Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران بعد الهجوم... قليل من الشغف الشعبي ومزيد من القمع

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اعتراض 99 في المئة من المسيرات والصواريخ الإيرانية

لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل بالعاصمة الإيرانية طهران في الـ15 من أبريل الجاري (رويترز)

ملخص

ما العواقب الأولية التي قد يواجهها النظام الإيراني في السياسة والاقتصاد؟ وكيف سترد إسرائيل على الهجوم الإيراني الذي لم يتسبب بأي خسائر في الأرواح؟

على رغم مرور ساعات على الهجوم الإيراني بالمسيرات والصواريخ، والذي سمته "الوعد الصادق" على الأراضي الإسرائيلية ما زالت ردود الفعل من قبل الإيرانيين مستمرة.

ورداً على الهجوم الذي نفذته إسرائيل على القنصلية الإيرانية لدى دمشق، والذي أدى إلى مقتل عدد من كبار القادة العسكريين في "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري"، هاجم النظام الإيراني الأراضي الإسرائيلية بـ170 طائرة مسيرة و30 صاروخ كروز و120 صاروخاً باليستياً. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اعتراض 99 في المئة من المسيرات والصواريخ التي أطلقت عدا عن قليل من الصواريخ الباليستية التي وصلت الأراضي الإسرائيلية وأن إحدى القواعد الجوية تعرضت لأضرار طفيفة. 

وفي هذه الأثناء، وفي الساعات الأخيرة من يوم السبت الـ13 من أبريل (نيسان) الجاري، وفي الوقت الذي وردت فيه أنباء عن بدء الهجوم الإيراني على إسرائيل، أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية أن أنصار النظام احتفلوا في شوارع المدن المختلفة. 

وبث التلفزيون الإيراني احتفالات أنصاره في العاصمة طهران وجرجان وأصفهان وغيرها من المدن الأخرى على الهواء مباشرة قبل أن تصل المسيرات والصواريخ إلى الأراضي الإسرائيلية وإذا ما كان هذا الهجوم ناجحاً أم لا!

فتح أبواب المقابر

ويرى المراقبون أن فتح أبواب المقابر التي توجد فيها قبور قادة "الحرس الثوري" والعلماء النوويين الذين قتلوا في مدينة طهران وكرمان وأصفهان لأنصار النظام ونشر المقاطع والصور من الوجود في هذه المقابر، هو جزء من التخطيط لردود الفعل هذه. 

وفي الوقت الذي وقعت فيه الهجمات المذكورة أعلاه بثت القنوات المختلفة التابعة للإذاعة والتلفزيون مقابلات مسجلة مسبقاً مع الإيرانيين كانوا طالبوا فيها بـ"الانتقام الشديد" من إسرائيل. فيما بثت هذه القنوات مقابلات مع عدد من المواطنين في الأيام الماضية، كانوا قد طالبوا بـ"الصبر الاستراتيجي" والرد في الوقت المناسب. 

وأحدثت أخبار الهجوم على إسرائيل قلقاً لدى الإيرانيين من احتمالية حدوث هجمات مضادة وبدء الحرب بين النظام الإيراني من جهة، وإسرائيل وحلفائها من جهة ثانية. كما أن هذا الوضع أدى إلى تدفق المواطنين إلى محطات الوقود والمتاجر في الساعات الأولى من انتشار أخبار الهجوم. وحدث هذا في الوقت الذي كان قد أعلن فيه مسؤولون في وزارة النفط أنه لا توجد أي مشكلة في توفير الوقود، بما في ذلك البنزين. 

وفي شبكات التواصل الاجتماعي كانت ردود الفعل الأولى على ما يجرى في شوارع إيران تتحدث عن احتفالات الشوارع المبكرة لمؤيدي النظام بعد هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إذ ذكر بعض من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أنه وفي غضون أيام قليلة، تحولت احتفالات أنصار النظام في الشوارع الإيرانية إلى مراسم حداد على أعداد القتلى في غزة. كما أن الاستعجال في إعلان النصر قبل مصير الصواريخ والمسيرات، إشارة واضحة أن هذه الاحتفالات في ليلة الهجوم ليست شعبية، إنما مخطط لها من قبل النظام. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عواقب على الاقتصاد

وأدى الارتفاع المفاجئ لسعر الدولار في المواقع المتخصصة بنشر أسعار الدولار والعملات الأجنبية إلى قلق قسم آخر من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كان خبر وصول سعر الدولار الواحد إلى 70 ألف تومان في معاملات الأحد الماضي، أولى العواقب المدمرة لهذا الهجوم على الاقتصاد الإيراني. 

ومن المواضيع الأخرى التي كانت حديث الساعات الماضية على وسائل التواصل، والتي تزامنت مع بدء هجوم "الحرس الثوري" على إسرائيل، عودة دوريات شرطة الأخلاق (گشت إرشاد) بأعداد كبير إلى شوارع المدن الإيرانية. 

وكان السؤال الأكثر إلحاحاً من قبل مستخدمي وسائل التواصل يتعلق بمدى نجاح الصواريخ في ضرب أهداف مهمة في الأراضي الإسرائيلية، فضلاً عن رد الفعل المحتمل لإسرائيل والولايات المتحدة على الهجوم. كما اعتقد بعض مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي أن هناك تشابهاً بين الهجوم الذي نفذه "الحرس الثوري" على قاعدة عين الأسد عام 2020، والذي أدى إلى خسائر طفيفة في الأرواح بسبب إخطار مسبق للقوات الأميركية، والهجوم الأخير الذي استهدف الأراضي الإسرائيلية فجر يوم الأحد الـ14 من أبريل الجاري. 

وأثناء الهجوم ناقش مستخدمو شبكات التواصل بيانين لـ"الحرس الثوري" الإيراني. والنقطة المهمة التي سخر منها هؤلاء هي أن "الحرس الثوري" في بيانه الأول كان أكد نجاح المسيرات والصواريخ في إصابة أهدافها، هذا في الوقت الذي لم تصل فيه بعد المسيرات والصواريخ الإيرانية إلى المجال الجوي الإسرائيلي. 

ومن بين المواضيع البارزة الأخرى بالنسبة لمستخدمي وسائل التواصل الإدانات واسعة النطاق من قبل دول العالم وصمت حلفاء إيران، بما في ذلك الصين، عن دعم طهران، إذ عد هؤلاء أن بلادهم أصبحت وحيدة في وجه الهجمات المضادة المقبلة. 

ومع نشر أنباء عن القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بالرد العسكري على الهجوم الإيراني أصبحت التكهنات حول أهداف محتملة في الأراضي الإيرانية حديث مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي. كما اعتبر الخبراء والمحللون أن محطات الطاقة ومصافي التكرير والمنشآت النووية قد تكون من بين الأهداف الإسرائيلية لهجوم محتمل على إيران. 

وبما أن هذه المرة الأولى منذ تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية التي تهاجم فيها إيران إسرائيل بصورة مباشرة تم تسليط الضوء على مسألة ردع إسرائيل وحلفائها ضد هذا الهجوم. 

وزعمت وسائل الإعلام الرسمية وكبار المسؤولين العسكريين في إيران أنه ما يقارب من نصف الصواريخ والمسيرات الإيرانية تمكنت من المرور من أنظمة الدفاع الإسرائيلية. ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام المقربة من "الحرس الثوري" فإن عدد المسيرات والصواريخ التي أطلقت على الأراضي الإسرائيلية تتوافق مع ادعاءات المصادر العسكرية الإسرائيلية التي أكدت أنه تم اعتراض وتدمير أكثر من 99 في المئة منها قبل أن تدخل المجال الجوي الإسرائيلي. 

ما سماها النظام الإيراني "عملية الوعد الصادق" نفذت بعد بضعة أيام من التكهنات وانتهت، بينما قيل مسبقاً إنه بسبب دعم الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الآخرين لإسرائيل، فمن غير المرجح أن تنجح هذه العملية في تحقيق أهدافها، وعلينا أن ننتظر لنرى ما العواقب الأولية التي قد يواجهها النظام الإيراني في السياسة والاقتصاد؟ وكيف سترد إسرائيل على الهجوم الإيراني الذي لم يتسبب بأي خسائر في الأرواح؟ 

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

المزيد من تقارير