Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أوبك" تؤكد حماية مصالح أعضائها وسط جدل الوقود الأحفوري

أوروبا تلوم المنظمة وهي تتوسع في استهلاكه ولا تلوم الهند والصين

أوروبا أصبحت هذا العام أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال (رويترز)

أثار خطاب الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" هيثم الغيص للدول الأعضاء بألا تقبل بأي وثيقة في مؤتمر المناخ بدبي (كوب-28)، تدعو إلى التخلي عن الوقود الأحفوري "الفحم والنفط والغاز" ردود فعل، خصوصاً من الاتحاد الأوروبي.

ونقل تقرير لموقع "أويل برايس" المتخصص في تغطية أخبار الطاقة ردود الفعل الأوروبية، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي الذي يطالب العالم بالتخلي عن الوقود الأحفوري أصبح هذا العام أكبر مستورد له في العالم، بل يخطط لمزيد من الاستيراد والاستهلاك، مضيفاً أن مؤتمر الأطراف "كوب-28" في دورته الحالية شهد تعهدات كثيرة بعشرات مليارات الدولارات وعدداً من الصفقات في مجال التحول باستخدام الطاقة ضمن مكافحة التغيرات المناخية، لكنه أيضاً شهد بعض الشكاوى من ضيق موقع مؤتمر المناخ الذي جعل من الصعب عقد الصفقات لعدم توافر ممرات كافية.

وتابع التقرير أن ما لم يحققه "كوب-28" ربما كان القضية الأساسية للمؤتمر وهي التخلي تدريجاً عن استخدام الفحم والنفط والغاز.

واستغرب التقرير ردود فعل الاتحاد الأوروبي على حرص منظمة "أوبك" على مصالح أعضائها، بعد الكشف عن رسالة الأمين العام لـ"أوبك" هيثم الغيص للدول الأعضاء بعدم التوقيع على وثيقة التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري.

ردود الفعل

إلى ذلك تولى الاتحاد الأوروبي قيادة الحملة ضد الوقود الأحفوري حتى من قبل انعقاد مؤتمر المناخ، إذ أعلن الاتحاد مطلع هذا العام أنه سيسعى إلى حظر النفط والغاز في مؤتمر "كوب-28"، وهو ما فعله ممثلو الاتحاد الأوروبي ووفوده في المؤتمر بالفعل مطالبين الوفود المشاركة بتبني مصادر طاقة بديلة عن النفط والغاز والتخلي عن الوقود الأحفوري باعتباره مصدر الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

وما إن كُشف النقاب عن رسالة الأمين العام لـ"أوبك" حتى أعرب المسؤولون الأوروبيون عن دهشتهم، على رغم أن وفود الدول الأعضاء في "أوبك" قالوا ذلك بوضوح في المؤتمر.

وطالب رئيس "أوبك" في المؤتمر بالتركيز على الانبعاثات وليس على الصناعة التي تنتج منها الكمية الأكبر من تلك الانبعاثات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لذا استغرب التقرير دهشة الأوروبيين من رسالة الغيص التي جاء فيها "يبدو أن الضغط الهائل وغير المبرر ضد الوقود الأحفوري قد يصل إلى نقطة حرجة مع تبعات لا يمكن الرجوع عنها، إذ ما زالت مسودة القرار تتضمن بنوداً في شأن التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري".

وأضافت الرسالة أنه "لن يكون مقبولاً أن تضع حملات سياسية مستقبل ورخاء شعوبنا على طريق الخطر".

من جهتها عبرت وزيرة الطاقة الفرنسية أغنيه بانير روناشر لقناة "فرانس 24" عن صدمتها من تصريحات تحالف "أوبك+"، قائلة "أشعر بالغضب"، وأضافت أن موقف "أوبك+" يمثل خطراً على الدول الأكثر عرضة للضرر وسكان الدول الفقيرة باعتبارهم أول ضحايا هذا الوضع، بينما يرى مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي وبكه هويكسترا أن هذا التصرف لا يساعد ولا يتسق مع الموقف العالمي في ما يتعلق بالموقف الكارثي للمناخ حالياً.

وعلق "أويل برايس" على ذلك، قائلاً "قد لا تبدو تلك المواقف مثيرة للدهشة"، مستدركاً "لكن المستغرب أن من يعبرون عنها كانوا يتوقعون أن يوقع أعضاء ’أوبك‘ والتحالف الأوسع ’أوبك+‘ على ما يعتبر بالنسبة إليهم انتحاراً اقتصادياً على المدى البعيد".

ازدواجية المواقف

في غضون ذلك تعتمد معظم دول "أوبك" وشركائها في تحالف "أوبك+"، خصوصاً في آسيا الوسطى على عوائد صادرات النفط والغاز كمصدر أساسي للدخل القومي.

وعلى رغم أن روسيا، على عكس الاعتقاد الشائع، لا تعتمد موازنتها تماماً على عائدات صادرات النفط والغاز مثل الآخرين، إلا أن تلك العائدات تمثل قدراً كبيراً أيضاً من الموازنة الروسية.

ازدواجية الموقف الأوروبي تتضح أكثر، إذ إن أوروبا من أكبر المستوردين في العالم للوقود الأحفوري بما فيه الفحم، بل إن أوروبا أصبحت هذا العام أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال، خصوصاً من الولايات المتحدة. ومع أن الأوروبيين يقولون إنهم يخططون لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، إلا أنه "لا تبدو هناك أي إشارة إطلاقاً إلى حدوث ذلك"، بحسب تقرير "أويل برايس".

وأضاف التقرير "على العكس، فإن ألمانيا تبني مزيداً من مرافئ استيراد الغاز الطبيعي المسال"، مردفاً أن استخدام حجة الدول النامية والفقيرة باعتبارها الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية يتناقض مع صمت الأوروبيين تماماً عن انتقاد دول مثل الصين والهند التي أعلنت بوضوح أنها مستمرة في استخدام الوقود الأحفوري بما في ذلك الفحم، إذ إن الأخير هو أكثر تلويثاً للبيئة مقارنة بالنفط والغاز، وقال إن "الأوروبيين يتصرفون بطريقة كلما وجدت نفسك في مأزق، ألقِ باللوم على النفط والغاز".

وخلص التقرير إلى أنه "في ظل عدم تراجع ’أوبك‘ عن حماية مصالح أعضائها وأيضاً مع عدم التزام الأوروبيين المتحمسين لمكافحة التغير المناخي التعهدات التي قطعوها لتحقيق هذا الهدف، يمكن أن يصبح ’كوب-28‘ أكثر دورة لمؤتمر المناخ بلا نتائج حقيقية، وربما يكون العلاج المناسب لهذه الصدمة وضع أهداف عالمية أكثر واقعية بدلاً من مواصلة ترويج الحملات ضد النفط والغاز".