Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عرض الـ20 دقيقة من باريس سان جيرمان يكشف نقطة ضعف أرسنال القاتلة

يمتلك "المدفعجية" سبباً للأمل في دوري أبطال أوروبا لكن ليلة غريبة في ملعب الإمارات كان من الممكن أن تكون أسوأ، بعدما حسم عثمان ديمبيلي المباراة بهدف وحيد

عثمان ديمبيلي مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي يحتفل بتسجيل هدف في مرمى أرسنال الإنجليزي (أ ف ب)

ملخص

خسر أرسنال ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان بهدف ديمبيلي في ليلة كشفت نقاط ضعف خطرة للفريق الإنجليزي، على رغم ظهوره الواعد خلال بعض فترات اللقاء. أرتيتا يتمسك بالأمل، لكن العودة تتطلب أداء استثنائياً وإجابات تكتيكية حاسمة في باريس.

المطلوب من ميكيل أرتيتا بات واضحاً الآن، لكن الطريقة التي سيصل بها أرسنال إلى هدفه ما زالت غير واضحة.

قال أرتيتا إن فريقه في حاجة إلى "شيء استثنائي" بعد الخسارة بنتيجة (0-1) أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. ثم أضاف نفس التحذير الذي قاله بعد مواجهة ريال مدريد الإسباني "إنها مجرد نهاية الشوط الأول"، لكن مدرب سان جيرمان لويس إنريكي ذهب أبعد من ذلك، مؤكداً أن هذه المواجهة "بدأت للتو". لذلك لم يكن مفاجئاً أن كلا المدربين وصف هذه المباراة بأنها "ذات مراحل مختلفة".

ويمكن بالفعل النظر إلى المباراة من أكثر من زاوية، بعيداً من حقيقة أن باريس سان جيرمان حقق تقدماً جديداً على فريق إنجليزي، فالليلة كان من الممكن أن تكون أسوأ بكثير على أرسنال، إذ كشفت عدة مشكلات في صفوفه، ومع ذلك يدرك الفريق أنه قادر على تقديم أداء أفضل، وأظهر أرسنال نقاط ضعف في صفوف باريس يمكن استغلالها، لكن في المقابل هناك أيضاً كثير من نقاط القوة التي يجب محاولة إيقافها.

من اللافت أن أرتيتا شدد على أن أرسنال تمكن من حل "مشكلة محددة جداً" ظهرت في أول 20 دقيقة من خلال تحسين تحريك الكرة، ومع ذلك قد تحسم هذه المواجهة الفاصلة عبر لحظتين فرديتين مختلفتين تماماً على طرفي شوط الذهاب.

أولاهما كان هدف عثمان ديمبيلي الرائع بعد ثلاث دقائق فقط وهو لا يزال الفارق الحاسم حتى الآن، ثم جاءت عاصفة فرص باريس خلال الدقائق الأخيرة، وبخاصة تسديدة غونكالو راموس التي ارتدت من العارضة.

وربما يعكس ذلك كثيراً عن طبيعة تلك الليلة، حين تابع لاعبو أرسنال تلك الفرص بقلق، على أمل أن تبقى الخسارة بهدف من دون رد كافية لإبقاء فرصة قوية للتأهل في باريس. وقد تكون تلك اللحظة حاسمة، ومن المرجح أن يعتمد أرتيتا على هذا الجانب في التحضير للإياب.

وفي ما بين تلك اللحظات، شهدت المباراة تذبذباً كبيراً في الأداء، وكانت هناك فترات بدا فيها باريس سان جيرمان وكأنه أفضل فريق في أوروبا ومتفوقاً بفارق واضح على خصمه، ثم جاءت فترات طويلة انتفض فيها أرسنال، واعترف لويس إنريكي بأن فريق أرتيتا كان أحياناً "مهيمناً".

وربما لم يساعد توقيت إلغاء هدف ميرينو في دفع الفريق معنوياً، ففي اللحظة التي بدأ فيها أرسنال بناء زخم عاطفي بعد استراحة ما بين الشوطين، قطع ذلك الزخم بسبب قرار الإلغاء وطول مدة مراجعة اللقطة من فريق حكام الفيديو، بل لم يعد هناك نفس الاندفاع.

ربما هنا تحديداً بدأت غيابات فريق أرتيتا في إحداث تأثيرها الحقيقي على الصعيد الأوروبي، وهنا تظهر أهمية التفاصيل الدقيقة، فمع الغيابات التي عاناها كان على أرسنال أن يعيد تشكيل نفسه أثناء التأخر في النتيجة، وكان غياب توماس بارتي للإيقاف عاملاً حاسماً في إحدى اللحظات المفتاحية.

وظهر تأثير قلة عمق الخيارات الهجومية لدى الفريق، فلم يكن الفريق فقط يفتقد مهاجمه الأساس كاي هافرتز، بل بدا أن دكة البدلاء ضعيفة للغاية ومليئة باللاعبين الشبان.

وليس من قبيل المصادفة أن فريق لويس إنريكي كان الأفضل خلال الدقائق الأخيرة، بعد أن أصبحت المباراة شديدة التكتيكية، إذ اضطر أرسنال إلى فتح الملعب ومحاولة فرض الإيقاع، واستفاد بالفعل من المساحات المتكررة في الجهة اليسرى لباريس، لكن المشكلة كانت في عدد التحذيرات التي تلقوها كلما تقدموا للأمام بشجاعة، فكل خطوة هجومية كانت تقابلها تهديدات بهجمات مرتدة خطرة.

لكن ربما لم يتعلق الأمر بكيفية النهاية بل بكيفية البداية، وهذه بوضوح إحدى الرسائل الدائمة مع باريس سان جيرمان، إذ يمكنك التحضير جيداً والظن أنك أغلقت كل الزوايا، ثم يفاجئك لويس إنريكي أو أحد مهاجميه بحركة لم تكن في الحسبان.

وفي هذه الحال، كانت المفاجأة في الطريقة التي تمركز بها ديمبيلي في دور "الرقم تسعة الوهمي"، وهو ما تبعه ظهور ارتباك في أرسنال الذي بدا وكأنه لم يعرف كيف يتعامل مع ذلك، ولم يساعدهم أبداً أن هذا التمركز كان بالضبط في منطقة افتقدوا فيها طاقة توماس بارتي.

وشعر ديكلان رايس بضرورة التراجع لمساعدة زميله في مواجهة الجناح الأيسر الخارق خفيتشا كفاراتسخيليا، الذي وكعادته خلق المساحة وسحب الدفاع قبل أن يمرر الكرة العرضية نحو ديمبيلي، ولم يتردد المهاجم الفرنسي الذي سدد الكرة بقوة وتركيز في الزاوية البعيدة من مرمى حارس أرسنال ديفيد رايا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد كانت أسوأ بداية ممكنة، وجاءت في مستهل فترة امتدت لـ20 دقيقة من التألق المتواصل، وهذه بالتحديد هي اللحظات التي يقصدها الناس حين يتحدثون بانبهار عن باريس سان جيرمان كأفضل فريق في أوروبا. إنها تلك الفترات المذهلة التي يجمع فيها الفريق بين شراسة بدنية مذهلة وهجوم ناري لا يمكن احتواؤه، وهذا الأسلوب يبدو الآن فريداً من نوعه، وهو ما يجعل فرق لويس إنريكي مختلفة تماماً عن فرق بيب غوارديولا، فهناك سرعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم ثم هناك سرعة في الأقدام، فكفاراتسخيليا وديمبيلي قادران على سحب خصومهما إلى مناطق لا يرغبون في الوجود بها.

وكان الأمر أكثر إحباطاً للخصم لأن الفريق الباريسي قادر على إصابتك سواء في منطقتك أو في منطقته، فإذا لم يتمكن منك عبر التكتل الهجومي داخل منطقة جزاء فريقك، فسيضربك بسهولة حين تحاول مهاجمته.

وكما حدث مع أرسنال مراراً، كان الفريق الإنجليزي بصدد بناء هجمة منظمة بهدوء، ثم فجأة وجد نفسه مجبراً على القيام بتدخل يائس داخل منطقة جزائه بعد ثوان فحسب.

لكن هناك جانباً آخر لهذا الأسلوب، فمن المستحيل الاستمرار عليه إلى ما لا نهاية، ونجح أرسنال في إيقاف جواو نيفيش عن تمرير الكرات البينية، وربما كان هذا هو "العنصر المحدد جداً" الذي أشار إليه أرتيتا بعد اللقاء.

ومع تراجع باريس، ظهرت هشاشة متبقية حينما يهاجم الفريق، وبخاصة من الجبهة اليمنى إذ يترك أشرف حكيمي مساحات شاسعة خلفه، ويعاني ماركينيوس أحياناً في تغطيتها.

وجاءت معظم لحظات أرسنال الأفضل –وبالتأكيد أخطر فرصه– من هذه الجهة تحديداً، وقد يصر أرتيتا على أنهم كانوا يستحقون ثلاثة أهداف، على رغم أن هذه النتيجة قد تبدو مبالغاً فيها بالنظر إلى الصورة العامة للمباراة.

كان على نيفيش أن يتدخل ببراعة شديدة في إحدى الكرات حين بدا أن المساحة فتحت أمام ميرينو، قبل أن ينقذ جيانلويجي دوناروما محاولة مشابهة بتصدٍ مميز.

خلال الشوط الأول، أبعد حارس المرمى الإيطالي كرة تسديدة من غابرييل مارتينيلي، وفي الشوط الثاني كانت الفرصة الأبرز من لياندرو تروسارد، وكان التصدي لها مذهلاً بالنظر إلى قوة التسديدة.

لكن هذا كان تقريباً كل ما لدى أرسنال، ففي ظل غياب الخيارات الهجومية القوية على دكة البدلاء –باستثناء المراهق إيثان نوانيري– تحولت المباراة تدريجاً إلى مواجهة مشدودة ومتوترة، من دون تصعيد حقيقي في الإيقاع.

حتى باريس سان جيرمان لم يهاجم بنفس الحدة حتى أجرى تبديلاته، وكان هناك شعور عام بأن الفريقين يراهنان على مباراة الإياب، لكن أرسنال يعرف جيداً أنه في حاجة إلى كثير وكثير في مباراة العودة، فليلة الذهاب لم تكن "الليلة الملحمية" التي طالب بها أرتيتا، بل كانت ليلة غريبة بطابع مختلف تماماً.

لكن في الأقل، أصبح كل شيء واضحاً الآن، وأن كل شيء سيتحدد الأربعاء المقبل في باريس.

الأمر سيتعلق بكيفية النهاية، بعد أن عرف أرسنال جيداً كيف كانت البداية مع باريس سان جيرمان.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة