ملخص
شملت رؤية زامير للحرب مخططاً لتحسين وضع الجيش الذي يعاني حال انهاك وتهرب من الخدمة بسبب الحرب، وسُرب قوله في اجتماع "سنقصر مدة الحرب لكننا سنحقق أهدافنا وسنحسن وضعنا الإستراتيجي، وسنجعل العام المقبل عاماً لإعادة التشكيل الأمني وتخفيف الأعباء وإعادة تأهيل الجيش وتعزيز جاهزية قواته النظامية والاحتياط".
في تصريح عكس استمرار الخلافات بين المؤسستين العسكرية والسياسية في إسرائيل، أعلن رئيس الأركان أيال زامير خطته خلال للفترة المقبلة للحرب على غزة بتقليصها وتحديد موعد لانتهائها، متحدياً بذلك خطط المستوى السياسي المصرّ على احتلال مناطق في القطاع وصولاً إلى فرض الحكم العسكري فيه، وفق مطامح الوزيرين بتسلئيل سموطرتش وإيتمار بن غفير.
وأثار تصريح زامير نقاشاً وزوبعة داخلية وعمّق الأزمة بينه وبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في ما يتعلق برؤية كل منهما للحرب على غزة ومستقبلها، بعد أن تجاوزت الحرب الـ 20 شهراً لتصبح رسمياً أطول حرب تخوضها إسرائيل بدءاً من حرب الاستقلال.
وناقش زامير التطورات في غزة خلال اجتماع أمني بحضور ضباط ومسؤولين في المؤسستين العسكرية والأمنية بعد عودة تصدر مشهد إعادة الجنود بالنعوش، وإزاء الخطر المحدق بالأسرى الأحياء لدى حركة "حماس"، ونقل عن مسؤول عسكري أن زامير يسعى بكل جهد إلى تقصير مدة الحرب، على رغم تأكيده أنها لم تنته بعد والجيش ماض نحو تحقيق أهدافها.
وشملت رؤية زامير للحرب مخططاً لتحسين وضع الجيش الذي يعاني حال انهاك وتهرب من الخدمة بسبب الحرب، وسُرب قوله في اجتماع "سنقصر مدة الحرب لكننا سنحقق أهدافنا وسنحسن وضعنا الإستراتيجي، وسنجعل العام المقبل عاماً لإعادة التشكيل الأمني وتخفيف الأعباء وإعادة تأهيل الجيش وتعزيز جاهزية قواته النظامية والاحتياط".
واستبعدت جهات مطلعة على العلاقة بين نتنياهو ورئيس الأركان وأسس قواعد التعامل في تنفيذ العمليات الحربية أن يكون زامير قادراً على حسم مستقبل الحرب وإنهائها في الموعد الذي يحدده، كون الحكومة الإسرائيلية هي من تتخذ القرار والجيش ينفذ، لكن مسؤولاً أمنياً يرى "أن إسرائيل اليوم أمام وضع عدم استقرار وحال من التمرد داخل الجيش، ومع عودة الجنود اليومية داخل نعوش وسيطرة مشهد مراسم تشييع الجثامين ووضع العائلات، سواء الثكلى أو الأسرى، فإن توقعات استفحال حال تمرد لا يتوقعها المستوى السياسي من شأنها أن تحسم الموضوع".
وحذّر الرئيس السابق لوحدة العمليات في الجيش، جنرال احتياط يسرائيل زيف، من أن المرحلة الحالية لعملية "مركبات جدعون" آخذة بالتعقيد وتعكس عدم توافق بين أهداف المستوى السياسي وتحقيق أهداف الحرب والمستوى التنفيذي، وقال إن "الجيش حالياً ينفذ أوامر الحكومة التي تطلب منه الدخول إلى غزة واحتلالها، وما يحدث أن القوات العسكرية تدخل لواء بعد لواء على المنطقة ذاتها والمساحة التي سبق ودخلتها، و'حماس' تخوض حرباً مختلفة حيث تركز على زرع عبوات ناسفة وتضع الكماين في المناطق التي يمر فيها الجيش، ورأينا ما يحدث، فالجنود يعودون لنا قتلى ومصابين وفي حالات خطرة، وفي النهاية لن يكون هناك تأثير لهذا العمل العسكري، والنتيجة لا الأسرى سيحررون ولن نتمكن من السيطرة هناك".
ويرى زيف أن على القيادة السياسية أن تحسم اليوم التالي للحرب، مضيفاً "هناك أكثر من مقترح تدعمه الدول العربية، بينما نحن نراوغ بدلاً من أن ندعم المقترحات ونوقف الحرب ونعيد الأسرى".
وضع صعب لكننا نحقق إنجازات
ولم تغضب خطط زامير تجاه غزة المستوى السياسي فقط، فهناك أمنيون يرون أن ترك غزة من دون خروج آخر عنصر حمساوي من القطاع سيبقي الحدود الإسرائيلية وسكان الجنوب تحت خطر "حماس"، ويقول العميد في الاحتياط دادي شمحي إن "مقتل الجنود داخل كماين في غزة أمر صعب ومؤلم، لكن علينا أن نتذكر ما قال موشيه ديان في حرب عام 1973 'الحرب ثقيلة الأيام وثقيلة الدماء' وهذا وضعنا اليوم، وأعتقد أنه حتى في يوم صعب كهذا علينا أن نرى أن لدينا إنجازات، ليس فقط في غزة وإنما على مختلف الجبهات وفي أنحاء الشرق الأوسط".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب شمحي فإن عدم إكمال المهمة حتى النهاية في غزة سيكرر أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مضيفاً "صحيح أنه يجب أن تنهي إسرائيل الحرب بسرعة وحزم وحسم لا يقبل التأويل، لكن يجب على كل الشعوب من حولنا أن يفهموا أن ما خلفته هذه الحرب في غزة من دمار وغيره هو ما قد يحدث لمن يقتل وينفذ أحداثاً كالسابع من أكتوبر، وحان الوقت لكل اللاعبين السياسيين من الحكومة والمعارضة، والذين يقولون إنهم يريدون القضاء على 'حماس' وإعادة الأسرى وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط، أن يتوقفوا عن الثرثرة"، وتابع "ربما حان الوقت لتشكيل 'كابينت' حرب خاص واتخاذ قرارات حاسمة لهذه الحرب التي باتت أطول حرب في تاريخ شعب إسرائيل".
اغتيال من يتنقل بين الفنادق
وانتقدت صحيفة "معاريف" أوامر دخول الوحدات العسكرية إلى المباني المهدمة والأماكن المتوقع أن تضع فيها "حماس" الكماين، معتبرة "أن على الجيش تغيير أسلوب ومستوى القتال بعد أن اتضح أن مقاتلي 'حماس' يعملون تحت الأرض وفي الأنفاق، ويتحركون من مكان إلى آخر عبر ما بقي من البنى التحتية، ويستغلون أنقاض المباني والدمار كنقطة انطلاق لمهاجمة قواتنا العسكرية".
ونقلت الصحيفة عن أمنيين أنه لا يمكن أن يواصل الـ "موساد" الجلوس كمشاهد من الخارج، ولا يمكن أن تواصل قيادة "حماس" في الخارج إدارة الحرب والتفاوض على عدم إطلاق الأسرى، ولا يمكن لزعمائها أن يتنقلوا بين الفنادق في العالم وكأن شيئاً لم يكن وهم محميون، مضيفة أنه "حان الوقت لمطاردة خليل الحية وخالد مشعل والمتحدث باسم 'حماس' جهاد طه وآخرين كان يجب تصفيتهم منذ زمن، تماماً كما يجب على جميع قادة 'حماس' في غزة أن يلقوا حتفهم بطريقة غير طبيعية".
وتابعت الصحيفة أن "على إسرائيل أن تلعب على كل الجبهات، فوق الأرض في غزة وتحت الأرض، وفي كل مكان في العالم يوجد فيه عنصر من 'حماس'، سواء كان قيادياً أو صغيراً، فالوقت لا يعمل لمصلحتنا، وكل يوم قتال في غزة يزيد خطر على القوات ويبعد إمكان إطلاق الأسرى".
حتى 15 كيلومترا
أما رئيس المعسكر الرسمي، بيني غانتس، والذي يحظى بأكثرية داعمة لرئاسة الحكومة إذا ما جرى تقديم موعد الانتخابات البرلمانية، فيرى أن على إسرائيل أن تستخلص أهم عبرة بعد السابع من أكتوبر 2023 وهي "عدم السماح لحدث عملياتي كبير أن يتمركز على حدودنا ضمن 10 أو 15 كيلومتراً، وإقامة منطقة عازلة من الحدود في هذا البعد على مختلف الجبهات، من غزة ولبنان وسوريا، في حال جرى التوصل إلى تسوية تقضي بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي".
وحمّل غانتس الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الوضع الأمني والخطر المحدق بالجنود في ساحة القتال قائلاً إن "الحكومة لم تعالج طوال عام ونصف العام مسألة ما سيكون في غزة في اليوم التالي، وتركت ذلك فقط للجيش والعمليات العسكرية، فهناك حاجة عاجلة إلى وضع خطة لليوم التالي للحرب ومن سيحكم غزة".