Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"التاج - 5" يكشف عن فترة عصيبة في حياة العائلة المالكة

1.1 مليون شاهدوا الحلقة الأولى من الجزء الخامس في أول يوم لإطلاقه على "نتفيلكس"

تعرض الجزء الأخير من المسلسل للانتقاد بمجرد نشر إعلاناته الترويجية (أ ف ب)

في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي شهدت منصة "نتفيلكس" العملاقة للبث التدفقي حدثاً غير مسبوق في تاريخها، إذ ارتفعت نسبة مشاهدة مسلسل "التاج" The Crown، ثمانية آلاف في المئة.

وفي اليوم الأول لإطلاق أحدث جزء من المسلسل المثير للجدل، وهو أول موسم يعرض بعد رحيل الأمير فيليب والملكة إليزابيث، قام 1.1 مليون شخص بتسجيل دخول إلى حساباتهم على "نتفيلكس" لمشاهدة الحلقة الأولى من العمل الذي توقف تصويره لفترة موقتة حداداً على وفاة الملكة في سبتمبر (أيلول) الفائت.

الانتقادات والمخاوف سبقت الموسم الجديد

لكن حتى قبل إطلاقه بشكل رسمي تعرض الجزء الأخير للانتقاد بمجرد نشر إعلاناته الترويجية التي بينت أنه يتناول الفترة التي عاشتها الأميرة الراحلة ديانا في كنف العائلة المالكة ومعاناتها مع الملكة إليزابيث، وهو ما اعتبره كثيرون استغلالاً وانتهاكاً لحرمة وفاة الملكة.

وعلى رغم إصرار صناع العمل على أنه قصة خيالية، إلا أن منتقديه يصرون بدورهم على صعوبة التمييز بين الواقع والخيال نتيجة وجود شخصيات حقيقية كانت أو لا تزال موجودة.

ومن بين أكثر المتخوفين من هذه النقطة رئيسا الوزراء السابقين توني بلير وجون ميجور الذي وصف إشارة العمل إلى أن الأمير تشارلز أراد إجبار الملكة على التنازل عن العرش بـ "الهراء الخبيث"، وأيضاً الممثلة البريطانية المرموقة جودي دينش  التي أعربت في لقاء مع صحيفة "ذا تايمز" عن قلقها من طمس الخطوط الفاصلة بين الدقة التاريخية والإثارة الدرامية، وخطر أن يرى كثير من المشاهدين أحداث مسلسل "التاج" على أنها حقائق تاريخية، وخشيتها من أن تقدم حلقات المسلسل رواية غير دقيقة ومشوهة للتاريخ.

اضطرابات وفضائح

ويتناول العمل الذي طرح موسمه الأول عام 2016 حياة العائلة المالكة في عهد الملكة إليزابيث (الممثلة إيميليا ستونتون) منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى بداية القرن الحالي، لكن موسمه الخامس المكون من 10 حلقات يركز على فترة التسعينيات التي كانت مضطربة جداً في حياة العائلة المالكة، إذ شهدت انفصال الابنة الوحيدة للملكة، الأميرة آن، عن زوجها، وانفصال الأميرين تشارلز وأندرو عن زوجتيهما، والرحيل المدوي للأميرة ديانا وخلافاتها مع العائلة والإعلام، وتعرض قلعة وندسور لحريق كارثي.

كما يشير العرض إلى وجود علاقة غرامية بين الأمير فيليب (الممثل جوناثان برايس) والليدي رومزي التي تصغره بـ 32 سنة، ومشكلات البذخ وتعرض العائلة المالكة للانتقاد بسبب مصاريفها الضخمة (لا أدري بالضبط ما هو موقف منتجي العمل من هذه النقطة، إذ يقال إن كلفة إنتاج حلقة واحدة من مسلسلهم تبلغ 10 ملايين جنيه استرليني).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وجوه جديدة بالكامل

ويأتي الموسم الخامس، من ابتكار وإنتاج بيتر مورغان، بفريق تمثيلي مختلف تماماً عن المواسم السابقة التي شهدت بعض التعديلات في الشخصيات الرئيسة والثانوية، لكن كل الوجوه جديدة تقريباً في هذا الموسم، إذ تلعب إيميلدا ستونتون دور الملكة إليزابيث الثانية بدلاً من أوليفيا كولمان، بينما يؤدي جوناثان برايس دور زوجها الأمير فيليب، وفي الوقت نفسه يقدم دومينيك ويست دور الأمير تشارلز، في حين تؤدي إليزابيث ديبيكي دور الأميرة ديانا، وتظهر ليزلي مانفيل بدور أخت الملكة الأميرة مارغريت، وجوني لي ميللر في دور رئيس الوزراء جون ميجر.

كما اختير الممثل والمخرج الفلسطيني سليم ضو للعب شخصية الملياردير محمد الفايد، بينما أُسند دور الفايد في مراحل شبابه إلى الممثل المصري - البريطاني أمير المصري.

ويلعب الممثل المصري - البريطاني خالد عبدالله دور نجل الفايد الذي توفي بشكل مأسوي في حادثة السيارة نفسها في باريس عام 1997 والذي أودى بحياة الأميرة ديانا.

ويلعب شينان ويست دور الأمير ويليام، بينما يؤدي كل من تيدي هاول وويل باور شخصية الأمير هاري بمراحل عمرية مختلفة.

وبغض النظر عن أن الجمهور لا يحب عادة تغيير الممثلين بين أجزاء المسلسل وينتقد ذلك، لكن أداء الطاقم الجديد لا يفسح مجالاً للانتقاد.

وتجسد ستونتون بشكل رائع شخصية الملكة في منتصف الستينيات من عمرها وتمنحها باحتراف بعداً إنسانياً وواقعياً مقنعاً ومؤثراً.

بدوره يحضر الممثل جوني لي ميلر شخصية جون ميجور إلى الشاشة ببراعة، وينفي عن هذا السياسي ما عرف عنه من أنه رجل ممل وباهت ونمطي،

أما إليزابيث ديبيكي التي تبنت صوتاً متردداً متقطع الأنفاس وانحناءة رأس وديعة ونظرة ساحرة بعينيها وتعبيرات وجه مقنعة، جعلت حضور ديانا حقيقياً جداً، إلى جانب تسريحة الشعر والأزياء والأكسسوارات المنتقاة بعناية طبعاً. بينما يتحدى دومينيك ويست نفسه في تجسيد شخصية الأمير تشارلز بأسلوب لطيف للغاية، كما أن وسامته الطاغية تجعل جاذبيته لا تقاوم.

ومن العناصر التي بقيت ثابتة في العمل العناية المفرطة بالتفاصيل والحرص الشديد على إظهار الأبهة الملكية وفخامة العيش في القصور والسيارات واليخوت الفارهة والالتزام بالتقاليد والبروتوكولات الملكية داخل أسوار القصر وخارجه، كما حافظ الإخراج السينمائي والتصوير على روعته إلى جانب الموسيقى التصويرية المنتقاة بدقة والموظفة بطريقة تخدم التطور الدرامي للأحداث.

والمشكلة في الدراما التي تتناول تاريخاً قريباً جداً من زمننا الحالي هي صعوبة التمييز ووضع خطوط واضحة بين التاريخ وصياغة الأحداث بطريقة تثير المشاهدين وتجذبهم وتخدم حبكة القصة، فهناك حاجة إلى جهد كبير ومستمر لا يقتصر فقط على تنويه مكتوب في بداية الحلقات بأن ما يعرض هو وصف رائع ونسج درامي مبدع لأحداث متخيلة، لكنها مستوحاة من شخصيات لها وجود فعلي وبخاصة بين المتفرجين من خارج بريطانيا الذين قد يتعاملون مع المسلسل على أنه توثيقي ضمن إطار درامي.

وفي غياب الحقائق المتعلقة بالملكية والتي من المحتمل ألا نتأكد منها بطريقة موضوعية أبداً، فإن هذا الخيال يحل محلها ويصبح حقيقة بالنسبة إلى كثيرين، لكن في النهاية علينا أن نتذكر أنه حتى هذه الشخصيات الملكية هي بشر وذات أبعاد شديدة التعقيد لدرجة قد لا تبدو واقعية، والأهم من ذلك أن الهدف الأساس من الدراما هو الترفيه.

المزيد من سينما