عادت محركات مصنع الإيثيلين إلى الدوران مجدداً بعد توقف دام 12 عاماً، حيث أعلنت شركة "رأس لانوف" لتصنيع النفط والغاز تصدير أولى شحنات مصنع الإيثيلين إلى الأسواق العالمية. وقد استقبل ميناء رأس لانوف النفطي شمال ليبيا الجمعة الماضي، الناقلة (Antikithira) التي تشحن كمية تقدر بأكثر من ستة آلاف طن متري من خليط رباعي الكربون، على أن تتوجه بها إلى الصين، وفق الشركة.
من جانبه، أكد عضو مجلس الإدارة لشؤون العمليات والصيانة بشركة "رأس لانوف"، عمر فايز، الدخول إلى السوق الدولية. وقد افتتح مصنع الإيثيلين من قبل شركة يوغسلافية عام 1987، لتسلم بعد ذلك عمليات التشغيل لشركة "رأس لانوف" عام 1992. ويستخدم الإيثيلين في التغليف وصناعة المنتجات مثل أواني الحليب وقوارير المنظفات وصناعة خراطيم المياه وسلال القمامة.
رافد اقتصادي
وربط متخصصون بالشأن الطاقي تواصل تصدير الإيثيلين بضرورة استمرار عمل مصفاة رأس لانوف، وبخاصة مصنع الميثيلين والبولي إيثيلين. وفي الصدد، وصف المتخصص في مجال الطاقة والنفط رمزي الجدي، عودة تصدير الإيثيلين إلى الأسواق الدولية بالخطوة المهمة، لا سيما في هذه الظروف الاقتصادية وما يصاحبها من انهيار للعملة الليبية أمام بقية العملات الأجنبية، حيث سيكون تصدير الإيثيلين رافداً للاقتصاد الوطني، شرط احتكامه لجدوى اقتصادية محكمة، بخاصة أن إنتاجه يتم من خلال الغاز الذي يعتبر مادة خام ليبية 100 في المئة.
وتابع الجدي أن استمرار حضور الإيثيلين الليبي في الأسواق العالمية مرتبط بتشغيل مصنع الميثيلين والبوليثين عبر مادة الديزل التي يتم إنتاجها في مصفاة رأس لانوف، وتكون بالسعر العالمي حتى تكون كلفة الإنتاج حقيقية، ولا تكون عبر الديزل المدعوم الذي يتم استيراده للمواطنين، لأن هذا الدعم سيثقل كلفة الإنتاج التي ستكون عالية وغير دقيقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح المتخصص في مجال الطاقة والنفط أنه في حال استمر عمل مصفاة رأس لانوف، فإن تصدير الإيثيلين سيكون ذا جدوى اقتصادية للدولة الليبية حتى وإن كان هامش الربح ضعيفاً، لأنه سيخلق وظائف جديدة وسيحرر مرتبات عمال مصنع الميثيلين والبولي إيثيلين من كاهل الدولة، ليكون هناك عائد اقتصادي على شركة "رأس لانوف"، فيصبح بإمكانها دفع رواتب العاملين في الشركة من دون أن تلجأ إلى الموازنة العامة للدولة. وأوصى بدعم استمرار عمل مصفاة رأس لانوف للمحافظة على عملية إنتاج وتصدير الإيثيلين.
السوق المحلية أولاً
وقال رئيس لجنة الطاقة في البرلمان مولود الأسود لـ"اندبندنت عربية"، إنه لا يتوقع أن يكون هناك تأثير مهم لعودة تصدير الإيثيلين الليبي إلى الأسواق العالمية، إذ يجب أولاً العمل على توفير حاجة السوق المحلية من البولي إيثيلين.
وأرجع مسؤول لجنة الطاقة في البرلمان الليبي أسباب انقطاع الإيثيلين إلى توقف مصفاة رأس لانوف سابقاً على خلفية مشكلات قانونية مع إحدى الشركات، موضحاً أنه مع صدور حكم قضائي لصالح المؤسسة الليبية سيستقر التزويد بمادة "النافثا"، وهي الخام الأساس الذي يعتمد عليه مصنع الإيثيلين، داعياً إلى العمل على عودة ملكية مصفاة رأس لانوف إلى المؤسسة الوطنية.