Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علامات تجارية غربية كبرى تحت الضغط بسبب شد الأحزمة في الصين

شركات أجنبية فاخرة تخسر رجحان كفتها في اقتصاد بكين مع الركود الاقتصادي

علامات تجارية غربية رائدة ناشطة في الصين تواجه مشكلات بسبب ركود الاستهلاك في البلاد (رويترز)

ملخص

مع تباطؤ الاقتصاد الصيني تتقلص أرباح شركات أجنيبة في السوق الصينية 

أوردت "وول ستريت جورنال" تحقيقاً لفتت فيه إلى أن علامات تجارية غربية رائدة ناشطة في الصين تواجه مشكلات بسبب ركود الاستهلاك في البلاد. وأضافت الصحيفة الأميركية أن شركات من مصاف شركة "إستي لودر" لمستحضرات التجميل الفاخرة وشركة "كندا غوس" المصنعة للملابس وشركة "أبل" الشهيرة بهواتف "آيفون" الذكية تبلغ عن نتائج ضعيفة بسبب تباطؤ أعمالها في الصين، ويفيد بعضها بأن العملاء الصينيين لا يزالون مستنكفين عن إنفاق المال بعد سنة على رفع الإغلاق العام [الحجر الصحي] الذي فرض لمكافحة انتشار جائحة "كوفيد-19".

ووفق التحقيق، تراجع سعر سهم "إستي لودر" بنسبة 17 في المئة في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، مسجلاً أدنى مستوياته في سنوات، بعدما خفضت الشركة توقعاتها للسنة المالية الحالية، ويرجع ذلك جزئياً إلى تباطؤ انتعاش مبيعات منتجات التجميل الراقية في الصين. وتعافى السهم قليلاً منذئذ. وتتوقع الشركة التي تتخذ من نيويورك مقراً الآن أن تتراوح مبيعات السنة المالية الجارية ما بين خفض بنسبة اثنين في المئة وزيادة بنسبة واحد في المئة مقارنة بالسنة المالية الماضية، ومقارنة بهدفها السابق المتمثل في نمو المبيعات السنوية بين خمسة في المئة وسبعة في المئة.

تحسن طفيف في ثقة المستهلكين

وبحسب الصحيفة، "يلتزم المستهلكون الصينيون الحذر إلى حد كبير بعد رفع القيود المتعلقة بكورونا العام الماضي، في حين تباطأ الانتعاش في الاستهلاك في الأشهر الأخيرة بعد تحسن كبير لم يدم طويلاً كان مدفوعاً بالإنفاق على السفر وخدمات أخرى هذا الربيع، ولم تتحسن ثقة المستهلك إلا قليلاً خلال السنة الماضية ولا تزال تحوم حول أدنى مستوى تاريخي، كما تظهر القراءة الرسمية، ودفعت دوامة الهبوط في سوق العقارات عديداً من الأسر إلى الشعور بأنها أقل ثراء مع استمرار أسعار المساكن في الخفض في أنحاء البلاد كلها، ودفعت الضغوط على سوق العمل، ولا سيما مع وصول معدل البطالة بين الشباب إلى مستوى قياسي هذا الصيف، كثراً إلى التراجع عن الإنفاق".

وأشار التحقيق إلى أن هذه الاتجاهات جعلت عدداً أكبر من المستهلكين ينجذبون نحو خيارات أرخص، وهو اتجاه يمكن أن يفيد عدداً أكبر من العلامات التجارية المحلية على حساب المنتجات الأجنبية التي تعتبر عادة أكثر رقياً وفخامة [أعلى كعباً]. ونقل عن أليسيا جوان، التي تعيش في تشيجيانغ، إحدى أغنى المقاطعات في شرق الصين، قولها إنها كانت تمتلك خزانة مليئة بمنتجات البشرة الفاخرة مثل "لا مير"، وهي علامة تجارية تمتلكها "إستي لودر"، إلى جانب منتجات أخرى لشركات يابانية وسويسرية. وعندما أغلقت متجرها الإلكتروني لبيع الملابس أثناء الجائحة، قلصت نفقاتها. وبات شعارها الجديد للتسوق هو: "اشتر أقل واشتر أرخص [ثمناً]".

انخفاض مبيعات "أبل"

في المقابل، أعلنت "أبل" في الثاني من أكتوبر أن المبيعات على مستوى العالم انخفضت للفصل الرابع على التوالي. وفي الصين، ثالث أكبر أسواقها، انخفضت المبيعات بنسبة 2.5 في المئة عن الفصل السابق إلى 15.1 مليار دولار، مخالفة لتقديرات المحللين، وفق "وول ستريت جورنال". وفي الصين، "تواجه الشركة التي تتخذ من كوبرتينو بولاية كاليفورنيا مقراً تدقيقاً حكومياً متزايداً ومنافسة محلية أقوى من أمثال الشركة المحلية الرائدة هواوي، فقد بدأت الشركة الصينية العملاقة لتصنيع الأجهزة في الأشهر الأخيرة في بيع هاتف ذكي قادر على نقل البيانات بسرعة فائقة، في تحد مباشر لأبل". ورداً على سؤال في اتصال مع المستثمرين في شأن الطلب في الصين، قال الرئيس التنفيذي تيم كوك إن المبيعات تضررت من التقلبات في أسعار صرف العملات الأجنبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشارت الصحيفة في تحقيقها إلى أن "كندا غوس" الكندية لصناعة الملابس الشتوية خفضت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) توقعاتها للمبيعات السنوية، مرجحة أن تتراوح إيرادات السنة المالية الحالية ما بين 1.2 مليار دولار كندي (879 مليون دولار أميركي)، و1.4 مليار دولار كندي، بتراجع عن توقعاتها السابقة البالغة 1.4 مليار دولار كندي إلى 1.5 مليار دولار كندي. وقال المدير المالي للشركة جوناثان سينكلير، في اتصال مع المستثمرين: "عندما يتعلق الأمر بالصين، نشهد بيئة لا تزال تواجه تحدياً إلى حد ما لجهة الأثر الاقتصادي في المستهلك الصيني".

وتلفت الصحيفة إلى أن العلامات التجارية الأجنبية هيمنت على السوق الاستهلاكية في الصين إلى حين بدء تراجع هيمنتها في السنوات الخمس الأخيرة، وتعاني الأسماء المحلية بسبب المنافسة. وكثيراً ما كانت العلامات التجارية الصينية تواجه تحديات تحول دون انتشارها بسبب الجودة الرديئة وضعف التسويق، لكنها منتشرة الآن في الأسواق الإلكترونية وعلى رفوف المتاجر. وتشعر بعض الشركات الصينية بضيق أيضاً، فقد أعلنت "يام تشاينا"، التي تدير منافذ "كاي أف سي" و"بيتزا هات" و"تاكو بل" في الصين، قبل نحو أسبوع عن نتائج الفصل الثالث التي جاءت أقل من التوقعات، كما حذرت الشركة من خفض طلب المستهلكين. وقال المدير المالي أندي يونغ في اتصال مع المستثمرين إن طلب المستهلكين تراجع في أواخر سبتمبر (أيلول) وأكتوبر ووصف تعافي الصين بعد الجائحة بأنه "يشبه الموجات" و"غير ثابت".