Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حراك دولي لا يهدأ لحل الأزمة في غزة

قمة إسلامية وأخرى عربية- إقليمية لخفض التصعيد العسكري بالقطاع

ملخص

قمة إسلامية وأخرى عربية- إقليمية لخفض التصعيد العسكري بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة

مع تكثيف الجانب الإسرائيلي قصفه الجوي على قطاع غزة عطفاً على سيناريوهات الغزو البري ودخول الأزمة أسبوعها الثاني، تتزايد وتيرة الحراك الدبلوماسي في الشرق الأوسط التي لم تهدأ منذ بداية الأزمة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، إذ عقدت على إثرها جلسات وحوارات ثنائية بين قادة دول العالم ومن يمثلهم.

وخلال الأيام المقبلة ستعقد قمة إسلامية وأخرى عربية - إقليمية لخفض التصعيد العسكري في غزة، الأولى في السعودية اليوم الأربعاء، وتعد اجتماعاً استثنائياً لقادة الدول الإسلامية على مستوى الوزراء لتدارس الوضع في القطاع ومحيطه وتفاقم الأوضاع إلى ما يهدد المدنيين وأمن المنطقة واستقرارها.

جرائم الحرب تتصاعد

وحملت "المنظمة الإسلامية" إسرائيل مسؤولية التصعيد وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، داعية في الوقت ذاته المجتمع الدولي وخصوصاً مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته تجاه وقف العدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

وأما الثانية فهي قمة على الصعيد العربي، إذ وجهت مصر دعوات إلى قادة الدول العربية لعقد قمة إقليمية - دولية السبت المقبل لبحث مستقبل القضية الفلسطينية وتطورات الأحداث في غزة، وسط أوضاع مشتعلة على الجبهة الإسرائيلية - الفلسطينية.

وتنذر الأوضاع في غزة بمزيد من التدهور، إذ دعا الجيش الإسرائيلي الأحد الماضي سكان شمال القطاع إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً، مما أثار ردود فعل حادة من الدول العربية، ورأى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن مطالبة إسرائيل لسكان شمال قطاع غزة بالانتقال إلى جنوبه تعد "جريمة حرب جديدة"، مؤكداً أنه يحظر "على القوة القائمة بالاحتلال مباشرة نقل قسري للسكان".

بايدن في الشرق الأوسط

وبالتزامن مع عقد القمتين الإسلامية والعربية، وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تل أبيب اليوم لإظهار دعمه الثابت لإسرائيل في حربها ضد حركة "حماس".

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي أن بايدن "سيسمع من إسرائيل ما تحتاج إليه للدفاع عن شعبها، في ظل مواصلة العمل مع الكونغرس لتلبية تلك الحاجات".

وأضاف أن بايدن سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتأكيد التزام واشنطن بأمن إسرائيل، وسيطلع على ملخص شامل حول أهداف إسرائيل واستراتيجيتها في الحرب.

وكان من المقرر أن يعقد الرئيس الأميركي قمة رباعية مع مصر والأردن وفلسطين، لكن بعد استهداف مستشفى المعمداني أمس الثلاثاء في غزة، أعلن الأردن في وقت متأخر من ليل أمس إلغاء القمة الرباعية التي كانت ستجمع الرئيس الأميركي مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله.

وبحسب ما ذكر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لقناة "المملكة" فإن "زيارة الرئيس بايدن إلى عمّان اليوم الأربعاء والقمة الرباعية التي كانت ستعقد في عمّان لن تعقد الآن".

وأشار الصفدي إلى أنه "بعد التشاور مع أشقائنا الفلسطينيين وأشقائنا في مصر، وبعد الحديث مع الولايات المتحدة قررنا عدم عقد هذه القمة لأننا نريد أن تنتج مخرجاً واحداً لا ثاني له، وهو وقف الحرب واحترام إنسانية الفلسطينيين وإيصال المساعدات".

وتابع الصفدي أنه "بما أن ذلك لن يكون متاحاً فقد قررنا عدم عقد هذه القمة، على أن تعقد في وقت يكون قرارها وقف الحرب والمجازر وسفك الدم وتلك الحرب، وهذا العدوان الذي يدفع المنطقة برمتها إلى الهاوية".

وخلال الأيام الـ 10 الماضية لم ينتقد بايدن وإدارته حملة القصف التي تشنها إسرائيل على غزة، مكتفياً بحث إسرائيل ودول أخرى على السماح بدخول المساعدات والإمدادات الإنسانية إلى منطقة الصراع المتفاقمة.

هل ستؤثر القمم العربية في دعم غزة؟

ورأى الكاتب السياسي عبدالله العساف أن "تل أبيب لن تلتفت إلى التحركات العربية، فهي تدرك جيداً أن الجامعة العربية ليست في أفضل حالاتها وكذلك الوئام العربي"، مضيفاً أن "إسرائيل تدرك أنها محمية بـ ’الفيتو‘ الغربي الذي أعطاها الضوء الأخضر إلى أبعد مدى، لكن لديها أملاً في أن تقيم علاقات جديدة مع السعودية"، وأوضح العساف أنه "عبر هذا المسعى وتقدير إسرائيل لمكانة الرياض وجهودها، ربما تكون لوساطة السعودية تأثيراتها على أمل التقدم في ملف العلاقات بين تل أبيب والرياض، والتي رهنت ذلك بإحراز تقدم في ملف القضية الفلسطينية".

ومع هذا يقول العساف إنه "من الوراد جداً أن تؤثر الاجتماعات العربية، خصوصاً مع تضافر جهود دول المنطقة بقيادة السعودية ومصر وتوحيد الإجراءات تجاه الأزمة، فتتمكن من ممارسة ضغط على إسرائيل والفاعلين الدوليين".

مجلس التعاون الخليجي 

ويسبق الاجتماع الإسلامي - العربي - الإقليمي جلسة استثنائية للمجلس الوزاري لدول المجلس التعاون أمس الثلاثاء لمناقشة تطورات أوضاع غزة في العاصمة العمانية مسقط، ودان المجلس الخليجي دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني وقال إنها تُوجب التدخل الفوري العاجل من المجتمع الدولي لإيقافها، مطالباً بوقف نهج "العقاب الجماعي" الذي تنتهجه إسرائيل ضد سكان غزة.

وفي البيان الختامي أعلن المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي تقديم دعم فوري للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، داعياً في الوقت ذاته إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية.

وفي السياق شدد الأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي على "وجوب تدخل المجتمع الدولي بصفة عاجلة لوقف إطلاق النار ووضع حد لأشكال التصعيد العسكري كافة ضد المدنيين، وتجنب حدوث كارثة إنسانية في الأراضي الفلسطينية".

واعتبر أن سلوك إسرائيل يعد "خرقاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني وانتهاكاً للمواثيق والقوانين الدولية وإمعاناً في تأزيم الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط، مما يعرقل جهود عملية السلام لحل القضية الفلسطينية".

وعن دور دول الخليج في حل الأزمة الإسرائيلية - الفلسطينية أشار العساف إلى أن الدول الخليجية لديها القدرة والتأثير في حل المشكلة، "فالسعودية بثقلها السياسي ودورها الريادي عربياً وإسلامياً استطاعت استثمار هذا الدور من خلال الاتصالات المكثفة مع قادة دول العالم من أجل احتواء هذا الصراع وجعله في حدوده الدنيا، والبحث عن حلول ومخارج لهذه الأزمة، ومن الممكن أن يكون لقطر دور في حل هذه الأزمة من خلال علاقاتها الجيدة بقادة ’حماس‘ وربما يكون لها تأثير في جانب التهدئة وملف الأسرى".

تنديد خليجي بالتهجير القسري

وفي السياق يوضح الكاتب السياسي حمود الرويس أن الدول الخليجية التي تربطها علاقات مع إسرائيل من "الممكن أن يكون لها دور من خلال الضغط المباشر بوقف العلاقات مع تل أبيب".

وجاء موقف دول الخليج واضحاً، فهي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ونددت وزارات الخارجية في السعودية وقطر والكويت وعمان والبحرين بمحاولات إسرائيل تهجير الفلسطينيين بشكل قسري من قطاع غزة، كما دانت استمرار استهداف المدنيين العزل مطالبة المجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف أشكال التصعيد العسكري كافة ضد المدنيين ومنع حدوث كارثة إنسانية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير