ملخص
أكدت القمة المشتركة في تنزانيا التي حضرها الرئيس الرواندي بول كاغامي ونظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي عبر تقنية الفيديو "التضامن والالتزام الثابت مواصلة دعم جمهورية الكونغو الديمقراطية في جهودها لحماية استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها".
ساد هدوء الأحد إقليم جنوب كيفو، حيث اشتبك الجيش مع حركة "أم 23" المسلحة المدعومة من رواندا، وذلك غداة دعوة وجهها قادة أفارقة إلى وقف إطلاق النار خلال خمسة أيام في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي هذا النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام وتسارعت وتيرته، تتهم كينشاسا كيغالي بالسعي إلى نهب مواردها الطبيعية الوافرة.
وترفض رواندا هذه الاتهامات، مؤكدة أنها تريد القضاء على بعض الجماعات المسلحة في المنطقة التي تهدد أمنها باستمرار، لا سيما "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا" التي أنشئت بمبادرة من زعماء من الهوتو مسؤولين عن إبادة التوتسي في رواندا عام 1994.
ووسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية، دعا قادة أفريقيا الجنوبية والشرقية الذين اجتمعوا السبت في قمة بتنزانيا إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار"، وكُلف قادة قوات الدفاع من الدول الثماني الأعضاء في مجموعة شرق أفريقيا (EAC) والدول الأعضاء الـ16 في مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (SADC) تنفيذه في غضون خمسة أيام.
أكدت القمة المشتركة التي حضرها الرئيس الرواندي بول كاغامي ونظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي عبر تقنية الفيديو "التضامن والالتزام الثابت مواصلة دعم جمهورية الكونغو الديمقراطية في جهودها لحماية استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها".
وفي حين دعا الزعماء أيضاً إلى فتح ممرات إنسانية ودمج عمليتي السلام اللتين أطلقهما البلدان بصورة منفصلة، إلا أنه لم يُشر صراحة إلى رواندا في حل النزاع.
قرارات مهمة
وجاء في بيان للرئاسة الكونغولية أن القمة اتخذت "سلسلة من القرارات المهمة ذات التأثير الفوري التي تستجيب لحال الطوارئ الإنسانية والحاجة الملحة إلى خفض التصعيد وتوقعات كينشاسا بمساعدة السكان المتضررين في غوما".
يأتي ذلك بعدما سيطرت حركة "أم23" والقوات الرواندية على مدينة غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، في مطلع فبراير (شباط) الجاري، بعد معارك أودت بما لا يقل عن 2900 شخص، بحسب الأمم المتحدة.
ومنذ ذلك الحين، انتقلت المعارك إلى إقليم جنوب كيفو المجاور، وباتت تقترب من عاصمته بوكافو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت مصادر أمنية ومحلية أن الجبهة شهدت هدوءاً ظهر الأحد، غداة معارك عنيفة وقعت على بعد نحو 60 كيلومتراً من بوكافو.
وتحدث وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونغيريهي على "إكس" عن "قمة تاريخية وناجحة اقترحت تدابير فورية متوسطة وطويلة الأجل لإحلال السلام والأمن في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة".
ولم يلتق تشيسكيدي وكاغامي في القمة السبت لأن الرئيس الكونغولي شارك عبر الفيديو.
وإذ أعرب البلدان عن ارتياحهما، إلا أن كينشاسا تدعو المجتمع الدولي منذ أشهر إلى فرض عقوبات على كيغالي، وتنتقد تقاعسها.
ترحيب أوروبي
رحب الاتحاد الأوروبي الأحد بانعقاد القمة المشتركة، وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية أنيتا هيبر على "إكس"، "إن وقف الأعمال العدائية وتوفير المساعدات الإنسانية واحترام القانون الإنساني الدولي وتأمين غوما والحل السلمي للنزاع من خلال عملية لواندا - نيروبي واحترام سلامة الأراضي، تمثل أهمية قصوى".
وقال سكان التقتهم وكالة الصحافة الفرنسية في بوكافو الأحد إنهم يأملون في أن يُستجاب لدعوة وقف إطلاق النار.
وأغلقت مصارف ومدارس الجمعة، وغادر سكان كثيرون المدينة خوفاً من هجوم تشنه حركة "أم23" وحلفاؤها الروانديون.
وقال أحد السكان هيريتييه زاهندا "إذا التُزم الاتفاق فعلاً، حينها يمكنني أن آمل في حل للأزمة الأمنية، ولكن شرط أن يلتقي كاغامي نظيره تشيسكيدي وأن يتحدثا من دون مواربة".
وأعرب رئيس جمعية للشباب في بوكافو، روبرت نجانغالا، عن أسفه لأن قادة المنطقة "لم يطالبوا بالانسحاب الفوري للقوات الرواندية من الأراضي الكونغولية".
وفي كينشاسا حيث أثارت السيطرة على غوما صدمة، أقيم "قداس تضامني" في كاتدرائية نوتردام دو كونغو.
وقال الباحث في العلاقات الدولية جول كاسيريكا الذي كان حاضراً إنه يخشى عدم احترام وقف إطلاق النار "غير الملزم".