Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انفجارات قوية تهز الفاشر و"الدعم السريع" يتقدم بشمال كردفان

40 ألف نازح وصلوا إلى دنقلا والدبة هاربين من سوء الأوضاع في دارفور ومثلث العوينات

أصوات الانفجارات التي وقعت في مناطق متفرقة من الفاشر كانت قوية (رويترز)

ملخص

تتعرض عاصمة ولاية شمال دارفور لحصار خانق من قوات "الدعم السريع" منذ أبريل 2024، في وقت أطلقت كثير من المجموعات العاملة في المجالات الطوعية والإنسانية نداءات عاجلة لإنقاذ ما تبقى من المدنيين الذين يتعرضون للحصار والقصف المستمر، كما طالبت المنظمات الإقليمية والدولية بالضغط على "الدعم السريع" لقبول وتنفيذ الهدنة المقترحة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة.

تصاعدت حدة المعارك بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في مدية الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بصورة عنيفة وغير مسبوقة، إذ استيقظ سكانها، أمس السبت، على دوي انفجارات قوية هزت سماء المدينة، فضلاً عن أصوات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة جراء الاشتباكات التي دارت بين الطرفين بخاصة في المحور الجنوبي ومحيط الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش.

وبحسب شهود، فإن أصوات الانفجارات التي وقعت في مناطق متفرقة من المدينة كانت قوية نتيجة للقصف المدفعي الذي نفذته "الدعم السريع" من منصاتها الدفاعية في المحور الشرقي من المدينة وهو عبارة عن مناطق جبلية نصبت عليها مدفعيتها منذ بدء الحرب، فيما قصف الجيش تمركزات "الميليشيا" في تلك المدينة من منصاته في المحور الشمالي.

وأشار الشهود إلى إطلاق "الدعم السريع" عدداً من الصواريخ عبر مسيراته باتجاه أماكن متفرقة في المدينة، مما تسبب في إصابة مدنيين قرب سوق المواشي، مؤكدين أن المدينة تكاد لا تهدأ من عمليات القصف المدفعي المتواصل منذ الصباح الباكر ليتوقف قليلاً في ساعات الليل مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية.

في الأثناء، طالب تجمع مهني رئيس الوزراء كامل إدريس، بالتحرك الفوري والعاجل لفك الحصار المفروض على الفاشر، في ظل الانهيار الكامل للخدمات، وتدهور الوضع الإنساني بصورة غير مسبوقة.

وأشار بيان لاتحاد المهن الموسيقية بالفاشر إلى أن المواطنين في هذه المدينة اضطروا لأكل علف الحيوانات ولحاء الأشجار في ظل غياب الغذاء والمياه، فضلاً عن أن جميع مستشفيات المدينة خرجت عن الخدمة بالكامل، باستثناء مستشفى واحد بالكاد يعمل.

ولفت البيان إلى أن الوضع في الفاشر وصل إلى درجة من التدهور لا تحتمل الصمت الدولي أو التراخي الإنساني، موضحاً أن الحياة الثقافية توقفت تماماً، والأنشطة المدنية جمدت، في وقت يرزح فيه السكان تحت وطأة الجوع والذعر والحصار الكامل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد البيان أن الفاشر تواجه مصيراً مأسوياً في ظل تجاهل شبه كامل من الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية، داعياً إلى فتح ممرات آمنة عاجلة، وتدخل فوري لإنقاذ ما تبقى من المدينة.

وتتعرض عاصمة ولاية شمال دارفور، لحصار خانق من "الدعم السريع" منذ أبريل (نيسان) 2024، في وقت أطلقت كثير من المجموعات العاملة في المجالات الطوعية والإنسانية نداءات عاجلة لإنقاذ ما تبقى من المدنيين الذين يتعرضون للحصار والقصف المستمر، كما طالبت المنظمات الإقليمية والدولية بالضغط على "الدعم السريع" لقبول وتنفيذ الهدنة المقترحة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، وفتح شريان حياة عاجل لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة والمعينات الطبية ورفع الحصار المضروب على المدينة منذ أكثر من عام.

سيطرة جديدة

في محور كردفان، أكدت قوات "الدعم السريع" بسط سيطرتها على منطقة أم جمينا بولاية شمال كردفان، التي وصفتها بالمنطقة الحيوية.

ووفقاً لبيان "الدعم السريع"، فإن قواته "طاردت القوة العسكرية التابعة للجيش من أم جمينا إلى جبل أم هشابة الواقع جنوب غربي مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان". مشيراً إلى أن هذا الانتصار يمثل خطوة مهمة نحو استكمال السيطرة على كامل هذه المنطقة الحيوية.

وتقع منطقة أم جمينا على الطريق القومي في ولاية شمال كردفان، على بعد نحو 100 كيلومتر من مدينة النهود التي سيطرت عليها "الدعم السريع" مطلع مايو (أيار) الماضي.

وتحتدم المواجهات العسكرية في إقليم كردفان الذي يربط وسط وشمال السودان بإقليم دارفور، على خلفية سيطرة الجيش السوداني على مناطق إقليم الوسط، وعلى رأسها العاصمة الخرطوم، إذ تراجعت قوات "الدعم السريع" غرباً وجنوباً تجاه إقليمي كردفان ودارفور، مما أسفر عن أزمة إنسانية متفاقمة.

تدفق النازحين

إنسانياً، أكدت حكومة الولاية الشمالية، أن عدد النازحين الذين وصلوا إلى مدينتي دنقلا والدبة هاربين من سوء الأوضاع في دارفور وكردفان ومثلث العوينات الحدودي بلغ نحو 40 ألف نازح.

وأشار مفوض العون الإنساني بالولاية الشمالية عبدالرحمن خيري إلى أن الدبة استقبلت حتى الآن أكثر من 6 آلاف أسرة نازحة من الفاشر والمالحة بولاية شمال دارفور ومن النهود والخوي بولاية غرب كردفان.

 

وأوضح أن اضطراب الأوضاع الأمنية في منطقة مثلث العوينات الحدودي تسبب في آثار إنسانية تمثلت في تدفق نازحين من المنطقة النائية إلى دنقلا عاصمة الولاية الشمالية. لافتاً إلى أن عدد الفارين من مثلث العوينات إلى دنقلا وصل إلى 1091 نازحاً منذ بدء الأحداث هناك في يونيو (حزيران) الماضي.

وأشار خيري إلى استمرار تدفقات النازحين إلى الولاية من إقليمي دارفور وكردفان والعوينات، وسط جهود تبذلها الولاية والمنظمات الإنسانية في توفير المأوى والغذاء.

وحث مفوض العون الإنساني منظمتي الهجرة الدولية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى التدخل للتكفل بنقل أكثر من 5 آلاف نازح سوداني اضطروا إلى الهرب من منطقة العوينات إلى داخل الحدود المصرية.

وهاجمت قوات "الدعم السريع" مثلث العوينات الحدودي بين السودان وليبيا ومصر في يونيو (حزيران) الماضي، وعلى إثر ذلك أعلن الجيش السوداني الانسحاب من المنطقة الواقعة في أقصى الشمال الغربي للبلاد متهماً قوات المشير خليفة حفتر بإسناد قوات "الدعم السريع" في السيطرة على المنطقة.

نقل الجثث

في الأثناء، نقلت فرق هيئة الطب العدلي في ولاية الخرطوم 3800 جثة من الشوارع والمنازل ودفنتها في المقابر المختلفة أثناء النزاع وبعد إعلان سيطرة الجيش على الخرطوم.

وقال رئيس هيئة الطب العدلي هشام زين العابدين، إن الهيئة، بعد سيطرة الجيش على العاصمة تلقت بلاغات بوجود جثث في المنازل وميادين الأحياء السكنية والمؤسسات الصحية والوزارات والجامعات، مما دفع السلطات إلى تشكيل لجنة تضم الطب العدلي والمدير التنفيذي لمحلية أم درمان والجهات الأمنية، لتعمل على حصر المقابر بجميع أحياء أم درمان القديمة.

وعثرت السلطات على مقابر جماعية في ولاية الخرطوم، يرجح أن معظمهم ضحايا جرائم الاختفاء القسري والتعذيب والقتل الجماعي التي ارتكبتها عناصر "الدعم السريع" خلال سيطرتها على الخرطوم.

 

وقالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، إن هيئة الطب العدلي وحدها المسؤولة عن تلقي بلاغات وجود الجثث في الولاية، كما أنها مسؤولة عن جميع المشارح.

واضطر السكان الذين لم ينزحوا من ديارهم في الخرطوم أثناء اندلاع المعارك إلى دفن ضحايا النزاع والموتى داخل المنازل وميادين الأحياء السكنية، نظراً إلى عدم تمكنهم من دفنها في المقابر بسبب انعدام الأمن.

واستعاد الجيش جميع أنحاء ولاية الخرطوم في 21 مايو (أيار) الماضي، بعد السيطرة على آخر معاقل "الدعم السريع" في قرى أم درمان.

عرقلة الإغاثة

دولياً، حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، مع اقتراب موسم الأمطار الذي يتوقع أن يستمر حتى أكتوبر (تشرين الأول)، وسط مخاوف من فيضانات وشيكة قد تعرقل عمليات الإغاثة وتزيد من خطر تفشي الأمراض في وقت تعاني البلاد من انهيار شبه كامل في البنية التحتية الصحية.

وأبدى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، في بيان له قلقه من أن تؤدي الفيضانات المرتقبة إلى قطع الطرق البرية المؤدية إلى المناطق المتضررة، مما يهدد بإعاقة إيصال المساعدات الحيوية إلى ملايين المحتاجين، في وقت تواجه فيه المنظمات الإنسانية نقصاً حاداً في التمويل، مما يحد من قدرتها على تخزين الإمدادات مسبقاً استعداداً لموسم الأمطار.

وأشار البيان إلى أن الفيضانات العام الماضي أثرت في نحو نصف مليون شخص، محذراً من أن عدد المتضررين هذا العام قد يكون أعلى، بخاصة مع استمرار النزوح الجماعي نتيجة الحرب المستمرة بين الجيش و"الدعم السريع" لأكثر من عامين.

وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستجابة للأزمة الإنسانية تتطلب تمويلاً عاجلاً يقدر بنحو 4.2 مليار دولار لتلبية حاجات أكثر من 20 مليون شخص خلال عام 2025، وسط دعوات دولية متزايدة لتوفير الدعم اللازم قبل أن تتفاقم الكارثة بفعل الفيضانات والصراع المتواصل.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات