Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باحات الأقصى خالية من المصلين وشوارع القدس مهجورة بسبب الحرب

إغلاق 20 فندقاً من أصل 22 بسبب إلغاء جميع الحجوزات السياحية

تعمل نحو 69.6 في المئة من المنشآت الصناعية في القدس بأقل من طاقتها الإنتاجية الاعتيادية (رويترز)

ملخص

تدنت الحركة التجارية إلى النصف في مدن وبلدات الضفة الغربية بسبب فرض الجيش الإسرائيلي إجراءات مشددة على التنقل، وعدم صرف رواتب الموظفين، وتوقف نحو 200 ألف فلسطيني عن العمل في إسرائيل

بعد أن كانت تعج بالمصلين والسياح من كل أنحاء العالم، تحولت البلدة القديمة للقدس إلى مدينة أشباح منذ بدء الحرب على قطاع غزة قبل 40 يوماً، فيما تراجعت الحركة التجارية والاقتصادية في الضفة الغربية إلى أقل من 50 في المئة.

ولم تمض سوى بضعة أشهر على تعافي النشاط السياحي إثر توقفه لنحو سنتين بسبب جائحة كورونا، حتى شلت الحرب في قطاع غزة السياحة بالقدس.

تراجع الطاقة الإنتاجية

ومن أصل 22 فندقاً في القدس الشرقية، أغلق 20 منها بسبب توقف الحركة، فيما خصص فندقان للصحافيين الذين يقومون بتغطية الحرب.

ومنذ أسابيع تخلو شوارع البلدة القديمة للقدس وأزقتها من السياح الأجانب والمصلين الفلسطينيين بسبب تداعيات الحرب، والإجراءات التي تفرضها الشرطة الإسرائيلية.

فالسلطات الإسرائيلية تمنع الفلسطينيين من الضفة الغربية دخول مدينة القدس، فيما تحظر الشرطة الإسرائيلية معظم الفلسطينيين من أهالي القدس والمدن الفلسطينية في إسرائيل من دخول البلدة القديمة.

وإلى النصف تدنت الحركة التجارية في مدن وبلدات الضفة الغربية بسبب فرض الجيش الإسرائيلي إجراءات مشددة على التنقل بين تلك المدن، وعدم صرف رواتب الموظفين العموميين، وتوقف نحو 200 ألف فلسطيني عن العمل في إسرائيل.

وقالت وزارة الاقتصاد الفلسطينية، إن 94.8 في المئة من المنشآت الاقتصادية "تعاني صعوبة في التنقل وتوزيع البضائع بين محافظات الضفة نتيجة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي".

وسجل مرصد وزارة الاقتصاد الفلسطينية "تراجع الطاقة الإنتاجية للمنشآت الصناعية خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري إلى متوسط 49 في المئة، فيما تدنى حجم العمالة في تلك المنشآت بنسبة 27.6 في المئة".

وأشار المرصد إلى "خفض مبيعات المحلات التجارية إلى أكثر من 50 في المئة، وهي متاجر ألبسة وأحذية، وألعاب أطفال، وأدوات منزلية وأثاث، ومنتجات تنظيف، وبعض السلع الغذائية".

إلغاء الحجوزات

وكان القطاع الصناعي وفق وزارة الاقتصاد الفلسطينية، من أكثر القطاعات الاقتصادية تضرراً خلال الأسابيع الماضية، إذ تعمل نحو 69.6 في المئة من المنشآت الصناعية بأقل من طاقتها الإنتاجية الاعتيادية.

ومن أبرز تلك القطاعات الصناعية التي تراجعت، قطاع الحجر والرخام، والصناعات البلاستيكية، والباطون الجاهز، والصناعات الإنشائية، ومنتجات الزجاج، والصناعات الكيماوية، وصناعة الحلويات، وصناعة الملابس، وتعبئة وتجهيز التمور.

وأدى عدم تمكن فلسطينيي 48 من الوصول إلى الضفة الغربية إلى مشكلات اقتصادية في 69.2 في المئة من المنشآت، بخاصة المؤسسات التجارية، فيما تعاني 61.5 في المئة من عدم وصول العاملين إلى أماكن عملهم.

ويرتاد مئات الآلاف من هؤلاء الفلسطينيين أسواق ومطاعم وفنادق الضفة الغربية بسبب خفض الأسعار والقرب الجغرافي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكشفت مصادر فلسطينية لـ"اندبندنت عربية" أن جميع الحجوزات الفندقية في القدس تم إلغاؤها، وهو ما تسبب في إغلاق فنادق المدينة التي يعمل فيها نحو ألف فلسطيني، الذين تم إدراجهم على بند البطالة وفق قانون العمل الإسرائيلي.

وقالت تلك المصادر، إن إلغاء الحجوزات يشمل الأشهر الأربعة القادمة، التي ترتفع فيها الحركة السياحية سنوياً لا سيما في احتفالات أعياد الميلاد.

شلل تجاري

ويصل عدد السياح سنوياً في القدس وفق تلك المصادر، إلى نصف مليون شخص تعمل شركات السياحة الفلسطينية على جذبهم، فيما تقوم شركات السياحة الإسرائيلية بجذب أكثر من مليون ونصف المليون.

ولا تقتصر خسائر القطاع السياحي على الفنادق فقط، لكنها تشمل عشرات المطاعم، ووسائل النقل، ومحلات بيع التحف الشرقية التي تعج بها البلدة القديمة للقدس.

وضرب الشلل 91 في المئة من المحال التجارية في البلدة القديمة، التي يبلغ عددها 1372 بينها 464 محلاً للتحف الشرقية، وفق رئيس لجنة تجار القدس حجازي الرشق.

وقال الرشق، إن الوضع الاقتصادي في المدينة "سيئ للغاية"، مشيراً إلى أن تسعة في المئة فقط من المحال تشهد حركة تجارية خجولة، وهي مخصصة لبيع المواد التموينية.

وأوضح الرشق أن السلطات الإسرائيلية عزلت القدس عن باقي المدن الفلسطينية بسبب منع الفلسطينيين من دخول المدينة عبر الحواجز العسكرية المنتشرة حول المدينة.

باحات الأقصى خالية

وسببت الحرب الحالية إلى تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر تبلغ 600 مليون دولار أسبوعياً، وفق البنك المركزي في إسرائيل، بسبب نقص القوى العاملة.

وأوضح البنك أن "تلك الكلف ناجمة عن إغلاق عديد من المدارس في أنحاء البلاد وإجلاء نحو 144 ألف عامل من المناطق القريبة من الحدود مع غزة ولبنان، إضافة إلى استدعاء جنود الاحتياط للخدمة".

ومنذ هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وما تبعه من هجوم إسرائيلي، يؤدي مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة في الشوارع القريبة من البلدة القديمة للقدس بسبب منع الشرطة الإسرائيلية وصولهم إلى المسجد الأقصى.

ووفق مسؤول فلسطيني، فإنه للجمعة الرابعة على التوالي "تفرض الشرطة الإسرائيلية قيوداً مشددة على دخول المصلين إلى الأقصى، وتسمح فقط لكبار السن بأداء الصلاة فيه".

وبعد أن كان عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، أصبح العدد لا يتجاوز الخمسة آلاف فلسطيني.

وتبدو باحات المسجد الأقصى ومصلياته شبه خالية من المصلين على غير العادة.

المزيد من متابعات