Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجمارك الإيرانية: الحاوية التي انفجرت بميناء رجائي لم تكن مسجلة لدينا

لليوم الثالث... حرائق بندر عباس مشتعلة وطهران تتحدث عن "إهمال"... خامنئي يدعو إلى إجراء "تحقيق معمق"

ملخص

كانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مصدر مرتبط بالحرس الثوري، طلب عدم كشف هويته لأسباب أمنية، قوله إن الانفجار نجم عن مادة بيركلورات الصوديوم، وهي مادة تدخل في تركيبة الوقود الصلب للصواريخ.

 

نقلت وكالة الطلبة الإيرانيين للأنباء (إيسنا) عن الجمارك الإيرانية أن الحاوية التي انفجرت في ميناء رجائي لم تكن ضمن المواد المسجلة لدى الجمارك ولا توجد أوراق تخليص تتعلق بالحمولة.
وذكر التقرير أن أي حمولة تدخل الميناء ترسل معلوماتها الى إدارة الميناء ثم يرسل صاحب الحمولة كشفاً عن محتويات الحمولة إلى الحكومة ويصدر على أساسه رقم التسجيل من ثمانية ارقام وتبدأ إجراءات التخليص. لكن لم تجر أي من هذه الإجراءات للحمولة التي وقع فيها الانفجار.
ولم تنشر بعد معلومات عن جهة تصدير الحمولة والسفينة التي نقلتها إلى الميناء الواقع جنوبي إيران.

عامل "الإهمال"

في المقابل أعلن وزير الداخلية الإيراني اسكندر مؤمني الإثنين أن الانفجار الذي وقع السبت في أكبر ميناء تجاري في البلاد سببه "الإهمال" وعدم احترام الإجراءات الأمنية.
وصرح مؤمني للتلفزيون الرسمي، "تم تحديد هويات بعض المذنبين وتوقيفهم ... حصل تقصير وخصوصاً عدم الالتزام بالإجراءات الأمنية وإهمال على صعيد الدفاع المدني".
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حريقاً هائلاً على الطريق السريع بالقرب من المحطة الجنوبية في العاصمة الإيرانية طهران، وفق ما نقله موقع "إيران إنترناشونال".

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الحريق وقع في "أوتوستراد بعثت" جنوب طهران نتيجة احتراق أحد المستودعات. 

وحتى الآن، لم يصدر أي تقرير رسمي حول حجم الأضرار الناجمة عن الحريق أو أسبابه.

انفجار ضخم

في الأثناء، يستمر عناصر الإطفاء، اليوم الإثنين لليوم الثالث على التوالي، في محاولة إخماد الحريق الضخم الذي اجتاح أكبر ميناء في إيران في أعقاب الانفجار الضخم الذي وقع، السبت، في المكان وأسفر عن مقتل 40 شخصاً على الأقل. ولا يزال دخان أسود كثيف يتصاعد فوق حاويات مكدّسة في ميناء رجائي، وفق لقطات بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة صباح اليوم. وأفاد التلفزيون بأنه بعد السيطرة على الحريق "سندخل في مرحلة تنظيف الموقع وتقييم الأضرار".

وقال مدير لجنة الطوارئ في محافظة هورموزكان مهرداد حسن زاده ان عدد قتلى الانفجار في ميناء رجائي وصل الى 46 شخصاً. 

وأضاف حسن زاده أن 1072 من جرحى الحادث تلقوا اسعافات أولية، فيما لايزال 138 شخصا يواصلون العلاج في المستشفيات. 

ولاحقاً ارتفعت الإحصائية إلى 65 قتيلا وفق إعلام رسمي.

ودعت وزارة الصحة سكان المنطقة إلى البقاء في منازلهم "حتى إشعار آخر"، كما أُطلق نداء للتبرّع بالدم للمصابين.

"إهمال أو تعمد"

من جانبه، دعا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أمس الأحد، إلى إجراء "تحقيق معمق" لتحديد أسباب الانفجار الهائل الذي وقع، أول من أمس السبت، في أكبر ميناء تجاري في البلاد.

وقال خامنئي في بيان تلي عبر التلفزيون الرسمي، "المطلوب من مسؤولي الأمن والقضاء إجراء تحقيق معمق بهدف كشف أي إهمال أو تعمد" للتسبب بهذا الانفجار.

ووقع الانفجار الذي سمع دويه على بعد عشرات الكيلومترات، أول من أمس السبت قرابة الظهر (8:30 بتوقيت غرينتش) على رصيف ميناء رجائي، حيث يمر 85 في المئة من البضائع الإيرانية.

ويعد الميناء الذي يقع على مضيق هرمز، جزءاً من منطقة بندر عباس الكبرى التي يقطنها نحو 650 ألف شخص. كذلك، تضم المنطقة قاعدة رئيسة للبحرية الإيرانية.

 

"تخزين مواد خطرة"

تفقد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي أمر بدوره بإجراء تحقيق، مكان الانفجار في وقت سابق الأحد، وفق لقطات بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة.

ونقل الإعلام الرسمي عن هيئة الجمارك في إيران أن "الانفجار وقع على الأرجح بسبب تخزين مواد خطرة ومواد كيماوية في الميناء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت وزيرة التنمية الحضرية فرزانة صادق، بحسب وسائل إعلام رسمية، إن "منطقة واحدة فقط من الميناء (...) تأثرت بالحريق، وتستمر عمليات التحميل والتفريغ بشكل طبيعي في عدة مناطق أخرى".

وتنتشر مستودعات الميناء العديدة على مساحة 2400 هكتار.

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الإيرانية عدم وجود أي شحنات عسكرية مخزنة في موقع الانفجار.

 

وقال المتحدث باسم الوزارة رضا طلائي نيك للتلفزيون الرسمي "لم تكن هناك أي شحنات مستوردة أو مصدرة للوقود العسكري أو للاستخدام العسكري في المنطقة التي شهدت حادثة الحريق وفي ميناء رجائي".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مصدر مرتبط بالحرس الثوري، طلب عدم كشف هويته لأسباب أمنية، قوله إن الانفجار نجم عن مادة بيركلورات الصوديوم، وهي مادة تدخل في تركيبة الوقود الصلب للصواريخ.

استمرار عمليات إخماد الحريق

صباح الأحد، قال مراسل التلفزيون الرسمي في المكان "تمت السيطرة على الحريق لكنه لم يخمد بعد" فيما يتصاعد دخان كثيف أسود من ورائه.

بعد 24 ساعة على وقوع الانفجار، تستمر عمليات إخماد الحريق بمشاركة طائرات قاذفة للمياه ومروحيات بينما يستخدم عناصر الإطفاء على الأرض خراطيم مياه ضخمة.

وأعلنت السفارة الروسية لدى طهران في بيان، أمس الأحد، أن "الرئيس فلاديمير بوتين أمر بإرسال عدة طائرات ومتخصصين من وزارة حالات الطوارئ الروسية"، مضيفة أنها "ستساعد في عمليات مكافحة الحريق في مرفأ رجائي".

ولم يعرف على الفور عدد الموظفين الذين كانوا في الميناء لحظة وقوع الانفجار السبت، وهو أول يوم عمل في الأسبوع في إيران.

ووقع الانفجار في وقت اختتمت الوفود الإيرانية والأميركية جولة ثالثة من المفاوضات في سلطنة عمان بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعد مناقشات سابقة وصفها البلدان بأنها بناءة.

"تورط إسرائيل"

لم تشر السلطات الإيرانية إلى احتمال أن يكون الانفجار ناجماً عن عمل تخريبي، إلا أن نائب طهران في البرلمان الإيراني محمد سراج أعلن، أمس الأحد، أن الانفجار الذي وقع داخل ميناء "رجائي" لم يكن حادثة عرضية، بل هنالك دلائل واضحة تثبت تورط إسرائيل.

وقال سراج ضمن حديث لوكالة أنباء "ركنا" الحكومية في إيران، إن الانفجار وقع داخل أربع نقاط مختلفة، مما يعني أن هناك من زرع مواد متفجرة داخل الحاويات.

ونفى سراج أن تكون الحادثة سببها حريق التهم مواد كيماوية، موضحاً "المواد الكيماوية تنفجر في نقطة واحدة ولا تحدث مثل هذا الانفجار. هذه الحاويات زرعت داخلها مواد منفجرة إما في البلد المصدر أو أثناء الطريق، أو حتى بواسطة عملاء في الداخل".

وتوقع النائب في البرلمان الإيراني أن يكون الانفجار وقع من طريق التحكم عبر الأقمار الاصطناعية أو أجهزة توقيت يتحكم بها من بعد.

ومنذ أعوام، تشن إسرائيل حرباً خفية على إيران لمواجهة نفوذها الإقليمي، في وقت تشتبه فيه بأن طهران تسعى للحصول على السلاح النووي.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ذكرت أن إسرائيل نفذت في مايو (أيار) 2020 هجوماً إلكترونياً على ميناء رجائي.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار