Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعب أوكراني وتصعيد روسي: لا وسيط في تفاوض صعب

ما الفارق بين تدمير إسرائيل لغزة وتدمير موسكو لكييف؟

 أميركا تبدو كأنها تنتقل من ضمان النصر لأوكرانيا إلى تحسين موقفها التفاوضي (أ ب)

ملخص

 تحتل روسيا اليوم 17.5 في المئة من أوكرانيا التي تتحول من الهجوم للدفاع

أوكرانيا في مرحلة حرجة وسط الحرب، وهجومها المضاد انتهى بالفشل، والجمهوريون في الكونغرس الأميركي يوقفون مشروع الإدارة لتقديم 61 مليار دولار إلى كييف.

المجر تعطل مشروع الاتحاد الأوروبي لتخصيص 30 مليار يورو (32.852 مليار دولار) لها، والمزاج الشعبي يشهد بعض التغيير، كما رأت "إيكونوميست" البريطانية ونقلت عن أوساط أنها تعبت وتريد "جهة ما تقوم بالعمل عنها"، طبعاً بعدما واجهت أوكرانيا الهجوم الروسي بالأصالة عن نفسها والوكالة عن أميركا وأوروبا، وليس من السهل تجنيد ما يطلبه الجيش، وهو نصف مليون جندي إضافة إلى العدد الحالي، لمواجهة 617 ألف جندي روسي أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أنهم في أرض المعركة، وهذا ما استغله بوتين لتصعيد القصف بالصواريخ والمسيرات وخصوصاً على كييف العاصمة، فليس من الصعب عليه تجنيد 175 ألف عسكري من جديد، إذ إن السجون واسعة ومملوءة بالمستعدين للقتال بدل قضاء العمر في السجن، ولا مجال لكشف أي تغيير في المزاج الشعبي الروسي.

فما الفارق بين تدمير إسرائيل لغزة وتدمير روسيا لأوكرانيا؟

لا شيء إلا من موقع من ينظر إلى المجزرتين، الغرب مع استثناءات محددة يبلع ما يفعله نتنياهو، والشرق مع استثناءات محددة أيضاً يبلع ما يفعله بوتين، وكل شيء تحت عنوان زائف هو "حق الدفاع عن النفس"، ذلك أن بوتين يتحدث عن طموح مشروع لبلاده ويستخدم وسائل بالغة العنف ضد طموح سواه، وهو يقول لشعبه قبل أيام "إما أن تكون روسيا قوة سيادية ومكتفية ذاتياً وإما أنها لن تكون موجودة على الإطلاق في مواجهة الغرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكنه يغزو ويضرب سيادة جاره الأوكراني، ويراهن على الوطنية الروسية ويهاجم النزعة الوطنية الأوكرانية ويصفها بأنها نازية، ويحتاج إلى علاقة إستراتيجية مع الصين لكنه يخشى من أن "دوار النجاح" الذي حذر منه ستالين قد يدفع بكين إلى استعادة نموذج الإمبراطورية الصينية في القرون الوسطى، ويتصرف على أساس أنه يريد إلحاق "هزيمة إستراتيجية" بالغرب، وبخاصة أميركا القوة العظمى، ويقول أخيراً إنه "لا سبب ولا مصلحة جيوسياسية أو حتى اقتصادية أو عسكرية للقتال مع دول الـ ’ناتو‘".

أما إدارة الرئيس جو بايدن فإنها مارست أخطر سياسة وتركت الدب الروسي يدخل أوكرانيا ويدمرها، ثم قدمت المال والسلاح لكييف من أجل مقاومته بدلاً من أن تقف في وجه الدب قبل الدخول، وقبلها قال الرئيس باراك أوباما في حديث مع مجلة "أتلانتيك" عام 2016 "إذا كان هناك شخص في هذه المدينة يرى أنه كان علينا أن نذهب إلى حرب مع روسيا من أجل القرم أو شرق أوكرانيا فليتكلم الآن".

لكن قلة تكلمت من دون أن يتبدل شيء، واليوم تحتل روسيا 17.5 في المئة من أوكرانيا التي تتحول من الهجوم إلى الدفاع، وأميركا تبدو كأنها تنتقل من ضمان النصر لأوكرانيا إلى تحسين موقفها التفاوضي، فهل دقت ساعة التفاوض؟

لا تفاوض من دون وسيط مقبول وقادر، وليس هناك سوى استعدادات لوساطات لا تزال نظرية، وحتى الصين التي قدمت مجموعة نقاط لا ترقى إلى مستوى خطة سلام فإنها لم تتحرك عملياً، ولا كان هناك رد على خطة سلام أميركية - صينية اقترحها البروفسور ستيفن والت في "فورين بوليسي" قوامها أن "واشنطن تضغط على كييف وبكين تضغط على موسكو"، فلا مجال لأن يقبل الرئيس فولوديمير زيلينسكي بعرض موسكو، تسليم كييف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم وأربع مناطق أوكرانية، ولا أن تقبل موسكو التفاوض على أساس النقاط الـ 10 التي قدمها زيلينسكي، وفيها انسحاب روسي كامل من كل ما ضمته.
الكلام الأميركي لا يزال كبيراً، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن قال إن "بوتين يؤمن بقدرته على الصمود في أوكرانيا أمام الدعم الذي تتلقاه وأمامنا، ومن المهم جداً أن نحرره من هذه الفكرة"، لكن الظاهر أن إيمان بوتين يترسخ وأن أميركا هي التي تتحرر من فكرة تحرير أوكرانيا.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل