهة موحدة ضد سياسة دونالد ترمب الحمائية، ولو من دون ذكر الرئيس الأميركي بالاسم.
ويعقد قادة مجموعة الدول الناشئة الكبرى الـ11، ومن بينها البرازيل والصين والهند وروسيا وجنوب أفريقيا، اجتماعهم السنوي الذي يستمر يومين وسط إجراءات أمنية مشددة في خليج غوانابارا، في ظل الحرب التجارية التي باشرها ترمب على وقع رسوم جمركية مشددة.
وبحسب مسودة البيان الختامي التي حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منها أمس السبت، يعتزم المجتمعون الإعراب عن "مخاوفهم البالغة حيال تزايد التدابير الجمركية وغير الجمركية الأحادية الجانب التي تحرف التجارة وتتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية".
وتعتبر الدول الـ11 بحسب النص الذي لا يزال من الممكن تعديله خلال القمة، أن هذه التدابير تهدد بـ"الحد أكثر من التجارة العالمية" و"تؤثر في آفاق التنمية الاقتصادية في العالم".
وبذلك فإن الدول الناشئة التي تمثل نحو نصف سكان العالم و40 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي تستهدف بصورة واضحة الرئيس الأميركي وسلسلة الرسوم الجمركية المشددة التي أقرها، غير أنها تتفادى ذكر ترمب تحديداً في وقت تخوض دول عدة من بينها الصين، القوة الكبرى في مجموعة "بريكس"، مفاوضات مع واشنطن بهذا الصدد.
وفي آخر تطورات هذا الملف الطويل، أعلن الرئيس الجمهوري الجمعة الماضي أنه وقع رسائل سيبعثها الأسبوع المقبل إلى شركاء الولايات المتحدة التجاريين، تتعلق بتطبيق الرسوم المشددة.
ودافع الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أمس السبت عن النهج التعددي، معلناً أنه "بمواجهة عودة الحمائية يعود للأمم الناشئة أن تدافع عن النظام التجاري التعددي وأن تصلح البناء المالي الدولي".
وللمرة الأولى منذ 12 عاماً يغيب الرئيس الصيني عن القمة التي تعتبر بلاده القوة المهيمنة فيها.
كذلك سيغيب عنها بوتين المستهدف بمذكرة توقيف أصدرتها في حقه المحكمة الجنائية الدولية على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بصورة غير قانونية إلى روسيا، مما يعتبر جريمة حرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وستتناول المناقشات الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي.
وتوصل المفاوضون أمس السبت إلى توافق حول أسلوب ذكرها في البيان الختامي، وفق ما أوضح مصدر مشارك في المناقشات.
وتود طهران من دول "بريكس" أن تشدد اللهجة، لكن من المتوقع أن تحافظ الوثيقة على "اللغة ذاتها" التي اعتمدتها في بيان أصدرته "بريكس" في نهاية يونيو الماضي، وفق المصدر.
ونددت الدول الناشئة في ذلك البيان بـ"الهجمات العسكرية" على إيران من دون أن تذكر إسرائيل أو الولايات المتحدة، وأكدت أنه من "الملح كسر دوامة العنف وإعادة إحلال السلام".
وأرسل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى ريو دي جانيرو وزير خارجيته عباس عراقجي.
وتوسعت مجموعة "بريكس" التي أنشئت عام 2009 لتكون قوة مقابلة للغرب تعيد موازنة النظام العالمي لمصلحة "الجنوب العالمي"، إذ انضمت إليها منذ عام 2023 السعودية ومصر والإمارات وإثيوبيا وإيران ثم إندونيسيا.
وإلى المسائل الجيوسياسية، تسعى الكتلة إلى تأكيد وزنها الاقتصادي، وفي هذا السياق تطرح منذ أعوام عدة إمكان إيجاد بديل للدولار للمعاملات التجارية داخل المجموعة.
غير أن الرئيسة البرازيلية السابقة ديلمان روسيف التي تترأس مصرف "بريكس"، أعلنت أمس السبت أنها لا ترى "أي إمكان لتحقيق ذلك"، مضيفة "اليوم، ليس هناك من يريد الاضطلاع بموقع الولايات المتحدة".
وهدد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المئة على الدول التي تتحدى هيمنة العملة الأميركية في العالم، مما يقلل من إمكان تنفيذ مثل هذا السيناريو.
كذلك تأمل البرازيل التي تستضيف في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل قمة الأمم المتحدة حول المناخ "كوب 30"، في التوصل إلى إجماع حول مكافحة التغير المناخي.
وإلى البيان الختامي، تصدر القمة نصوصاً تتعلق بالمناخ والذكاء الاصطناعي والتعاون الصحي.