Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مأزق الجبهة الداخلية لإسرائيل يعقد المشهد وينذر بكارثة

معظم ملاجئ تل أبيب الكبرى وحيفا "غير صالحة" ولا يمكن إطالة أمد الحرب بسبب شلل النشاط الاقتصادي

يهودي متشدد يتفقد الأضرار داخل كنيس في موقع هجوم صاروخي إيراني شرق تل أبيب (أ ف ب)

ملخص

"ينبغي أن نأخذ بالحسبان بأنه بقدر ما تطول الحرب سنرى دماراً شديداً أكثر فأكثر للبنى التحتية وللبيوت في مركز البلاد، مثلما رأينا ونرى في غلاف غزة وفي بلدات حدود الشمال كنتيجة لحرب السيوف الحديدية، إضافة إلى ذلك لا يمكن لإسرائيل أن تواصل الحرب مدة زمنية طويلة بسبب شلل النشاط الاقتصادي".

لم يتخذ الكابينت الإسرائيلي قراراً في مسألة التوجه إلى مفاوضات اتفاق نووي مع إيران، بانتظار التطورات على الساحتين الدبلوماسية – الدولية – الأميركية والقتال، في اجتماع انتهى بعد منتصف ليل الإثنين، قبل ساعتين تقريباً من رشقة الصواريخ الباليستية التي تعرضت لها إسرائيل وسجلت كأخطر الهجمات الصاروخية من ناحية أهدافها واتساع نطاق وصولها والأضرار الناجمة عنها.

رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، عد الوقت سابقاً لأوانه بعد أربعة أيام من حرب وصفها بـ"الحرب التاريخية والوجودية لإسرائيل والشعب اليهودي". ويرى هنغبي أنه على رغم إدراك إسرائيل بأن إيران لن ترفع قريباً الراية البيضاء فإن العمليات التي تنفذ وفق خطة مدروسة لن تتوقف ولن يوقفها أي ضغط خارجي من أجل التوجه إلى طاولة المفاوضات، ويقول "لدى إسرائيل كل التقارير والأدلة التي تقول إن إيران استغلت جلسات المفاوضات لتكثف جهودها في تخصيب اليورانيوم وتعزيز قدراتها النووية وهذا ما تريده وستفعله إذا أُوقف القتال من دون تحقيق أهدافنا كلها، التي تصل في النهاية إلى منع إيران نووية، فسنعود إلى الوضع ذاته وستعود إيران خطراً كبيراً يهددنا".

وعلى رغم مشهدية الدمار الذي خلفته الصواريخ الإيرانية في منطقة واسعة بإسرائيل، من حيفا حتى تل أبيب الكبرى في المركز والجنوب، وسقوط قتلى وجرحى، فإن هنغبي عاد وشدد على أن إسرائيل لن تذهب إلى طاولة المفاوضات بل عد استمرار الحرب في إيران، هو أيضاً، مهمة تاريخية للشعب بأسره "الذي يجب أن يدعم ويشارك فيها وليست فقط على مسؤولية القيادة وصناع القرار"، وقال "من قرر أنه يجب إزالة التهديد الوجودي، فعل ذلك لإنقاذ ملايين الناس من مصير قاسٍ أكثر خطورة مستقبلاً إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه في إيران"، واستبعد هنغبي إنهاء الحرب خلال أيام قليلة.

الجبهة الداخلية لن تصمد

حديث هنغبي جاء بينما كانت الجبهة الداخلية منشغلة أربع ساعات في الأقل من أجل إنقاذ عالقين في المباني التي دمرت جراء الصواريخ الباليستية الإيرانية سواء في حيفا أو مركز إسرائيل، بينما تتوارد التقارير التي تكشف نوعية خاصة للصواريخ التي أطلقت صباح الإثنين واخترقت حتى الملاجئ التي كان يختبئ فيها ثلاثة من القتلى في مركز تل أبيب، التزاماً بتعليمات الجبهة الداخلية، ليتضح لاحقاً أن معظم الملاجئ في تل أبيب الكبرى وفي حيفا، تحديداً، قديمة ولم تشهد أي عمليات تطوير وتحسين ليس فقط لحمايتها من الصواريخ المتوقعة من إيران، بل لكي تكون صالحة لبقاء السكان ساعات طويلة فيها.

إلى جانب هذا فقد أدت صواريخ صباح الإثنين إلى اشتعال النيران في مكان سقوطها من دون إمكان السيطرة على النيران وإخمادها، واضطرت طواقم الجبهة الداخلية إلى العمل ساعات طويلة لضمان السيطرة عليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أيضاً الدمار الهائل الذي تلحقه الصواريخ، بحيث يزن الواحد منها ما لا يقل عن 400 كيلوغرام من المتفجرات وهذا يضاعف صعوبة البحث عن العالقين تحت الأنقاض، كما حصل في مدينة حيفا حيث استغرقت عملية البحث عن مفقودين في أحد المباني الذي تعرض للقصف ساعات طويلة حتى عثر على جثث ثلاثة منهم.

وما بين هذا كله، واجهت منظومة إطلاق صفارات الإنذار خللاً في أعقاب هجوم سيبري عليها أدى إلى شلل بعضها، مما أعاق إطلاق صفارات الإنذار في مناطق تعرضت لها الصواريخ، ومن ثم عدم التزام السكان تعليمات الجبهة الداخلية والتوجه إلى الأماكن الآمنة والملاجئ.

وبحسب مدير عام شركة "أوفيك"، المشرفة على معظم مشاريع البناء والتطوير، كوبي أوفيك، فإن 55 في المئة من البيوت لا توجد فيها غرف آمنة أو ملاجئ. وحمل الحكومة ومتخذي قرار الحرب على إيران مسؤولية الخطر المحدق بالسكان جراء الصواريخ الإيرانية، قائلاً "كان بإمكان الحكومة أن تتجنب فقدان الأرواح، لو تم العمل على هذا الموضوع. الناس في حال ذعر ونعيش اليوم واقعاً جديداً الدولة كلها تحت تهديد الصواريخ من إيران واليمن ونرى يومياً النتائج المدمرة".

من جهته يقول الرئيس السابق لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، تسفيكا حايموفتش، إن إيران تركز في صواريخها الأخيرة على قواعد عسكرية ومنشآت حساسة سواء في خليج حيفا وأحياء عدة في المدينة، التي تحوي مصافي البترول ومواد حساسة أو مركز تل أبيب حيث المنشآت الاستراتيجية ومكان إقامة وزارة الأمن وقواعد عسكرية. وبرأيه فإن هندسة تل أبيب وقرب المباني السكنية من هذه المواقع الحساسة تعرض السكان لخطر كبير لمجرد تحييد الصاروخ بصورة طفيفة عن مساره ليسقط بين مناطق سكنية.

الجبهة الداخلية لا تتحمل

جنرال احتياط إسحاق بريك، وإزاء ما اعتبره الإسرائيليون تصعيداً نوعياً في الصواريخ التي تطلق على إسرائيل، يرى أن هدف إيران أن يفوق عدد صواريخها عدد صواريخ الاعتراض الإسرائيلية ويقول "الخطة الإيرانية هي مواصلة إطلاق الصواريخ الباليستية حتى بعدما تنفد صواريخ حيتس الاعتراضية لإسرائيل، وعندها حتى المساعدة الأميركية لن تكفي وستجد إسرائيل نفسها تحت وابل من الصواريخ الباليستية مع رؤوس متفجرة تصل زنتها حتى طن، من دون قدرة دفاعية كافية".

ونقل بريك، عن مصادر أميركية رفيعة المستوى أن واشنطن تشارك لوجيستياً بالعملية وتعطي معلومات استخباراتية لإسرائيل على سبيل المساعدة لها.

وبينما شدد بريك على أنه على رغم نجاح سلاح الجو في هجومه على إيران، فإنه لن يؤدي إلى تصفية القدرة النووية وإنتاج القنابل، وعندها قال "ينبغي أن نأخذ بالحسبان بأنه بقدر ما تطول الحرب سنرى دماراً شديداً أكثر فأكثر للبنى التحتية وللبيوت في مركز البلاد، مثلما رأينا ونرى في غلاف غزة وفي بلدات حدود الشمال كنتيجة لحرب السيوف الحديدية، إضافة إلى ذلك لا يمكن لإسرائيل أن تواصل الحرب مدة زمنية طويلة، بسبب شلل النشاط الاقتصادي في الدولة والانقطاع عن العالم في مجالات الطيران والتجارة والأعمال، وهو انقطاع من شأنه أن يؤدي إلى انهيار اقتصادي يمس بشدة بالقدرة على مواصلة تحريك عجلات الحرب".

وانتقد بريك الحكومة لعدم العمل على جهوزية واستعداد الجبهة الداخلية قائلاً "قلنا كثيراً وحذرنا كذلك أوصينا بضرورة رفع بحث الموضوع إلى أعلى المستويات، لكن أحداً لم يتعامل بجدية ولم يفهموا أن الحروب تغيرت وأن الجبهة الداخلية ستكون مركز الحرب، بخلاف الماضي. موقف المستويين السياسي والعسكري من إعداد الجبهة الداخلية للحرب تعبر عنه جيداً صورة (القرود الثلاثة) التي ترمز إلى اللامبالاة وتجاهل المشكلات وانعدام الاستعداد للتدخل عندما تكون هناك حاجة إلى ذلك".

المزيد من تقارير