Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اعتذار رئيس وزراء كندا عن صورته التنكرية "الغبية"

اعتذار رئيس وزراء كندا عن صورته التنكرية "الغبية": "لم أعتقد آنذاك أن هذا السلوك عنصري"

رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو يقدم اعتذاره للكنديين على سلوك اعتبره البعض عنصريا قبل أيام الدراسة 19 سبتمبر 2019 (رويترز) 

اعترف رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو بوضع مساحيق تجميل للتنكر بحلّة رجل أسود البشرة خلال حفل أقامته المدرسة التي علّم فيها سابقاً في العام 2001 وعبّر عن "ندمه الشديد" إزاء تصرّفه.

وقال السيد ترودو الذي يقود حملة من أجل إعادة انتخابه في 21 أكتوبر (تشرين الأول)  للصحافيين "لم أعتقد أنّ هذا التصرف عنصري آنذاك.. ولكنني أرى اليوم أنه كذلك."

وتظهر صورة الحفل التي نشرتها مجلة تايم في الكتاب السنوي  للمدرسة ويبدو فيها ترودو البالغ من العمر 29 عاماً في ذلك الحين معتمراً عمامة ومدثّراً بثوب فيما غطّت مساحيق التجميل يديه ووجهه وعنقه باللون الداكن.    

وأوضح السيد ترودو أنّ الصورة التقطت خلال حفل حمل عنوان "ألف ليلة وليلة" أقامته أكاديمية ويست بوينت غراي وهي المدرسة الخاصة من مقاطعة كولومبيا البريطانية حيث علّم قبل أن يدخل المعترك السياسي.

وانتشرت الصورة فيما كان رئيس الوزراء يتنقل بين محطتين في إطار حملة إعادة انتخابه. وتشير استطلاعات الرأي إلى أنّ حزبه الليبرالي يواجه معركة شرسة في هذه الانتخابات.

وتطرّق السيد ترودو إلى هذه المسألة على متن طائرة حملته الانتخابية معترفاً للصحافيين أنّ هذا التصرف لم يكن الأول من نوعه في ماضيه الذي سبق عمله السياسي.

فردّاً على سؤال وُجّه له عن إقدامه "على تصرف مماثل" في مناسبة أخرى، قال رئيس الوزراء "خلال فترة الثانوية شاركت في عرض للمواهب فتنكّرت ووضعت مساحيق التجميل لأؤدي أغنية ’داي أو‘ (وهي أغنية من تراث جامايكا حول أشخاص يحمّلون أقراط الموز على متن السفن)".

وجاءت ردة الفعل السياسية لمقال مجلة تايم سريعة للغاية. وفي هذا الإطار، صرّح آندرو شير، زعيم حزب المحافظين، وهم المنافسون الأقرب للسيد ترودو قائلاً "ما رآه الكنديون هذا المساء هو شخص يفتقد إلى أدنى حسّ بالحكم السليم والنزاهة وهو شخص غير جدير بحكم هذا البلد."

أمّا جاغميت سينغ، زعيم حزب الديمقراطيون الجدد الذي احتل المركز الثالث في استطلاعات الرأي، فيعتنق الديانة السيخية ويرتدي عمامة. وقال سينغ للصحافيين "عندما  نرى هذه الصورة اليوم، وعندما يراها الأطفال والناس، سيتذكرون كل المواقف التي مروا بها في حياتهم حين تعرضوا للسخرية والأذى والضرب والشتيمة وشعروا بأنهم أقل من الآخرين بسبب هويتهم."

واعتبرت زعيمة حزب الخضر إليزابيث ماي من جانبها أنّه على السيد ترودو "الاعتذار عمّا سببه من أذى والالتزام بفهم وتقدير متطلبات الزعامة المناصرة للعدالة الاجتماعية على كافة مستويات الحكم. لأنه فشل في هذه المسألة." 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حصد السيد ترودو الكثير من المعجبين من حول العالم بفضل سياساته التقدمية التي تتزامن وسير الولايات المتحدة في الاتجاه المعاكس وتراجعها تحت قيادة دونالد ترمب. وتلقّت كندا الكثير من الثناء لأنها استقبلت عدداً أكبر من اللاجئين مقارنة بجارتها الجنوبية ذات الكثافة السكانية الأعلى.

مذكّرة بسيطرة رئيس الوزراء المُحكمة على سياسات الهوية في كندا، قالت زعيمة حزب الشعب ماكسيم بيرنييه إن الليبراليين "قضوا الأشهر الأخيرة في اتهام الآخرين بالتعصّب للعرق الأبيض"، مضيفة أنّ "(ترودو) أكبر منافق في البلاد". 

وحصل الليبراليون على 34.2 في المئة في استطلاعات الرأي وفقاً لآخر مجموع للاستطلاعات صادر عن الإذاعة الكندية "سي بي سي" متخلّفين بهامش بسيط عن المحافظين الذين سجّلوا 34.4 في المئة. واحتلّ الديمقراطيون الجدد المركز الثالث بفارق كبير إذ لم يسجّلوا سوى 13.5 في المئة.

ولا تستطيع معدلات التأييد الشخصية للسيد ترودو أن تتحمل فضيحة أخرى. فما زال يرزح تحت وطأة ضربة سددها الكشف في وقت سابق من السنة عن ممارسته ضغوط غير ملائمة على وزيرة العدل آنذاك من أجل الكف عن الملاحقة الجنائية لإحدى الشركات في كيبيك. ومع أنّ السيد ترودو قال حينها إنه يدافع عن وظائف العاملين في الشركة، فإن ذلك لم يحول دون زعزعة الحكومة بسبب هذه الفضيحة التي تعدّ إحدى أكبر الفضائح في تاريخ كندا السياسي، فضلاً عن استقالة عدد من المسؤولين.

ومؤخراً، اهتزّ المعترك السياسي في أميركا الشمالية بعد الكشف عن عدد من فضائح التنكر العنصري بحلة شخص أسود أو أسمر البشرة، ولكن تركّزت جميعها في الولايات المتحدة.

ففي وقت سابق من هذا العام، واجه حاكم ولاية فيرجينيا رالف نورثام ضغوطاً كبيرة ومطالبات بالاستقالة في أعقاب ظهور صورة عنصرية من كتاب سنوي يعود إلى العام 1984 حين كان يدرس الطب. وفيما نفى الحاكم وجوده في الصورة، اعترف في المقابل بأنه تنكّر بزي رجل أسود البشرة في شبابه حين كان يقلّد شخصية مايكل جاكسون في حفلة راقصة خلال ثمانينيات القرن الماضي.

ومنذ هذه الحادثة، أقرّ النائب العام في ولاية فيرجينيا مارك هيرينغ أيضاً بالتنكر بزي رجل أسود البشرة في الجامعة واعتذرت حاكمة ولاية ألاباما كاي آيفي لتنكرها بزيّ سيدة سوداء البشرة خلال فقرة تمثيلية كوميدية أدّتها في الجامعة منذ أكثر من خمسين عاماً. ولم يستقل أيّ من الثلاثة.

وما زال تأثير الفضيحة على حملة ترودو الانتخابية مشكوك به، برأي نيلسون وايزمان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة تورونتو، الذي قال إنه لا يعتقد أن انتشار الصورة سيدفع المواطنين إلى تغيير تصويتهم لأن تأثير مسائل العرق والتنكر بزي شخص من العرق الأسود أعظم في الأوساط السياسية الأميركية منه في الأوساط الكندية.

وأوضح وايزمان "لا أعتقد أنّ هذه المسألة ستغير نتيجة الانتخابات مع أنّ الخبر سيحظى  باهتمام كبير من الإعلام في اليومين المقبلين. ويمكن أن يخسر الليبراليون الانتخابات، ولا شك أنهم لن يحصدوا النتيجة الإيجابية ذاتها التي حصدوها في العام 2015، ولكن هذا النوع من الفضائح لن يدفع الناخبين باتجاه المحافظين".

في المقابل، صرّح السيد ترودو الذي أسرع إلى الاعتذار بعد انتشار الصورة يوم الأربعاء، انه سيتحدث إلى أولاده في الصباح عن تحمّل المسؤولية.

ردّة فعل ترودو- وتصريحه

" في العام 2001، كنت أستاذاً في فانكوفر وحضرت حفلة نهاية العام التي حملت عنوان ألف ليلة وليلة. تنكّرت حينها بزي علاء الدين ووضعت مساحيق تجميل. أخطأت بهذا التصرّف وكان عليّ أن أكون أكثر وعياً ولكن حصل العكس وأنا آسف بشدة".

س: كنت آنذاك في التاسعة والعشرين من العمر. كيف تبرر فعلتك؟

ج: "كان خطأ. لم يكن عليّ الإقدام على هذا التصرف بل وجب أن أتحلى بالوعي الكافي لعدم الإقدام عليه وأنا آسف بشدة. نعم أنا اعتذر وأشعر بخيبة الأمل".   

س: لو كان أحد المرشحين الآخرين عن الحزب الليبرالي مكانك، هل كنت لتطلب منهم التنحي؟

ج: "في هذه الحياة من يخطئ، لذلك تبني قرارتك كفردٍ على أساس أعمال الأشخاص الحالية والماضية وتقرر كل قضية  بشكل منفرد".

س: هل هذه المرة الوحيدة في حياتك التي بدر عنك هكذا تصرف؟

ج: "خلال فترة الثانوية شاركت في عرض للمواهب فتنكّرت ووضعت مساحيق تجميل لأؤدي أغنية ’داي أو‘ (وهي أغنية من تراث جامايكا حول أشخاص يحمّلون أقراط الموز على متن السفن)".

س: لو أقدم غيرك على هذا الفعل، هل كنت لتطلب منهم التراجع عن أقوالهم؟

ج: "لطالما حاربت خلال حياتي ضد التمييز وعدم التسامح. في ذلك السنّ، كان حريّ بي أن أتحلى بالوعي الكافي كي لا أقدم على هكذا فعل".

س: عندما يبدر هذا النوع من السلوك عن أي شخص في الولايات المتحدة، يطلب إليه أن يستقيل. هل فكّرت بالاستقالة؟

ج: " أنا أتحمل مسؤولية خياري وسلوكي.. لم أعتقد حينها أن هذا التصرف عنصري ولكنني أرى الآن أنه كذلك. وأنا آسف للغاية.. إتصلت هذا المساء بعدد من الاصدقاء والزملاء وعليّ إجراء المزيد من الاتصالات".

س: لماذا يحق لك أن تستمر بالترشح للانتخابات؟

ج: "سوف أطلب الصفح من الكنديين بسبب فعلتي. إرتكبت عملاً غبياً. وأشعر بخيبة أمل من نفسي. وأنا غاضب من نفسي بسبب هذا التصرف".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات