ملخص
إسرائيل تقصف بعلبك على مدى يومين و"حزب الله" يرد برشقة صاروخية على الجولان
جددت إسرائيل اليوم الثلاثاء استهداف منطقة البقاع بالعمق اللبناني بثلاث غارات، غداة قصفها أربعة مواقع في بعلبك ومحيطها أمس الإثنين مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن شخصين، وما دفع "حزب الله" إلى الرد اليوم بإطلاق "أكثر من 100 صاروخ" في اتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم، إنه ضرب 4500 هدف لـ"حزب الله" في لبنان وسوريا خلال خمسة أشهر. وأضاف لأن تقديراته تشير إلى مقتل أكثر من 300 عنصر في الحزب بينهم خمسة قادة عسكريين، فيما أصيب نحو 750 عنصراً آخرين.
ووسط التصعيد المتبادل، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم، وزير الدفاع يوآف غالانت لبدء الحرب على لبنان "فوراً"، قائلاً "توقّفوا عن نشر الفيديوهات وابدأوا بالرد والهجوم الآن".
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان بأن الطيران الإسرائيلي شن اليوم غارة على مبنى سكني في محلة ضهر العيرون على طريق بعلبك - رياق الدولي، بين بلدتي السفري وسرعين، مما أدى إلى تدميره وسقوط قتيل و10 جرحى، فيما لا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة.
وأعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر لاحقاً عبر منصة "إكس"، أن الغارة التي استهدفت منزلاً مهجوراً في النبي شيت ومستودعاً للسجاد في سرعين أسفرت عن سقوط قتيلين وستة جرحى.
وأضافت الوكالة أنه بعد نحو خمس دقائق، استهدفت مسيرة إسرائيلية مزرعة عند أطراف بلدة النبي شيت في البقاع.
ونقلت "رويترز" عن أحد المصادر المطلعة على التفاصيل، إن عضواً بـ"حزب الله" قُتل وأُصيب عدد آخر في الغارة على النبي شيت.
وفي وقت لاحق، أفادت وسائل إعلام محلية بتنفيذ غارة ثالثة استهدفت سهل حوش الرافقة مقابل سرعين.
"حزب الله" أعلن من جهته استهداف "الأجهزة التجسسية" في موقعي بركة ريشا وجل العلام الإسرائيليين.
وجاء القصف غداة ضربات إسرائيلية ليلاً قرب مدينة بعلبك، أبرز معاقل "حزب الله" في شرق لبنان.
في غضون ذلك، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بالعثور، اليوم، على صاروخ غير منفجر تحت الطريق العام في بلدة حراجل الجبلية بكسروان، يعتقد أنه سقط من إحدى الطائرات الإسرائيلية خلال تحليقها متجهة إلى البقاع. وحضرت إلى المكان القوى الأمنية والخبير العسكري الذي عمل تفكيك الصاروخ.
"أكثر من 100 صاروخ"
وكان "حزب الله" أعلن صباح اليوم إطلاق "أكثر من 100 صاروخ" في اتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية رداً على قصف تل أبيب مواقع في بعلبك أمس، في سياق التوتر بين الطرفين منذ اندلاع الحرب في غزة.
وقال الحزب في بيان إنه "رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا وقرانا ومدننا وآخرها في محيط مدينة بعلبك" مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن شخصين، قام عناصره صباح اليوم بقصف "مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من 100 صاروخ كاتيوشا".
وتقع هذه المواقع في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
هيئة البث الإسرائيلية أفادت بدورها بأن "أكثر من 100 صاروخ أطلقت منذ الصباح من لبنان على الجولان ومناطق عدة في الجليل الأعلى"، وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن "سلاح الجو الإسرائيلي قصف مواقع في قرية حولا في الجنوب وفي نواحي مرجعيون".
قتيلان
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أعلن، اليوم، عن قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بشن غارات، ليل أمس، على مواقع لـ"حزب الله" في منطقة البقاع، موضحاً أن الأهداف هي مجمعان تابعان للقوة الجوية للحزب، وأن الضربات رد على قصف "حزب الله" منطقة الجولان.
وبث الجيش الإسرائيلي صوراً لموقع تم قصفه وقال إنه عائد لـ"حزب الله" في البقاع.
ونقلت قناة "العربية" عن مصادر قولها إن الضربات الإسرائيلية في بعلبك استهدفت مخازن مسيرات متطورة لـ"حزب الله"، مضيفة أنها أضرت بالقدرات الجوية للحزب.
وسقط قتيلان في الأقل جراء الغارات الإسرائيلية على بعلبك أمس، فقد أفاد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر على منصة "إكس" بسقوط قتيل "في بلدة دورس".
وفي وقت لاحق اليوم، ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية، بوفاة اللاعب في فريق كرة القدم "شباب بعلبك" مصطفى غريب متأثراً بجروح أصيب بها جراء غارة استهدفت مبنى في بلدة أنصار البقاعية مساء أمس.
الأهداف
وقال مصدران أمنيان لبنانيان إن إسرائيل نفذت أربع غارات على مدينة بعلبك. أضافا أن إحدى الغارات استهدفت المدخل الجنوبي لبعلبك، وكانت على بعد كيلومترين تقريباً من معالم أثرية رومانية، فيما وقعت ثلاث غارات بين طاريا وشمسطار غرب بعلبك.
ووفق المعلومات، فإن غارة إسرائيلية استهدفت مركزاً لـ"حزب الله" بثلاثة صواريخ قرب محطة "دار الأمل" في بلدة دورس، كما استهدفت غارة أخرى محيط مدارس المهدي في شمسطار، فيما استهدفت ثالثة مخازن السجاد في جرود قرية طاريا.
كذلك أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية بأن "الطيران الإسرائيلي نفذ مساء (الإثنين) غارة استهدفت مبنى سكنياً في بلدة أنصار البقاعية، جنوب مدينة بعلبك"، وباندلاع نيران وتصاعد أعمدة الدخان من المكان المستهدف.
وعادت الوكالة وأفادت بأن "غارة جوية إسرائيلية استهدفت مستودعاً غرب بعلبك، بين بلدتي شمسطار وطاريا". وتعد مدينة بعلبك في البقاع معقلاً لـ"حزب الله" محاذياً لسوريا.
"إسناد غزة"
ويتبادل الحزب وإسرائيل القصف بصورة يومية منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، غداة اندلاع الحرب بين تل أبيب وحركة "حماس" في قطاع غزة. وبقيت الضربات محصورة إلى حد كبير في المنطقة الحدودية في البلدين، على رغم أن إسرائيل تنفذ أحياناً ضربات في العمق اللبناني.
وكانت الضربات الإسرائيلية أمس على بعلبك المرة الثانية التي تستهدف فيها تل أبيب هذه المنطقة الواقعة على مسافة نحو 100 كيلومتر من الحدود الجنوبية وذلك منذ بدء التصعيد.
ففي الـ26 من فبراير (شباط) الماضي، استهدفت ضربات إسرائيلية بعلبك، مما أسفر عن مقتل عنصرين في "حزب الله"، في غارات كانت الأكثر عمقاً في الأراضي اللبنانية منذ أكتوبر.
ومنذ بدء التصعيد بين الطرفين، يعلن "حزب الله" بصورة يومية استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها". ويرد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مسلحين قرب الحدود.
"حزب الله" و"حماس"
إلى ذلك، أعلن "حزب الله" اليوم أن أمينه العام حسن نصرالله استقبل القيادي البارز في "حماس" خليل الحية وبحثا في "التطورات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية وجبهات الإسناد المتعددة"، في إشارة إلى الهجمات التي تشنها أطراف في المنطقة حليفة للحركة لمساندتها في حرب غزة.
ويؤكد الحزب أنه لن يوقف هجماته ضد إسرائيل إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت شدد أخيراً على أن أية هدنة في غزة لن تحيد إسرائيل عن هدفها إبعاد "حزب الله" من جنوب لبنان، محذراً من أنه إذا تعذر إيجاد حل دبلوماسي للوضع "فسنفعل ذلك بالقوة".
ومنذ بداية تبادل القصف بين الطرفين، قتل 317 شخصاً في الأقل في لبنان، معظمهم من عناصر "حزب الله" إضافة إلى 54 مدنياً، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وقضى في الجانب الإسرائيلي 10 جنود وسبعة مدنيين، بحسب الأرقام الرسمية.
القصف جنوباً
وجنوباً أيضاً تواصل القصف الإسرائيلي، واستهدف اليوم بلدات الخيام وعيتا الشعب وبنت جبيل حيث أصيب شخص بجروح.
وأمس، أغار الطيران الإسرائيلي على أطراف بلدة الجبين جنوباً واستهدف منزلاً. وأعلن الجيش الإسرائيلي، "قصفت طائراتنا الحربية موقعاً عسكرياً لـ(حزب الله) في الجبين وهاجمنا موقعاً عسكرياً في الطيبة خلال الليل"، وسقطت مسيرة إسرائيلية جراء عطل فني في خراج بلدة حلتا قضاء حاصبيا في جنوب لبنان.
كما ألقى الجيش الإسرائيلي صباح أمس، بواسطة مسيرة منشورات فوق منطقة الوزاني. وجاء فيها "يا ابن الجنوب (حزب الله) يخاطر بحياتكم وحياة عائلاتكم وبيوتكم، ويدخل عناصره ومخازن السلاح لمناطق سكنكم. من ساحة بيتك على حساب عيلتك، والله حرام".
في المقابل أعلن "حزب الله" أنه استهدف "موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة". وأضاف أنه شن "هجوماً جوياً بأربع مسيرات انقضاضية على مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع، وأصابت أهدافها بدقة"، وقصف "بقذائف المدفعية انتشاراً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع الراهب".
ومنذ بداية تبادل القصف بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، قتل 316 شخصاً في الأقل، معظمهم من عناصر "حزب الله"، إضافة إلى 53 مدنياً في لبنان، بحسب حصيلة استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
وقضى في الجانب الإسرائيلي 10 جنود وسبعة مدنيين، بحسب الأرقام الرسمية.