Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سكان غزة يرحبون بمبادرة الإعمار ويرفضون التهجير

فروق جوهرية بين المقترحين لكن أهل القطاع يفضلون الطرح المصري

يعتبر ترمب أن الغزيين سيحصلون على منازل أفضل من بيوتهم وأراضيهم في غزة (أ ف ب)

ملخص

يفضل سكان غزة الخطة العربية لإعادة إعمار القطاع لأنها تبقي على خيار حل الدولتين وتمنحهم الأمل بتحقيق حلم الفلسطينيين في إقامة دولة يمكن للاجئين العودة إليها يوما ما. 

رفضت إسرائيل والولايات المتحدة الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، واعتبرا أن مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القطاع أفضل ويوفر حلولاً عملية مبتكرة وغير تقليدية، بينما الأفكار التي وضعتها مصر في مبادرتها لا تعالج الصراع.

موقف إسرائيل والولايات المتحدة

يقول متحدث وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورستين "فشلت الخطة العربية في معالجة حقائق الوضع بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الدول العربية ما زالت تفكر في نظريات عفا عليها الزمن، من الجيد العودة لتبني ودعم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتهجير فلسطينيي غزة والاستيلاء عليها".

وأما المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برايان هيوز يقول "مع فكرة الرئيس ترمب، هناك فرصة لسكان غزة للاختيار الحر بناء على إرادتهم الحرة، يجب تشجيع هذا، لكن الدول العربية رفضت هذه الفرصة، من دون أن تمنح الغزيين فرصة عادلة".

ويضيف "الخطة العربية لا تعالج الوضع الحالي القائم بأن غزة غير صالحة للسكن حالياً وأن سكانها لا يستطيعون العيش بكرامة في منطقة مغطاة بالذخائر غير المتفجرة والركام"، مؤكداً أن الرئيس ترمب يتمسك برؤيته لإعادة بناء غزة خالية من "حماس".

الفرق بين خطة ترمب والمبادرة العربية

وسط هذا الرفض الإسرائيلي والأميركي للخطة العربية على رغم تبني الزعماء العرب هذه المبادرة الشاملة، فما الأفضل بالنسبة للغزيين خطة ترمب أم المبادرة العربية؟ وما الفرق بين المقترحين؟ وأيهما أقرب للتنفيذ؟

في خطة ترمب، يتطلب إخلاء غزة من سكانه ونقلهم إلى دول ثالثة، وبعد تهجيرهم يمنحوا حق المواطنة في الدول المستضيفة ويحصلون على جنسيتها، ولا يحق لهم العودة إلى القطاع نهائياً، إذ يعتبر ترمب أنهم سيحصلون على منازل أفضل من بيوتهم وأراضيهم في غزة.

 

 

أما في الخطة العربية فإنها ترفض تهجير الغزيين تحت أي مسمى أو ظروف، وتحافظ على ملكية السكان لأراضيهم وحقوقهم، وفي الوقت نفسه تعيد بناء غزة بطريقة جميلة وتمنحهم بيوتاً رائعة وأفضل من مساكنهم التي دمرتها الحرب.

وبموجب خطة ترمب، فإن إسرائيل بعد انتهاء حربها على غزة، ستسلم القطاع إلى الولايات المتحدة وسيكون لأميركا ملكية طويلة الأمد في غزة، وهذا يعني انتهاء حل الدولتين وحرمان الفلسطينيين من أرضهم ودولتهم، إذ يؤكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن أميركا مستعدة لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى.

أما بموجب الخطة العربية، فإن غزة ستبقى أرضاً فلسطينية يسكنها شعبها وتدار من مجموعة خبراء فلسطينيين تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، وترافق هذه الترتيبات خطوات أمنية تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية للقطاع، بما يؤسس لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، وهذا يعني أن الفلسطينيين يقودون أنفسهم بأنفسهم وليس الأميركان.

ومن بين أوجه الفرق بين الخطتين، خطة ترمب تنظر لغزة أنها صفقة عقارية وأرض بلا شعب أو حكومة وإنما مقر لشركات دولية ومناطق سياحية، إذ يؤكد الرئيس الأميركي أنه بعد شراء غزة وامتلاكها قد يمنح دولاً أخرى في الشرق الأوسط أو رجال أعمال أراضي منها لبناء أجزاء معينة وذلك تحت إشراف الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن في الخطة العربية فإنها تنظر لغزة على أنها منطقة مدمرة بحاجة لإعمار، إذ توفر مناطق إيواء وبعد ذلك خطط بناء للقطاع تشمل مشاريع إسكان وحدائق ومراكز المجتمعية وميناء تجاري ومركز للتكنولوجيا وفنادق على الشاطئ، وكل هذا التطور وسط بقاء الغزيين في أرضهم.

ولعل من أبرز الفروق أيضاً، أن مقترح ترمب يخالف القوانين الدولية والأعراف المجتمعية ووجد معارضة شديدة من المجتمع الدولي برمته، أما المقترح العربي فإنه ينسجم مع القوانين الدولية ووجد تأييداً دولياً.

موقف سكان غزة

عندما عرضت الخطة العربية، مباشرة تفاءل الغزيون واعتبروها جيدة وتناسب تطلعاتهم، يقول بسام "نرفض التهجير، لدينا أملاك في غزة وهذه أرضنا وحلمنا في دولة، خطة ترمب تحرمنا ذلك وتجبرنا على العيش في مجتمع يختلف عنا، أما الخطة العربية تتفهم تطلعات الغزيين".

ويقول إيهاب "لا أعتقد أن أحداً يؤيد خطة فيها فرض تهجير وحرمان من دولة وينظر لغزة صفقة عقارية ويريد بنائها بطريقة غربية من دون أن نعود إليها، لكن العكس صحيح الجميع يؤيد تطوير غزة بطريقة حديثة وأن يتمتع بذلك شعبها وليس الغرباء".

 

 

أما جهاد يقول "الخطة العربية هذه المرة جاءت منسجمة مع تطلعات الغزيين، توفر السلام والأمن وتحافظ على الحقوق، المخطط الأميركي ليس كذلك، إنه مقترح يغير التاريخ والحقائق، أعتقد لو عملنا استفتاء فلسطينياً الجميع سيدعم المبادرة العربية".

أيهما أقرب للتنفيذ

حول أي الخطتين أقرب للتنفيذ، يقول أستاذ الجغرافيا السياسية جهاد الطويلة "المبادرة العربية يمكن تنفيذها بسهولة، تضمن إيواء للسكان، وتطويراً عقارياً، والحفاظ على الحقوق مع وجود نشاط اقتصادي، وأخيراً أمناً شاملاً للمنطقة، وهذا قد ينجح ويدعمه الغزيين لأن ذلك الأمر يتوافق مع تطلعاتهم التاريخية وأمالهم".

ويضيف الطويلة "ستواجه خطة ترمب رفضاً شعبياً حتى لو سيتم تطبيقها بالقوة، ستواجه مقاومة عنيفة من السكان، حتى الفصائل ترفضها، في الخطة العربية يمكن إعادة إعمار غزة خلال الخمس سنوات، أما في مبادرة ترمب فإذا أراد تطبيقها فإنه حتى يبدأ في تفريغ السكان يحتاج إلى خمس سنوات من إقناعهم".

ويوضح الطويلة أن المجتمع الدولي لن يؤيد خطة ترمب ولن يشجعه على تنفيذها إنما الخطة العربية من المؤكد أنها أقرب للتنفيذ وقد يقبلها المجتمع الدولي ويسهم ويساعد في تنفيذها، على الأغلب لن تكتب لخطة ترمب النجاح، لأن المبادرة العربية أفضل بكل المعايير.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير