Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دراما الفنان والمقاول محمد علي مستمرة... والرئيس المصري يرد على مزاعم الفساد

السيسي: إشاعات تستهدف زعزعة الثقة ولن نتراجع عن بناء الدولة الجديدة... والجدل يشعل "التواصل الاجتماعي" مجدداً

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء فعاليات الدورة الثامنة من مؤتمر الشباب (الحساب الرسمي للرئاسة المصرية على فيسبوك)

بعد أسبوعين من حالة الجدل التي أثارها الفنان والمقاول المصري محمد علي بمزاعم اتهامات بالفساد وتبديد المال العام في مشروعات لا طائل منها، حسب تعبيره، وفي تشييد قصور رئاسية (لم يقدم بشأنها أي أدلة)، في سلسلة فيديوهات لاقت رواجاً واسعاً، لقيادات بالجيش وللرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نفى الأخير هذه الاتهامات، وحذر من "تأثير ونتائج نشر الأكاذيب وتزييف الوعي لضرب علاقات الثقة بين الشعب المصري وقواته المسلحة".

وعلى وقع الجدل والانقسام الحاد الذي شهدته منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، تواصلت تلك الحالة بعد لحظات من رد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أعقاب الجلسة الثانية من الدورة الثامنة لمؤتمر الشباب، على المقاول المصري محمد علي، البالغ من العمر 45 عاماً، الذي قال إن "الجيش مدينٌ له بملايين الجنيهات مقابل مشروعات نفّذتها شركة (أملاك للمقاولات) التي كان يمتلكها".

وتصدرت الهاشتاغات مواقع التواصل الاجتماعي مجدداً بين مقتنعين بنفي الرئيس الاتهامات وغير مقتنعين، وآخرون يترقبون فيديو جديد لعلي، وفقما أعلن على صفحته على "فيسبوك" ردّاً على تصريحات السيسي، ما ينذر باستمرار حالة الجدل، وفق مراقبين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استهداف جسور الثقة 
وخلال الجلسة الثانية من مؤتمر الشباب، السبت، التي خُصصت لمناقشة تأثير نشر الأكاذيب والإشاعات الإلكترونية، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد نفيه اتهامات بالفساد، أنه "شريفٌ وأمينٌ ومخلصٌ".

وقال، في المؤتمر الذي نُظّم في غضون أيام قليلة على غير المعتاد في مؤتمرات الشباب السابقة، إن الاتهامات التي وجهها إليه المقاول المصري محمد علي "كذبٌ وافتراءٌ"، دون أن يشير صراحة إلى المقاول.

 

ونفى الرئيس المصري ما أُثير من اتهامات ضده وضد الجيش، "ابنكم السيسي إن شاء الله شريف وأمين ومخلص".

وحسب تصريحات السيسي، في المؤتمر الذي حضرته "اندبندنت عربية"، فإنه قرر الرد على الاتهامات رغم أن "جميع أجهزة الدولة طلبوا منه عدم الرد، وكادوا يقبّلون يده حتى لا يتكلم"، حسب تعبيره.

وتابع، "هذه الاتهامات الهدف منها تحطيم إرادتكم (إرادة المصريين) وفقدانكم الأمل والثقة".

وعن بناء القصور الرئاسية، قال السيسي بالعامية المصرية "نعم أنا عامل (شيدت) قصوراً رئاسية، وهاعمل (سأشيد). أنا أبني دولة جديدة ليست باسمي إنما باسم مصر".

وعلّق مازحاً "هو مفيش في مصر إلا قصور محمد علي؟!"، متعمداً على ما يبدو الخلط بين اسم المقاول الذي يوجّه إليه اتهامات الفساد ومحمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة ما بين عامي 1805 و1848، الذي ظلَّت أسرته تعتلي عرش مصر حتى ثورة يوليو (تموز) عام 1952.

وشدّد على أنه حتى إذا كان بين ما قيل في الفيديوهات "معلومات بعضها صحيح"، فهذا لا يعني "هدم كيان" الجيش بأكمله.

وقال "إنه جيشٌ وطنيٌّ شريفٌ، وصلابته نابعة من شرفه"، موضحاً "وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في تزييف وعي المصريين منذ ما قبل 2011، والإشاعات المنتشرة بها تستهدف إفقادهم الثقة بأنفسهم، مع استمرار حالة الشك، ودفعهم إلى الاستعداد إلى تصديق الخطأ، الذي قد لا يكون موجوداً في الغالب".

وذكر الرئيس المصري "أن كل مشروع قومي تنفّذه الدولة، نجد البعض يتبعه إجراء مضاد للدولة أو تشكيك على وسائل التواصل، وما أُنجز خلال السنوات الخمس الماضية ليس لشخص، لكن لأمة صدّقت، والآن هناك من يريد ضرب هذا الصدق".

انقسام متواصل
وبين حرب الهاشتاغات وتبادل الاتهامات بين الموالين والمعارضين، تواصلت حالة الانقسام على صفحات التواصل الاجتماعي بعد لحظات من انتهاء الجلسة الثانية من المؤتمر الوطني للشباب على مواقع التواصل "فيسبوك" و"تويتر"، وذلك في وقت وعد فيه المقاول محمد علي على صفحته بنشر أكثر من فيديو للرد على تصريحات الرئيس المصري، ما ينذر باستمرار حالة الجدل خلال الأيام المقبلة، وفق مراقبين.

وفيما اعتبر البعض محمد علي رجلاً شجاعاً كشف الغطاء عن فساد لم يجرؤ غيره على الحديث عنها من قبل، اعتبره آخرون متجنياً ومدعياً ومشاركاً في الفساد، إذ إنه وإلى جانب استمرار عمله بمشروعات القوات المسلحة مدة 15 عاماً، على حد وصفه، فإنه لم يقدم أي دليل على مزاعمه حول تبديد النظام المصري ملايين الجنيهات من المال العام.

وخلال الأسبوعين الأخيرين، تحدَّث علي في فيديوهات تراوح مدة الواحد منها بين 20 و30 دقيقة عن مشروعات اعتبرها "لا لزوم لها، بينها استراحات وقصور رئاسية في مناطق بالقاهرة والإسكندرية"، ورغم عدم تقديمه أي أدلة فإن "فيديوهاته شُوهدت ملايين المرات"، ولاقت تفاعلات كثيرة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة شبَّه فيها البعض فيديوهات محمد علي التي يتحدَّث فيها بمفرده كأنها "مسلسل درامي، ينتظره جمهور شركة الإنتاج الأميركية (نتفليكس) بفارغ الصبر".

 

وعن حدة التعاطي والانقسام مع حالة محمد علي في مواقع التواصل، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن نافعة، "حالة الجدل التي أوجدها محمد علي تعود بالأساس إلى عدم وجود معارضة حقيقية في مصر"، مضيفاً: "عدم وجود ثقة بالمعارضة أو رموز معينة يمكن الالتفاف حولها أو تشجيع رؤيتها في مناخ ديموقراطي يدفع إلى إنتاج مثل تلك الحالة بالمجتمعات، لا سيما في أوقات يشعر الناس حينها أن الدولة في خطر".

واعتبر نافعة، أن حدة الانقسام والجدل بشأن ما أثاره محمد علي سيتواصل خلال الأيام المقبلة لحين اتضاح الحقائق.

في المقابل تقول عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة هويدا مصطفى، "سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار الأخبار الزائفة والمضللة التي تروَّج من خلالها تصب في المسار السياسي والاقتصادي، لما لها من قدرة على الانتشار السريع". معتبرة أنه مع الوضع في الاعتبار أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تخضع لقواعد مهنية ولا ضوابط، فإن وجود ثقافة إعلامية وتربية إعلامية للمواجهة مهمة للتعامل مع "فلترة ما ينتشر على مواقع التواصل بشكل عام".

وقال محمد علي، الذي عمل مقاول إنشاءات في مشروعات تشرف عليها القوات المسلحة، إنه اضطر إلى ترك البلاد والإقامة في إسبانيا، لأن الجيش "لم يسدد له مستحقات مالية بأكثر من عشرة ملايين دولار". إلا أن والده ظهر على إحدى الفضائيات المصرية، وطالبه بالاعتذار إلى قيادات الدولة عن التصريحات التي بدرت منه، لافتاً إلى أن هناك "مسؤولاً في قطر" على حد تعبيره، قال لابنه إن "هناك طائرة خاصة ستقلك".

وذكر والده أن نجله "باع كل حاجة له هنا (مصر) قبل السفر"، معتبراً أنه ربما "ما بدر من نجله هفوة، أو لَعِبَ في دماغه أحد، أو حصل له غسيل مخ، وده شيء وارد".

وتعقيباً على مشاركة الجيش في المشروعات، قال العقيد تامر الرفاعي المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، في تصريحات صحافية سابقة، "نشرف على تنفيذ نحو 2300 مشروع، يعمل فيها ما يقارب خمسة ملايين مدني".

وأضاف، "الإشراف على تنفيذ تلك المشروعات مراعاة لدقة المعايير، وتسلّمها بعد ذلك إلى الجهات المدنية التي تديرها".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي