Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حل الدولتين" يفرض نفسه على طاولة السياسيين في "حوار المنامة"

مسؤولون يحذرون من اختطاف قوى التطرف المشهد وسط هجوم ملموس ضد "دول الاعتدال" في المنطقة

ملخص

مسؤولون يحذرون من اختطاف قوى التطرف المشهد وسط هجوم ملموس ضد "دول الاعتدال" في المنطقة

طغت الحرب في غزة بصورة عامة على الجلسات الأولى لحوار المنامة اليوم السبت، إذ لخص وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في الجلسة التي حملت عنوان "الحرب والدبلوماسية والتخفيف من حدة التوتر" ما يجري داخل قطاع غزة بجريمة حرب، لا سيما في ما يتعلق بمنع دخول الغذاء والدواء والوقود للقطاع، وقال في القمة الأمنية لحوار المنامة الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين "لن نسمح بحدوث ذلك أبداً، فإضافة إلى أنه جريمة حرب، سيشكل تهديداً مباشراً لأمننا القومي"، مؤكداً أن الأردن "سيفعل كل ما يلزم" لمنع تهجير الفلسطينيين.

وحملت كلمة وزير الخارجية الأردني تساؤلات عدة حين أبدى استغرابه مما تقوم به إسرائيل حالياً في حربها، فبحسب الصفدي، هذا ليس دفاعاً عن النفس وإنما عدوان سافر، وأضاف "لا أفهم كيف يمكن لإسرائيل أن تحقق هدفها بتدمير حركة حماس؟".

وأحيت الحرب بين إسرائيل و"حماس" من جديد مخاوف قديمة في الأردن، موطن عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم، ويخشى الأردنيون أن تطرد تل أبيب الفلسطينيين بصورة جماعية من الضفة الغربية التي تحتلها، خصوصاً أن اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين تصاعدت على الفلسطينيين منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال الصفدي "هذه الحرب لا تأخذنا إلى أي مكان سوى نحو مزيد من الصراع ومزيد من المعاناة والتهديد بتوسيع الرقعة إلى حرب إقليمية"، مؤكداً أنه تمت المطالبة بتحرير الرهائن خلال القمة العربية الأخيرة، وأضاف أنه "ليس مقبولاً أن تربط تل أبيب الهدنة ووقف إطلاق النيران بتحرير الأسرى لأن لدى إسرائيل أكثر من مليوني رهينة في قطاع غزة المحاصر".

"حرق المعاهدات"

وفي السياق ذاته، شدد نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي في كلمته خلال الجلسة الأولى لحوار المنامة على إدانة استهداف المدنيين بأي شكل كان وتحت أي ذريعة، وقال إن "استمرار الحرب في قطاع غزة وإطالة أمدها يفضيان إلى كارثة إنسانية لا مبرر لها، إذ تشهد فلسطين اليوم انتهاكات بحق المدنيين العزل وحرق إسرائيل للمعاهدات الدولية، لا سيما أنها تقصف المناطق الاكثر اكتظاماً بالمدنيين، مما يهدد بجر المنطقة إلى صراعات أوسع تقوض تعزيز الأمن الإقليمي وتعطل فرص السلام في المنطقة".

ولفت إلى أن بلاده ستستمر في حشد الجهود لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين وإعادة إحياء جهود السلام العادل والشامل، مردفاً أننا "سنواصل حشد الجهود من أجل وقف فوري لإطلاق النار وفك الحصار المفروض على القطاع".

وأكد أهمية إطلاق مسار لتحقيق السلام من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وفق القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام.

من جانبه، أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مشاركته في قمة "حوار المنامة" المقامة حالياً في العاصمة البحرينية عن اعتقاده بأن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة القادرة على إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وأضاف أن "حماس لا يمكنها إدارة غزة بعد الآن".

30 عاماً ولم يحدث شيء

وقال بوريل "أتردد في الحديث عن حل الدولتين، ليس لأنني لا أؤمن به ولكن لأننا نتحدث عنه منذ 30 عاماً ولم يحدث شيء، بينما نسمح للمستوطنين بالاستمرار، لذا بدأنا منذ ستة أشهر البحث مع الرياض وعمان في إيجاد طريقة لتطبيق هذا الحل، إذ لا يمكن تحقيق السلام بتجاهل الفلسطينيين"، مضيفاً أن "إسرائيل تستحق الأمن والشعب الفلسطيني يستحق الكرامة. السلام ممكن، لكن كم من الأرواح البريئة ستزهق قبل أن نتمكن من تحقيقه؟، علينا واجب أن نعمل بجد الآن من أجل ذلك".

وفي الصدد ذاته، اتهم منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أميركا بريت ماكغورك "حماس" بـ "قلب مسار السلام والأمن والاستقرار في المنطقة من خلال هجومها في السابع من أكتوبر الماضي"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن أي دولة حتى إسرائيل لن تستطيع العيش مع تهديدات الحركة.

ويرى ماكغورك أن إطلاق سراح المحتجزين لدى الحركة سيؤدي إلى زيادة توصيل المساعدات الإنسانية وتوقف مؤثر للقتال في غزة، مردفاً أنه "عندما يطلق سراح المحتجزين ستشهدون تغيراً واضحاً".

واستدرك بالقول "ينبغي التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية واحدة، وتتعين عودة الضفة الغربية وغزة تحت إدارة حكومة موحدة وفي نهاية المطاف تحت سلطة فلسطينية متجددة، فلا يجب أن يكون هناك تهجير للفلسطينيين ولا يجب إعادة احتلال غزة ولا يجب تقليص الأراضي الفلسطينية ولا يجب حصار غزة، بل ينبغي إيجاد مسار لتطبيق حل الدولتين".

حل الدولتين

ولم يتوقف النقاش حول ما يدور في غزة لما يزيد على شهر والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني عند أولى جلسات اليوم لحوار المنامة، بل انتقلت عدواه إلى ثاني الجلسات التي حملت عنوان "سبل التعامل مع التنافس الدائر على النطاق العالمي"، إذ أوضح مستشار السياسة الخارجية في الإمارات أنور قرقاش أن تصريحات بنيامين نتنياهو حول وجود إسرائيلي على المدى الطويل في غزة مثيرة للقلق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع "هذا يشير إلى أنه ربما يكون الدرس الذي نتعلمه نحن غالبية الناس في المنطقة من أزمة غزة، هو ضرورة العودة لحل الدولتين، إننا بحاجة إلى العودة لدولة إسرائيلية وأخرى فلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب"، مؤكداً على أهمية تكاتف دول الاعتدال العربي بوجه التطرف ورأى أن "ما يحصل اليوم في غزة هو ضربة للاعتدال العربي، ولا يجب أن نسمح للميليشيات أن تدير القضية الفلسطينية".

وتابع أن "هناك هجوماً على الدول العربية المعتدلة وعلى هذه الدول أن تتحمل المسؤولية وأن تتولى الإدارة وتطلق المبادرة وصولاً إلى حل الدولتين"، قائلاً "نحن بحاجة إلى أن نتخطى مسألة احتواء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والإمارات ليس لديها موقف تجاه القضية الفلسطينية بمعزل عن موقف الدول العربية".

وأضاف قرقاش أن "الإمارات تدعم التوافق العربي في شأن القضية الفلسطينية، لكن لكل دولة هامشاً من التحرك ضمن هذا التوافق، والأولوية الآن هي إنسانية، فما يحصل في غزة من استمرار للقصف غير مقبول ونحتاج إلى وصول آمن لتوفير المساعدات لسكان القطاع، وكلما طالت حرب غزة ازداد خطر اتساع الأزمة في المنطقة، ولحل الأزمة نحتاج إلى معرفة ما يريده الفلسطينيون".

التنافس الدولي

وفي سياق متصل، أكد وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني أن النجاح في التنافس العالمي يتطلب وجود رؤية طويلة الأمد في منطقة الخليج والشرق الأوسط، ولفت إلى أن فهم المكونات الأساسية أمر مهم لإنشاء مستقبل آمن ومزدهر، قائلاً "من بين المسائل الأكثر أهمية التي تنبغي معالجتها في منطقتنا إيجاد حل للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي".

وطالب بوضع حد للتصعيد في غزة، فهو "أمر ضروري سيؤدي إلى وقف الأعمال العدائية وتوفير المساعدات للقطاع وإطلاق سراح الرهائن وعلينا جميعاً العمل يداً بيد لتحقيق السلام، والحل ينبغي أن يكون حل الدولتين عبر الاعتراف بحق الفلسطينيين بإنشاء دولة مستقلة والاعتراف بأمن إسرائيل وضمانه، لذا ندعو إلى تنظيم مؤتمر دولي للسلام لإنشاء عملية تؤدي إلى النتيجة المرجوة".

وأضاف أن بناء التكاتف بين الدول أساسي في هذه المنطقة للتوصل إلى شرق أوسط آمن، معتبراً أن "التكامل الاقتصادي والتعاون عبر التجارة أساسيان للإسهام في ازدهار المنطقة والترويج للتعايش السلمي".

التبعات السلبية

وأوضح الزياني أن منطقة الخليج والشرق الأوسط عرفت تاريخياً التبعات السلبية للتنافس الدولي من أجل الأرض والموارد والنفوذ، قائلاً "اليوم هذا التنافس ما زال قائماً وازداد تعقيداً وأصبح أكثر انتشاراً من السابق، والسؤال المطروح هو كيف نستخدم هذا التنافس بطريقة بناءة تشجع النمو والازدهار؟".

واستطرد أننا "بحاجة إلى إطار من المبادئ والقيم المشتركة كي نخوض التنافس العالمي ونتوصل إلى السلام والازدهار والإبقاء على علاقات جيدة مع دول الجوار، ومن هذه المبادئ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام القوانين الدولية".

فرص لا ينبغي تدميرها

في الصدد ذاته، اتهم وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية توبياس ليندنر "حماس" باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وقال خلال مشاركته في الجلسة الثانية من حوار المنامة إن "المعاناة الإنسانية في غزة وإسرائيل وفي الضفة الغربية يجب أن تتوقف، والأرقام عن عدد القتلى مقلقة، والسكان في غزة بحاجة إلى المساعدات من أجل تخفيف معاناتهم، لا بد من بذل مزيد من الجهود لمنع الانهيار في غزة، وعلى إسرائيل إظهار مزيد من المرونة".

ويرى أن هناك فرصة تاريخية للسلام بين تل أبيب وجيرانها العرب اليوم، مشدداً على أنه "يجب ألا يتم تدميرها، فهذا ما يريده الإرهابيون، لذا يجب أن نعمل على حل الدولتين اللتين تعيشان جنباً إلى جنب، ومن دون انضمام الدول العربية ودول الخليج لا يمكن أن يطبق هذا الحل".

وأردف أن "لا شيء يبرر ما حصل في السابع من أكتوبر، لكن إن أردنا أن نهزم الإرهاب في المنطقة فينبغي أن تكون لنا رؤية للمستقبل، نحن نؤيد حل الدولتين لأنه الطريقة الوحيدة لتوفير السلام في المنطقة".

وأبدى أسفه لأن العالم وجد نفسه يواجه تحديات عدة في وقت واحد، "فالحرب الروسية على أوكرانيا غيّرت النظام الأوروبي وما زالت مستمرة، لكن هذه الحرب ليست مشكلة أوروبية فقط بل عالمية لأنها أثرت في إمدادات العالم".

يذكر أن حوار المنامة الذي يقام حالياً في نسخته الـ19، ينظم سنوياً في المنامة، حيث يجتمع عشرات المسؤولين الرسميين ورجال الأعمال والشخصيات الدولية والاقتصاديين والسياسيين والمفكرين الاستراتيجيين من آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية وأميركا اللاتينية وأوروبا لتبادل وجهات النظر إزاء التحديات الأمنية العالمية.

المزيد من متابعات