ملخص
أعلنت هيئة الصحة البريطانية أنها ستوفر لنحو 300 ألف امرأة دواءً يقلص خطر الإصابة بسرطان الثدي
أعلنت "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" البريطانية "أن أتش أس" أنها ستوفر دواءً يقلص خطر الإصابة بسرطان الثدي لنحو 300 ألف امرأة.
وتبين للعلماء أن العلاج الهرموني، واسمه "أناستروزول" anastrozole، يحول دون إصابة النساء بسرطان الثدي، وأن تأثيره الوقائي يطول لسنوات بعد توقف المرأة عن تناوله.
في إنجلترا، ستحصل على الدواء نحو 289 ألف امرأة دخلن مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، ممن يعتبرن معرضات لخطر متوسط أو مرتفع للإصابة بسرطان الثدي، وذلك في محاولة لتقليص خطر الإصابة بالمرض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت التجارب أن الدواء يخفض حالات سرطان الثدي بنسبة 49 في المئة على مدى 11 عاماً بين صفوف النساء اللاتي يستوفين شروط استخدامه، مما يعني أنه في حال لبت الدعوة 25 في المئة فقط من تلك النساء في إنجلترا، ونصفهن تناولن الدواء طوال السنوات الخمس الموصى بها، سيمنع العقار ألفي حالة من الظهور. وسبق أن استخدم الدواء لعلاج سرطان الثدي، لكن "أعيد توظيفه لغرض آخر"، ألا وهو منع الإصابات أيضاً. إنه الدواء الأول الذي يخضع لبرنامج "إعادة استخدام الأدوية" [في غير الاستخدامات المصممة لها أساساً] التابع لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في إنجلترا.
وعام 2017 وللمرة الأولى، أوصى "المعهد الوطني للتميز في الصحة والرعاية" National Institute for Health and Care Excellence في بريطانيا باستخدام "الأناستروزول" كخيار وقائي، ولكن لما كان العلاج غير مرخص لهذا الغرض تحديداً، بقي الإقبال عليه منخفضاً.
الآن، أجازت "وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" Medicines and Healthcare products Regulatory Agency في بريطانيا استخدام الدواء كخيار وقائي أيضاً.
وتحدثت في هذا الشأن أماندا بريتشارد، الرئيسة التنفيذية لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" فقالت "إنه لأمر رائع أن هذا الخيار البالغ الأهمية لتقليل الأخطار يسعه الآن أن يساعد الآلاف من النساء وأسرهن على تجنب محنة تشخيص سرطان الثدي".
وأضافت بريتشارد "السماح لعدد أكبر من النساء بأن يعيشن حياة أكثر صحة وخالية من سرطان الثدي خطوة مذهلة حقاً، ويحدونا أمل في أن يمثل الترخيص الذي ناله عقار (الأناستروزول) اليوم لاستخدام جديد غير الاستخدام الأساس الخطوة الأولى التي تضمن وضع خيار تقليص الأخطار في متناول جميع النساء اللاتي يمكنهن الاستفادة من الدواء".
وفي رأي بريتشارد، "فإنه أول دواء يعاد استخدامه لغرض غير الاستخدام الأصلي من خلال برنامج جديد رائد عالمياً لمساعدتنا في الاستفادة من الإمكانات الكاملة للأدوية الموجودة من طريق توظيفها في استخدامات جديدة تستهدف إنقاذ مزيد من الأرواح في (هيئة الخدمات الصحية الوطنية) وتحسين حياتها".
وبفضل هذه المبادرة، تقول بريتشارد، "نأمل في أن تقود زيادة الوصول إلى (أناستروزول) إلى تمكين مزيد من النساء من اتخاذ خطوات للحد من الأخطار إذا رغبن في ذلك، ومساعدتهن على العيش من دون خوف من الإصابة بسرطان الثدي".
في الواقع، تشكل هذه الخطوات إضافة إلى ترسانة الأدوية الوقائية الخاصة بسرطان الثدي الموجودة لدى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، إذ سبق أن نال العقاران "تاموكسيفين" tamoxifen و"رالوكسيفين" raloxifene الترخيص لاستخدامهما في الوقاية من سرطان الثدي.
يؤخذ العلاج على شكل قرص عيار 1 مليغرام، مرة واحدة يومياً طوال خمس سنوات، ويعطي مفعوله عبر خفض مقدار هرمون الإستروجين الذي يصنعه جسم المريضة من طريق منع إنزيم يسمى "أروماتيز" aromatase.
أما الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً للدواء فتتلخص في الهبات الساخنة، والشعور بالضعف، والألم/ التيبس في المفاصل، والتهاب المفاصل، والطفح الجلدي، والغثيان، والصداع، وهشاشة العظام، والاكتئاب.
من جانبها، قالت البارونة ديليث مورغان، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة الخيرية "بريست كانسر ناو" Breast Cancer Now (سرطان الثدي الآن)، "توسيع نطاق ترخيص عقار (أناستروزول) ليشمل استخدامه كعلاج للحد من الأخطار يعد خطوة كبيرة إلى الأمام من شأنها تقليص احتمال الإصابة بالمرض لدى أعداد إضافية من النساء المؤهلات لشروط الاستخدام اللاتي لديهن تاريخ عائلي كبير من سرطان الثدي".
وقال وزير الدولة لشؤون الصحة في بريطانيا ويل كوينس إن "سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً في المملكة المتحدة، لذا يسعدني أن عقاراً فاعلاً آخر للمساعدة في الوقاية من هذا المرض القاسي قد نال الموافقة الآن". وأضاف "لقد شهدنا فعلاً التأثير الإيجابي الذي يحققه (الأناستروزول) في علاج المرض عند رصده لدى نساء في مرحلة انقطاع الطمث، والآن يمكننا استخدامه لوقف تطوره تماماً لدى بعض النساء".
© The Independent