ملخص
انتقل نتنياهو من المقر الرسمي المخصص له في شارع بلفور بالقدس الغربية إلى "حفرة يوم القيامة" في جبال القدس الغربية المصممة لمقاومة الزلازل والمحصنة ضد الهجمات النووية والإلكترونية، بحسب "يديعوت أحرونوت".
من أماكن سرية محصنة تحت الأرض يدير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب مع إيران كبقية وزرائه وقادة الجيش الإسرائيلي، خشية تعقبهم واستهدافهم، وذلك على وقع تلميح تل أبيب بإمكان اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وانتقل نتنياهو من المقر الرسمي المخصص له في شارع بلفور بالقدس الغربية إلى "حفرة يوم القيامة" في جبال القدس الغربية المصممة لمقاومة الزلازل والمحصنة ضد الهجمات النووية والإلكترونية، بحسب "يديعوت أحرونوت"، التي ذكرت أنه كان من اللافت عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤتمره الصحافي الأول خلال الحرب مع إيران الأسبوع الماضي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، من دون وجود الصحافيين في قاعة واحدة مع نتنياهو.
كما عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعها في ظل وجود أعضائها الوزراء في أماكن متفرقة خشية استهدافهم.
وأعلنت الصحيفة الإسرائيلية أن قرار حفر تلك "الحفرة" جاء بناءً على توصيات لجنة "فينوغراد" بعد الحرب الإسرائيلية مع "حزب الله" اللبناني عام 2006، وتتمتع بخط اتصال مباشر ومؤمن مع وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب (الكرياه).
وينتقل نتنياهو بين ذلك المقر أي "حفرة يوم القيامة" في غرب القدس وحفرة "الكرياه" أسفل وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، التي منها اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرار شن الحرب على إيران مساء الخميس الـ12 من يونيو (حزيران) الجاري والتي بدأت مع الساعات الأولى لفجر الجمعة.
باطن الأرض
ووفق "يديعوت أحرونوت" فقد أقيمت "حفرة يوم القيامة" في منطقة سرية تابعة لـ"المركز الإسرائيلي لإدارة الأزمات" في المنطقة الجبلية المحيطة بمدينة القدس.
ويقع أكثر من 95 في المئة من منطقة "المركز الإسرائيلي لإدارة الأزمات" في باطن الأرض، مما يمنع اختراقه نظراً إلى التجهيزات الأمنية والإلكترونية التي من شأنها تعطيل أي جهاز إرسال أو تنصت.
وتفرض إدارة "الحفرة" قيوداً مشددة على الداخلين لها من وزراء ومسؤولين إسرائيليين، ولا تسمح لمساعديهم بمرافقتهم، ولا حتى بإدخال أجهزة الهواتف المحمولة.
وبواسطة مصاعد ضخمة يمكن الدخول إلى الحفرة والخروج منها، التي توجد فيها غرف نوم ومساحات واسعة للعمل وصالة طعام كبيرة.
وكان نتنياهو عقد في "الحفرة" سلسلة اجتماعات مع حكومته عام 2018 وذلك قبيل كشفه عن حصول إسرائيل على الأرشيف النووي الإيراني.
حينها كان الدافع لعقد الاجتماعات في الحفرة منع أعضاء الكابينت من تسريب محاضر أو معلومات، ومنع أي إمكان للتنصت على مناقشات المجلس وذلك لأن المخبأ محصن وغير قابل للاختراق.
حفرة "الكرياه"
وتتمتع وزارة الدفاع الإسرائيلية الواقعة في قلب تل أبيب المسماة "الكرياه"، بوجود "حفرة" محصنة تحت الأرض، وكان "حزب الله" اللبناني استهدفها عام 2024، قبل أن تقصفها إيران الأسبوع الماضي.
وتنقسم "الكرياه" إلى جزءين جنوبي وطابعه مدني، وشمالي يضم مباني حكومية وعسكرية إسرائيلية، بينها المقر الرئيس لوزارة الدفاع وقاعة "الحفرة".
وتضم "الكرياه" مقر القيادة العامة للجيش الإسرائيلي، وفيها مكاتب لرئيس الأركان ووزير الدفاع ورئيس الوزراء ومهبط للطائرات العمودية.
كما تحوي الحفرة المسماة أيضاً "قلعة صهيون"، التي تتجاوز مساحتها 10 آلاف متر مربع، غرفاً لقادة الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء، وقاعة مبنية على عمق طوابق عدة تحت الأرض.
ويقع في قلب "الحفرة" المركز التشغيلي الرئيس للجيش الإسرائيلي، الذي يمثل مكان إصدار الأوامر للقيادات المختلفة.
وبحسب الباحث في الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي وأركان حكومته وقادته العسكريين "يديرون الحرب على إيران من أماكن سرية تحت الأرض".
وأوضح أبو عواد أن تلك الأماكن لا "تقتصر على الحفرة أسفل مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، لكنها تشمل أماكن سرية أخرى غير معروفة، ويوجد فيها المسؤولون الإسرائيليون سواء كانوا سياسيين أو عسكريين".
وأضاف أن تلك الأماكن "محصنة ضد أي استهداف، ومتصلة بعضها ببعض لتبادل المعلومات المشفرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي يؤاف شتيرن أن "خشية نتنياهو وبقية المسؤولين الإسرائيليين من استهدافهم مبررة بخاصة في ظل حال الحرب، إذ يشكل استهدافهم حلماً لكل من يحارب إسرائيل".
وأوضح أن الجهات الأمنية الإسرائيلية "تتخذ إجراءات مشددة للغاية لحماية المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم نتنياهو ومنها نقل جميع المسؤولين إلى أماكن سرية".
رفع المعنويات
وبحسب شتيرن، فإن الأطراف التي تحارب إسرائيل "لديها قدرات تكنولوجية لا يجب الاستخفاف بها"، مشيراً إلى أن أحد استنتاجات هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 هو "أنه لا يمكن الاستخفاف أو التقليل من شأن العدو سواء الفلسطيني أو الإيراني أو ’حزب الله‘ اللبناني".
واعتبر الباحث في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور أن الإجراءات المشددة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية "أكثر صرامة من المرات السابقة، وشملت توزيع الوزراء وعائلاتهم على أماكن سرية".
وبحسب منصور، فإن ذلك يهدف إلى "إفشال أية محاولة إيرانية لاغتيال نتنياهو أو غيره من الوزراء الإسرائيليين والقادة العسكريين".
وأشار إلى انتقال عمل معظم الوزارات والمؤسسات الإسرائيلية ومنها الكنيست إلى أماكن محصنة تحت الأرض.
ومع ذلك فإن نتنياهو لا يتوقف، وفق منصور، عن "القيام بزيارات ميدانية للمواقع التي قصفتها إيران بهدف رفع الروح المعنوية للإسرائيليين".