ملخص
على كل مسلسل تلفزيوني ضعيف أن يستنبط شبحاً ليشجع الناس على المشاهدة.
كتب ويليام شكسبير ذات مرة: "وللوغى ضجيج وجلجلة بين أنين جريح وصهيل طريح"، ودوت الأشباح في الوديان عن الموسم السادس من مسلسل "التاج". أو لنقل بما معناه! لقد أحب الشاعر الإنجليزي العظيم أشباحه لدرجة أن حتى أكثر معجبيه المتحمسين ربما طلبوا منه محاولة التخفيف من حدة الظهور الشبحي الموقت في الفصل الثالث من مسرحيته، كما علمتنا جودي دنش قبل بضعة أسابيع في برنامج غراهام نورتون، فإن كلمات شكسبير أصبحت متجذرة في نسيج اللغة الإنجليزية لدرجة أننا نقتبس منه بشكل شبه يومي من دون علم – ناهيك بمحاكاة هيكله السردي ومؤامراته ومزجه بين الأنواع الأدبية في أعمالنا السينمائية والمسرحية والتلفزيونية. لقد تأثرنا به في هذا كله، ولكن ليس بالنسبة إلى الأشباح. نحن لا نحب الأشباح في الأعمال الفنية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وليس عليكم أن تذهبوا أبعد من مشاهدة مسلسل "التاج" The Crown. قدم الموسم السادس من الدراما التي تدور حول العائلة الملكية، الذي بدأ عرضه على "نتفليكس" هذا الأسبوع، عنصر حبكة لا يحظى بشعبية كبيرة لدى النقاد لدرجة يخيل إليك أن بيتر مورغان قد كتب حلقة كاملة لا تضم سوى واحد من كلاب الكورغي يقتل رمياً بالرصاص بـأيدي فرقة رمي. بدلاً من ذلك، لم يكتب مؤلف العرض الجريء سوى حفنة صغيرة من المشاهد التي يبث فيها عنصر شبحي مؤنث رسائل داعمة لعائلته من العالم الآخر. نعم، هذا الظهور الشبحي هو للأميرة ديانا. نعم، يقول الشبح للملكة إنها "أظهرت لنا دائماً ما يعنيه أن تكون بريطانياً". نعم، إنه لأمر محرج وغير لائق على حد سواء – على غرار أمور كثيرة أخرى مماثلة في مسلسل "التاج"؟
هذه المشاهد، على غرار الموسم السادس ككل، لم تلق الاستحسان الذي كان متوقعاً من المشاهدين. "نقاش عميق في طائرة خاصة بعد الواقعة"، هي الطريقة التي لخص بها ناقدنا نك هيلتون أحد المشاهد حين يتحدث دومينيك ويست الذي يؤدي دور الأمير تشارلز بصوت خافت وغير واضح مقدماً أفضل محاولاته في تقليد ديمي مور في فيلم "الشبح". "الشبح ديانا هي جزء مما هو الآن مجرد عمل فظ من صناعة الأفلام المحسوبة بالأرقام"، لكنني أخشى أن هؤلاء الناس لا يقدرون عبقرية كتابة السيناريو عندما يرون ذلك. فما نحن أمامه هو أن مورغان ببساطة يصنع نصاً شكسبيرياً فرعياً للعائلة المالكة بخياناتها وشؤونها وكوميديا خيولها. وما الخطأ في ذلك؟
كذلك يعكس رد الفعل موقف الخسارة المحتومة الذي يجد "التاج" نفسه فيه. كثيراً ما اتهم المسلسل بتقديم التاريخ المحرف كحقيقة فعلية، لدرجة أن نجومه اشتكوا منه، لكن رد الفعل العنيف الحالي الذي يواجهه يشير إلى أن تضمين مشاهد من الخيال الهستيري عملياً... أمر سيئ أيضاً؟ يبدو أن منتقدي العرض لم يعودوا قادرين على تحديد ما يريدونه. الحنين الوردي غير الواقعي الذي يعامل أعضاء العائلة المالكة كمتفرجين على التاريخ؟ دراما وثائقية مباشرة من دون أي شيء سوى حكايات تقريرية؟ مسلسل درامي سوريالي يضم أفضل ممثلينا وهم يرتدون ملابس زاهية؟ ربما يكون نهجه القلق والمفرط في مزج عوامل الجذب في التعامل مع كل ما سبق هو السبب في أن المسلسل لم يعد من الأعمال التي تجتذب الاهتمام.
في الحقيقة، تنقذ الشبح ديانا موسماً آخر من "التاج". هناك أخطاء فاحشة في اختيار طاقم العمل. بالكاد تظهر الأميرة مارغريت التي تؤدي دورها ليزلي مانفيل. كل شيء مثقل لدرجة أنك تتمنى لو أن مارغريت تاتشر لم تقض أواخر التسعينيات بعيداً من السياسة، فقط حتى تتمكن جيليان أندرسون من الظهور مرة أخرى لتشق طريقها من خلال حوارها. بعد كل شيء، كان "التاج" في أفضل حالاته عندما كان مشبعاً بالأسلوب الدرامي المبالغ فيه مثل عيد الميلاد. يتمنى المرء لو أنهم بعثوا حماستهم من جديد. أريد مزيداً من الأشباح! أريد أن تكتب روح ديانا رسائل على مرآة حمام باول باريل! أريد من الملكة أن تتصل بـ"صائدي الأشباح"!
علاوة على ذلك، يمكن أن تتعلم البرامج التلفزيونية الأخرى المتضائلة شيئاً أو شيئين من مقترح التاج الماورائي. ألن يكون الموسم الجديد من برنامج أنا مشهور I’m a Celeb أكثر متعة إذا اضطر نايجل فاراج إلى مشاطرة الغابة مع غول؟ أو إذا كان المقدم المشارك الجديد لجنيفر أنيستون في برنامج الصباح هو الشبح كاسبر؟ أتعرفون ما الذي قد ينقذ مسلسل "الجنس والمدينة" Sex and the City الذاوي ومثله مسلسل "وهكذا تماماً" And Just Like That؟ الشبح سامانثا! تخيلوا الكنايات حول العضو الذكري التي كانت تمرر على لوح أويجا الجديد بخاصة كاري – الاحتمالات لا تنتهي، لذا افعلوا ذلك أيها الكتاب، من أجل الضحك، ومن أجل القيمة الدرامية، ومن أجل شكسبير.
يعرض مسلسل "التاج" على "نتفليكس"
© The Independent