Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يستعيد شعبيته بعد الحرب مع إيران لكن معضلة غزة باقية

شد حبال بين اليمين الإسرائيلي والمعارضة بشأن اتجاهات المعركة في القطاع الفلسطيني

نتنياهو متحدثاً إلى الإعلام بعد تفقده الأضرار التي لحقت بمعهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت جراء القصف الإيراني في 20 يونيو الحالي (رويترز)

ملخص

على رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، لا تزال الحرب على "حماس" في غزة مستمرة، وهي تذكير دائم بأخطاء 2023، ومن المرجح أن تتزايد الضغوط بسرعة على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق ينهي القتال ويضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين.

يرجح حلفاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومحللون أن يعيد الهجوم الإسرائيلي القوي على إيران صياغة إرثه بعد أشهر من الاضطرابات السياسية والحرب وتراجع شعبيته.
وخلال الهجوم الجوي الذي أمر به نتنياهو واستمر 12 يوماً، قصفت إسرائيل مواقع نووية في عمق إيران وقضت على عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء داخل حدود عدوها اللدود، واستهدفت أيضاً كثيراً من منشآت تصنيع صواريخ في أنحاء البلاد.

إعلان النصر

واتفقت إيران وإسرائيل على وقف إطلاق النار، أمس الثلاثاء، وعلى رغم تبادل الاتهامات بينهما بانتهاك الاتفاق في الساعات التي تلت الإعلان عنه، فقد سارع نتنياهو إلى إعلان النصر الكامل.
وقال "حققت دولة إسرائيل إنجازات تاريخية عظيمة ووضعت نفسها جنباً إلى جنب مع القوى العظمى في العالم".
وكانت هذه النبرة المبتهجة بعيدة كل البعد من نبرة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عندما تسبب هجوم مفاجئ لحركة "حماس" من قطاع غزة في أكبر فشل أمني لإسرائيل في تاريخها، مما وجه ضربة قاصمة لسمعة نتنياهو التي صاغها بعناية بصفته "حارساً لإسرائيل" وأدت إلى انهيار الدعم الشعبي له.
قالت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية غايل تالشير، إن أحدث خطاب لنتنياهو "محا تماماً ما حدث في السابع من أكتوبر. إنه يتحدث فقط عن إيران".

استمرار الحرب في غزة

ومع ذلك لا تزال الحرب على "حماس" في غزة مستمرة، وهي تذكير دائم بأخطاء 2023، ومن المرجح أن تتزايد الضغوط بسرعة على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق ينهي القتال ويضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين.
وقالت عيناف زانجاوكر التي يعتقد أن ابنها "ماتان" بين 20 رهينة في غزة لا يزالون على قيد الحياة، إن "الاتفاق الشامل لإعادة جميع الرهائن هو نداء اللحظة".
وكتبت على منصة "إكس"، "تكتب سجلات التاريخ الآن، ولا يزال هناك فصل واحد مفقود، فصل السابع من أكتوبر. الأمر متروك لك يا نتنياهو".

إعادة رسم ملامح المنطقة

رغم حال عدم اليقين إزاء مستقبل الوضع في غزة، فإن الفوائد السياسية للمهمة في إيران بدأت تلمس بالفعل.
وأظهر استطلاع للرأي نشر قبل أيام أن 83 في المئة من الإسرائيليين اليهود يؤيدون الهجوم على إيران. وتوقع خبراء استطلاعات الرأي أن يحظى الآن حزب "ليكود" بزعامة نتنياهو بمزيد من التأييد. وكان من المتوقع منذ فترة طويلة خسارة الحزب للسلطة في أي انتخابات.
وقال ميتشل باراك، خبير استطلاعات الرأي الإسرائيلي الذي عمل مع نتنياهو في التسعينيات، "أعتقد أن هناك تراجعاً في التحرك لمعاقبته على هجوم السابع من أكتوبر... صار بالتأكيد في وضع قوي".
وشكل الهجوم الإسرائيلي على إيران تحولاً جذرياً في وضع إسرائيل بالمنطقة الذي تطور بسرعة مذهلة على مدار الـ20 شهراً الماضية.

إضعاف "الأذرع"

وخلال تلك الفترة أضعفت القوات الإسرائيلية بشدة "حزب الله" في لبنان وألحقت خسائر فادحة بـ"حماس" في غزة ودمرت دفاعات جوية في سوريا، والآن وجهت ضربات مباشرة إلى إيران في خطوة كانت تعد في السابق محفوفة بالأخطار.
ونجح نتنياهو أيضاً في إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانضمام إلى الهجوم وقصف مواقع نووية إيرانية بقنابل خارقة للتحصينات لا يملكها سوى سلاح الجو الأميركي، وهو إنجاز كبير لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قضى سنوات في إقناع واشنطن بشن هجوم على إيران من دون جدوى.
وأعطى ترمب الصراع أهمية إضافية، أمس، بتسميته "حرب الـ12 يوماً"، معيداً إلى الأذهان حرب الأيام الستة عام 1967 عندما شنت إسرائيل ضربة استباقية على دول عربية مجاورة واستولت على شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان.
ويسعى بعض حلفاء نتنياهو إلى الترويج لرواية جديدة "لإعادة صياغة هجوم السابع من أكتوبر، ليس على أنه فشل بل كان دعوة ضرورية لليقظة دفعت الأمة أخيراً إلى مواجهة خصومها في المنطقة بصورة مباشرة، بدل العمل على احتوائهم".
وقال أرييه درعي، عضو الائتلاف اليميني الحاكم للقناة 14 التلفزيونية، "أنقذ السابع من أكتوبر الشعب الإسرائيلي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تصفية حسابات سياسية

سيواجه نتنياهو في الوقت الحالي ضغوطاً للتفاوض على إنهاء الصراع في قطاع غزة، الذي أودى وفقاً للسلطات الصحية الفلسطينية بـ56 ألف فلسطيني منذ اندلاعه، معظمهم مدنيين.
ويتهمه معارضوه بإطالة أمد الحرب لتجنب المساءلة السياسية حول من يتحمل مسؤولية الصراع. ويقولون إن التسويف لم يعد مقبولاً.
وكتب زعيم المعارضة يائير لبيد على موقع "إكس"، أمس، قائلاً، "الآن غزة. حان الوقت لإنهاء هذا الأمر أيضاً. لإعادة الأسرى، وإنهاء الحرب. على إسرائيل أن تبدأ إعادة البناء".
وأصبحت إسرائيل معزولة بصورة متزايدة بسبب أفعالها في غزة حيث منعت دخول المساعدات لأسابيع متجاهلة تحذيرات من المجاعة وحولت جزءاً كبيراً من القطاع إلى أنقاض.
ودعا ترمب في الأسابيع القليلة الماضية إسرائيل إلى وقف القتال بعدما وعد خلال حملته الانتخابية العام الماضي بإحلال السلام في المنطقة. ومع ذلك لم تبد حكومة نتنياهو اليوم أي استعداد للتسوية أو التفاوض.
وكتب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الشريك اليميني المتطرف في الائتلاف الحكومي، على موقع "إكس"، "الآن، بكل قوتنا، نتوجه إلى غزة، لإكمال العمل، لتدمير "حماس" وإعادة رهائننا".
ويدفع سموتريتش وغيره من المتشددين في الحكومة باتجاه احتلال عسكري طويل الأمد لغزة، بما في ذلك إعادة بناء المستوطنات اليهودية، وهو أمر سيعارضه الفلسطينيون والدول الغربية بشدة.
ووصفت أستاذة العلوم السياسية تالشير، المحادثات المقبلة حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأنها منافسة بين سموتريتش وترمب "على من يملك نفوذاً أكبر على نتنياهو".
ويقول محللون، إن نتنياهو قد يحاول الاستفادة من العملية الإيرانية بالدعوة إلى انتخابات قبل عام من موعدها، لكن خبير الاستطلاعات باراك قال إن توسيع الغالبية البرلمانية الضئيلة لائتلافه هو الأنسب.
وقال "عندما تذهب إلى الانتخابات، يبدو الأمر رائعاً، لكنها مقامرة في واقع الأمر".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات