Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتخابات محلية تمثل اختبارا لأكبر حزبين في بريطانيا

تؤكد بروز اليمين المتشدد الشعبوي مما قد يؤدي إلى تشرذم المشهد السياسي

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث خلال جلسة أسئلة في مجلس العموم، 30 أبريل 2025 (أ ف ب)

ملخص

من المتوقع أن يحقق حزب "إصلاح المملكة المتحدة" المعادي للهجرة مكاسب، وكذلك "الحزب الليبرالي الديمقراطي الوسطي" و"حزب الخضر" اليساري، مما يؤكد الاتجاه الذي يشير إلى دخول بريطانيا عصر السياسة المتعددة الأحزاب.

يدلي الناخبون في إنجلترا بأصواتهم اليوم الخميس خلال انتخابات محلية يتوقع أن تُلحق خسائر بالحزبين الرئيسين في المملكة المتحدة، وتؤكد بروز اليمين المتشدد الشعبوي، مما قد يؤدي إلى تشرذم المشهد السياسي.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (06:00 توقيت غرينيتش)، وستغلق الساعة الـ 10 مساء، على أن تبدأ أولى النتائج بالظهور صباح الجمعة.

وهذه أول انتخابات تجرى في إنجلترا منذ أن تولى العمالي كير ستارمر رئاسة الوزراء وتولت كيمي بادنوك قيادة "حزب المحافظين" المتعثر العام الماضي، ومن المتوقع أن يحقق حزب "إصلاح المملكة المتحدة" المعادي للهجرة مكاسب، وكذلك "الحزب الليبرالي الديمقراطي الوسطي" و"حزب الخضر اليساري"، مما يؤكد الاتجاه الذي يشير إلى دخول بريطانيا عصر السياسة المتعددة الأحزاب.

وكتب جون كورتيس في صحيفة "تلغراف" هذا الأسبوع أنه "يبدو أن المشهد السياسي في بريطانيا آخذ في التشرذم"، مضيفاً أن الانتخابات "ستكون على الأرجح الأولى التي يشارك فيها ما يصل إلى خمسة أحزاب بصورة جدية".

وهيمن "حزب العمال" (يسار الوسط) و"حزب المحافظين" (يمين الوسط) على الحياة السياسية البريطانية منذ أوائل القرن الـ 20، إلا أن الانتخابات العامة التي جرت العام الماضي واستطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى تحول نحو تعددية أكبر.

وتظهر الاستطلاعات أن البريطانيين يشعرون بخيبة أمل تجاه الحزبين الكبيرين في ظل ضعف النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات الهجرة غير النظامية وتراجع الخدمات العامة.

وفاز "حزب العمال" بغالبية برلمانية في يوليو (تموز) بعد نيله 33.7 في المئة فقط من الأصوات، وهي أدنى نسبة يحققها أي حزب يفوز في انتخابات عامة منذ الحرب العالمية الثانية.

وحصد "المحافظون" 24 في المئة فقط من الأصوات وحصلوا على 121 مقعداً فقط من أصل 650 في البرلمان، في أسوأ هزيمة انتخابية للحزب على الإطلاق.

وحصل حزب "إصلاح المملكة المتحدة" بزعامة السياسي المشكك في الاتحاد الأوروبي نايجل فاراج على خمسة مقاعد، وهو إنجاز غير مسبوق لحزب يميني متشدد بريطاني، بينما فاز الليبراليون الديمقراطيون بـ 61 مقعداً إضافياً مقارنة بالانتخابات السابقة، ورفع "حزب الخضر" تمثيله بأربعة أضعاف ليصل إلى أربعة مقاعد.

وبحسب خبير العلوم السياسية روب فورد فإن هذه النتائج تعني أن "التشرذم متأصل" في انتخابات الخميس للمجالس المحلية والبلدية والبرلمانية الفرعية لملء مقعد واحد، وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة مانشستر لوكالة الصحافة الفرنسية، "سنشهد خسائر لحزبي 'المحافظين' و'العمال' ولكن ليس بالتساوي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويجري التنافس الخميس على 1641 مقعداً في الهيئات المحلية، وهو ما يمثل جزءاً صغيراً من أعضاء المجالس المحلية في إنجلترا والبالغ عددهم 17 ألفاً، وعلى ستة مناصب لرئاسة بلديات، ومقعد برلماني في منطقة رونكورن وهيلسبي شمال غربي إنجلترا، فيما يعد حزب فاراج الأوفر حظاً للفوز خلال الانتخابات البرلمانية الفرعية.

وواجه "حزب العمال" انتقادات بسبب خفض الرعاية الاجتماعية وزيادة الضرائب خلال عودته الصعبة للسلطة بعد 14 عاماً من وجوده في المعارضة، بينما تراجعت شعبية ستارمر في استطلاعات الرأي.

وتزداد مهمة ستارمر صعوبة في رونكورن، حيث يجري الاقتراع إثر استقالة النائب العمالي مايك أمسبري بعد صدور حكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ بتهمة لكْمِ رجل.

وفاز "حزب العمال" في تلك الدائرة الانتخابية بـ 53 في المئة من الأصوات العام الماضي، بينما حصل "حزب الإصلاح" على 18 في المئة فقط، لكن ستارمر أقر بصعوبة الفوز.

وتصدر "حزب إصلاح المملكة المتحدة" أول من أمس الثلاثاء استطلاعاً أجرته "مؤسسة يوغوف" لنيات التصويت في بريطانيا بـ 26 في المئة، متقدماً بثلاث نقاط على "حزب العمال" وست نقاط على "حزب المحافظين".

ومن شأن الفوز في رونكورن ورئاسة بلديات مثل لينكولنشير الكبرى بمئات المقاعد في المجالس المحلية، أن يساعد "حزب إصلاح المملكة المتحدة" على نشر نشاطه الشعبي قبل الانتخابات العامة المقبلة المرجح إجراؤها عام 2029.

وجرى التنافس على هذه المقاعد آخر مرة في مايو (أيار) 2021 في ذروة شعبية رئيس الوزراء المحافظ السابق بوريس جونسون، مما يعني أن "المحافظين" قد يتكبدون على الأرجح خسائر فادحة، مما سيغذي إشاعات عن احتمال تشكيل ائتلاف مستقبلي مع "إصلاح المملكة المتحدة".

كما يتعرض "حزب المحافظين" لضغوط من "الليبراليين الديمقراطيين" (يسار)، الحزب الثالث التقليدي الذي يأمل في تحقيق مكاسب في الجنوب الغني.

ومع توجه "حزب العمال" نحو اليمين فإنه يواجه تهديداً متزايداً من حزب الخضر (يسار).

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار