ملخص
أعلن رسمياً إغلاق مخيم الركبان الواقع عند الحدود السورية - العراقية - الأردنية بعد مغادرة آخر العائلات، منهياً أعواماً من المعاناة في ظروف قاسية. أنشئ المخيم عام 2014 وأوى أكثر من 100 ألف نازح، قبل أن يتقلص العدد تدريجاً بسبب الحصار ونقص المساعدات.
أغلق مخيم الركبان أبوابه بعدما أوى نازحين سوريين عند مثلث الحدود السورية - العراقية - الأردنية، بحسب ما أعلنت السلطات ومنظمة غير حكومية، بعد مغادرة آخر العائلات التي عاشت فيه في ظروف سيئة طوال أعوام النزاع.
وكتب وزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح على منصة "إكس" اليوم السبت، أن "إغلاق مخيم الركبان يمثل نهاية لواحدة من أقسى المآسي التي واجهها أهلنا النازحون".
من جهته، كتب وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى في منشورعلى المنصة نفسها، "بتفكيك مخيم الركبان وعودة النازحين يُطوى فصل مأسوي وحزين من قصص النزوح التي صنعتها آلة الحرب للنظام البائد". وأضاف، "لم يكن ’الركبان‘ مجرد مخيم، بل كان مثلث الموت الذي شهد على قساوة الحصار والتجويع، حيث ترك النظام الناس لمواجهة مصيرهم المؤلم في الصحراء القاحلة".
وأعلنت المنظمة السورية للطوارئ، وهي منظمة إنسانية غير حكومية، في منشور على "إكس" ليل أمس الجمعة، أن "مخيم الركبان أغلق رسمياً وبات فارغاً. كل العائلات والسكان عادوا إلى بيوتهم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نشأة المخيم
أنشئ مخيم الركبان عام 2014 في ذروة الحرب في سوريا، وشكّل ملاذاً لسوريين فروا من انتهاكات المتطرفين وقصف قوات الجيش السابق، آملين بالعبور إلى الأردن.
يقع المخيم عند مثلث الحدود السورية مع العراق والأردن، ضمن منطقة أمنية بقطر 55 كيلومتراً أقامها التحالف الدولي لمكافحة المتطرفين بقيادة واشنطن، وأنشأ فيها قاعدة التنف حيث تنتشر قوات أميركية.
في الذروة، أوى "الركبان" أكثر من 100 ألف شخص، لكن عشرات الآلاف غادروه على مر الأعوام، لا سيما بعدما أغلق الأردن حدوده عام 2016، مما أرغم كثراً على العودة إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري هرباً من الجوع والفقر ونقص الخدمات الطبية.
وقبل سقوط حكم بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024، كان المخيم يؤوي نحو 8 آلاف شخص معزولين تماماً عن المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات الجيش السابق، بينما لم تسمح السلطات حينها إلا نادراً بدخول المساعدات إليه.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بدأ السكان بالعودة تدريجاً إلى مناطقهم الأصلية منذ سقوط الأسد.
واعتبر وزير الإعلام في منشوره أن "نهاية ’الركبان‘ تمثل بداية طريق جديد لتفكيك بقية المخيمات".
وشرد النزاع الذي بدأ عام 2011 في سوريا بعد قمع السلطات احتجاجات شعبية اندلعت ضد حكم عائلة الأسد، قرابة نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها. ولجأ الجزء الأكبر من النازحين إلى مخيمات في إدلب ومحيطها.
وبعد إطاحة الأسد، عاد 1.87 مليون سوري فقط من لاجئين ونازحين إلى مناطقهم الأصلية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة التي أشارت إلى أن "نقص الفرص الاقتصادية والخدمات الأساسية يشكل التحدي الأبرز" أمام عودتهم. ولا يزال نحو 6.6 مليون شخص نازحين داخلياً، وفق المصدر ذاته.