Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أحداث غزة تنعش القضية الفلسطينية لدى الأجيال الجديدة

هجوم "حماس" حمل سيلاً من الأسئلة في كل بيت عربي

خريطة للأطفال تصور المدن الفلسطينية وأهم معالمها (مواقع التواصل)

ملخص

هجوم "حماس" حمل سيلاً من الأسئلة في كل بيت عربي

أحداث فارقة مرت بها القضية الفلسطينية على مدى 75 عاماً، فمنذ أحداث النكبة في عام 1948 ومروراً بحروب وانتفاضات وصراعات استمرت على عشرات الأعوام، كانت القضية حاضرة في وجدان أجيال متلاحقة من الشعب العربي.

غير أن الأجيال الجديدة ربما كانت أقل وعياً بالقضية وتاريخها، فالأطفال والمراهقون لم يعاصروا أحداثاً مفصلية مرتبطة بالقضية، فخلال العقدين الأخيرين ربما كانت "انتفاضة الأقصى" عام 2000 والتي بقيت صورة الطفل محمد الدرة أيقونتها الرئيسة، وتليها "مجزرة غزة" في عام 2008، هما الحدثان الأكثر تأثيراً في أجيال الثمانينيات والتسعينيات إذ شهدت هذه الحقبة فترة طفولتهم ومراهقتهم.

وخلال الأعوام اللاحقة لم يحدث حدث جلل يعيد للقضية زخمها وحضورها الطاغي في الشارع العربي حتى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، مع انطلاق "طوفان الأقصى" الذي حمل معه سيلاً من الأسئلة من الأجيال الجديدة التي غالباً لا يعرف كثير منها تاريخ القضية الذي أصبح أخيراً محور الحديث في كل بيت عربي.

حوارات حول القضية في كل بيت عربي، و"النكبة" و"الأقصى" و"اللجوء" و "حق العودة" و"وعد بلفور" كلها كلمات أصبحت حاضرة بقوة في كل منزل عربي لتجيب عن تساؤلات لا تنتهي للصغار حول ما يحدث وما هي أسبابه؟ وما هو تاريخ القضية؟ ليتشكل وعي جمعي جديد بالأزمة الممتدة في المنطقة العربية منذ أكثر من سبعة عقود.

يقول علي (15 سنة) إن "الأحداث الأخيرة الخاصة بفلسطين جعلتني على علم بكثير من المعلومات التي لم أكن أعرفها عن تاريخ هذه القضية، فعرفت كثيراً من أسرتي إضافة إلى مشاهدتي كثيراً من الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي التي أتمنى أن يكون صوت العرب عليها أكبر من ذلك، لأن الغرب أفضل منا بمراحل في هذا المجال، وبصورة عامة لا بد من أن يكون هناك دعم دولي لعدم استهداف المدنيين ووقف هذه المجازر".

أما يوسف (10 سنوات) فيقول، "عرفت كثيراً من المعلومات في الأيام الأخيرة عن احتلال إسرائيل فلسطين ومقاومة الفلسطينيين الاحتلال على لسنين، وسمعت عن فكرة نقل الفلسطينيين إلى سيناء وأراها فاشلة، لأنهم يجب أن يتمسكوا بوطنهم، وجميع أصدقائي في المدرسة يتحدثون عن هذا الموضوع وبعضهم يدعو إلى مقاطعة بضائع الدول الداعمة لإسرائيل ويشجع عليه".

ويضيف آدم (سبع سنوات)، "نظمت المدرسة يوماً حكت لنا فيه عن فلسطين، وعرفت كثيراً من المعلومات عنها وعن الحرب هناك، وتحدثت معي أسرتي عن أهمية أن نساعد أهل فلسطين في هذه الظروف الصعبة، وبالفعل شاركت مع أسرتي بمبلغ من مصروفي للتبرع للفلسطينيين، وأتمنى أن تنتهي الحرب ويعيش الناس في سلام".

التعريف بالتاريخ ومحطات الصراع

مسيرات شهدتها الجامعات في كثير من الدول العربية تنديداً بالأحداث الأخيرة ودعماً للفلسطينيين، وفعاليات عدة نظمتها المدارس للتعريف بتاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي وأبرز محطاته، ففي مصر وقف الطلاب في مدارس الجمهورية كافة دقيقة حداد، وضمت الإذاعات المدرسية في طابور الصباح فقرة للتعريف بالوضع الحالي إلى جانب نشاطات عدة نظمتها كل مدرسة على حدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول السيدة هناء، وهي مديرة المرحلة الابتدائية في إحدى مدارس القاهرة، "مواكبة للأحداث الأخيرة حرصنا في المدرسة على تعريف الأطفال بتاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي من خلال نشاطات عدة تتناسب مع سن كل مرحلة، فالصغار نظمنا لهم ورشاً فنية لرسم علم فلسطين مع شرح عن الدولة وتاريخها وظروف احتلالها، والأكبر نظمنا لهم يوماً كاملاً يضم فعاليات متنوعة مع شرح للأزمة بما يتناسب مع سنهم، أما طلاب المرحلة الثانوية فنظمنا لهم محاضرة تشرح تاريخ القضية والوضع الحالي باعتبارهم أقدر على استيعاب الأمر"، وتضيف أن "ما لاحظناه هو أن كثيراً من الأطفال لم يكونوا على علم كاف بكثير من المعلومات الأساس عن القضية الفلسطينية، ونعترف بالفعل بأن الأحداث الأخيرة أعادتها للضوء وخلقت معرفة ووعياً بالقضية لم يكن موجوداً عند الأجيال الجديدة".

مبادرات لنشر الوعي

مبادرات متنوعة على المستويات كافة انطلقت بالتزامن مع الأحداث الأخيرة من أفراد وجهات تهدف إلى توعية الجيل الجديد بالقضية الفلسطينية وأبعادها، فظهرت مبادرات تبنت ترشيحات لقصص للأطفال صدرت يمكن الاستعانة بها لشرح طبيعة الصراع العربي - الإسرائيلي بصورة مبسطة، وكُتاب للأطفال والناشئة سعوا إلى تبني مشاريع للكتابة عن القضية ستخرج للنور عاجلاً، وآخرون أطلقوا مقاطع فيديو مبسطة تشرح تفاصيل القضية للأطفال أو المراهقين، وآخرون تبنوا مبادرات فنية للصغار لرسم العلم الفلسطيني والمسجد الأقصى والتعريف بتفاصيل القضية من خلال هذه الأعمال الفنية.

وفي السياق ذاته عمدت كثير من الأسر إلى البحث على الإنترنت عن رموز متعلقة بالقضية للاستعانة بها في شرح تفاصيلها وأهم أبعادها، ومن بينها خرائط فلسطين للتعريف بأهم المدن الفلسطينية ومواقعها وتاريخها، ومن بينها مبادرات مميزة تستهدف الأجيال الجديدة وتهدف إلى التعريف بتاريخ فلسطين، وخريطة للأطفال صممها ونفذها فريق من الفنانين وأطلقوها على مواقع التواصل الاجتماعي بحيث تستطيع الأسر تحميلها بجودة عالية لتعريف الأطفال بأهم المدن الفلسطينية.

وتقول إيمان أبو عرة من الفريق المنفذ للخريطة، "حاولنا تقديم عمل مميز لكل مواطن عربي يهدف إلى تعريف الأطفال والأجيال الجديدة بتاريخ فلسطين، فوضعنا كل جهدنا لتصميم هذه الخريطة التفاعلية التي تجعل المشاهد جزءاً من العمل بالتنقل بين مختلف المدن الفلسطينية بمعالمها التاريخية والجغرافية من البحر إلى النهر من دون أي حاجز، بصورة تعيد للأذهان خريطة فلسطين قبل عام 1948 بوجود المدن كافة على خط واحد من مدينة صفد شمالاً إلى بئر السبع في الجنوب"، مضيفة "حرصنا على إبراز المعالم الثقافية التي تدل إلى هوية كل مدينة والتفاصيل المعمارية فيها مثل المسجد الأقصى وكنيسة البشارة في الناصرة ومئذنة المسجد الأبيض في الرملة وقطف العنب في الخليل، إضافة إلى بعض الرموز التي تشتهر بها بعض المدن مثل عربات الكعك الشهيرة في القدس كمعلم ثقافي شهير، فالدمج بين التاريخ والفن له أهمية كبيرة على رغم صعوبته، لكن له تأثيراً كبيراً في نقل الفكرة بصورة مبسطة وبخاصة للصغار".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير