Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عوالم من زجاج... الفنانون وحياتهم الخاصة

أخيراً طغى خبر طلاق ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي وانتشرت فيديوهات تحلل إيماءات وفاء الكيلاني لتيم حسن

تعلق الناس بالمشاهير يجعلهم ينجذبون إلى أخبارهم الشخصية ويتداولونها على نطاق واسع (مواقع التواصل)

ملخص

ما الأسباب التي تجعل أخبار الفنان الشخصية تطغى على أعماله؟ ومن يتحمل المسؤولية: هو أم الجمهور؟

أصبحت أخبار الفنان الشخصية هي المعيار الأساسي لانتشاره ووجوده، ولو على حساب فنه، خصوصاً أن الـ"سوشيال ميديا" منحته الحرية المطلقة لنشر ما يحلو له من الصور والفيديوهات والأخبار الخاصة، والرد على إشاعة من هنا أو نقد هناك، ومهاجمة زميل أو التضامن معه.

خلال الأيام الاخيرة مثلاً طغى خبر طلاق ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضي على خبر أصداء فيلمه الجديد "الإسكندراني" لدرجة أن خصصت حلقات تلفزيونية لتحليل أسبابه وظروفه، كما اتجهت الأنظار إلى طارق العريان بسبب وجوده للمرة الأولى في المهرجان نفسه مع أصالة بعد طلاقهما، وانشغل الجمهور بجمال ابنة رانيا يوسف - التي تشتهر بفساتينها المثيرة - عندما حضرت مع والدتها في مهرجان فني ضخم. وتصدرت سيارة خالد ابن راغب علامة الـ"ترند" بسبب سعرها الذي يقارب الربع مليون دولار. وانتشرت فيديوهات تحلل وتقرأ لغة جسد وفاء الكيلاني وتصرفاتها مع زوجها تيم حسن خلال حضورهما مهرجان "جوي أوارد" بعد انتشار إشاعات عن طلاقهما.

فما هي الأسباب التي تجعل أخبار الفنان الشخصية تطغى على أعماله؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ وهل يتعمد الفنان أحياناً الكشف عن تفاصيلها لكي يبقى اسمه متداولاً في الإعلام والـ"سوشيال ميديا"؟ وما دور الجمهور في التفاعل معها وانتشارها؟ وكيف يحلل أهل الإعلام والنقاد هذا الأمر؟

رونالدو وجورجينا

يقول الكاتب الصحافي خالد شاهين، إن أخبار المشاهير الشخصية تحظى بالاهتمام في كل المجالات وليس المجال الفني وحده، وصحافة الـ"باباراتزي" المنتشرة حول العالم تؤكد ذلك، مضيفاً "لكن هذه الظاهرة انتشرت على نطاق أوسع في السنوات الأخيرة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً (تيك توك) المتخصص بنشر فيديوهات للصحافيين والمشاهير، كما أنه يتيح الفرصة لأي شخص أن يصور بهاتفه خلسة أحد المشاهير مع فتاة من خارج الوسط وينشر صورتهما على حسابه الخاص".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتابع شاهين "هناك فنانون يبنون شهرتهم على حياتهم الشخصية، وآخرون يبنون نجوميتهم من خلال لفت الأنظار إليهم، ومع أنهم لا يقدمون أعمالاً فنية لكنهم يتصدرون الأخبار بسبب تصرفاتهم أو ملابسهم، ووجودهم عبارة عن ضجيج بلا طحين، ولا يُعرف لماذا هم فنانون، ومن يتحمل المسؤولية هو الجيل الحالي الذي لا يقرأ نقداً عن فيلم أو رأياً لناقد، وينحصر همه بما تفعله منة شلبي، وبما ترتديه رانيا يوسف، وبإطلالات بسنت شوقي، وهذا الواقع ينسحب على كل المشاهير حتى إنه يجري اختصار حياة كريستيانو رونالدو بأخباره مع صديقته جورجينا وأولادهما وإغفال أنه أسطورة في كرة القدم".

يرى شاهين أن بعض المشاهير يتعمدون إضاءة حياتهم الخاصة وإثارة الجدل حولها لكي تتصدر أخبارهم مواقع التواصل الاجتماعي، ويعقب "هم يظنون أنهم بذلك يؤمنون عملاً لهم، قد يكون إعلاناً أو دعوة لحضور فعالية فنية، أو حفل مقابل مبلغ مادي، وهناك فنانون يتحاشون هذا الأمر كأحمد عز وماجد الكدواني ومصطفى شعبان ورامز جلال، الذين يستخدمون حساباتهم على الـ"سوشيال ميديا" للترويج لأعمالهم. وكما أن بعض الفنانين تتحدث أعمالهم ونجاحاتهم عنهم، كحنان مطاوع وسهر الصايغ، فإن آخرين لا يملكون الموهبة ولا يلتفت الناس إلى وجودهم الفني على رغم كثرة أعمالهم، ولكنهم يثيرون الجدل بإطلالاتهم كما تفعل بسنت شوقي زوجة محمد فراج".

ويردف "طالما كانت الأخبار الشخصية للفنانين محط اهتمام الناس، ولكن في الماضي كانت الصحافة هي التي تتابع أخبار النجوم الخاصة، أما اليوم فإن بعض المشاهير يفصحون عنها بأنفسهم، فضلاً عن أن عدد فناني الوسط لم يكن يتجاوز الـ500 ممثل، بينما يوجد في مصر اليوم 5 آلاف ممثل وممثلة يبحث معظمهم عن الشهرة بطريقة أو بأخرى، وحتى عن طريق المشكلات، وعدد كبير منهم أصبحوا ممثلين مشهورين ويقدمون أدواراً كبيرة، ليس لأنهم موهوبون بل مثيرون للجدل مما أدى إلى تراجع مستوى نوع الفن. وحتى المهرجانات في الدول العربية تحولت إلى نوع من التسويق للفنانين، وهم يتعاملون معها كسوق لعرض البضائع وبناء العلاقات مع المنتجين والمخرجين، حيث ينصب كل الاهتمام على السجادة الحمراء".

 

 

يوضح شاهين أن "الجمهور ليس غبياً، ويعرف أن الفنان يتعمد إبراز حياته الشخصية على رغم محاولته التذاكي والاعتراض عند السؤال عنها لكي لا يقال إنه بنى شهرته على حياته الشخصية، كأحمد الفيشاوي الذي ترك موهبته في بيته وأصبحت أخباره الشخصية ملء السمع والبصر، لذلك عندما يقوم ببطولة فيلم لا تتعدى إيراداته الثلاثة آلاف دولار، لأن الناس لم يعتادوا عليه كممثل سينمائي بل على أخبار طلاقه وزواجه وصوره على "إنستغرام"، وعدد قليل من الفنانين مثله بينما تعتمد 50 في المئة من الفنانات نهجه".

تيم ووفاء الكيلاني

في المقابل يعيد الناقد الفني خلدون عليا، السبب إلى الازدياد الكبير في عدد الممثلين والمغنين والأعمال الفنية مقارنة مع الأعوام السابقة، ويستدرك "قليلة جداً هي الأعمال التي تحقق النجاح، وغالباً ما يلعب الحظ دوره في نجاحها خصوصاً عندما يسلط الضوء على عمل من دون غيره، كما أن الـ"سوشيال ميديا" أسهمت في إدخال الناس إلى حياة الفنانين، حتى إنها أصبحت جزءاً من النجاح، بدليل أن المؤثرين من "التيكتوكر" و"اليوتيوبر" يحققون أرقام متابعة هائلة".

في المقابل، يضيف خلدون، فإن تعلق الناس بالمشاهير يجعلهم ينجذبون إلى أخبارهم الشخصية وتداولها، ولكنها سرعان ما تنطفئ وتتصدر مكانها أخبار أخرى. لافتاً إلى "أن حياة الفنانين الشخصية تشكل استمرارية لعلاقتهم مع الجمهور، وأحياناً يمكن لصورة واحدة للفنان بوضعية معينة على الـ"سوشيال ميديا" أن تكون سبباً في إسناد دور إليه، كما أن حياته الخاصة تشكل إلى حد ما جزءاً من وجوده، حيث يحرص عدد كبير من الفنانين إلى مشاركة الجمهور تفاصيل حياتهم العائلية السعيدة أو حتى التعيسة، كالإعلان عن الطلاق لعدم إفساح المجال أمام القيل والقال، ويمكن القول إن الـ"سوشيال ميديا" تحولت إلى منصة خبرية لحسم الجدل حول موضوع ما، وخصوصاً إشاعات الوفاة، أما الإشاعات الأخرى فلا يكترث الفنان لتأكيدها أو نفيها، كما يفعل الثنائي تيم حسن ووفاء الكيلاني اللذان تلاحقهما إشاعات الانفصال، لكن وجودهما معاً في مهرجان "جوي أوارد" كان تأكيداً لعدم صحتها".  

كتاب مفتوح

إلى ذلك، يعتبر الكاتب محمد عيشاوي أن تزايد تداول أخبار الفنانين الخاصة خلال السنوات الأخيرة سببه تنوع وسائل التواصل الاجتماعي، حيث "أصبحت حياة بعض الفنانات كتاباً مفتوحاً، فهن ينشرن تفاصيل قيامهن بالتسوق وينسين أعمالهن الفنية، وفي مهرجان "جوي أوارد" ركز كل الحضور على طارق العريان وأصالة أكثر من تركيزهم على الجائزة التي فازت بها للسنة الثالثة على التوالي، كما على الأغنية التي قدمتها حتى قيل إنها وجهتها له وهذا غير صحيح، والأمر نفسه ينسحب على ياسمين صبري التي يركز الناس على إطلالتها وجمالها، وحياة الفهد التي تداول الناس صورها قبل عام بعد عملية شد الوجه ونسوا عملها الرمضاني وأنها لم تغب عن الدراما طيلة 26 عاماً، وريم عبدالله التي أرجأت العام الماضي تصوير أول مسلسل من إنتاجها إلى العام الحالي وركزوا على حياتها الشخصية وإطلالاتها المتجددة وعمليات التجميل لأنها حولت حياتها الشخصية إلى كتاب مفتوح لجمهور لا يكترث لأعمال الفنان، ويسري الأمر نفسه على المغنين والمغنيات، لكن البعض يجيد لعبة التعامل مع الـ"سوشيال ميديا" كنوال الكويتية التي تتعاطى بذكاء مع حياتها الشخصية وتحرص على إبراز أعمالها الفنية، وأيضاً راشد الماجد الذي أجد أنه أذكى فنان عربي لأنه لم يتطرق إلى حياته الشخصية طوال مسيرته الفنية ويحقق نجاحات مستمرة، ومثله عبدالمجيد عبدالله وسواهما من فناني السعودية الذي لا يسمحون بتسريب خبر صغير عن حياتهم الخاصة".

 

 

ويلفت عيشاوي إلى "أن فانز الفنان يقفون وراء تداول أخباره، وهو الذي يتحمل المسؤولية لأنه لا يهتم لفنه بقدر اهتمامه بإطلالته، ولم تعد توجد أعمال كبيرة يقدمها النجوم إلا في ما ندر، وتقننت النجاحات ولم تعد كما كانت سابقاً".

ويشير إلى أن "بعض الفنانين يسربون أخبارهم الخاصة بطريقة غير مباشرة، ولكن الفانز يسببون لهم التوتر بسبب تداولها بشكل مبالغ فيه. صحيح أن بعض النجوم يحققون حضورهم بأخبارهم الخاصة، لكن هذا الأمر منتشر على مستوى الدراما وليس الغناء، والجمهور ذكي ويعرف من هو الفنان الذي يبني نجاحه على أخباره الشخصية".

الإعلامية هلا المر حمّلت الجمهور المسؤولية، لأنه بحسب رأيها "يحب القيل والقال، ولا يهتم للفن بقدر اهتمامه بالفضائح والإشاعات والأخبار الشخصية، ومن ناحية أخرى للفنان الذي يتعمد تداول أخباره الخاصة كرانيا يوسف ونادين الراسي، التي لا تتحدث منذ خمس سنوات إلا عن مشكلاتها".

وعقبت "لكن أكثر من أثارت استغرابي هي أصالة التي أهدت جائزتها لأنغام نكاية في طارق العريان، مع أن الجائزة مهمة ومن بلد مهم وكان الأجدى أن تهديها لشخص له الفضل في نجاحها وانطلاقتها الفنية، سواء كان شاعراً أو ملحناً أو شركة إنتاج".

كما وصفت المر الـ"سوشيال ميديا" بأنها سيف قاطع للرؤوس وليست سيفاً ذا حدين، وبإمكان أي أحد أن يتداول أموره الخاصة وأمور غيره عبرها، مردفة "لكن المشكلة في بعض الفنانين الذين ينشرون الأخبار الساخنة والفضائح عند طرح أعمالهم الجديدة للترويج لها وللفت الأنظار إليهم بعد فترة من الغياب، ولقد أثارت عبير نعمة استغرابي عندما أعلنت طلاقها على المسرح بعد عامين من حصوله، ولم أفهم سبب بكائها بعد كل هذه المدة، ولماذا انتظرت عامين لكي تعلنه في حين أنها كانت قد منعت الصحافيين من تداوله. وربما فعلت ذلك من أجل الـ"ترند" أو الترويج لأغنية جديدة. على عكس خبر طلاق ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضي، الذي تزامن مع عرض فيلم العوضي الجديد، فلم يكن الأمر متعمداً بل حصل بالصدفة". 

وتختم المر بأن "نفسية الفنانين تميل إلى الفضائح، وهم يفرحون بها ولكنها تزعجهم عندما تنتشر، ولا يرغبون بالتصريح عنها أو عند نشر حقيقة معينة لا يريدون كشفها".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات