Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قضية إسراء غريب تتفاعل وعلماء الدين يشجبون فرضية "الجن"

عدد من أشقائها وزوج أختها أصبحوا رهن التحقيق

تظاهرة امام مجلس الوزراء الفلسطيني تطالب بكشف ظروف إسراء غريب (وفا)

في خطوة تعكس التشكيك في رواية ذوي إسراء غرّيب حول ظروف وفاتها، ألقت الشرطة الفلسطينية القبض على عدد من أفراد عائلتها في إطار التحقيقات المستمرة في قضية تشغل الرأي العام المحلي والعربي وحتى الدولي.

وقالت مصادر لـ "اندبندنت عربية" إن الشرطة ألقت القبض على عدد من أشقاء إسراء وزوج أختها محمد أبو صافي في إطار التحقيقات في وفاتها في 22 أغسطس (آب) الماضي في منزلها في بيت ساحور.

وأضافت المصادر أن التحقيقات بدأت تأخذ اتجاهاً أكثر جدية في ظل تصاعد الاهتمام المحلي والعربي بقضية إسراء، متوقعة أن تنشر بعض التفاصيل عن التحقيقات نهاية الأسبوع الحالي.

وقال النائب الفلسطيني أكرم الخطيب إن النيابة لن تصدر أي أمر اعتقال لأي شخص إلا إذا امتلكت مؤشرات واضحة بشأن ضلوعه في قتلها.

ورفض الخطيب خلال اتصال هاتفي مع "اندبندنت عربية" تقديم معلومات حول سير التحقيق، مضيفاً أن نتائج التحقيقات ستنشر بشكل رسمي حين اكتمالها.

وطالب مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان جنوب الضفة فريد الأطرش في حوار مع "اندبندنت عربية" النيابة العامة بتقديم إجابات مقنعة ومنطقية حول وفاة إسراء، معبراً عن خشيته من اختلاق رواية غير مقنعة.

لكن الأطرش دعا إلى ضرورة الانتظار حتى إعلان النيابة العامة نتائج تحقيقاتها، محذراً من أنه سيتم المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الحادث إذا لم تقدم رواية تستند إلى المعلومات التي تمتلكها المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان.

الخزعبلات

وكان محمد صافي المتحدث باسم عائلة غريب قال في حوار مع "اندبندنت عربية" (قبل أيام على اعتقاله) إن "إسراء توفيت نتيجة إصابتها بالجلطة، مضيفاً أنه "تلبّسها جنٌ عاشقٌ"، وأصبح يتحكَّم في تصرفاتها وأقوالها".

وقال صافي إن الجن دفع بإسراء إلى الهروب من منزلها عبر القفز من شرفته، وهو ما أدى إلى كسر في عمودها الفقري وجروح في وجهها".

ولقي كلام صافي رفضاً من علماء الدين ومن مؤسسة الإفتاء الفلسطيينة ومن المدافعين عن حقوق الإنسان، معتبرين أنه "نوعُ من الخزعبلات والهرطقات بهدف التضليل".

ونفت وزارة الأوقاف الفلسطينية وجود أي دائرة تحت اسم "دائرة الرقية الشرعية" في هيكليتها الإدارية، مشيرة إلى أن دورها الديني يتعارض ووجود هذا المسمى.

وحذرت وزارة الأوقاف الفلسطينية من الأشخاص الذين يستخدمون "هذه المسميات لتمرير أعمالهم المشبوهة وغير الشرعية".

وشدّدت الوزارة على ضرورة تثقيف الفلسطينيين حتى يكونوا أكثر وعياً "في محاربة هذه الظواهر السلبية وغير الشرعية والتي تغزو مجتمعاتنا مستغلة حاجة البعض، وجهل البعض الآخر".

هذا وشكّك المفتي العام لقوى الأمن الفلسطيني الشيخ محمد صلاح في رواية أهل إسراء غريب حول إصابتها بـ "تلبس بالجن" مضيفاً أنه "لا يوجد شيء اسمه تلبس بالجن" استناداً إلى آراء الأئمة الشافعي، والمالكي، وابن حزم".

تظاهرات

وأضاف صلاح أنه في الحالتين "سواء قتلت على خلفية شرف أو كما يدعون أنها ملبوسة بالجن وثبت ذلك، فإن ذلك سيكون قتلاً مع سبق الإصرار وسينال الجناة عقابهم".

وأوضح صلاح أن "الإنسان مخلوق من طين والجن مخلوق من نار فكيف للنار أن تخترق الطين، وإذا اخترقته تحترق".

هذا وتتواصل التظاهرات الغاضبة في فلسطين المنددة "بقتل" إسراء غرّيب والمطالبة بالكشف عن الحقيقة.

ونُظمت وقفات احتجاجية في مدن رام الله والناصرة، وحيفا ورفعت النساء الشعارات المنددة بقتل النساء وانتهاك الحريات، وهتفنَ "وينك وينك يا رئيس دم المرأة مش رخيص"، وهتافات أخرى مطالبة الشرطة بعدم الاستهتار بأرواح النساء.

وطالبت النسوة بتوفير الحماية للنساء اللواتي يتعرضنَ للعنف، وحملنَ لافتات تطالب بحقوقهنّ وتوفير الحماية لهنّ.

المزيد من تحقيقات ومطولات