Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تبديل أولويات الجبهات والحدود الأردنية الأكثر خطرا على إسرائيل

جنود الاحتياط وصلتهم أوامر للخدمة العسكرية للمرة السادسة والسابعة منذ بداية حرب "طوفان الأقصى"

قرر الجيش الإسرائيلي تشكيل وحدة خاصة لنشرها وتركيز نشاطاتها عند الحدود مع الأردن، أطلق عليها "وحدة جلعاد" وهي تابعة لفرقة 96 (رويترز)

ملخص

إسرائيل تتخوف من هجوم مشابه للسابع من أكتوبر من داخل الأراضي الأردنية.

وتشير تقديرات استخباراتية إسرائيلية إلى أن إيران تعمل على إنشاء بنى تحتية لقوات موالية لها داخل الأردن وتعزيز قدراتها لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.

كما يستثمر الجيش ملايين الشواقل لإعادة تشغيل مواقع عسكرية مهجورة في مناطق عدة عند الحدود مع الأردن، ستقوم وحدة جديدة بتفعيلها ضمن خطة تعزيز الحراسة وضمان الأمن.

"الحدود السوداء" كما يسمي الإسرائيليون الحدود الشرقية مع الأردن، أصبحت اليوم الأكثر خطراً على أمن إسرائيل"، هذا ما صدر عن تقرير استخباراتي إسرائيلي عقب تقارير تدعي أن إيران تسعى إلى ترسيخ وتعزيز قدرات وكلائها في هذه المنطقة بعدما فقدوا قدراتهم في سوريا ولبنان وغزة.

جاء هذا في وقت أوعز وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الإثنين، إلى الجيش للاستعداد لاحتمال معركة لأيام مع الحوثيين وخطر إطلاق صواريخ مكثفة أو تبادل ضربات، واعتبر تقرير إسرائيلي أن الوضع الحالي بين طهران وتل أبيب غير مستقر، لافتاً إلى احتمال عودة اشتعال المواجهات في غضون أسابيع، وهو تقرير لم ينفه مسؤولون أمنيون وسياسيون.

وما بين إيران والحوثيين وضع الإسرائيليون الجبهة الشرقية في صدارة التحديات الأمنية المقبلة لتنتقل الأخطار، وفق تقرير إسرائيلي، من الشمال والجنوب إلى الشرق مع الأردن، لتصبح هذه الحدود محور التهديد المقبل.

تقديرات رافقتها ادعاءات استخباراتية إسرائيلية أن إيران تعمل في الوقت الحالي على إنشاء بنى تحتية لقوات موالية لها داخل الأردن وتعزيز قدراتها لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وأعلن الجيش الإسرائيلي في تقرير أنه اتخذ خلال الأيام الأخيرة إجراءات أمنية على طول المنطقة الحدودية مع الأردن، وجرى تعزيزها بقوات عسكرية، تبين لاحقاً أن هذه القوات قاتلت خلال الأشهر الأخيرة في الضفة الغربية حيث اكتسبت، بحسب الجيش، "الخبرة في القتال لذلك جرى نشرها على الحدود الأردنية".

تعزيز وتوسيع وكلائها

رفع ملف الحدود الشرقية تجاه الأردن إلى أولويات أجندة المؤسستين العسكرية والأمنية في إسرائيل، في سياق الجهود المبذولة بعد وقف إطلاق النار مع إيران، لإعداد تقارير تطرح سيناريوهات التعاطي مع إيران بعد الحرب.

وخلُص تقرير أعدته المؤسسة العسكرية أن طهران بعد 20 شهراً على حرب "طوفان الأقصى"، فشلت في جميع الجبهات ولم تنجح في تقديم الدعم لوكلائها بسوريا ولبنان والجنوب، مما دفعها إلى الانتقال إلى الجبهة الشرقية لإنشاء ما سماها التقرير "منظومات قوة داخل الأردن بهدف تقويض الحكم فيه".

التقرير الإسرائيلي الذي نقل عن مصادر عسكرية ادعى أن إيران "ستفعل كل ما بوسعها لإضعاف الأردن وتحويل أراضيه إلى بنى تحتية قوية لوكلاء إيران".

هذا التقرير وغيره حول الأردن، جاء في أعقاب الكشف عن بنى تحتية في الأردن لزعزعة الاستقرار، ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، قول مصادر في الجيش إنه "على رغم العلاقات والتعاون الوثيق بين تل أبيب وعمان لا يمكن الاعتماد على هذا في مواجهة الأخطار المتنامية في الأردن ضد إسرائيل، مما استدعى تبديل أولويات الجبهات ليتصدر الأردن الجبهات الأكثر خطراً على إسرائيل".

تأهيل مواقع عسكرية وتعزيز الاستيطان

وحول الاستعداد والأوضاع على الحدود الشرقية مع الأردن، كشف متحدث عسكري أن "البحث في الوضع الأمني في هذه الجبهة، لم يبدأ بعد انتهاء الحرب مع إيران، وفق ما ذكر أكثر من مصدر إسرائيلي، إنما قبل أشهر عدة، حتى أن الجيش قرر تشكيل وحدة خاصة لنشرها وتركيز نشاطاتها عند الحدود مع الأردن، أطلق عليها "وحدة جلعاد" وهي تابعة لفرقة 96، وكان متوقعاً الإعلان عنها ونشرها عند الحدود الشرقية بعد أشهر عدة، إلا أن الحرب على إيران سرعت بتفعيلها بصورة طارئة، وفي هذه الأثناء يكثف الجيش تدريباته على مختلف السيناريوهات المتوقعة".

ووفق المتحدث فإن الفرقة مسؤولة عن الحدود الشرقية، التي تعتبر أطول حدود مع إسرائيل وتمتد على مئات الكيلومترات، ويقول "تقود الفرقة ثورة جديدة تتمثل في إنشاء ’ألوية داوود‘، وهي وحدات إقليمية جديدة تهدف إلى حماية مناطق داخل إسرائيل لم تحظَ حتى الآن بحماية كافية".

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن التسلم الرسمي لأول لواء من هذه الألوية سيكون في أغسطس (آب) المقبل، حيث ستمنح له مهمات عملياتية يفترض أن تمنحه القدرة على السيطرة على المنطقة الحدودية.

الهدف من تأسيس هذه الفرقة هو إنشاء قوات خاصة لجبهة لم تكن واردة في حسابات المؤسسة العسكرية من ناحية أخطارها الأمنية، إلى جانب حاجتها للتخفيف عن جنود الاحتياط، الذين وصلتهم أوامر للخدمة العسكرية للمرة السادسة والسابعة منذ بداية حرب "طوفان الأقصى".

تزامناً يستثمر الجيش ملايين الشواقل لإعادة تشغيل مواقع عسكرية مهجورة في مناطق عدة عند الحدود مع الأردن، ستقوم الوحدة الجديدة بتفعيلها ضمن خطة تعزيز الحراسة وضمان الأمن.

أما الخطر الجوهري الذي يتهدد إسرائيل أيضاً، فهو على الأرض الفلسطينية في غور الأردن، حيث يجري العمل على إقامة مستوطنات لتصبح مستقبلاً مدينة إسرائيلية على الحدود تكون نواة استيطانية جديدة، وذلك ضمن المساعي التي يبذلها وزراء الائتلاف الحكومي للاعتراف بالمستوطنات القائمة في غور الأردن وتقويتها.

المخطط الشامل الذي يجري تنفيذه عند الحدود الأردنية يشمل أيضاً إقامة سياج حدودي ضخم لاستكمال ما سماه التقرير الإسرائيلي "المنظومات الدفاعية الإسرائيلية"، لتصبح الحدود الشرقية الجديدة نموذجاً لتطبيق دروس السابع من أكتوبر (تشرين الأول): حدود محمية واستيطان قوي واستعداد سابق للتهديدات بدلاً من الرد بعد وقوع الحدث.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

منسقو الأمن يحذرون

إزاء التقارير التي نشرت طيلة 20 شهراً من حرب "طوفان الأقصى"، والتي تعكس إهمال متخذي القرار على المستويين السياسي والعسكري لهذه المنطقة الحدودية، تجند عدد ممن يسمون "منسقو أمن المستوطنات" في منطقة غور الأردن، وخرجوا اليوم بحملة واسعة تدعو إلى إحداث تغيير فوري على هذه الحدود يضمن أمناً قوياً يمنع التسلل والاختراقات ويضمن أمن المستوطنات.

واتضح من خلال تصريحاتهم، في سياق الضغط لضمان تحقيق مطالبهم أن الجيش، ونتيجة الإرهاق والضغط على جنود الاحتياط، قام بإطلاق سراح جنود وحدات الطوارئ بينهم من يخدم في منطقة غور الأردن ووحدة نخبة في الاحتياط، مع تجاهل سيناريوهات محتملة لتهديد خطر على سكان المنطقة، خصوصاً القريبة من الحدود مع الأردن.

وجاء في بيان لمنسقي الأمن أنه مع بداية الحرب على إيران "شعب كالأسد"، تم تعزيز الجبهة بقوات احتياط ووحدات طوارئ محلية للدفاع من محاولات تسلل معادية، لكن من دون إنذار سابق، جرى سحب القوات في منتصف الليل، وأُطلق سراح جنود وحدات الطوارئ.

وبعد ضغوط مارسها منسقو الأمن، أعيد بعض الجنود موقتاً، لكن الجيش عاد وأطلق سراحهم مجدداً خلال 24 ساعة فقط.

حالياً، وفق منسقي الأمن، يجري استدعاء جزء فقط من وحدات الطوارئ لمدة أسبوع واحد، ونُقل عن أحد منسقي الأمن "أجد صعوبة في فهم المنطق، يقولون لنا إن هناك تهديداً من وكلاء إيران، لكنهم يتركون فقط أربعة جنود لأسبوع، وقد تم إبلاغنا بهذه التغييرات في الليل، بينما كانت طائرات مسيّرة تُعترض فوقنا، وقد أوقف حرس الحدود أكثر من 60 متسللاً عبر الحدود مع إسرائيل".

يشار إلى أن تل أبيب رفعت قبل شهرين حالة الطوارئ عند الحدود الشرقية بعد اعتقال الأردن 16 شخصاً مشتبهاً فيهم بإنتاج صواريخ ومسيرات وحيازة أسلحة وتدريبات، حينها عُقد اجتماع لتقييم الوضع أعلن خلاله أن الخلية هي ضمن مشروع كبير تديره إيران بالتنسيق مع "حماس" لإعادة تعزير قدرات وكلائها في المنطقة ضد إسرائيل، ونقل عن مسؤول أمني أن نشاط الخلية في الأردن يأتي في سياق تدريبات لمحاولة تنفيذ هجوم على إسرائيل بنسخة السابع من أكتوبر 2023 الذي نفذته "حماس".

وكشف عن أنه منذ مطلع عام 2024، تسلل نحو 4 آلاف شخص بعضهم حاول تهريب أسلحة، وفي التقرير الإسرائيلي، فإن المتسللين يعبرون الحدود من منطقة غور الأردن والبعض من منطقة نهر الأردن، وقال المسؤول الأمني إن "ما يحدث عند الحدود مع الأردن ومصر ولبنان وسوريا نلمس فيه تدخلاً متزايداً لإيران في المنطقة".

بحسب التقارير الإسرائيلية فإن غالبية الحدود من دون سياج وفي المنطقة الأقرب والتابعة للمجلس الإقليمي "أيالوت"، هناك أكثر من 100 كيلومتر من دون سياج يمكن التسلل عبرها بسهولة ومن دون عراقيل، وبخاصة أن معظم الوحدات العسكرية وحرس الحدود والمراقبة نقلت إلى جبهات غزة ولبنان وسوريا.

المزيد من تقارير