Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا يخبئ 2024 لأسواق النفط؟

"أوبك" متفائلة بحذر والمحللون يتوقعون تعافي أسعار الخام العام المقبل 

قدرت "أوبك" نمو الطلب على النفط لعام 2024 عند 2.2 مليون برميل يومياً (اندبندنت عربية)

تبدي المؤسسات البحثية والنفطية تفاؤلاً حذراً حول العوامل الأساس التي تؤثر في ديناميكيات أسواق النفط خلال 2024، بما في ذلك تقديرات نمو الطلب والعرض وأسعار الخام في العام الجديد. 

فمن جهتها أبدت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في تقريرها الأخير تفاؤلها بحذر حيال المؤثرات في السوق النفطية العالمية خلال العام المقبل، إذ أبقت على توقعات نمو الطلب والمعروض النفطي من خارجها من دون تغيير عن تقرير نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. 

واستناداً إلى تقرير "أوبك" لشهر ديسمبر (كانون الثاني) الجاري فإن تقديرات نمو الطلب على النفط لعام 2024 تبقى عند متوسط 2.2 مليون برميل يومياً، ولعام 2023 عند 2.5 مليون برميل يومياً كمعدل وسطي. وأبقت أيضاً المنظمة توقعات نمو المعروض النفطي من خارج المنظمة عند متوسط 1.8 و1.4 مليون برميل يومياً للعامين الحالي والمقبل على التوالي، مشيرة إلى أن نحو 70 في المئة من النمو لهذا العام سيأتي من الولايات المتحدة الأميركية. 

ورفعت "أوبك" الشهر الماضي توقعاتها لنمو الطلب والعرض في السوق النفطية خلال العام الحالي بنحو 100 ألف برميل يومياً، لافتة إلى أنه على رغم المعنويات السلبية في السوق إلا أن أحدث البيانات تشير إلى قوة الطلب على الخام خصوصاً من الصين، وهي أكبر مستورد للخام في العالم، وكانت هذه التوقعات بالزيادة هي الأولى بعد أربعة أشهر من إبقائها من دون تغيير. 

نمو الطلب العالمي 

من جانبها رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العام المقبل، على رغم التباطؤ المتوقع في النمو الاقتصادي العالمي. 

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري الأخير إن توقعاتها في 2024 لنمو الطلب العالمي على النفط زادت بواقع 130 ألف برميل يومياً، لترفع حجم الزيادة المتوقعة في الطلب خلال العام المقبل إلى 1.1 مليون برميل يومياً. 

وأضافت أنه على رغم أن خفوضات الإنتاج الجديدة التي أعلنها "أوبك+" في الـ 30 من نوفمبر الماضي قد تقضي على تخمة العرض المتوقع تراكمها في الربع الأول من 2024، إلا أنها ستأتي على حساب التحالف النفطي المكون من 23 دولة والذي تقوده السعودية وروسيا، إذ ستتقلص حصته في السوق العالمية لأدنى مستوى منذ تأسيس التحالف قبل سبعة أعوام. 

الأخطار الجيوسياسية المتصاعدة

ومع اقتراب العام الجديد تواجه أسواق الخام مخاوف حيال التهديدات المستمرة بشن هجمات الحوثيين على السفن في أحد أهم الممرات المائية في العالم. 

وانخفض سعر النفط الخام بنحو الخمس منذ أواخر سبتمبر(أيلول) الماضي خوفاً من حدوث تخمة، مع استمرار احتواء التداعيات الإقليمية للحرب بين إسرائيل و"حماس". 

سوق مليئة بالتوترات

وفي الأثناء قال رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في بنك "ميزوهو" في سنغافورة فيشنو فاراثان لوكالة "بلومبيرغ" إن "السوق النفطية مليئة بكثير من التوترات، خصوصاً المرتبطة بالعرض"، مضيفاً "نعم هناك البحر الأحمر"، مستدركاً "لكن أيضاً هناك إنتاج أميركي قياسي وعلامات على أن منظمة ’أوبك‘ تفقد قبضتها القوية على ضبط الحصص". 

أول انخفاض سنوي منذ 2020 

وخلال العام الحالي لا يزال الخام في طريقه لتسجيل أول انخفاض سنوي منذ 2020، مع عدم اقتناع المستثمرين بأن تحالف "أوبك+" سيكون قادراً على خفض المعروض في السوق خلال الربع المقبل، وعلى رغم قرار التحالف تمديد قيود الإمدادات، وذلك تزامناً مع زيادة الإنتاج من دول خارج التحالف بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل وغيانا. 

مجال لتعافي الأسعار

وتتوقع بنوك "وول ستريت" أن يكون هناك مجال لتعافي الأسعار في 2024، على رغم أنها قد لا تشهد ارتفاعاً كبيراً، وبلغ متوسط توقعات خمسة بنوك كبرى لخام "برنت" القياسي العالمي عام 2024 نحو 85 دولاراً للبرميل، مقارنة بالمستويات الحالية البالغة 77 دولاراً. 

وكان بنك "سيتي غروب" صاحب أقل توقع عند 75 دولاراً للبرميل، ومصرف "غولدمان ساكس" صاحب أعلى توقع والذي يبلغ 92 دولاراً. 

ويتوقع المحللون على نطاق واسع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بصورة أكبر في عام 2024 من المستويات القياسية بالفعل للعام الحالي، بدعم من تسارع النشاط الاقتصادي في الصين. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتوقع محللو بنك "جيه بي مورغان" أن يصل متوسط سعر الخام 83 دولاراً للبرميل خلال 2024، في حين يرى محللو "مورغان ستانلي" أنه سيصل إلى 85 دولاراً، فيما كان محللو "بنك أوف أميركا" أكثر تفاؤلاً إذ يتوقعون صعوده إلى 90 دولاراً للبرميل خلال العام المقبل. 

من جانبه قلص بنك "غولدمان ساكس" توقعاته لسعر خام "برنتط لعام 2024 بمقدار 10 دولارات للبرميل إلى ما بين 70 و90 دولاراً، قائلاً إن "الإنتاج القوي من الولايات المتحدة سيخفف من أي ارتفاع في أسعار النفط". 

وقال محللو البنك في مذكرة بحثية "ما نزال نتطلع لأسعار محددة النطاق وتقلبات معتدلة في الأسعار خلال 2024"، مضيفين "من المفترض أن تحد الطاقة الفائضة المرتفعة للتعامل مع الصدمات المتزايدة من تحركات الأسعار الصعودية". 

ويتوقع البنك الاستثماري تعافي خام "برنت" القياسي إلى الذروة عند 85 دولاراً للبرميل خلال يونيو (حزيران) 2024، وأن يبلغ متوسط السعر ما بين 80 و81 دولاراً في 2024 - 2025 مقارنة بـ92 دولاراً سابقاً.

أميركا تعزز مكانتها كأكبر منتج عالمي للنفط

من ناحية أخرى عززت الولايات المتحدة مكانتها باعتبارها أكبر منتج للنفط في العالم، إذ زاد الإنتاج اليومي بمقدار 200 ألف برميل الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى في البيانات التي تعود لعام 1983، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، كما ارتفعت مخزونات النفط الخام على مستوى البلاد للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع.

أنغولا تعلن خروجها من "أوبك"

وقبل أن يسدل العام الحالي ستاره أعلنت أنغولا خروجها من منظمة "أوبك" اعتراضاً على حصص الإنتاج المحددة بموجب اتفاق "أوبك+"، بحسب ما نقلت وكالة "أنغوب" الأنغولية عن وزير الثروة المعدنية والنفط والغاز ديامانتينو أزيفيدو.

وجاء القرار المفاجئ بعد النظر فيه من قبل مجلس الوزراء، وبتوجيه من رئيس الجمهورية جواو لورنسو. 

ومن المقرر أن تضخ أنغولا، ثاني أكبر منتج للنفط الخام في أفريقيا، 1.18 مليون برميل يومياً بدءاً من يناير (كانون الثاني) المقبل، وهو ما يزيد على الحصة المنصوص عليها في اتفاق "أوبك+" والبالغة 1.11 مليون برميل يومياً. 

من جهتها نقلت وكالة "رويترز" عن أزيفيدو قوله لتلفزيون "تي بي إيه" الحكومي "إذا بقينا في ’أوبك‘ سنعاني من عواقب قرار احترام حصص الإنتاج"، مضيفاً أن "بلاده قررت "الانسحاب"، مستدركاً "نعتقد أن الوقت قد حان لكي تركز بلادنا أكثر على أهدافها".

واعترضت أنغولا على خفوضات الإنتاج التي أقرها تحالف "أوبك+"، وقال محافظ أنغولا لدى "أوبك" استيفاو بيدرو إلى "بلومبيرغ" في نوفمبر الماضي، إن "بلاده لن تلتزم بالحصة الجديدة المحددة بالاتفاق".

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز