ملخص
ليفربول يتجاوز اختباراً صعباً بفوزه على ولفرهامبتون (2 - 1) على رغم التحديات ليعزز صدارته في الدوري الإنجليزي ويشيد مدربه سلوت بعقلية الفريق وقدرته على الصمود في لحظات الضغط، مؤكداً أن هذا الفوز قد يكون الأكثر أهمية في الموسم.
للمرة الثانية في خمسة أيام دخل ليفربول الوقت بدل الضائع وهو في حال بعيدة من أفضل مستوياته، لكنه كان متقدماً بنتيجة (2 - 1)، وكانت النهاية مختلفة هذه المرة، ليس فقط لأن المدرب الهولندي آرني سلوت لم يفقد أعصابه، لكن فريقه استعاد تقدمه في قمة الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق سبع نقاط عن أقرب ملاحقيه.
على الورق يمكن اعتبار فوز ليفربول على أرضه على حساب ولفرهامبتون المهدد بالهبوط كأحد أقل الانتصارات إثارة للإعجاب في موسمه الحالي، وبينما كان ملعب "أنفيلد" غارقاً في القلق شعر سلوت أنه كان من بين أهم انتصاراته.
شعر سلوت أن هدف التعادل الذي سجله جيمس تاركوفسكي لمصلحة إيفرتون في الدقيقة الـ98 كان لديه القدرة على التسبب في مزيد من الضرر، ليكون له تأثير متسلسل في أسبوع ضخم. وقال "أعتقد أنك رأيت اليوم أنه بعدما استقبلنا هدف ربما للمرة الأولى هذا الموسم كان الأمر مذهلاً. لقد كان استقبال هدف في الدقيقة الأخيرة أمام إيفرتون في أذهاننا بعض الشيء، أنت تعلم أن هذه اللحظة يمكن أن يكون لها تأثير في المباراة التالية والمباريات القادمة".
وتلوح في الأفق رحلات الفريق إلى أستون فيلا ومانشستر سيتي، وذلك كان ليفربول في حاجة إلى إبعاد "الذئاب" عن بابه، وقد فعل ذلك بالفعل.
كانت رسالة سلوت للاعبيه مفيدة، إذ قال "قلت إن هذا الفوز ربما يكون إنجازاً أكبر من الفوز على توتنهام بنتيجة 4 - 0".
بالطبع ليس في جودة كرة القدم، ولكن في العقلية لأنه وسط ما أصبح عملاً دفاعياً واجباً تحول إلى حدث تاريخي، ففي الشوط الثاني وللمرة الأولى على الإطلاق في ملعب "أنفيلد" في الدوري، فشل ليفربول في تسديد أي تسديدة على مرمى منافسه. وقال سلوت "لم تكن خطة اللعبة أبداً، ألا نخلق أي شيء على الإطلاق".
وسرد سلوت الضربات التي كان من الممكن أن تعرقلهم: إلغاء هدف ثالث وهدف ثانٍ لمحمد صلاح، وإلغاء ركلة جزاء عندما راجع الحكم سيمون هوبر الحادثة وأدرك أن إيمانويل أغبادو لم يرتكب خطأ ضد ديوغو جوتا، وسارع المدرب إلى إضافة أن القرارين صحيحان، لكن سرعان ما تبعهما هدف ماتيوس كونيا لمصلحة ولفرهامبتون. وأضاف سلوت "هذا يتطلب الكثير من عقليتك".
اجتاز ليفربول اختباراً، وقد أدى ذلك إلى نتيجة يمكن أن تمنحه شعوراً بأن الأمور طبيعية. لقد كان هذا هو الفوز الـ15 لليفربول في آخر 17 مباراة له على ملعب "أنفيلد"، والـ16 في آخر 17 مباراة له في الدوري ضد ولفرهامبتون، والمباراة الـ17 على التوالي على أرضه التي سجل فيها هدفين في الأقل، ويبدو أن تعدد الأهداف مشمولاً في تذاكر جماهير ملعب أنفيلد، إلى جانب احتمالية حصول صلاح على هدف واحد في الأقل، كما فعل.
بالنسبة إلى ليفربول كانت مباراة من شوطين مع أهداف وتفوق في الشوط الأول، إذ كان لويس دياز هو الدافع وراء بداية المباراة، ومع إصابة كودي غاكبو وشكوك حول مشاركته في رحلة الأربعاء إلى "فيلا بارك"، حصل الكولومبي على دوره المفضل على الجناح الأيسر وسجل هدفه الأول عام 2025، بينما لم يكن هذا هو هدفه الأكثر أناقة، لكن ديناميكيته أدت إلى الهدف الثاني لصلاح. انتهى صيامه عن التهديف بطريقة غير تقليدية، فقد جاء أول هدف له في 11 مباراة بتسديد الكرة ببطنه، حيث دفع الكرة عبر جسد حارس مرمى ولفرهامبتون خوسيه سا وعبرت خط المرمى، بعد هجمة مرتدة سريعة شارك فيها جميع الثلاثة الأماميين ولكنها تطلبت أيضاً القليل من الحظ، فبعد تلقي كرة عرضية من دياز، كان صلاح يبحث عن جوتا، وبدلاً من ذلك ارتدت الكرة من توتي غوميز إلى دياز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان الهدف الثاني محبطاً بصورة مضاعفة بالنسبة إلى الذئاب، فقد دفع دياز أغبادو في ظهره، بينما اندفع نحو تمريرة أليكسيس ماك أليستر، وكانت لمسته ثقيلة بما يكفي لدرجة أن الكرة كانت تتجه خارج الملعب، ومع ذلك أسقطه خوسيه سا بصورة غير حكيمة، وسدد صلاح ركلة الجزاء إلى سقف المرمى محرزاً هدفه الـ28 هذا الموسم.
بدأ العضو الثالث في الثلاثي الهجومي جوتا مباراة في الدوري للمرة الأولى منذ أكتوبر (تشرين الأول)، وسدد سلسلة من التسديدات، إذ كان مطلوباً من سا إظهار بعض المرونة لمنع مواطنه البرتغالي من تسديد الكرة في القائم القريب.
وكان جوتا محورياً أيضاً عندما احتسب هوبر ركلة جزاء، ثم قرر خلاف ذلك بعد مراجعة نظام حكم الفيديو المساعد.
بعد طرد سلوت في ملعب "غوديسون بارك" كان المدرب الذي يواجه مشكلة هذه المرة هو فيتور بيريرا الذي حصل على بطاقة صفراء بسبب الاعتراض، مما أسعد جماهير "أنفيلد".
وقال المدرب البرتغالي مدهوشاً "لا أعرف لماذا حدث ذلك، ربما لأنني عاطفي عندما أكون في منافسة، فأنا لا أشاهد فيلماً على الأريكة".
وهددت مخالفات أخرى بدفع ثمن أكبر، إذ ضرب إبراهيما كوناتي - الذي حصل بالفعل على بطاقة صفراء لركله الكرة بعيداً - ماتيوس كونيا.
وقال بيريرا "كان يجب إظهار البطاقة الصفراء الثانية". وبدلاً من ذلك تلقى أغبادو إنذاراً بسبب شكواه من عدم احتساب ركلة جزاء.
وقرر سلوت أن طرد ثلاثة لاعبين في أسبوع واحد كان كافياً لليفربول، فاستبدل كوناتي بجاريل كوانساه في الشوط الأول، وقال "كان عليَّ أن أستبدله لأنه لا يمكنك لعب كرة القدم وأنت تعلم في رأسك أنك لا تستطيع ارتكاب خطأ ضد لاعبين جيدين مثل لاعبي ولفرهامبتون".
ونجح كوانساه في التصدي لتسديدة حاسمة في الدقيقة الـ88 من البديل مارشال مونيتسي، وشكل الزيمبابوي جزءاً من هجوم مضاد، إذ دخل بديلاً لجان ريكنر بيليغارد في الشوط الأول، لكنه حرم من تسجيل هدف في أول ظهور له في الدوري الإنجليزي الممتاز عندما تصدى له البديل الآخر، وأظهر أليسون أنه قادر على التفوق في مواقف واحد لواحد، وجاء التهديد المستمر من موهبة كونيا، حيث اقترب من تسجيل هدف من ركلة حرة في الشوط الأول، وسجل البرازيلي بتسديدة قوية في الشوط الثاني، وقال فيرجيل فان دايك "إنه لاعب خطر بالنسبة إليهم".
وأصبح ولفرهامبتون فريقاً خطراً بعد تدخل بيريرا، وقال المدير الفني "استيقظ ولفرهامبتون في الشوط الأول. كان الشوط الأول محترماً للغاية. وكان الشوط الثاني رائعاً. هذا ما أريد أن أراه في فريقي: الشخصية والشجاعة والهوية. كان يجب أن نلعب الشوط الأول كما لعبنا الشوط الثاني". وفي أسبوع صعب يحتاج ليفربول إلى إظهار روح الشوط الثاني، ولكن بكرة القدم الأولى.
© The Independent