ملخص
أصدرت السفارة اللبنانية لدى طهران تعميماً تنصح اللبنانيين بالتزام الأماكن التي هم موجودون فيها وعدم التنقل بين المدن. ولم تتلق السفارة حتى الآن أي شكوى أو مراجعة ولم تسجل وفق السفير حسن عباس أي حال طارئة.
تعد إيران وجهة أساسية للمواطنين اللبنانيين الشيعة طلباً للعلم والعمل وأيضاً للسياحة الدينية. ولا شك أن التحالف بين طهران و"حزب الله" وتقديم الدعم المالي والعسكري والثقافي له، أسهم لدى بيئة الحزب بشعور الارتباط بجزء أوسع من الهوية الشيعية الإقليمية، وعزز من أرقام الوجود اللبناني الشيعي في إيران.
يتحدث الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين عن 6 آلاف لبناني موجودين في المدن الإيرانية، من بينهم 500 طالب يدرسون بصورة خاصة، الطب وصناعة النفط والكمبيوتر والدين، ومن بين اللبنانيين المقيمين رجال دين، وعمال في الفنادق والمطاعم، ورجال أعمال في مجالات النفط والغاز والبناء. في المقابل لا يتخطى عدد اللبنانيين المقيمين في إيران وفق الأرقام المسجلة في السفارة اللبنانية الألفي مواطن، من دون احتساب الزوار الموجودين في مدينتي مشهد وقم بهدف السياحة الدينية، ولا تملك السفارة اللبنانية أرقاماً محددة لهم، على اعتبار أنهم يدخلون إلى إيران بصورة موقتة ولفترة محددة ثم يغادرون. وكان عدد اللبنانيين في إيران ارتفع خلال فترة الحرب الأخيرة على لبنان، لكن معظمهم غادر بعد اتفاق وقف إطلاق النار. ويتوزع اللبنانيون بصورة أساسية بين طهران وغالبيتهم طلاب وبعض رجال الأعمال، وهناك قسم موجود في محافظة "قم" في الحوزات الدينية مع عائلاتهم، وفي مدن أصفهان وشيراز وقزوين وتبريز وغيرها ومعظمهم طلاب.
اللبنانيون في إيران حالهم حال الإيرانيين الموجودين في المحافظات، والسفارة اللبنانية تتابع معهم التطورات على مدار الساعة.
لا خطة للإجلاء حالياً
لم يكن سفير لبنان لدى إيران حسن عباس، وحاله كحال معظم الدبلوماسيين هناك، يملك أي معلومات مسبقة بأن الأمور ستتطور إلى الأسوأ وأنها قد تذهب إلى حرب مفتوحة. ويؤكد عباس في حديث إلى "اندبندنت عربية" أن "التصعيد في المواقف كان يجب أخذه بعين الاعتبار، كمؤشر إلى أن الأمور قد تتدهور وهذا ما حصل". ويشير إلى وجود خطة لإجلاء اللبنانيين المقيمين في إيران، وأن أي قرار في هذا الشأن يعتمد على التطورات الأمنية والعسكرية، كاشفاً عن استحالة إجراء أي إجلاء عبر الجو بسبب توقف حركة الطيران، أما خيار البر فمحفوف بالأخطار رغم أنه متاح، لكنه يتطلب تنسيقاً مع الجالية من جهة لمعرفة عدد الراغبين بالمغادرة، ومع السلطات المحلية من جهة أخرى لضمان أمن اللبنانيين وسلامتهم. ويضيف السفير "لكن الأمور لم تصل إلى هذا الحد وبلوغ هذه المرحلة يفترض أن الوضع أصبح في مكان آخر عسكرياً وأمنياً".
نصيحة بعدم التنقل
وتابع رئيس البعثة اللبنانية في طهران، "حالياً أصدرت السفارة تعميماً للجالية اللبنانية توجهت فيه إلى المقيمين الدائمين والزوار، تنصحهم بالتزام الأماكن التي هم موجودون فيها وعدم التنقل من مدينة إلى أخرى، بسبب الظروف الحالية والأخطار الأمنية وبسبب إغلاق المجال الجوي وتوقف حركة الطيران الخارجي والداخلي". وشرح أن "التعميم تضمن أرقام هواتف الموظفين في السفارة والبريد الإلكتروني للتواصل عند حدوث أي طارئ". وأضاف "الحركة بين المدن صعبة نظراً إلى الحواجز الأمنية المنتشرة على الطرقات، وهناك طرقات مغلقة"، ناصحاً كل مواطن لبناني موجود في إيران أن يبقى حيث هو.
ولم تتلق السفارة حتى الآن أي شكوى أو مراجعة ولم تسجل، وفق عباس، أي حال طارئة، باستثناء بعض الاستفسارات الواردة من عدد من الطلاب عن طرق المغادرة، المعدومة حالياً، نظراً إلى توقف حركة المطار، بينما هناك أخطار في العبور البري، ولا إمكانية لدى السفارة لتأكيد سلامة الطرقات عبر الحدود وصولاً إلى دول أخرى مثل العراق. وتابع "من يريد المغادرة عبر البر فيمكنه ذلك لكنه خيار محفوف بالأخطار، فالتنقل من مدينة إلى مدينة يتطلب قطع مسافات طويلة، فمن أصفهان إلى طهران مثلاً تستغرق الرحلة عبر البر أكثر من خمس ساعات، ومن ثم فإن ذلك ليس مستحباً في ظل وضع أمني غير سليم وإقفال لبعض الطرقات وإجراءات مشددة". وطمأن عباس أن "مدينة مشهد لم تستهدف، وهي بعيدة جغرافياً عن أماكن الاستهداف، ومن ثم فلا خطر على الزوار الموجودين فيها، ولا سبب لمغادرتهم حالياً".
وعلى رغم الظروف الأمنية الدقيقة يؤكد السفير اللبناني لدى طهران أن السفارة مستمرة في عملها وأبوابها مفتوحة أمام كل من لديه معاملة أو استفسار. كما أن خطوطها الهاتفية وبريدها الإلكتروني لا يزالان في تصرف اللبنانيين الموجودين في المدن الإيرانية البعيدة، الذين باستطاعتهم التواصل أيضاً مع السفارة من خلال "جمعية لبنانية" هي في موقع الوسيط بين هؤلاء والسفارة كما قال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وزارة الخارجية والمغتربين
وعطفاً على التطورات الأمنية الأخيرة التي أدت إلى عرقلة حركة الطيران من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت مما تسبب بتأخير عودة كثير من المواطنين اللبنانيين بفعل إلغاء كثير من الرحلات المتجهة إلى لبنان، تتابع وزارة الخارجية والمغتربين موضوع العالقين في الخارج وهي تجري الاتصالات اللازمة مع الجهات المتخصصة لتسريع عودتهم بالوسائل الممكنة وفق معايير السلامة التي يقع حسن تقديرها ضمن اختصاص تلك الجهات.
كما وتتابع الوزارة المعطيات ذات الصلة عبر بعثاتها الدبلوماسية في الخارج للوقوف على أوضاع الرعايا المعنيين حيثما تدعو الحاجة.
لبناني مقيم في إيران
محمد غروي لبناني- إيراني موجود حالياً في طهران، شرح في اتصال مع "اندبندنت عربية" أن اللبنانيين حالياً موجودون في غالبيتهم إما في طهران أو في محافظة قم إضافة إلى الطلاب الموزعين بين جامعات قزوين ومشهد وأصفهان. وحالهم حال الإيرانيين الموجودين في هذه المحافظات، إذ لا يوجد أماكن تجمع خاصة بهم. ويطمئن غروي إلى أنه حتى الآن لم يصب أحد منهم بأذى، وأن عدداً كبيراً عاد إلى لبنان مع حلول فصل الصيف. ويصف غروي الأوضاع بالعادية جداً في شوارع طهران "والحركة طبيعية في أماكن التسوق والشوارع، والإيرانيون وكذلك اللبنانيون هناك يعيشون حياتهم من دون خوف، ولا مظاهر تخزين للمواد التجارية والأطعمة ولا تهافت على البنزين". ويتابع "صحيح أن المطارات مقفلة لكن الطرق والممرات إلى العراق مفتوحة". ويضيف غروي "لا حال حرب في إيران وما شهدناه في لبنان لا نراه في طهران، حتى إن الاحتفالات في كل المحافظات بمناسبة عيد الغدير لا تزال في موعدها ولم تصدر الهيئات المنظمة قراراً بإلغائها، وهي مستمرة في موعدها في كل شوارع المدن".