Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن: لا مؤشرات على استعداد روسيا لاستخدام سلاح نووي بأوكرانيا

موسكو لا تعتزم المشاركة في مؤتمر خاص بالسلام في كييف تستضيفه سويسرا

ملخص

تعجز واشنطن منذ أشهر عن إقرار رزمة مساعدات جديدة لكييف بقيمة 60 مليار دولار بسبب تعطيل يمارسه نواب جمهوريون.

أكدت الولايات المتحدة أنها لم ترصد أي مؤشرات على امكان استخدام روسيا أسلحة نووية في أوكرانيا، وذلك بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين استعداده لنشرها بحال تعرضّت سيادة موسكو للتهديد.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إن الخطاب الروسي بشأن الأسلحة النووية "متهور"، وأضافت رداً على سؤال بشأن تعليقات بوتين "لم نرَ أي أسباب تدفعنا لتعديل وضعنا النووي، ولا أي مؤشر على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي في أوكرانيا"، وذلك رداً على سؤال لصحافيين بشأن تصريحات بوتين.

العقيدة النووية الروسية

ورجحت جان-بيار، في تصريحات للصحافيين المسافرين مع الرئيس جو بايدن في زيارة انتخابية إلى ميلووكي، أن بوتين كان "يعيد ذكر العقيدة النووية الروسية" بعد أن سُئل خلال مقابلة حول استخدام الأسلحة. وتابعت "مع ذلك، كان الخطاب النووي الروسي متهوراً وغير مسؤول طوال هذا النزاع"، وكررت أن "روسيا هي التي غزت أوكرانيا بوحشية من دون استفزاز أو مبرر، وسنواصل دعم أوكرانيا في دفاعها عن شعبها وأراضيها من العدوان الروسي".

وأشاد بوتين بترسانة موسكو النووية وحذر من أنه مستعد لنشر الأسلحة إذا تعرضت سيادة روسيا للتهديد.

مصفاة للنفط

واستهدف هجوم بمسيرة مصفاة للنفط في روسيا التي تتعرّض لليوم الثاني على التوالي لهجمات أوكرانية يرى الرئيس فلاديمير بوتين أن الغرض منها هو تقويض الانتخابات الرئاسية في بلده.

ويأتي هذا الهجوم الذي استهدف مصفاة للنفط في ريازان على بعد نحو 200 كيلومتر من جنوب شرقي موسكو قبل يومين من بدء الانتخابات الرئاسية في روسيا المقرّر تنظيمها بين 15 و17 مارس (آذار) الجاري والتي من المرتقب أن تعطي سيّد الكرملين ولاية جديدة لست سنوات، في غياب أيّ معارضة له.

وفي المجموع، استهدفت 58 طائرة مسيّرة في الليل وساعات الصباح الأولى عدّة مناطق روسية، أبرزها بلغورود وبراينسك وكورسك وفورونيج المحاذية لأوكرانيا، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية التي أكّدت إسقاط كلّ المسيّرات.

وكشف بافيل مالكوف حاكم منطقة ريازان صباح الأربعاء عبر تطبيق "تليغرام" أن "مصفاة النفط في ريازان استُهدفت بمسيّرة، وتفيد المعلومات الأولية بسقوط جرحى".

وأشار مالكوف إلى أنه عقب الهجوم "اندلع حريق" في هذه المصفاة التي تعد من أكبر منتجي المحروقات في وسط روسيا وتشرف عليها شركة النفط العملاقة "روسنفت"، وأضاف أن "جميع خدمات الإسعاف تعمل في الموقع"، مؤكداً أنه توجه بنفسه إلى المكان.

وأُسقطت مسيّرة أخرى الأربعاء عند اقترابها من مصفاة للنفط في منطقة لينينغراد قرب سان بطرسبورغ (شمال غربي)، وفق ما كشف حاكم المنطقة ألكسندر دروزدينكو على "تليغرام"، مؤكداً أن الهجوم "لم يتسبب بسقوط ضحايا أو بأضرار".

ولليوم الثاني على التوالي، تتعرّض عدّة مناطق روسية، أبرزها بلغورود وكورسك المحاذيتان لأوكرانيا، لعدّة هجمات بمسيّرات أوكرانية، مع استهداف مواقع للطاقة.

شن الهجمات

وقال مصدر أوكراني إن جهاز الأمن الأوكراني هو المسؤول عن شن الهجمات بالطائرات المسيرة، مضيفاً "ننفذ بشكل منهجي استراتيجية مفصلة ومحسوبة لتقليص إمكانات روسيا الاقتصادية". وتابع أن قوات الدفاع الأوكرانية نفذت هجمات بطائرات مسيرة، الليلة الماضية، على قاعدة جوية روسية في بوتورلينوفكا ومطار عسكري في منطقة فورونيج.

مؤتمر أوكرانيا بسويسرا

وسط هذه الأجواء، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن روسيا لا تعتزم المشاركة في مؤتمر خاص بالسلام في أوكرانيا تستضيفه سويسرا حتى وإن تلقت دعوة رسمية.

اتفاق أوروبي

وتوصلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لإضافة خمسة مليارات يورو (نحو خمسة مليارات ونصف مليار دولار) إلى صندوق يهدف إلى تمويل شراء الأسلحة لأوكرانيا، حسبما أفاد مسؤولون.

وقالت بلجيكا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن سفراء دوله الـ 27 اتفقوا "مبدئياً" على خطة لدعم إمدادات الأسلحة الى كييف في العام 2024.

ميليشيات روسية

من جهة أخرى، حضّت قوات المتطوعين الروس الداعمة لكييف اليوم الأربعاء المدنيين على مغادرة بيلغورود وكورسك، مهددة بشن هجمات واسعة النطاق على أهداف عسكرية في المدن الحدودية الروسية.

وقالت المجموعات الثلاث المكوّنة خصوصاً من مواطنين روس في بيان مشترك بعد يوم على إعلانها السيطرة على قرية في منطقة كورسك الروسية "ندعو السلطات المحلية للمحافظة على حياة البشر وبدء إخلاء مدينتي كورسك وبيلغورود.

واتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا الأربعاء بمهاجمة مناطق روسية في مسعى منها إلى تقويض الانتخابات الرئاسية.

وقال بوتين في مقابلة مع قناة "روسيا 1" ووكالة "ريا نوفوستي"، تمّ نشر مقتطفات منها صباح الأربعاء، إن هذه الهجمات يمكن تفسيرها بطريقة "بسيطة جدّاً، كل هذا يحدث على خلفية الإخفاقات (الأوكرانية) في الجبهة".

وأكد الرئيس الروسي "مع ذلك، فإن الهدف الرئيس، وليس لدي أدنى شك في ذلك، هو إذا فشلوا في تقويض الانتخابات الرئاسية في روسيا، فهم على الأقل يحاولون منع المواطنين بطريقة ما من التعبير عن إرادتهم".

 

 

والثلاثاء، اندلع حريق في مصفاة نفط استهدفتها طائرة مسيّرة أوكرانية في منطقة كستوفو الصناعية في نيجني نوفغورود، على بعد 800 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا.

كما نشب حريق الثلاثاء في مجمّع للوقود والطاقة في منطقة أوريل على بعد 160 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية، وذلك أيضاً إثر هجوم بطائرة مسيّرة.

إسقاط مسيرات

وأسقطت الأربعاء نحو 30 طائرة مسيّرة في منطقة فورونيج، بعدما تسبّب الهجوم بأضرار بسيطة في البنى التحتية المحلية، وفق ما كشف الحاكم الإقليمي ألكسندر غوسيف عبر "تليغرام".

وفي بريانسك، أُسقطت ثماني طائرات مسيّرة أوكرانية الأربعاء، بحسب حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز، كما أُسقطت أربع طائرات مسيرة في كورسك صباح اليوم، وفق حاكم المنطقة رومان ستاروفويت.

وإضافة إلى ذلك، أُسقطت ست طائرات من دون طيار في بيلغورود حيث تضرّرت خطوط الكهرباء في مناطق عدّة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي، بحسب حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف.

ومنذ الصيف الماضي، ينفّذ الجيش الأوكراني بشكل متزايد هجمات بطائرات مسيّرة باتت تطاول العمق الروسي، وإن تم إسقاط معظم هذه الطائرات، إلا أن الأهداف، وبخاصة الطاقة والصناعية، يتم ضربها بانتظام.

هجمات روسية

في الأثناء، قال مسؤولون أوكرانيون اليوم الأربعاء إن شخصين على الأقل قتلا في هجمات روسية بطائرات مسيرة وقنابل الليلة الماضية في منطقتي سومي ودونيتسك بشرق أوكرانيا.

وقال فاديم فيلاشكين حاكم منطقة دونيتسك عبر تطبيق تلغرام، إن الروس أسقطوا قنبلة على بلدة ميرنوهراد بالمنطقة مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة.

وقالت الإدارة العسكرية الإقليمية في سومي إن خسائر بشرية نتجت عن استهداف طائرة مسيرة روسية لمبنى سكني الليلة الماضية. وقالت الإدارة إن 30 شقة في مبنى سكني مكوّن من خمسة طوابق تضررت، و15 منها دُمرت بشكل كبير، وقال المسؤولون إنه تم إنقاذ عشرة أشخاص من بين الأنقاض، ثمانية منهم أصيبوا بجروح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي وقت متأخر من يوم أمس الثلاثاء، أصاب صاروخ روسي مبنيَين سكنيَين في مدينة كريفي ريه بوسط أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة ما لا يقل عن 50 آخرين، وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي ولد ونشأ في المدينة، بفرق الإنقاذ عبر تلغرام وتوعد روسيا بالمحاسبة.

مساعدة "متواضعة"

في المقابل، أعلنت الولايات المتحدة، مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة مئات ملايين الدولارات، الأمر الذي لا يلبي إلى حد بعيد رزمة المساعدات الضخمة التي يطالب بها الرئيس جو بايدن ولا تزال معطلة في الكونغرس.

وتتضمن المساعدة خصوصاً صواريخ للدفاع الجوي وذخائر وقذائف مدفعية وتلبي "بعض الحاجات الملحة لأوكرانيا"، وفق ما قال جيك سوليفان مستشار الرئيس الأميركي.

وصرح مسؤول أميركي كبير "إنها مساعدة متواضعة نسبياً، تهدف إلى منح أوكرانيا الحد الأدنى الضروري لفترة قصيرة". وسيتم تمويلها بفضل إعادة تقييم محاسبية للبنتاغون.

مواجهة بين بايدن وترمب

وقال المسؤول "لقد حققنا وفراً سيتيح لنا تمويل هذه المساعدة الجديدة"، مع تشديده على أن الوضع "استثنائي" ولا يشكل بديلاً من مصادقة الكونغرس الأميركي على أموال جديدة.

وتعجز واشنطن منذ أشهر عن إقرار رزمة مساعدات جديدة لكييف بقيمة 60 مليار دولار بسبب تعطيل يمارسه نواب جمهوريون.

 

 

ومنتصف فبراير (شباط)، وافق مجلس الشيوخ على المشروع الذي يطالب به الرئيس بايدن ويرصد أيضاً أموالاً لإسرائيل وتايوان. لكن أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب يعلقون إقراره النهائي في مجلس النواب.

وتحولت هذه القضية إلى مواجهة بين بايدن وترمب في ذروة حملة ساخنة للانتخابات الرئاسية الأميركية.

وعلى وقع شد الحبال بين الديمقراطيين والجمهوريين، حذر تقرير لمجتمع الاستخبارات الأميركي سلم، الإثنين، لمجلس الشيوخ من أن "الدينامية في طور التحول أكثر فأكثر لصالح موسكو".

ونبه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) بيل بيرنز إلى أن "أوكرانيا لا تفتقر إلى الشجاعة، إنها تفتقر إلى الذخائر وقد بدأنا نخسر الوقت لمساعدتهم".

مكاسب روسية

وتحرز القوات الروسية مكاسب ميدانية منذ أسابيع في شرق أوكرانيا، وخصوصاً مع سقوط مدينة أفدييفكا منتصف فبراير.

لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبدى تفاؤلاً مؤكداً أن قوات بلاده "أوقفت" التقدم الروسي وأن الوضع راهناً على الجبهة بات "أفضل بكثير" مما كان عليه قبل ثلاثة أشهر.

إلى ذلك، وافقت الولايات المتحدة، الثلاثاء، على بيع صواريخ لبولندا بقيمة 3.5 مليار دولار، في صفقة أعلنت قبل أن يستقبل الرئيس جو بايدن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في البيت الأبيض.

والصفقة التي أبلغ بها الكونغرس بحسب القانون الأميركي، تلحظ بيع صواريخ جو-أرض بعيدة المدى بقيمة 1.77 مليار دولار، وصواريخ جو-جو متوسطة المدى بقيمة 1.69 مليار دولار، بحسب بيان للخارجية الأميركية.

بوتين "سيهدد" أوروبا والولايات المتحدة

وفي وقت لاحق، حذر بايدن من أن روسيا ستمضي أبعد من هجومها على أوكرانيا، مجدداً مطالبة الكونغرس بإقرار رزمة مساعدات عسكرية لكييف في أسرع وقت ممكن.

وقال بايدن على هامش لقائه الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس الوزراء دونالد توسك في البيت الأبيض "علينا التحرك قبل فوات الأوان. لأن روسيا لن تتوقف في أوكرانيا، وفي إمكان بولندا أن تتذكر ذلك".

وأضاف "(الرئيس الروسي) بوتين سيمضي قدماً وسيهدد أوروبا والولايات المتحدة والعالم الحر برمته".

المزيد من دوليات