Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وجوه إعلامية شابة صنعتها الحرب في غزة

وثقوا يوميات القصف ومعاناة الفلسطينيين بكاميرا وموبايل فأصبحوا نجوماً على وسائل التواصل الاجتماعي

درست بليستيا الصحافة في قبرص، وتقول إن ما عرضته لا يشكل سوى جزء صغير مما يحدث على أرض الواقع في غزة (مواقع التواصل)

ملخص

بليستيا العقاد ومعتز عزايزة يحاولان نقل يوميات الحرب على "إنستغرام"، وصالح الجعفراوي صحافي أثار نشاطه غضب الجيش الإسرائيلي، وعبود الغزاوي "أقوى مراسل في العالم"

دفعت الحرب في غزة ببعض الوجوه الإعلامية الشابة إلى الواجهة وفوهة النار، فتحول هؤلاء إلى أيقونات واكتسبوا شهرة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن كانوا صحافيين مغمورين.
ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لم تدر رحى الحرب في غزة على الأرض أو في الجو والبحر فقط بل درات أيضاً عبر وسائل الإعلام، فكان للصحافيين الفلسطينيين دور بارز ومؤثر في نقل الحقيقة بشجاعة وتضحية، إذ دفع كثير منهم الثمن الأغلى ونجم عن ذلك مقتل 35 صحافياً، بينما يعمل آخرون خلف الكواليس.
لكن الأمر تجاوز التغطيات الصحافية التقليدية إلى صحافة ميدانية توثق التفاصيل والقصص الإنسانية لتنتشر بكثافة وسرعة في الفضاء الإلكتروني، وهي مهمة تصدى لها صحافيون شباب في مقتبل العمر.

توثيق الحرب بالإنجليزية

بليستيا العقاد (22 سنة) الشابة الفلسطينية المولودة في غزة شغلت مواقع التواصل بفيديو من داخل غزة يجسد القصف الإسرائيلي اليومي على القطاع، اذ حاولت استغلال لغتها الإنجليزية الجيدة لتوثيق ما يحدث، فضلاً عن تصوير المعاناة اليومية لأهالي القطاع جراء الحرب وويلاتها وبخاصة في ما يتعلق بالأطفال والنساء.
وتتحدث بليستيا عن تجربتها إذ عايشت أكثر من حرب على القطاع على رغم صغر سنها، فتقول إنها تستخدم هاتفين ذكيين لتقدم لمتابعيها لمحة عن الدمار الواسع الذي يحدث كل يوم، وتوفر تغطية مباشرة عن الحقائق المروعة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
ودرست بليستيا الصحافة في قبرص، وتقول إن ما عرضته لا يشكل سوى جزء صغير مما يحدث على أرض الواقع، لأنها تحاول احترام خصوصيات المواطنين وظروفهم، كما أنها تحرص على رفع المعنويات وإدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال.
وحظيت الفيديوهات التي صورتها بليسيتا بتفاعل كبير على منصات التواصل وتناقلتها محطات عالمية على رغم سوء تغطية شبكة الإنترنت، مما دفعها أكثر من مرة إلى البقاء في أحد المستشفيات للحصول على الانترنت والكهرباء.


الصورة تتكلم

وإلى جانب بليستيا ظهر المصور الصحافي معتز عزايزة كواحد من الصحافيين الذين دفعوا ثمن نقلهم حقيقة ما يجري من ويلات في الحرب على غزة، ففي  الـ 12 من أكتوبر الماضي صدم عزايزة بصورة مأسوية بعد مقتل 15 فرداً من عائلته إثر غارة جوية إسرائيلية، لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في عمله وتوثيق ما يحدث بعدسته ونشر تقارير ترصد القصف وقتل الأطفال وتدمير المستشفيات والمباني والكنائس على رؤوس من فيها.
وولد معتز عزايزة عام 1999 في مخيم دير البلح في قطاع غزة وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة الأزهر وعمل مصوراً مع قناة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، كما يعمل متطوعاً في اللجنة الدولية للصليب الأحمر و"أونروا" لتوثيق ما يحدث في غزة.
وقد بدأ عزايزة نشاطه كمؤثر باللغة الإنجليزية عبر حسابه على "إنستغرام" حيث يصور الحياة في قطاع غزة، لكن عدد متابعيه قفز من 25 ألفاً إلى نحو 9 ملايين متابع بعد نشاطه في توثيق يوميات الحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


صحافي مطلوب لإسرائيل

ولم يكن الشاب الفلسطيني صالح الجعفراوي (25 سنة) معروفًا لدى كثيرين قبل الحرب على غزة، لكن متابعيه اليوم بالملايين بعد نشاطه على منصات التواصل الاجتماعي عبر نقله لما يحصل بالصوت والصورة، ويقول الجعفراوي إن ما يفعله أثار غضب الجيش الإسرائيلي فجعله على قائمة المطلوبين والمستهدفين بحسب منشور على حسابه الشخصي على "إنستغرام".
ونشر الجعفراوي صورة لما يسمى بالنشرة الحمراء الإسرائيلية، مؤكداً تناقل قنوات عبرية وعربية اسمه باعتباره أحد الأهداف المطلوبة للاغتيال، وبسبب هذا التهديد حصل على تعاطف كبير وحظيت مقاطعه المصورة بمشاهدات عالية وزاد عدد متابعيه على منصة "إنستغرام" إلى 3 ملايين شخص.


وقد نزح الجعفراوي إلى جنوب غزة بعدما ظل موجوداً في مجمع الشفاء كآخر صحافي هناك، وفقد كل وثائقه الشخصية بعد قصف منزله، كما أنه لم يلتق بأحد من أهله منذ نحو شهر.
وتسبب الجعفراوي بإزعاج "الإسرائيليين ومناصري الرواية الإسرائيلية في أوروبا" على حد تعبيره، إذ وصفته قناة "فيلت" الألمانية الداعمة لإسرائيل بأنه "ممثل"، كما شن حساب "إسرائيل" على منصات التواصل الذي يعرف نفسه بأنه تابع للحكومة الإسرائيلية هجوماً علي الجعفراوي واتهمه بالفبركة.


أقوى مراسل في العالم

وفي السياق ذاته برزت قصة الشاب عبود الغزاوي ( 16 سنة) الذي انتشرت مقاطعه المصورة بكثافة بعد محاولته نقل أحداث الحرب في القطاع ولكن بطريقة فكاهية ساخرة، وعبود أو عبدالرحمن بطاح هو طفل فلسطيني من مواليد مدينة غزة اشتهر بعبارة "من هنا ومن قطاع غزة ننشر لكم آخر التطورات في البلاد".
يصف عبود نفسه بأنه "أقوى مراسل في العالم"، ويظهر كثيراً وهو يتحدث إلى متابعيه خلال القصف وتحت أصوات القذائف والطائرات الحربية في الخلفية، ويحظى اليوم بمتابعة 1.2 مليون شخص.
وخلال أيام الحرب الأولى اختفى عبود الغزاوي عن الظهور لأيام عدة ليعود بعدها بمقاطع مصورة جديدة مرتدياً سترة واقية وعليها عبارة "صحافة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير