ملخص
يعتبر الكاتب السياسي محمد بركات في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" أن الدولة العميقة في لبنان، أي الأحزاب التي تشكل أركان السلطة منذ اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية، وحتى اليوم، لا تزال هي ممسكة بالسلطة بصورة أو بأخرى. ويضيف "هذا الأمر كان واضحاً في عملية تعيين كريم سعيد حاكماً لمصرف لبنان أخيراً داخل الحكومة، إذ لم تكن هناك أي خلافات بين أركان الدولة العميقة، وهي ستتفق لاحقاً في ملف التشكيلات القضائية وقبلها الأمنية وغيرها".
لا يمكن أن يمر تاريخ الـ13 من أبريل (نيسان) في لبنان كباقي الأيام، معه يفتح اللبنانيون دفتر ذكريات سوداء عاشوها لأكثر من 15 عاماً، وفيها قُتل وجُرح نحو نصف مليون شخص، وآخرون بالآلاف لا يزالون مفقودين حتى اليوم.
هذه السنة تطفئ الحرب الأهلية اللبنانية شمعتها الـ50، لكنها لم تقفل بعد الباب بعد أمام عدد كبير من الملفات التي لا تزال لم تحسم ولم تنتهِ حتى اليوم، منها ما هو أمني، ومنها ما هو اقتصادي وسياسي.
ومن بين هذه الملفات التي يطرح اللبنانيون فيها تساؤلات عدة ملف الأحزاب التي شاركت في فصول الحرب الدامية وما إذا كانت ما زالت تحكم المشهد الداخلي في لبنان اليوم.
يعتبر الكاتب السياسي محمد بركات في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" أن الدولة العميقة في لبنان، أي الأحزاب التي تشكل أركان السلطة منذ اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية، وحتى اليوم، لا تزال هي ممسكة بالسلطة بصورة أو بأخرى. ويضيف "هذا الأمر كان واضحاً في عملية تعيين كريم سعيد حاكماً لمصرف لبنان أخيراً داخل الحكومة، إذ لم تكن هناك أي خلافات بين أركان الدولة العميقة، وهي ستتفق لاحقاً في ملف التشكيلات القضائية وقبلها الأمنية وغيرها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يقول بركات إنه عندما نتحدث عن الدولة العميقة في لبنان نعني الأحزاب التي شاركت في الحرب، ومنها "حركة أمل" و"حزب الله" وحزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية، وسابقاً التيار الوطني الحر، وغيرها، بما يؤكد أن وجود هذه الأحزاب في السلطة يتغير وفق المراحل والظروف والتغيرات في المزاج الإقليمي والدولي، وبعضهم يخرج من السلطة اليوم ويدخلها مجدداً.
يتوقف الكاتب السياسي عند نتيجة الانتخابات النيابية السابقة التي أدخلت المجلس النيابي نحو 15 نائباً مستقلين ومن ممثلي الثورة التي حصلت في أواخر عام 2019، ولكن لم يستطع هؤلاء أن يكونوا فعلياً جزءاً من الحكومة الجديدة ولم يدخلوا السلطة مباشرة، بالتالي لا يمكن القول إن هناك أحزاباً جديدة بالمعنى الفعلي اليوم في السلطة اللبنانية ولم تؤسس أحزاب جديدة بالمعنى الكامل. ويضيف "نعم، الأحزاب التي شاركت في الحرب وكانت فاعلة في فصولها ما زالت تتحكم بالمشهد السياسي الداخلي، بصورة أو بأخرى، بارتفاع وانخفاض بمستوى تأثيرها وسيطرتها، ونحن عملياً لم نخرج من الحرب، فاتفاق الطائف لا يزال لم ينفذ بالصورة المطلوبة، واليوم هناك مطالبات لتنفيذ أهم بنوده، وهي نزع سلاح كل الميليشيات، واللامركزية الإدارية وانتخاب مجلس نيابي على أساس غير طائفي، وهي كلها بنود لم تطبق".
ويختم بركات مشدداً "ما زلنا حتى اليوم بين أحزاب السلطة التي شاركت في الحرب وما سبق اتفاق الطائف، والمؤكد أننا بعد الحرب عشنا في زمن الاتفاق الثلاثي (وقع في سوريا عام 1985 بين 'حركة أمل' و'القوات اللبنانية' والحزب التقدمي الاشتراكي بهدف الاتفاق على إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية)، وهو الاتفاق الذي أتى منتحلاً صفة اتفاق الطائف فيما نحن الآن ننتظر نهاية هذه الحرب بصورتها الرسمية، وأن يخرج بعض القوى الحربية من السلطة، بما قد يقلل من تمركز السلطة في أيدي أحزاب الحرب، ومعه تنبثق تيارات وأحزاب جديدة".
Listen to "أحزاب الحرب الأهلية اللبنانية لا تزال مسيطرة" on Spreaker.