Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انهيار "وي ورك" يؤشر إلى مشكلة أكبر في قطاع العقارات الأميركي

أسسها رجال أعمال واستثمر فيها "سوفت بنك" وسط تعثرها بقطاع الشركات الناشئة

نموذج أعمال شركة "وي ورك" كشركة ناشئة ومشكلات قطاع العقارات الإدارية والتجارية أسهمت في الانهيار (رويترز)

ملخص

قصة صعود وهبوط واحدة من ألمع الشركات الناشئة التي كانت قيمتها قبل أربعة أعوام عند 49 مليار دولار لتنتهي الآن بقيمة بنحو 120 مليوناً فقط

جاء طلب شركة "وي ورك" لإعلان الإفلاس بعد التخلف عن سداد المستحقات التي عليها مطلع الأسبوع ليضع نهاية لواحدة من الشركات الناشئة التي اعتبرت قبل سنوات قليلة مثالاً على نجاح هذا النموذج من الأعمال.

ومع أن انهيار الشركة يعد أيضاً نتيجة لتدهور قطاع العقارات التجارية في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وعدم الانتعاش بقوة ما بعد أزمة وباء كورونا، إلا أن نموذج الأعمال الذي اعتمدته يثير المخاوف منذ ما قبل أزمة وباء كورونا.

وزاد القلق في الأسواق في شأن الشركة التي صعدت قيمتها منذ تأسيسها مطلع العقد الماضي حتى قدرت عام 2019 بنحو 49 مليار دولار، وانتهى بها الحال وقيمتها لا تزيد على 120 مليون دولار الآن.

أما سبب المخاوف، فهو أن الشركة التي بدأت ناشئة، وتعتبر نفسها ضمن شركات التكنولوجيا في سعيها لجمع أموال المستثمرين في البداية، لم تكن سوى شركة "سمسرة عقارية" وفق ما رأى المحللون في السوق قبل أربعة أعوام.

بحسب أحدث إفصاح للبورصة قدمته الشركة في أغسطس (آب) الماضي، فإنها تستأجر ملايين الأمتار المربعة من مساحات المكاتب في 777 موقعاً حول العالم. ويذكر أن إعلان الإفلاس، أول من أمس الإثنين، يتعلق بمساحات المكاتب في أميركا وكندا، وهي المكون الأكبر في عمل الشركة.

صعود وهبوط

بعد سلسلة من الخسائر وإغلاق مساحات المكاتب، تخلفت الشركة مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن دفع مستحقات الفائدة لحاملي سندات دينها. وأصبح أمامها 30 يوماً لترتب السداد، وانقضت المدة من دون أن تتمكن من سداد ما عليها من مستحقات. وعلى رغم إعلانها قبل أيام التوصل لاتفاق مع الدائنين بإعطائها فرصة سماح إضافية لمدة أسبوع لكنها لم تتمكن من الحصول على أي تمويل لسداد المستحقات فأعلنت الإفلاس. وبحسب إفصاحها المالي الأولي الأخير، فعلى الشركة مستحقات تتراوح بين 10 و50 مليار دولار وفق ما ذكرت شبكة "سي أن بي سي" الأميركية.

أسس الشركة في نيويورك عام 2010 رجل الأعمال الإسرائيلي آدم نيومان الذي تمكن من جمع أموال المستثمرين بإقناعهم بفكرة "العمل الجماعي المشترك". وتقوم الشركة بتأجير مساحات مكاتب وبنايات إدارية وتوفر للشركات الناشئة والصغيرة أماكن لعمل موظفيها بطريقة تشبه إلى حد ما عمل شركة ناشئة أخرى بدأت تواجه مشكلات ضريبية وغيرها هي شركة "إير بي أن بي".

وبدلاً من استئجار مبان أو مساحات مكاتب لفترة طويلة، لجأت الشركات الناشئة والصغيرة وحتى العاملون بأنفسهم من الشباب في مجال التكنولوجيا لاستخدام خدمات "وي ورك". وبدا نموذج عمل الشركة واعداً مما مكنها عام 2017 من جمع تمويلات جديدة على أساس تقدير قيمتها بنحو 20 مليار دولار.

بدأ آدم نيومان بيع أسهم الشركة بكثافة مستخدماً العائد في شراء عقارات سكنية (وليست مكتبية أو إدارية)، من بينها منزل في غرينتش فليج بنيويورك بأكثر من 10 ملايين دولار عام 2014، ومزرعة مساحتها 60 فداناً بقيمة 16 مليون دولار عام 2016.

في عام 2019، وصلت شركة "وي ورك" إلى قمتها حين استثمر "سوفت بنك" الياباني الذي يركز على شركات التكنولوجيا الناشئة ملياري دولار في شركة "وي ورك" مع تقدير قيمتها وقتها عند 47 مليار دولار. وكان دخول "سوفت بنك" ومؤسسه "ماسايوشي صن" في الشركة دافعاً لمحاولتها التسجيل في بورصة نيويورك عبر طرح أولي للأسهم، لكن المحاولة فشلت وقتها.

فشل وخسائر

لم يكن فشل الطرح الأولي السابق قبل أربعة أعوام بسبب رؤية السوق للشركة باعتبارها شركة تكنولوجية ناشئة وإنما شركة سمسرة عقارية فحسب، بل لاكتشاف مشكلات تتعلق بإدارتها أيضاً، خصوصاً بعدما اتضح أن مؤسسها ورئيسها آدم نيومان يؤجر عقارات يملكها شخصياً للشركة لتستخدمها في توفير مكاتب العمل المشتركة في تضارب مصالح واضح.

وفي ذلك العام الذي فشل فيه الطرح الأولي لأسهم الشركة أطيح نيومان، وإن كان حصل على تعويض إنهاء عمله كرئيس للشركة بلغ 1.7 مليار دولار وقتها. وبنهاية عام 2019، بينما مني "سوفت بنك" بخسائر نتيجة انهيار القيمة السوقية للشركة إلا أنه تدخل لإنقاذها باستثمار 10 مليارات دولار ليصبح مستحوذاً على النصيب الأكبر منها بنسبة 80 في المئة تقريباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ثم جاءت أزمة وباء كورونا وما صاحبها من إغلاق الاقتصاد حول العالم من ثم تضرر كل قطاع العقارات الإدارية. ولأن الشركة كانت تؤجر مباني ومساحات لمدد طويلة تصل إلى 15 عاماً وأكثر بينما توفرها للعملاء بتأجير قصير الأمد لا يزيد على عامين فقد تعرضت لخسائر أكبر، واضطرت إلى إغلاق كثير من مواقع المكاتب المشتركة لتقليل الخسائر، وسرحت عدداً كبيراً من العاملين بالشركة.

قبل عامين، في أكتوبر عام 2021 تمكنت الشركة من التسجيل في البورصة عبر اندماجها مع شركة استحواذ وتمويل، مع تقدير قيمتها وقتها عند تسعة مليارات دولار، ويذكر أنه في النصف الأول من ذلك العام الذي طرحت فيه بالبورصة منيت بخسائر بلغت ثلاثة مليارات دولار.

كان المستفيد الأكبر من طرح الشركة في البورصة هو مؤسسها آدم نيومان الذي ظل محتفظاً بنسبة 11 في المئة فيها، وعاد التفاؤل بإمكانية خروج الشركة من مأزقها والعودة للنمو، إلا أن مشكلاتها كانت أكبر من قدرة إدارتها التي تغيرت مرتين منذ ترك نيومان لها على النهوض بها، وجعل المناخ الاقتصادي العام وتباطؤ النمو في قطاع العقارات الإدارية والتجارية "وي ورك" تعود للخسائر.

وكادت الشركة تشطب من بورصة نيويورك مطلع هذا العام بعدما هوى سعر السهم إلى أقل من دولار، إلا أنها تمكنت من تفادي الطرد من السوق بتعديل أسهمها ليصبح كل 40 سهماً يساوي سهماً، ما مكنها من البقاء عن شرط التسجيل على المؤشر بسعر سهم فوق دولار واحد.

وفي تعاملات أمس الثلاثاء، هوى سعر سهم الشركة إلى 10 سنتات فقط، وذلك بعدما أعلنت الإفلاس.

المزيد من أسهم وبورصة