Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"قمة العقبة" تؤكد وحدة فلسطين وتطالب بالضغط على إسرائيل

رفضت فصل غزة عن "الضفة" وعباس يؤكد لبلينكن مواجهة التهجير وعملية دهس إسرائيلية في طولكرم ومقتل 4 مسعفين في القطاع

ملخص

تأتي زيارة بلينكن ضمن جولة جديدة هي الرابعة له في المنطقة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)

قال بيان للرئاسة المصرية اليوم الأربعاء إن الرئيس المصري وملك الأردن والرئيس الفلسطيني يرفضون أية محاولات لفصل المسارات بين غزة والضفة الغربية.

وأوضح البيان أن ملك الأردن والرئيس المصري يرفضان المحاولات الإسرائيلية لتصفية الدولة الفلسطينية وفصل غزة والضفة الغربية، التي تعتبر امتداداً للدولة الفلسطينية المستقبلية.

وأفاد بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال اليوم الأربعاء، إن تقديم مزيد من المساعدات للفلسطينيين في غزة يتطلب "وقفة حاسمة" من المجتمع الدولي للدفع من أجل وقف إطلاق النار.

وتستضيف مدينة العقبة الأردنية، اليوم الأربعاء، قمة ثلاثية مصرية أردنية فلسطينية، بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، والملك عبدالله الثاني، والرئيس محمود عباس (أبو مازن)، في إطار الجهود المستمرة في تنسيق المواقف العربية، والعمل على الوقف الفورى لإطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية من دون انقطاع.

دهس "غير مقصود"

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء إن إحدى آلياته دهست "عن غير قصد" جثة ناشط فلسطيني خلال عملية لاعتقال ناشط في أحد أحياء مدينة طولكرم في جنوب الضفة الغربية.

وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية دانت عملية دهس جثمان شاب بعد قتله واثنين آخرين مساء الإثنين، ووصفتها بأنها "جريمة مركبة ووحشية" بعد تداول أشرطة فيديو تظهر قيام عربة عسكرية بدهس جثة أحدهم.

وقال الجيش الإسرائيلي رداً على طلب وكالة الصحافة الفرنسية التعليق إن "مركبة العمليات التي تظهر في الفيديو أرسلت لإخراج القوة التي تعرضت لإطلاق نار كثيف، ودهست جسد الإرهابي من دون قصد". وبحسب الجيش فإن "الفيديو لا يظهر الحادثة، التي وقعت في ضاحية إكتابا بشمال شرقي طولكرم، بالكامل".

وأظهر مقطع تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق قوات إسرائيلية النار على مجموعة من الشبان من بينهم القتلى الثلاثة، قبل أن تقوم إحدى المعدات العسكرية الإسرائيلية المشاركة في العملية بدهس جثة أحدهم مرتين. ولم يظهر هذا الفيديو وقوع اشتباكات مسلحة لكنه أظهر سقوط بندقية من أحد الشبان.

وتشهد الضفة الغربية تصاعداً في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مما أدى إلى مقتل واعتقال مئات الفلسطينيين في عمليات اقتحام للمدن والمخيمات.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قتل أكثر من 330 فلسطينياً بنيران الجيش أو المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وفقاً لأرقام وزارة الصحة.

قصف سيارة إسعاف

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة الثلاثاء مقتل أربعة مسعفين في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارة إسعاف في اليوم الـ96 للحرب في غزة.

وقال في بيان مقتضب "قتل أربعة من طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني جراء استهداف مركبة إسعاف في شارع صلاح الدين عند مدخل دير البلح وسط القطاع".

وألغت منظمة الصحة العالمية مهمة مساعدات طبية أخرى مقررة لقطاع غزة اليوم الأربعاء بسبب مخاوف أمنية، وذلك في سادس عملية إلغاء من نوعها خلال أسبوعين.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن المهمة الملغاة هي سادس مهمة لشمال غزة تلغيها المنظمة نظراً إلى عدم الموافقة على طلبات زيارة، فضلاً عن عدم تقديم تطمينات أمنية منذ آخر زيارة في الـ26 من ديسمبر (كانون الأول).

وأضاف في مؤتمر صحافي افتراضي من جنيف "القصف المكثف والقيود على الحركة ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات يجعل من المستحيل على منظمة الصحة العالمية وشركائنا الوصول إلى المحتاجين. ندعو إسرائيل إلى الموافقة على طلبات منظمة الصحة العالمية والشركاء الآخرين لتقديم المساعدات الإنسانية".

واحتدم القتال في الآونة الأخيرة على رغم تعهدات هذا الأسبوع بتخفيف حدة الاشتباكات. وقالت منظمة الصحة في وقت سابق اليوم الأربعاء، إن 15 مستشفى فقط لا تزال عاملة وإن كانت بشكل جزئي.

 

بلينكن في رام الله

وعقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء، اجتماعاً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية التي وصل إليها قادماً من إسرائيل، حيث نبه إلى الكلفة "الباهظة" التي يتكبدها المدنيون جراء الحرب التي تخوضها الدولة العبرية ضد "حماس" في قطاع غزة.

وتأتي زيارة بلينكن ضمن جولة جديدة هي الرابعة له في المنطقة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وتمحورت الجولة حول تفادي اتساع الحرب إلى جبهات أخرى، والبحث في "اليوم التالي" لما بعد انتهائها، والدعوة إلى حماية المدنيين وزيادة المساعدات للقطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة.

واستقبل عباس بلينكن صباح الأربعاء في مقر السلطة الفلسطينية بمدينة رام الله، وفق الوفد الصحافي المرافق للوزير. وتصافح المسؤولان قبل أن يطلب من الصحافيين مغادرة القاعة.

ونقل بيان فلسطيني رسمي عن الرئيس عباس تأكيده لبلينكن على "الرفض الكامل لتهجير أي مواطن فلسطيني، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية".

وذكر البيان أن الرئيس الفلسطيني أبلغ وزير الخارجية الأميركي، أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من آمال إقامة دولة فلسطينية، "ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات تل أبيب في فصله أو اقتطاع أي جزء منه".

ودعا عباس إلى "عقد مؤتمر دولي للسلام ينهي السيطرة الإسرائيلية على أرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي يحقق السلام والأمن للجميع".

ليس مرحباً بك

وتجمع زهاء 30 شخصاً في الساحة الرئيسة لرام الله احتجاجاً على زيارة بلينكن والدعم الذي تقدمه بلاده لإسرائيل منذ اندلاع الحرب. ورفع البعض لافتات بالإنجليزية كتب في بعضها "بلينكن ليس مرحباً بك هنا".

وفي وقت لاحق اليوم، سيلتقي عباس في العقبة بالأردن، العاهل الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، "لبحث التطورات الخطرة في غزة"، وفق ما جاء الثلاثاء في بيان للديوان الملكي الأردني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار البيان إلى أن "القمة الثلاثية" ستتناول "تنسيق المواقف العربية للضغط من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية من دون انقطاع".

وكان بلينكن التقى الثلاثاء في تل أبيب مسؤولين إسرائيليين بينهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.

واعتبر أن على إسرائيل أن "تكون شريكاً للقادة الفلسطينيين الذين يريدون قيادة شعبهم"، و"أن تكف عن اتخاذ خطوات تقوض قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم بشكل فعال".

وسبق زيارة بلينكن عرض وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت خطته "لما بعد الحرب" التي تقوم على ألا يكون في القطاع "لا حماس ولا إدارة مدنية إسرائيلية"، وأن تديره "كيانات فلسطينية بشرط ألا يكون هناك أي عمل عدائي أو تهديد ضد دولة إسرائيل".

ومن السيناريوهات المحتملة، وفق محللين، أن تتولى السلطة الفلسطينية حكم القطاع على رغم تدني شعبيتها فيه.

واعتبر بلينكن أن على "السلطة الفلسطينية مسؤولية إصلاح نفسها وتحسين حكومتها. هذه هي التحديات التي سأطرحها مع الرئيس عباس".

وشملت جولة بلينكن الإقليمية تركيا وقطر والإمارات والسعودية، ومن المقرر أن يزور مصر غداً الخميس.

والأربعاء، أكد مسؤول أميركي أن وزير الخارجية سيتوجه إلى البحرين في محطة غير معلنة مسبقاً. وذلك للقاء العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، في إطار المشاورات الإقليمية المرتبطة بالحرب في قطاع غزة.

ودعا وزير الخارجية الأميركي أمس الثلاثاء إسرائيل إلى محاولة تجنب سقوط هذا العدد الكبير من المدنيين خلال عملياتها العسكرية في غزة. وقال، "ندرك أن مواجهة عدو يتخفى بين السكان المدنيين ويحتمي في المدارس والمستشفيات لإطلاق النار يجعل الأمور بالغة الصعوبة، لكن الثمن الذي يدفعه المدنيون يومياً في قطاع غزة، لا سيما الأطفال، باهظ جداً".

في مخيم المغازي

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" أن الغارات الإسرائيلية أدت إلى سقوط "أكثر من 70 قتيلاً" ليل الثلاثاء - الأربعاء.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء مواصلة عملياته في مخيم المغازي في وسط القطاع ومدينة خان يونس جنوبه، مؤكداً ضرب "أكثر من 150 هدفاً". كما أعلن كشف 15 فتحة نفق في مخيم المغازي، إضافة إلى قاذفات صواريخ ومسيرات وعبوات ناسفة.

وكان الجيش أعلن هذا الأسبوع الانتقال إلى مرحلة جديدة تشمل تنفيذ عمليات أكثر استهدافاً في وسط قطاع غزة وجنوبه حيث يحتشد مئات الآلاف من النازحين، بعد أن تركز العمليات مطلع الحرب على شمال القطاع، وخصوصاً مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.

وقال بلينكن الثلاثاء، إن إسرائيل وافقت على مبدأ إرسال "بعثة تقييم" أممية لدراسة الوضع في شمال القطاع تمهيداً لعودة الفلسطينيين النازحين.

ودخلت الحرب هذا الأسبوع شهرها الرابع وسط تحذيرات متزايدة من الأمم المتحدة ومنظمات وأطراف دولية من الأوضاع الكارثية مع تواصل الحصار والقصف الإسرائيليين والمعارك البرية.

وتؤكد منظمات دولية أن المساعدات المحدودة التي تدخل القطاع بموافقة إسرائيلية، لا تكفي لسد حاجات سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وأكد بلينكن الحاجة إلى توصيل مزيد من المواد الغذائية والمياه والدواء. وقال، "يتعين توصيل مزيد من الأغذية ومزيد من المياه ومزيد من الأدوية وغيرها من الأساسات إلى غزة. وفور دخولها ينبغي أن تصل في شكل أكثر فاعلية لمن يحتاجون إليها".

أكبر هجوم حوثي

وتثير الحرب مخاوف من اتساع النزاع إلى جبهات إقليمية، في ظل تبادل القصف اليومي بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، واستهداف الحوثيين في اليمن سفناً في البحر الأحمر، وهجمات فصائل مسلحة ضد قواعد تضم قوات أميركية في العراق وسوريا.

وأعلن البنتاغون الأربعاء أن القوات الأميركية والبريطانية أسقطت 18 طائرة مسيرة مفخخة وصاروخين مجنحين وصاروخاً باليستياً أطلقها الحوثيون مساء الثلاثاء باتجاه مسارات شحن دولية في جنوب البحر الأحمر.

وقالت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) إن "الحوثيين المدعومين من إيران شنوا هجوماً معقداً"، مؤكدة إسقاط القوات الأميركية والبريطانية ما مجموعه 18 مسيرة وصاروخي "كروز" وصاروخاً باليستياً، من دون وقوع أضرار أو إصابات.

وأكد وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس أنه كان "أكبر هجوم حتى الآن من الحوثيين المدعومين من إيران" مذ بدأ المتمردون شن هجمات بحرية دعماً للفلسطينيين في غزة.

وعلى الجبهة بين لبنان وإسرائيل، قال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إنه قام بتصفية علي برجي، موضحاً أنه "قائد منطقة جنوب لبنان الجوية لحزب الله" ومسؤول عن عمليات استهدفت مواقع للجيش في شمال إسرائيل.

لكن الحزب الذي نعى أربعة من عناصره الثلاثاء، نفى في بيان "نفياً قاطعاً هذا الادعاء الكاذب الذي لا صحة له على الإطلاق"، مؤكداً "أن مسؤول وحدة المسيرات في (حزب الله) لم يتعرض بتاتاً إلى أية محاولة اغتيال كما ادعى العدو".

أبسط مقومات العيش

في غضون ذلك، تحذر المنظمات الدولية من كارثة صحية في غزة مع عدم تلقي القطاع سوى مساعدات نادرة على رغم صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد.

وحذرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من أن قدرتها على تقديم المساعدات ودعم المستشفيات في القطاع "تتقلص".

ووصف عاملون في المنظمة مشاهد يائسة لمصابين بجروح خطرة بينهم أطفال، وهم يتوسلون للحصول على طعام في المستشفيات التي غادرها معظم الطواقم الصحية حفاظاً على سلامتهم.

وصرح شون كيسي منسق فرق الطوارئ الطبية في منظمة الصحة للصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو من قطاع غزة، "نرى هذه الكارثة الإنسانية تتكشف أمام أعيننا"، محذراً "نشهد انهيار النظام الصحي بوتيرة متسارعة".

وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" مقتل ابنة أحد العاملين معها بضربة طاولت مأوى تابعاً لها في خان يونس، مدينة ذلك "بشدة".

وكانت المنظمة أفادت أن قذيفة اخترقت الإثنين "جدار مأوى تابع لها يضم أكثر من 100 موظف وعائلاتهم في خان يونس"، مشيرة إلى إصابة أربعة أشخاص "من ضمنهم ابنة أحد موظفي (أطباء بلا حدود) تبلغ من العمر خمس سنوات وهي في حال حرجة".

وأشارت إلى أنها كانت "قد أبلغت القوات الإسرائيلية أن هذا كان مأوى للمنظمة. ولم تتلق أوامر إخلاء".

ويعكس سكان القطاع صعوبة الأوضاع في ظل حرب طويلة انعكست عليهم نزوحاً وتشرداً ونقصاً في أبسط مقومات العيش.

وقالت هديل شحاتة التي باتت تقيم في خيمة موقتة بمدينة رفح في جنوب القطاع، "كل أحلامنا راحت. سنوات راحت من عمرنا".

من جهته، قال إبراهيم سعدات، "فقدنا الأمل. لا أمل في الوضع الذي نراه، خصوصاً أن لا ماء ولا كهرباء". مضيفاً "من قلة المياه بتنا نستحم مرة واحدة في الشهر، وحالتنا النفسية تعبت، وانتشرت الأمراض في كل مكان".

المزيد من متابعات