ملخص
حتى اليوم، واصلت إسرائيل محادثاتها مع واشنطن للتوصل إلى اتفاق حول الفترة التي سيمدد خلالها الجيش الإسرائيلي انتشاره في لبنان، وذكر مسؤول أمني أن تل أبيب تصر على مطلب الـ30 يوماً لحاجة الجيش لاستكمال عملياته في مناطق عدة لم يصلها بعد، وفيها مخازن لأسلحة "حزب الله"، ومن جهة ثانية ليتاح المجال أمام الجيش اللبناني لإعادة الانتشار.
بعد محادثات مكثفة وضغوط على واشنطن نجحت إسرائيل في تحقيق مطلبها بعدم انسحاب جيشها من لبنان بعد انتهاء الـ60 يوماً، وهي المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، على رغم رفض لبنان لذلك، وعدت تل أبيب أن تمديد فترة انتشار الجيش ينطبق أيضاً على بند عودة السكان، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لن يسمح لسكان جنوب لبنان بالعودة إلى بيوتهم في البلدات التي لم ينسحب منها.
وحتى اليوم السبت، واصلت إسرائيل محادثاتها مع واشنطن للتوصل إلى اتفاق حول الفترة التي سيمدد فيها الجيش الإسرائيلي انتشاره داخل لبنان، وذكر مسؤول أمني أن تل أبيب تصر على مطلب الـ30 يوماً لحاجة الجيش لاستكمال عملياته في مناطق عدة لم يصلها بعد وفيها مخازن لأسلحة "حزب الله"، ومن جهة ثانية ليتاح المجال أمام الجيش اللبناني لإعادة الانتشار. وحتى اليوم رفضت واشنطن فترة الـ30 يوماً وتطالب بتحديد فترة قصيرة.
ما يرفضه لبنان
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن المحادثات مع واشنطن عكست تفهماً أميركياً لمطلبها إزاء التقارير التي عرضت في المحادثات بين الطرفين، وتتضمن عدم تنفيذ الجيش اللبناني ما جاء في الاتفاق من الانتشار بالمناطق المتفق حولها، و"حزب الله" لم ينسحب إلى ما وراء نهر الليطاني، وما بين هذا وذاك أفادت التقارير الإسرائيلية التي عرضت على الإدارة الأميركية انتشار مخازن أسلحة لـ"حزب الله" في مناطق عدة لم يصلها الجيش.
وفي اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر مساء أمس الجمعة، الذي عقد لليوم التالي على التوالي، بحثت إسرائيل مطلب عدم انسحاب الجيش اللبناني وانتشاره على طول الخط الأزرق الدولي، وبحثت توجيه طلب لاحقاً لضمان منطقة عازلة عند الحدود، وهي مطالب يرفضها لبنان ويهدد "حزب الله" بالرد عليها.
المستوى السياسي الذي منح تعليماته للجيش الإسرائيلي بعدم الانسحاب من القطاع الشرقي في لبنان بحث عن ثغرة في صيغة اتفاق وقف النار ليمنح الشرعية لاستمرار بقائه. وبحسبه فإن عدم انسحاب الجيش بعد الـ60 يوماً شرعي ولا يتعارض والاتفاق الموقع منذ 60 يوماً، والذي ينص على أن "انسحاب الجيش الإسرائيلي التدريجي يتوقف عند انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وتطبيق الاتفاق بصورة كاملة وفعالة، على أن ينسحب ’حزب الله‘ إلى ما وراء نهر الليطاني".
إزاء هذا قال مسؤول أمني "بما أن اتفاق وقف إطلاق النار لم ينفذ بعد بالكامل من قبل الدولة اللبنانية، سواء بعدم انتشار الجيش اللبناني في جميع المناطق المنتشر فيها الجيش الإسرائيلي، أو بعدم عودة عناصر ’حزب الله‘ إلى ما وراء الليطاني، فمن حق الجيش الإسرائيلي البقاء في لبنان لضمان وضع آمن للحدود ولسكان الشمال".
من جهته، قال سفير إسرائيل لدى واشنطن المنتهية ولايته مايك هرتسوغ إن المحادثات مع واشنطن لم تتوقف، وفي ما اتفق على عدم انسحاب الجيش من عدد من المناطق تطالب إسرائيل بتمديد الفترة لمدة شهر في الأقل، ولم يحدد موعد بقاء الجيش بعد. غير أن هرتسوغ استدرك إزاء رفض لبنان وتهديدات "حزب الله" قائلاً "أمام إصرارنا هذا لدينا مصلحة أيضاً في الحفاظ على وقف إطلاق النار".
منطقة عازلة
في هذه الأثناء، يناقش الإسرائيليون سبل الحفاظ على منطقة عازلة عند الحدود للبقاء فيها من دون تحديد جدول زمني، وهي خطوة يتوافق عليها الإسرائيليون من ائتلاف ومعارضة، بل دعا رئيس المعسكر الوطني المعارض بيني غانتس إلى الثبات في المنطقة العسكرية واستمرار عمليات الجيش ضد ما سماه "انتهاك الاتفاق".
والسؤال الذي يتطلب مزيداً من المحادثات مع واشنطن ولجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق، هو ما إذا كان تعديل بند انسحاب إسرائيل بعد 60 يوماً سينطبق على بقية بنود الاتفاق المرتبطة به، وتحديداً مصير سكان جنوب لبنان الذين ينتظرون غداً الأحد للعودة إلى بيوتهم، وهل يحق لإسرائيل منعهم من العودة؟ وهو جانب لم يخف إسرائيليون خشيتهم من أن يكون شعلة للتصعيد الأمني، مما دفع القيادة العسكرية إلى إجراء تدريبات لوحداته العسكرية وللقيادة حول مختلف السيناريوهات، وبينها إطلاق النيران من لبنان باتجاه إسرائيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واليوم، واصلت إسرائيل محادثاتها مع الإدارة الأميركية الجديدة في محاولة للتفاهم، ليس فقط حول الـ30 يوماً التي تطالب بها إسرائيل، وإنما أيضاً حول انتشار الجيش على طول الخط الأزرق الدولي وضمان منطقة عازلة في لبنان.
وكشف أكثر من مسؤول إسرائيلي مطلع على المحادثات مع الأميركيين، والتي يديرها وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر مع واشنطن من تل أبيب، وأيضاً سفير إسرائيل المنتهية ولايته مايك هرتسوغ الموجود في واشنطن، أن هناك عناصر مؤثرة وفاعلة في الإدارة الأميركية ترفض مطالب إسرائيل في كل ما يتعلق بالجبهة الشمالية تجاه لبنان، ويريدون التزام إسرائيل بالاتفاق والانسحاب صباح غدٍ من جميع المناطق المنتشر فيها داخل لبنان، وهؤلاء يؤثرون في اتخاذ القرارات المستقبلية سواء ما يتعلق بالفترة التي ستُمدد، أو المنطقة العازلة وتغيير الحدود الحالية بين لبنان وإسرائيل إلى الخط الأزرق الدولي.
وفي تل أبيب التي تنتظر وصول المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لا يتوقعون دعماً أميركياً مطلقاً لجميع المطالب الإسرائيلية، وأعرب أكثر من مسؤول أمني أن إسرائيل ستكون مضطرة بعد فترة قصيرة إلى الانسحاب من لبنان بعد أن اتضح لها أن الإدارة الأميركية الحالية ترغب في الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من لبنان.
إسرائيل، وعبر قادة عسكريين تواصل تهديداتها بالتصدي وبقسوة لأي خرق لوقف إطلاق النار، بل إنها تطالب سكان جنوب لبنان بعدم العودة إلى مناطق المنتشر فيها الجيش.
خط المواجهة
ميدانياً، تشهد بلدات الشمال المحاذية للحدود والمطلة على بلدات جنوب لبنان تحركات احتجاجية، في حين لم يخف رئيس منتدى خطة المواجهة موشيه ديفيدوفتش قلقه من تداعيات انسحاب الجيش الإسرائيلي على أمن سكان الشمال، مدعياً أن "حزب الله" سيعود إلى الجنوب بقوة أكبر وكراهية متزايدة ضد الإسرائيليين ستظهر من خلال تنفيذ اعتداءات وهجمات على إسرائيل.
ويشير ديفيدوفيتش إلى الفجوة بين الرسائل المطمئنة التي نقلها كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي والشعور الحقيقي على الأرض، قائلاً "الجيش الإسرائيلي ينضح بشعور بالأمان، ويدعي أنه يسيطر على الحدود بصورة جيدة"، لكنه أشار إلى أن هذه الرسائل قد تهدف بصورة أساس إلى تهدئة الجمهور. ووفقاً له، فإن الحل الأمثل هو وجود الجيش الإسرائيلي على الأرض لفترة زمنية معينة، في الأقل حتى يتضح أنه قادر على فرض وقف إطلاق النار والتأكد من عدم انتهاكه.
أما رئيس "مجلس شلومي" غابي نعمان، فقال إن إسرائيل ترتكب خطأ كبيراً إذا انسحبت من لبنان من دون إقامة مناطق أمنية لها على طول الحدود ومناطق أخرى عازلة داخل الأرض اللبنانية، خصوصاً المنطقة المكشوفة على بلدات الجنوب اللبناني.
وأضاف "إنني على قناعة بأن الجيش الإسرائيلي سينفذ ذلك ولن يتراجع حتى حدود إسرائيل ولا البلدات المحاذية للحدود، لأنه يدرك تماماً أن واجبه منح الأمن لسكان الشمال وداخل البلدات، وإذا أصر على هذه الخطوات فهو يضمن الهدوء 20 عاماً مقبلة".
ويُشار إلى أن التقارير التي عرضتها تل أبيب على واشنطن ضمن مناقشة طلب تمديد انتشار الجيش الإسرائيلي في لبنان، شملت تقريراً عسكرياً حول الكميات الكبيرة من الأسلحة التي ضبطها الجيش خلال الـ60 يوماً من عملياته في جنوب لبنان، وضمن ذلك 6840 قاذفة "آر بي جي" وقاذفات مضادة للدبابات، و9000 عبوة ناسفة و2700 قطعة سلاح وبندقية هجومية و60 صاروخاً مضاداً للطائرات، ونحو 2000 قذيفة وصاروخ وعشرات الآلاف من المواد الأخرى مثل أجهزة المراقبة وأجهزة الكمبيوتر ومعدات الاتصالات.