Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماسك لم يصمد أمام ترمب لكن إذلاله قد لا يكون إلا البداية

قدم صاحب الثروة الكبرى في الكون اعتذاراً مذلاً أمام أكثر الرجال سطوة على الأرض، ويبدو أن الخوف من أن يدمر أحدهما الآخر كان كافياً ليحاولا التوصل إلى هدنة، يتمنى كاتب المقال ألا تطول

اتضح أن الرجلين في الواقع يعتمد أحدهما على الآخر أكثر مما كانا يتصوران (غيتي)

ملخص

في مواجهة خطر الانهيار المتبادل، اضطر إيلون ماسك إلى التراجع أمام دونالد ترمب في مشهد يعكس هشاشة القوة حين تتقاطع المصالح، ويكشف عن أن حتى أغنى رجل في العالم لا يستطيع الاستغناء عن دعم أقوى سياسي، مهما بلغ طموحه أو ادعى استقلاله.

هل كان محقاً؟ أصدر إيلون ماسك قبل أيام تصريحاً عن حربه الكلامية مع دونالد ترمب، فقال إن "النهاية الأكثر احتمالاً قد تكون الأكثر تشويقاً". وعليه، هل يعتبر الاستسلام نهاية شيقة؟

بالطبع لا. فالعالم وجد ما ينسيه بعضاً من همه وسط الخلاف الكبير الذي نشب أخيراً بين ترمب وماسك، فترقب الناس بشوق مزيداً من المستجدات الصادمة ضمن المسلسل الدرامي الأول [بين الطرفين] على وسائل التواصل. فهل يقرر إيلون الإفصاح بمزيد من التفاصيل، عما جعله يزعم في منشور – حذفه لاحقاً - أن اسم ترمب مدرج في ملفات إبستين؟ ما الذي شاهده ماسك خلف جدران البيت الأبيض في عهد ترمب؟ وهل ترمب مختل فعلاً كما يبدو عليه ظاهرياً؟ أم أن إيلون - كما يزعم دونالد - مصاب [بما سماه هو] "متلازمة الهوس بترمب"؟

والأهم، هل سيمنع ماسك الوصول إلى صواريخه وشبكة أقماره الاصطناعية (التي تؤمن اتصال البيت الأبيض بالإنترنت، وفق المزاعم)؟ وهل يقرر، كما تردد، تمويل الديمقراطيين، بغية "سحق" مرشحي حركة "ماغا" (اجعل أميركا عظيمة مجدداً) في انتخابات الكونغرس المقبلة؟ أم يلغي ترمب العقود الحكومية المربحة، ويرحل إيلون إلى جنوب أفريقيا، حيث لن يلقى إلا استقبالاً فاتراً؟ ومن ثم، هل سيستخدم ترمب الدبابات التي شاركت في عرض عيد ميلاده لسحق سيارة "تسلا" الجديدة؟

هذه المستجدات شيقة حتماً، وإن كانت ستشكل خطراً محتملاً على الاستقرار العالمي، بيد أن هذا الثنائي خيب الآمال أكثر من مرة، وعلى ما يبدو، سيحرمنا اليوم مما كنا نتوقعه. لكننا سنكون قد تعلمنا، في المقابل، درساً مضحكاً مبكياً عن مدى قوة التعاون وضرورته، حتى بين الرجل الأكثر ثراء في العالم، والسياسي الأقوى على وجه الأرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اتضح أن رجلين يظنان أنهما لا يحتاجان إلى أحد، في الواقع يعتمد أحدهما على الآخر أكثر مما كانا يتصوران — وفي النهاية، أدركا أن حربهما الأهلية الصغيرة كانت تلحق بهما ضرراً أكثر من النفع. لقد كان الخوف من الدمار المتبادل كافياً لدفعهما إلى إعلان هدنة.

والحق يقال، لو أردنا إنصاف ماسك، فقد كان ترمب هو من بدأ يخفف من حدة التوتر في الأيام القليلة الماضية، مقللاً من شأن التهديدات ومتجاهلاً الإهانات في حقه. غير أن ماسك هو من واجه شبح الانهيار التجاري علناً وتراجع على مرأى من الجميع قائلاً: "أشعر بالندم على بعض منشوراتي حول الرئيس دونالد ترمب الأسبوع الماضي. لقد تماديت كثيراً".

وفي نهاية المطاف، لم يكن عبقري التكنولوجيا نداً لذاك المتنمر المخضرم في قطاع عقارات نيويورك. ففي غياب العقود الحكومية الأميركية ودعمها مشروعه للسيارات الكهربائية الذاتية القيادة، سيصبح ماسك شخصية أقل تأثيراً بكثير وإن ليس بالكامل. وصحيح أنه ما كان ليتأثر كثيراً بانهيار ثروته بالعملة الورقية – بالنظر إلى أن جرأته الكبيرة هي من أسباب نجاحه اليوم - بيد أن رغبته الصادقة، وإن بدت أقرب إلى الجنون، في استعمار كوكب المريخ باسم البشرية، هي الحلم الذي لن يضحي به يوماً في سبيل شجار مع رجل عجوز أصهب ومجنون. وربما كان دافعه الثاني في الحياة، والمتمثل في محاربة "فيروس اليقظة الذهنية" [تيار "ووك"]، سيخدم بشكل أفضل بوجود ترمب في البيت الأبيض.

وكيف سيرد ترمب؟ كالعادة، يصعب توقع رد فعله، بيد أن بعض الأدلة تشير إلى أنه لن يعيد إشعال العداوة. لذا، سيعم الهدوء.

وبالطبع، لن تشرق شمس صباح سعيد، ملؤه الثقة بين هذا الثنائي، إلا في حال أقدم ماسك على بعض طقوس الولاء، فتتم المصالحة حينئذ. ففي النهاية، سبق لجي دي فانس أن نعت ترمب بـ"هتلر أميركا"، في حين أظهر ماركو روبيو احتقاراً ومقاومة لهذا "المحتال" الذي فاز بمنصب [الرئاسة] في البيت الأبيض، في حين نعته روبرت كندي جونيور بـ"المختل اجتماعياً".

لكن جميع هؤلاء تراجعوا لاحقاً عن أقوالهم، وسلكوا درب التملق، فأغدق عليهم بالمناصب والمكافآت.

وقد ينتهي الحال بماسك على هذا المنوال أيضاً، فتكون النهاية شيقة، كما توقع... وإن كانت مهينة.

© The Independent

المزيد من تحلیل