Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فانس ينتقد تراجع الديمقراطية في أوروبا ويختصر الحديث عن أوكرانيا

حث دول القارة على زيادة إنفاقها الدفاعي وتغيير مسارها في شأن الهجرة وألمانيا ترفض "التدخل" الأجنبي بشؤونها الداخلية

نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس متحدثاً أمام مؤتمر ميونيخ للأمن (رويترز)

ملخص

فيما كان من المتوقع أن يركز على مبادرة ترمب في شأن النزاع داخل أوكرانيا، فاجأ جي دي فانس الحضور في مؤتمر ميونيخ للأمن بتخصيص الجزء الأكبر من خطابه لانتقاد الدول الأوروبية، بسبب ما عدَّه "تراجعاً" في "حرية التعبير".

قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إن واشنطن سيكون بوسعها استخدام نفوذها الاقتصادي والعسكري في المحادثات مع روسيا لضمان التوصل إلى اتفاق سلام جيد في شأن أوكرانيا، لكن المتحدث باسم فانس نفى خلال وقت لاحق توجيهه أية تهديدات لموسكو.

وحث فانس أوروبا أيضاً على زيادة إنفاقها على الدفاع، وذلك في تصريحات أدلى بها قبل وصوله إلى مؤتمر ميونيخ للأمن، وهو تجمع سنوي كبير للقادة السياسيين والمسؤولين العسكريين والدبلوماسيين.

وفي كلمته الرئيسة في المؤتمر، حث نائب الرئيس الأميركي أوروبا على تعزيز دفاعاتها للسماح للولايات المتحدة بالتركيز على التهديدات في بقية أنحاء العالم. وقال فانس "نعتقد أنه من المهم، في إطار التحالف المشترك، أن يكثف الأوروبيون جهودهم بينما تركز أميركا على مناطق العالم المعرضة لخطر كبير". وأضاف أنه "بكل بساطة، على ألمانيا القيام بدور رئيس هناك باعتبارها أكبر اقتصاد في أوروبا".

فانس ينتقد "تراجع حرية التعبير" في أوروبا

فيما كان من المتوقع أن يركز على مبادرة ترمب في شأن النزاع داخل أوكرانيا، فاجأ الرجل الثاني في واشنطن الحضور بتخصيص الجزء الأكبر من خطابه لانتقاد الدول الأوروبية، بسبب ما عدَّه "تراجعاً" في "حرية التعبير".

وانتقد فانس الاتحاد الأوروبي بسبب وضع لوائح منظمة لخطاب الكراهية والمعلومات المضللة، وقال إن ذلك يصل إلى مستوى الرقابة، معتبراً أن "حرية التعبير في تراجع" في أوروبا.

وقال إن إدارة الرئيس دونالد ترمب "ستكافح" من أجل "الدفاع" عن حرية التعبير، مضيفاً "في واشنطن، هناك شريف جديد في المدينة".

وقال فانس في مؤتمر ميونيخ "التهديد الذي يقلقني أكثر من أي شيء آخر في ما يتصل بأوروبا ليس روسيا ولا الصين، ولا أي طرف خارجي آخر، وما يقلقني هو التهديد من الداخل. تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساس". وأضاف "أخشى أن حرية التعبير في بريطانيا ومختلف أنحاء أوروبا تتراجع".

 

وأشار خصوصاً إلى رومانيا، إذ ألغت المحكمة الدستورية الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وتصدر المرشح اليميني المتطرف كالين جورجيسكو بصورة غير متوقعة نتائج الاقتراع بحصوله على أكثر من 20 في المئة من الأصوات، بعد أن خاض حملته بصورة أساس على منصة "تيك توك" الصينية.

واعتبر جيه دي فانس أن قرار إلغاء الانتخابات اتخذ "على أساس شكوك ضعيفة لوكالة استخباراتية"، مندداً "بالضغوط الهائلة" التي سلطت على رومانيا من قبل "جيرانها القاريين".

وأكد فانس لـ"وول ستريت جورنال" أنه تم المبالغة في تصوير التهديد الذي تتعرض له الديمقراطية الأوروبية من التضليل عبر الإنترنت، بما في ذلك الروايات التي تروج لها روسيا. وتابع "إذا كان من الممكن تدمير ديمقراطيتكم بمئات الآلاف من الدولارات من الإعلانات الرقمية من دولة أجنبية، فهذا يعني أنها ليست قوية جداً".

انتقاد سياسات الهجرة الأوروبية

وحث نائب الرئيس الأميركي الدول الأوروبية على "تغيير مسارها" في شأن الهجرة، غداة توقيف رجل أفغاني يشتبه في تنفيذه هجوم دهس بالسيارة في ميونيخ.

وقال بعد الهجوم الذي أسفر عن إصابة 36 شخصاً "كم مرة يجب أن نعاني من هذه النكسات المروعة قبل أن نغير مسارنا ونأخذ حضارتنا المشتركة في اتجاه جديد؟".

وقال فانس لـ"وول ستريت جورنال" إن "إرادة الناخبين تم تجاهلها من قبل كثير من أصدقائنا الأوروبيين" في شأن قضية الهجرة وحث الحكومات على عدم استبعاد الأحزاب المناهضة للهجرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قضية أوكرانيا

لم يتطرق فانس إلى أوكرانيا إلا بصورة مختصرة، قائلاً إنه يأمل في التوصل إلى "تسوية معقولة".

لكن الوضع في أوكرانيا واحتمال عقد محادثات للسلام شغلا اهتمام كثر في مؤتمر ميونيخ، وذلك بعد أن اتصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وأعلن بدء المحادثات لإنهاء الحرب داخل أوكرانيا.

وأكد فانس في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" قبل المؤتمر أن ترمب قد يستخدم أدوات عدة اقتصادية وعسكرية للضغط على بوتين. وقال "الرئيس لن يخوض (هذه المعركة) وهو مغمض العينين. سيقول إن كل شيء مطروح على الطاولة، فلنعقد صفقة". وأشار إلى أن "ثمة أدوات ضغط اقتصادية، وهناك بالطبع أدوات ضغط عسكرية".

ووفقاً للصحيفة، فقد أكد فانس أنه من السابق لأوانه تقدير حجم المناطق التي ستبقى في أيدي روسيا، أو ما هي الضمانات الأمنية التي يمكن للولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الآخرين تقديمها لكييف. وقال "هناك عدد من الصيغ والترتيبات، ولكننا حريصون على استقلال أوكرانيا السيادي".

وجاءت هذه التصريحات قبيل اجتماع مقرر بين فانس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا.

ردود ألمانية على فانس

أثارت تصريحات فانس وانتقاداته حفيظة بعض في أوروبا، ومنهم المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن هيبسترايت الذي حذر في مؤتمر صحافي من "التدخل" الأجنبي في سياسات الدول الأوروبية.

وقال هيبسترايت إن الغرباء لا ينبغي لهم "التدخل في الشؤون الداخلية لدولة صديقة... قد لا تكون لديهم نظرة شاملة على النقاش السياسي" في ألمانيا.

وفي ما يتعلق بمراقبة المحتوى على الإنترنت، أصر هيبسترايت على أن المعلومات المضللة أمر يجب "مراقبته من كثب". وتابع "عندما يتعارض مع قوانيننا فسنتحرك"، موضحاً "نحن هنا في ألمانيا لدينا نهج أكثر صرامة لحرية التعبير مقارنة بالولايات المتحدة، بسبب تجربتنا التاريخية". وأعطى مثالاً بالأيديولوجية النازية التي قال إنها "يمكن التعبير عنها بحرية هناك ولكنها محظورة تماماً هنا".

بدوره، عدَّ وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس خلال مؤتمر ميونيخ أن انتقادات نائب الرئيس الأميركي للديمقراطية وحرية التعبير في أوروبا "غير مقبولة". وقال "إذا فهمته بصورة صحيحة فهو يقارن الأوضاع في أجزاء معينة من أوروبا بتلك الموجودة في مناطق سلطوية... وهذا غير مقبول".

أما في ما يتعلق بالشق العسكري، فأكد وزير الدفاع الألماني أنه سيكون من الصعب على أوروبا الاستعاضة سريعاً عن القوات الأميركية المنتشرة في القارة. وقال بيستوريوس على هامش "مؤتمر ميونيخ للأمن"، "سيتعين علينا التعويض عما سيخفف الأميركيون من القيام به في أوروبا... لكن لا يمكن أن يتم ذلك بين ليلة وضحاها".

وأشارت إدارة ترمب إلى أنها في حاجة إلى إعادة تركيز تموضعها الاستراتيجي بعيداً من أوروبا وباتجاه آسيا لمواجهة الصين، عدوتها الأساس.

وأفاد بيستوريوس بأنه عرض خريطة طريق على نظيره الأميركي بيت هيغسيث عندما التقيا أثناء قمة "ناتو" في بروكسل. وشملت الخطة "تغيراً في تشارك العبء، بطريقة منظمة" و"لا تظهر فيها فجوات خطرة في الإمكانات مع الوقت"، بحسب بيستوريوس. وقال بيستوريوس إن هيغسيث يرى الأمر "بالطريقة ذاتها". وأضاف "سيكون أمراً جيداً إذا تمكنا من ترجمة اتفاق الأمس الشفوي إلى تحرك بصورة سريعة".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات