ملخص
عبر الأراضي المصرية، تسلل عشرات الآلاف من الأفارقة إلى إسرائيل عبر الصحراء منذ عام 2005 وحتى عام 2012، إذ توقف عبورهم إثر إقامة الجدار على الحدود المصرية - الإسرائيلية.
انخفض عدد طالبي اللجوء الأفارقة إلى أكثر من النصف في إسرائيل بسبب رفض تل أبيب منحهم صفة لاجئ ومحاولاتها المستمرة ترحيلهم منذ أكثر من 15 عاماً، على رغم المطالبات الدولية بتسوية أوضاعهم.
وبعد أن وصل عددهم إلى نحو 60 ألفاً عام 2014 انخفض العدد إلى 30 ألفاً، ومعظمهم إريتريون معارضون لنظام بلادهم وسودانيون.
أفارقة
وعبر الأراضي المصرية تسلل عشرات الآلاف من الأفارقة إلى إسرائيل عبر الصحراء منذ عام 2005 وحتى عام 2012، إذ توقف عبورهم إثر إقامة الجدار على الحدود المصرية - الإسرائيلية.
وتسلل معظم السودانيين إلى إسرائيل من إقليم دافور والنيل الأزرق وجبال النوبة هرباً من "الإبادة الجماعية والتطهير العرقي"، فيما جاء بعضهم من الخرطوم والنيل الأبيض طلباً للعمل.
واستجابة لقرار المحكمة العليا الإسرائيلية منحت السلطات الإسرائيلية السودانيين من المناطق الثلاث والبالغ عددهم نحو 4 آلاف، هويات موقتة ووثائق سفر.
الهوية الإسرائيلية
وتمنح الهوية الإسرائيلية الموقتة لطالبي اللجوء حتى النظر في طلباتهم وتعطي حاملها التأمين الصحي والقروض البنكية وتجدد سنوياً، حتى البت في طلباتهم. لكن هذه السلطات ترفض منح الإريتريين البالغ عددهم نحو 30 ألفاً هويات موقتة، إذ يقيمون في إسرائيل بتأشيرات موقتة.
ومع ذلك، فإن إسرائيل ترفض البت في تلك الطلبات على رغم أن بعضها يعود إلى أكثر من 17 عاماً، على رغم إلحاح المفوضية العليا للاجئين في الأمم على ضرورة القيام بذلك.
قوانين
وعلى مدار الأعوام الماضية، أقرت الحكومة سلسلة قوانين لطرد طالبي اللجوء قبل أن تلغيها المحكمة العليا الإسرائيلية بسبب "تناقضها مع حقوق الإنسان والقوانين الدولية والمنظومة الدستورية الإسرائيلية"، إلا أن الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة من ترحيل قسري وتضييقات نجحت في تقليص عدد طالبي اللجوء الأفارقة، إضافة إلى بناء الجدار مع مصر.
وعلى رغم أن المحكمة العليا الإسرائيلية ألزمت الحكومة بضرورة تسوية أوضاع طالبي اللجوء فإن الأخيرة تماطل في ذلك "لاعتبارات سياسية"، وفق أحد السودانيين في إسرائيل الذي رفض الكشف عن اسمه خوفاً من الملاحقة.
وقبل أكثر من شهرين وافقت محكمة إسرائيلية في القدس على اعتبار "الإريتريين الذين فروا من التجنيد الإجباري لاجئين"، إلا أن السلطات الإسرائيلية استأنفت القرار ورفضت تنفيذه.
صراع واضطهاد
ووفق منظمة "هياس" المعنية بحقوق اللاجئين فإن القرار يمثل "انتصاراً قانونياً هائلاً يمكن أن ينطبق على عديد من الإريتريين الموجودين حالياً في إسرائيل"، وأشارت إلى أن هناك 30 ألف طالب لجوء أفريقي "سعوا إلى الأمان في إسرائيل، بعد فرارهم من الصراع والاضطهاد في إريتريا والسودان".
وأشارت مديرة المنظمة في إسرائيل سيفان كارمل إلى أن إسرائيل "تتمتع بأحد أدنى معدلات الاعتراف باللاجئين في العالم"، مضيفة أن المنظمة "يسعدها أن تكون جزءاً من تغيير ذلك"، وطالبت كارمل السلطات الإسرائيلية بالتصرف "بنزاهة وعدالة تجاه طالبي اللجوء".
وبحسب المنظمة فإنه "منذ وصولهم قبل أكثر من عقد من الزمن، جعل طالبو اللجوء الأفارقة إسرائيل وطنهم بالتبني، ويتحدثون العبرية ويربون الأطفال ويساهمون في القوى العاملة والمجتمع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حرب غزة
وخلال الأيام الأولى لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أسهم عديد من الإريتريين في إسرائيل بتقديم وجبات الطعام والمساعدات للجنود الإسرائيليين في مناطق غلاف غزة، وتطوع آخرون للعمل في القطاع الزراعي.
وتحدثت مصادر إسرائيلية عن تجنيد شبان إريتريين في الجيش الإسرائيلي ومشاركتهم في الحرب على قطاع غزة، وذلك "في ظل وعود إسرائيلية لهم بتسوية أوضاعهم القانونية ومنحهم الإقامة الدائمة".
وتلقى المئات من طالبي اللجوء الإريتريين طلبات للانضمام إلى الجيش الإسرائيلي، فيما رفض عديد منهم هذا الأمر لعدم حصولهم على ضمانات حقيقية بتسوية أوضاعهم.
وتدرس وزارة الداخلية الإسرائيلية إمكانية تجنيد أبناء الجيل الثاني من طالبي اللجوء الذين تلقوا تعليمهم في جهاز التعليم الإسرائيلي.
ويعمل طالبو اللجوء داخل إسرائيل في أعمال حرة كالتنظيف والبناء وفي الخدمات بالمطاعم والفنادق بصورة غير قانونية حتى لا يدفعوا الضرائب. وأسس بعض طالبي اللجوء لإسرائيل من السودان مركز "البيت السوداني" لتقديم المساعدات الإنسانية والقانونية للسودانيين في إسرائيل، وتعريفهم بحقوقهم القانونية وتعزيز الروابط الاجتماعية. وقال أحد القائمين على المركز إنه يعمل من أجل "الحفاظ على النسيج الثقافي والاجتماعي للسودانيين في إسرائيل"، وأوضح أن 3500 سوادني في إسرائيل "ينتظرون منحهم صفة لاجئ كي تستقر أوضاعهم القانونية".
وأفادت منظمة "مساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء في إسرائيل" بحصول سبعة إريتريين على حق اللجوء من أصل 10 آلاف طلب من إريتريا، إضافة إلى سوادني واحد.
ورصد "مركز مساعدة العمال الأجانب" في إسرائيل مظاهر التحريض العنصري وجرائم الكراهية والتمييز ضد طالبي اللجوء الأفارقة خلال الفترة التي تفاقمت فيها هذه المظاهر.
قانون "العودة"
ومع أن إسرائيل تعد من الدول القليلة حول العالم التي ترفض استقبال اللاجئين فإنها تمنح جنسيتها لـ"كل من ولد لأم يهودية أو هُود وهو ليس تابعاً لديانة أخرى"، وفق قانون "العودة" الإسرائيلي المعدل لعام 1969. وينص القانون الذي أقر بعد عامين من تأسيس دولة إسرائيل على أنه "من حق كل يهودي أن يهاجر إلى إسرائيل"، وبحسب قانون "العودة" أيضاً فإنه يحق لكل يهودي حول العالم الحصول على الجنسية الإسرائيلية في اللحظة التي يهاجر فيها إلى إسرائيل. ويشمل القانون أبناء وأحفاد اليهود وأبناء وبنات أبنائهم وأحفادهم.
وبهدف رفع عدد سكانها فإن السلطات الإسرائيلية نقلت عشرات الآلاف من اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، إذ يصل عددهم حالياً إلى نحو 140 ألفاً، لكن هؤلاء يشتكون من "التمييز العنصري والشعور بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية في إسرائيل"، وقد اندلعت احتجاجات ضد هذه المعاملة خلال عام 2019.