Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موقف إيلون ماسك المتحدي قد يعني فناء إمبراطوريته

يكتب كريس بلاكهرست قائلاً إن الرئيس التنفيذي لـ"تيسلا" أبعد بالفعل المعلنين عن منصة التواصل الاجتماعي التي يملكها، لكنهم قد يتخلون أيضاً عن مشاريعه الأخرى بعد وقت ليس ببعيد

ملخص

يكتب كريس بلاكهرست قائلاً إن الرئيس التنفيذي لـ"تيسلا" أبعد بالفعل المعلنين عن منصة التواصل الاجتماعي التي يملكها، لكنهم قد يتخلون أيضاً عن مشاريعه الأخرى بعد وقت ليس ببعيد: موقف إيلون ماسك المتحدي قد يعني فناء إمبراطوريته

حين استضاف إيلون ماسك برنامج "ساتورداي نايت لايف"، تناول المشكلة الكبرى – وهي تحديداً شخصيته. "أريد فقط أن أقول لأي شخص أهنته إنني أعدت اختراع السيارات الكهربائية وإنني أعمل لإرسال بشر إلى المريخ على متن مركبة فضائية صاروخية. فهل يعتقد بأنني سأكون في الوقت نفسه شخصاً سهل المراس وعادياً؟".

حصل ذلك عام 2021. وها نحن أولاء، بعد سنتين، في حين يمضي ماسك، مالك المنصة "إكس"، المعروفة سابقاً باسم "تويتر"، ليقول للمعلنين: "اذهبوا إلى الجحيم". هو لا يقصد أيضاً أي شركات قديمة تدفع مالاً للترويج لبضائعها بل بعضاً من كبرى شركات العالم وأقواها. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هو يستهدف شركات مثل "أبل" و"آي بي أم" و"ديزني" تركت كلها منصة التواصل الاجتماعي بعدما اتهم ماسك بنشر موقف مؤيد لنظرية مؤامرة معادية للسامية. هو قال حقاً إن المنشور كان "أسوأ الأشياء التي قمت بها يوماً وأغباها". 

لكن إيلون هو هكذا. هو يتنازل في دقيقة، ثم يهاجم في الدقيقة التالية. لقد روج تالياً لنظرية المؤامرة المعروفة باسم "بيتزا غيت"، التي تزعم زوراً أن أعضاء في الحزب الديمقراطي يديرون شبكة تمتهن دعارة الأطفال من خلال مطعم للبيتزا يقع في واشنطن العاصمة. ودفع هذا الموقف إلى مقاطعة معلنة أخرى لـ"إكس"، صدرت عن "الواشنطن بوست"، التي يملكها مؤسس "أمازون" جيف بيزوس. كانت الخطوة أكثر مما يحتمله ماسك، الذي واصل الهجوم، حرفياً. 

على نحو عام، منذ أن استحوذ قطب "تيسلا" على الشبكة في مقابل 44 مليار دولار (35 مليار جنيه استرليني) في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، يعتقد أن "تويتر"/ "إكس" خسرت أكثر من 60 في المئة من معلنيها. لقد أوقفت العشرات من العلامات التجارية الكبرى حملاتها موقتاً على "إكس". وهذا العام يمكن أن تخسر المنصة ما يصل إلى 75 مليون دولار من العوائد الإعلانية. كذلك تخسر شركة التواصل الاجتماعي مستخدمين – تظهر أحدث الأرقام الصادرة عن مكتب التواصل، وهو الهيئة المنظمة للقطاع، أن الجمهور الشهري للشركة من البالغين في المملكة المتحدة بلغ في مايو (أيار) 24 مليون شخص، في مقابل 26.8 مليون شخص في الشهر نفسه من العام الماضي.

قد يعتقد المرء بأن ماسك، في مواجهة ذلك كله، سيهدأ ويبحث عن أصدقاء. بأنه سيريد من العلامات التجارية العملاقة هذه أن تدعم شبكته الغارقة. بالعكس. بدلاً من ذلك، يقول إنه لا يحتاج إلى ولائها لأنها تحاول "ابتزازه" بأموالها. 

ليست الخلافات بين الناشرين (إذا أمكنت تسمية "إكس" كذلك) جديدة. "النيويورك بوست"، و"فوكس نيوز" و"السبكتايتور" – خسرت كلها عوائد إعلانية في الماضي بسبب مواقفها التحريرية. 

لكن حالة "إكس" تبدو مختلفة، ذات بعد وجودي أكبر، كما يقول ماسك نفسه: "ما سيفعله المعلنون هو أنهم سيقتلون الشركة، وسيعرف العالم كله أن المعلنين قتلوا الشركة".

ما يميز حالة "إكس"، إضافة إلى الحجم الهائل للانسحابات، هو شخصية ماسك. يستهجن ماسك أي شخص يرى أنه يعارضه. الموسيقية غرايمز، والدة ثلاثة من أطفال ماسك (وجود الثالث، تكنو ميكانيكوس، الملقب تاو، ظل سرياً حتى الآن)، لديها مصطلح لوصف غضبه. تصفه لوالتر أيزاكسون، كاتب سيرة ماسك، باسم "الوضع الشيطاني" خاصته وتقول إن غضبه "يسبب كثيراً من الفوضى".

وتمضي غرايمز لتقول، مع ذلك، إن هذا ما يحصل عليه المرء حين يكون مع ماسك – إن الطبيعة العاصفة مسؤولة أيضاً عن الدافع، عن العبقرية التي تمكنه من تحقيق أشياء لا يستطيع آخرون تحقيقها.

قد تكون هناك لعبة من نوع ما تلعب هنا. كان ماسك تائقاً ذات مرة إلى شراء "تويتر" وعرض ما اعتبره كثر مبلغاً غريباً. في سيرته، يفترض والتر أيزاكسون أن ماسك، بعد تعرضه إلى التنمر في المدرسة، أراد أن يمتلك ملعب التواصل الاجتماعي.

وبمجرد أن نظر إلى "تويتر" من كثب وفحص الحسابات، حاول ماسك التراجع، لكن الأوان كان قد فات، فقد التزم المضي قدماً في عملية الشراء. لقد أجبر فعلياً على الحصول على شيء كان قد فقد الرغبة فيه.

بعدما تملك الشركة، أقال مجموعة كبيرة من الموظفين، ومنذئذ والشركة فعلياً على مسار هبوطي. كل ذلك يشير إلى جهة واحدة.

ربما أخطأ ماسك في حق "تويتر" لأنه اعتقد أن المنصة شركة مشغلة في مجال التكنولوجيا يسهل إتقان إدارتها. لم تكن كذلك. كانت تماماً تحت رحمة معلنيها، وتعتمد عليهم في دخلها. ولسوء الحظ، يستند الإعلان إلى العاطفة. 

تأخذ هذه العلامات التجارية نفسها ومستهلكيها على محمل الجد، هي تلتزم مساراً متوسطاً غير هجومي، وهذا يجعلها مؤيدة للووك بحزم.

يسأل أيزاكسون لماذا يشعر ماسك بالإهانة من أي شيء يعتبره صحيحاً سياسياً، ويجيب ماسك: "ما لم يوقف فيروس عقلية الووك، وهو في الأساس مضاد للعلم، ومضاد للإنسان في شكل عام، لن تصبح الحضارة متعددة الكواكب".

تحقيقاً لهذه الغاية، هو عازم على استكشاف الفضاء باستخدام صواريخ "سبايس إكس". لقد انضمت إلى قائمة ابتكاراته: جعل المدفوعات الآمنة عبر الإنترنت ممكنة عبر "باي بال"، وريادة السيارات الكهربائية في "تيسلا"، وتزويد خدمات الإنترنت عبر أقماره الاصطناعية "ستار لينك"، وتعزيز الواجهة بين الدماغ والآلة مع "نيورال لينك"، وحفر أنفاق عملاقة مع "بورينغ كومباني"، والتوجه إلى الذكاء الاصطناعي من خلال "إكس أي آي". 

من يذكر أن "إكس" ليست في القائمة. إنها أعمال اشتراها كان آخرون قد أبدعوها. مالياً، كان في مقدوره أن يشطب "إكس" قبل مدة طويلة، حين غير رأيه في شأن شراء الشبكة، ذلك أن "إكس" وحدها لن تسبب خرابه. يتمثل التهديد الذي يواجهه في امتداد العداء الذي يولده إلى بقية إمبراطوريته. على مستوى ما هو في موقف قوي للغاية – لكن هذا لا يجعله منيعاً. هو يلعب بالنار: يمكن لمورديه إلغاء عقودهم معه بدلاً من تعريض علاقاتهم الأخرى إلى خطر. هم لن يرغبوا في تنفير زبائنهم. 

إذا استمر ماسك على هذا النحو، قد يكتشف قريباً على حسابه أن أغنى شخص في العالم لا يزال في حاجة إلى الناس العاديين.

© The Independent

المزيد من تحلیل